أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - حكاوي بنغازية...العصا مسعودة














المزيد.....

حكاوي بنغازية...العصا مسعودة


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 17:11
المحور: سيرة ذاتية
    


حكاوي بنغازية...العصا مسعودة

عبد السلام الزغيبي

مازال تلاميذ مدارس في الخمسينيات وبعدها، يتذكرون جيداً كيف كانت صرامة معلميهم الذي لا تكاد العصا تفارق كفيهم الغليظتين، كما لا تزال ذاكرة بعضهم تستحضر مشاهد العقاب البدني الذي كان منتشرا في تلك الايام.، والذي اعتبره المعلمين الوسيلة الأفضل لتحسين أداء الطلاب العلمي والسلوكي من وجهة نظرههم.

كانت العصا جزءاً لا يتجزأ من تاريخ ذلك الزمان، الذي ما زال أبناؤه يتذكرون جيداً كيف كان زملاؤهم الطلاب يبدعون الحيل والمقالب لتفادي ما يمكن تفاديه من آثار وأوجاع العصا، بأن يرفعوا أياديهم صوب يد المدرس، كي تتقلص المسافة بين العصا وكف الطالب، مما يقل معها أثر الضربة،( الجلدة) وجمعها (جلادي)، بلغة تلك الايام، كما يلجأ البعض لأن يرفع يده بقوة ثم يخفضها، مع نزول العصا ويحتال على الأستاذ فلا تكاد العصا تلامس يده، أو بطريقة تسخين ( نفخ هواء) اليد، قبل تلقي ضربات العصا الخشبية التي اطلق عليها لقب ( مسعودة).. وهي طريقة عقاب كانت تسبب الإحراج والإهانة للتلميذ أمام زملائه، وتدفع بالكثير منهم الى كراهية المدرسة والهروب منها في سن مبكرة.

ولا أعرف من أين جاءت هذه التسمية ، من أستاذ (الحساب) عادة، الذي قلما تفارق العصا كفه المستديرة، لاسيما حين يستعرض معهم نتائج جدول الضرب الذي له من اسمه نصيب.. أو من استاذ العربي والدين، يعاقب بها كل من لا يعمل الواجب او لم يحفظ سور القرآن او المحفوظات، أو من المشرف بالنسبة للتلاميذ المتأخرين عن حضور طابور الصباح..أو التلاميذ المشاغبين الذين يحاولون الهروب من المدرسة بتسلق سورها العالي..أو يفتعلون المشاغبات مع اقرانهم..

وكان هناك تلاميذ من بيننا، يتطوعون دائما لجلب العصا للمعلم ويهرعون من اجل احضارها على وجه السرعة، ( أنا يا استاذ نجيبلك العصا)، وعادة ما يكونون هم اول من يضرب بها..

وكان هناك وسائل اخرى للعقاب مثل وضع القلم أو الطباشير، بين أصابع الطالب والضغط عليها، كما كان العقاب أحياناً يتم بقرص الأذن، ناهيك عن العقاب المعنوي المتمثل في المنع من الخروج للاستراحة، والحرمان من وجبة الإفطار، أو الوقوف أمام باب الإدارة، أو كتابة نص القراءة خمس أو عشر مرات، أو الوقوف في الفصل مع رفع الأيادي إلى الأعلى.

وكان هناك فئة اخرى من التلاميذ الذين يتطوعون للاشراف على الفصل في حال غياب المعلم، أو استدعائه لحجرة الناظر، يمسحون السبورة، ويجلبون الطباشير من الادارة، و يقومون كذلك بتسجيل اسماء التلاميذ المشاغبين على السبورة، ليقوم الاستاذ بعد ذلك بإنزال العقاب الشديد بهم...حتى تتورم اياديهم الصغيرة الغضة، وكثير من هذه الفئة استفاد من خبرات ايام الدراسة و تطوع للعمل مع الجهات الامنية للدولة..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا ترفض الوصاية الدولية..
- الليبيون وهواية إدمان تضييع الفرص..
- الليبي واليهودي والخنزير..
- أه .. يا مدرستي القديمة.....
- الحكاية باختصار... الأبالسة الصغار يرثون أبليس
- الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
- ما ننساه زمانا عدى..*
- مالطة حيطه في البحر...وليبيا خشت في الساس
- استراحة في موناستراكي...أقدم أحياء مدن أوروبا
- بنغازي قالت كلمتها...
- فرحة العيد في بنغازي زمان
- حكاوي بنغازية...سفنز بالدحي...
- الى أين تسير اليونان ...اليورو أم الدراخما؟؟
- الماضي يعيش في حاضرنا
- رمضان في سوق الحوت..بنغازي
- رمضان في بنغازي زمان...
- سيزيف الليبي..
- من يحرك عرائس الأراجوز؟؟
- كان يا مكان في قديم الزمان...
- الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - حكاوي بنغازية...العصا مسعودة