أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نعيم عبد مهلهل - ميثولوجيا الأهوار..وزارة الموارد المائية والأمانة الوطنية في عودة الأهوار وإنجاح مشروع عدن مجددا















المزيد.....

ميثولوجيا الأهوار..وزارة الموارد المائية والأمانة الوطنية في عودة الأهوار وإنجاح مشروع عدن مجددا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ميثولوجيا الأهوار
وزارة الموارد المائية والأمانة الوطنية
في عودة الأهوار وإنجاح مشروع ( عدن مجدداً )

ــ الحلقة الحادية عشر ــ

نعيم عبد مهلهل
((تضررت الاهوار منذ السبعينات بسبب إقامة السدود وتحويل مجرى المياه ومشاريع تصريف المياه التي نفذها النظام العراقي السابق. وقد أشارت صور الأقمار الاصطناعية إلى فقدان 90 بالمائة من الاهوار. ومع انهيار النظام في العام 2003 ، بدأ السكان في إعادة غمر الاهوار بالمياه بفتح بوابات السدود وكسر الخزانات لإعادة تدفق المياه. وأشارت صور الأقمار الصناعية إلى أن مابين 30 إلى 40 بالمئة من المنطقة قد تم إعادة غمرها بالمياه بحلول منتصف العام الماضي. أما التحدي الحقيقي فيتمثل في إعادة بيئة الاهوار إلى ما كانت عليه ، وتأمين الماء النقي والمرافق الصحية للسكان.))
تقرير من إذاعة BBC العربية

((إن التشكيلات التابعة إلى وزارة الموارد المائية والتي تعتمد الوزارة على تقاريرها لم تكن فاعلة بالمستوى المطلوب أو إن لديها توجيهات من جهات عليا في الدولة واشك في هذا لأنني اعتقد بأن ابن البلد لا يساهم في تدمير بلده حتى إذا سلخ جلدة ليخرج عن نطاق اللامعقول ))
جاسب المرسومي / الباحث في مركز أحياء الأهوار

تجري مياه الأهوار على سواحل أديم طويل عريض وتغطي مساحات شاسعة من السهل الرسوبي المتكون من فيوض الغرين للنهرين الخالدين دجلة والفرات اللذان يسيران بتواز منتظم من جنوب مدينة بغداد من جهتي الشرق والغرب حتى يلتقيان في كرمة علي عند قضاء المدَينَة التابع إلى لواء البصرة وما بين مسافة التوازي هذه تكونت الأهوار في مساحات متناثرة ولكنها كبيرة وأغلبها امتدت على طول السهل الجنوبي العراقي فيما تكونت بعض الأهوار قليلة المساحة في وسط العراق .
هنا شارك الإنسان الطبيعة ببراءتها وجمالها وتكونت بين الاثنين علاقة المودة والتعايش بعيدا عن المنغص الحضاري الذي كان يجلبه الغزاة والقيم الغريبة والرغبة في تغير النمط المتعود عليه من قبل إنسان الهور لهذا كان التأريخ يمر بمراحل شتى على هذه التضاريس وكانت الدويلات القوية تنظر للبطائح كأمكنة للمقاومة والتحدي لهذا كان لها في كل عصر مواجهة وقد يكلفا هذا اختفاء بعض المعالم والتهجير وحرق القرى والتجنيد القسري ونهب الموارد أو العقوبة بإقامة سداد تمنع المياه من الوصول إلى مستقرها القديم حيث تتكون مياه الأهوار ومعها تتكون غابات القصب واليشانات ومراعي الجاموس وضفاف السمك ومواسم قدوم الطيور المهاجرة .
العجيب في السيرة الذاتية لهذا المكان إن التأريخ يكاد يتكرر فيها بين حقبة وحقبة حيث يتعرض المكان إلى اضطهاد مكرر ومنظم والسبب هو الانتماء البيئي قبل كل انتماء حضاري آخر ، لأن بيئة الأهوار تمتلك التحصن والتنوع والنأي برغبة الحياة المتحررة بعيدا عن سيوف القساة من غزاة وولاة وسلاطين وسراكيل أيضا .
كان انسان الأهوار كما يقول ويثفرد مؤلف كتاب ( المعدان عرب الأهوار ) : أن هذه البيئة محكومة حياتيا بما تملك وما ينبت فيها وغير ذلك هي لا تتقبل كلما يأتي من خارج المكان عدا دواء الصداع .
الآن وقد بدء تاريخ جديد يسعى إلى عدم تكرار مآسي الأمس يحتاج المكان إلى إعادة تكوين على كل المستويات : ديموغرافيا ، طوبوغرافيا ، وهذا يحتاج إلى إعادة هيكلة المكان وبنيته : السكانية ، البيئية ، الصحية ، الأنتاجية ، السياحية ، المائية ، الزراعية ، التعليمية .
تلك مهمة حضارية شاقة ، تحتاج إلى جهد عالمي ووطني محسوب وفق رؤى دراسات تخضع لقراءة روح المكان مضروبا في المؤثر التاريخي وآثار ما ترك هذا المؤثر حيث نحتاج إلى :
1ــ أن نؤرشف كل ما دون عن المكان عبر الحقب التاريخية وحتى ساعة صفر السقوط من خلال تأسيس مركز وطني ــ عالمي من ذوي كل الاختصاصات التي تعتني بالمكان ومن شتى التشكيلات وبمفاصل وشعب متعددة مهمتها أجراء كشوفات ومسوحات ودراسات تهتم بالمكان وإعادته إلى أزمنته التي جبل عليها طبيعيا منذ العهود العراقية الأولى .

2 ــ تشكيل لجنة رئاسية للمتابعة لأحياء المكان وتنفيذ ما يرغب بإنجازه المركز الوطني لأحياء الأهوار يكون تابعا لوزارة الموارد المائية .
3 ــ دعوة الشركات العالمية المعمارية لإنشاء قرى نموذجية من ذات المواد الأولية التي تبنى فيها بيوت عرب الأهوار وجعلها مكانا لمحميات طبيعية ونموذجا لتصميم الدولة على رفع الحيف عن المكان .
4 ــ اختيار أماكن خاصة للترويح السياحي حيث بالمكان تحويل بعض المدن الواقعة وسط الأهوار ومنها مدينة ( الجبايش ) التابعة إلى لواء الناصرية إلى ما يشبه فينيسيا الإيطالية مع فرق أن طبيعة الأهوار أكثر اقترابا للحس السياحي الطبيعي المفتوح لأنها بعيدة عن مخلفات التلوث الحضاري والصناعي مما في فينيسيا الأوربية .
5 ــ إقامة معاهد وطنية ــ دولية لدراسية الأحياء المائية وهجراتها كالطيور لغرض جعل المكان صالحا لإيواء فكرة السلام والمحبة حين تتابع هجرات الطيور من البلطيق والصين وأوربا الشمالية لتحط وتعيش فصل الدفء في هذه المناطق الهادئة .
6 ــ تأسيس جامعة تخصصية بالموروث الأهواري وخصائص المكان يكون على عاتقها تخريج أجيال تديم الحياة بطبيعتها ومراكزها العلمية ويتم تشكيلها تعاونا بين وزارة الموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
7 ــ إنشاء متحف الأهوار في أكثر من مكان ليديم التواصل السياحي مع ذاكرة الزائر وموجودات المتحف موجودة في المتاحف العراقية والعالمية وما تحتفظ به بيوتات أهل الأهوار .
8 ــ تأسيس معهد خاص يطلق عليه ( معهد تطوير وتحسين زراعة الرز في مناطق الأهوار ) حيث بامكان الدولة أن تجعل مناطق الأهوار سلة غذاء كافية للعراق من أنتاج الرز وتنتفي الحاجة إلى استيراده وذلك لتوفر المياه والأرض الصالحة .
9 ــ وقد نذهب إلى منفعة وطنية كاملة حين نخصص للمكان وزارة مسماة باسمه ( وزارة إحياء وتطوير الأهوار ) يكون على عاتقها تنفيذ ومتابعة كل ما ذكر في أعلاه وان يكون مركزها خارج العاصمة أي في المنطقة ذاتها ولها علاقات دائمة مع الوزارات الساندة .
10 ــ الدعوة إلى إعلان يوم أممي لأحياء الأهوار وإقامة مهرجان ثقافي فني وعلمي على هامش هذا اليوم الذي يستمر لأسبوع أسوة بالمهرجانات العالمية التي ترتبط بذاكرة المدن والأمكنة الحضارية كجرش وبعلبك والكابيتول وبابل وصلالة والفحيص لاسيما إن اغلب مناطق الأهوار كانت مهدا لسلالات حضارية عريقة كسلالات السومرية التي تتجاوز أمكنتها الثرية في المكان بأكثر من 300 موقع اثري أكثرها لم يتم الكشف عنه بعد .
حاليا هذه المقترحات قد تأخذ في بعض مفاصلها شكل أمنية لحلم ولكن تحقيقها ممكنا حين نضع النية والإصرار في أوراق مشاريعنا وطواقمها لاسيما إن مناطق الأهوار العراقية تنعم باستقرار امني وهي بجميع تشيكلاتها السكانية والبيئة مهيأة تماما لتقبل وتنفيذ أي مفردات من مفردات أفكارنا إذا جاز لنا أن نعتقد إن أموالا طائلة مرصودة من الخزينة العراقية والدول المناحة وخزينة الائتلاف في زمن برايمر كما في الخبر التالي لنقرا من خلاله مستويات الصرف على المكان لجل تطويره وانتشاله من حالة البؤس :
((حققت وزارة الموارد المائية، تحت أشراف الدكتور عبدا للطيف جمال والدكتور ثيريوت، تقدماً في إعادة بناء نظام الموارد المائية العراقية، وكانت أهم النتائج : زيادة الميزانية المخصصة للموارد المائية بمبلغ 149 مليون دولار أمريكي. في عام 2002 وتحت حكم صدام كان برنامج الري الوطني (الذي يدعى الآن الموارد المائية) يعاني من إهمال شديد وكانت ميزانية تقدر بأقل من 1 مليون دولار أمريكي، أما ميزانية عام 2004 فهي 150 مليون دولار أمريكي ))
ويستمر تقرير حفل انتقال الأشراف الوطني على وزارة الموارد المائية بالقول فيما يخص عودة الأهوار إلى سابق عهدها :
((إضافة إلى ذلك وفي تحول مثير فقد استفادت مناطق الاهوار بشكل كبير بعد التحرير وظهرت عليها علامات أمل جديد في استعادة أهميتها مرة أخرى:
1ــ حوالي 30 – 40% من المساحات الأصلية من الاهوار غمرت بالمياه منذ التحرير في نيسان 2003.
2ــ عاد الآلاف من سكان الاهوار المبعدين إلى مناطقهم ليبدأوا حياتهم مرة أخرى.
3ــ ازدادت الأنشطة الاقتصادية في مناطق الاهوار والتي تشمل صيد السمك وحياكة البسط وتربية الجاموس والزراعة.
4ــ تحسن الظروف البيئية والتي شملت عودة معظم أنواع الطيور واعتدال درجات الحرارة وتحسن نوعية الهواء.
سيستمر الائتلاف بتقديم المساعدة التقنية إلى وزارة الموارد المائية العراقية عند طلبها ذلك وسيشرف على مبلغ 775 مليون دولار أمريكي المقدمة كمساعدة ضمن المنحة الإضافية الخاصة التي طلبها الرئيس الأمريكي جورج بوش. ))
ومصدر توثيقنا أعلاه هو (( Coalition Provisional Authority )) ــ موقع سلطة الائتلاف المؤقت على الشبكة العالمية ..
بمثل هذا الأمر تكون الوزارة قد حصلت على وعد بمنحة تقارب المليار دولار وهو مبلغ ليس بالهين إذا وضعنا في حساباتنا بأن البنية الهندسية لجميع المشاريع الروائية والسدود لم تصاب بالضرر الكبير أو التدمير جراء العمليات العسكرية سوى اندثارات فترة الحصار والإهمال وعدم استخدام تقنيات الصيانة الحديثة ، لذلك فينبغي أن ينصب جل الأهتمام في صرف الأموال أعلاه إن وجدت وتم الإيفاء بدفوعاتها بجعلها موازنة لوزارة الموارد المائية على قطاع تنمية وإحياء منطقة الأهوار لأن المنطقة بمساحتها الشاسعة وتركيبتها السكانية ووجودها التاريخي والحضاري وما تعرضت له على شتى مستويات وجودها البيئي والبشري تمثل أهم معضلات العمل في خطط الوزارة وان مجمل العمل الروائي المنجز في الشمال والوسط هو بالتالي يصب في المنطقة الجنوبية حتى فيما يهم إنتاج الطاقة الكهربائية ومشاريع أروائية أخرى .
لا نعتقد إن ما أعلن وصل بالكامل إذا ما عرفنا إن الدول المانحة تتباطأ كثيرا في إنجاز وعودها لمساعدة بلد تعرضت بنيته التحتية إلى الكثير من التلف بسبب فترات تاريخية عصبية عاشها في مجمل سنواتها هي حروب وثورات داخلية وكان لمناطق الأهوار نصيب كبير من مؤثر هذه الثورات وحروبها لتصل إلى فترة أن يعمل إلى تجفيفها بالكامل ثم تأتي المهمة التاريخية الأصعب وهو إعادة الحياة للمناطق المجففة وهذا في حجمه الكبير يقع على عاتق وزارة الموارد المائية أولا لأن المشكلة تبدأ من توفير المياه لتعود الحياة ثانية إلى المكان بانسيابية .
وثانية يأتي الجهد على الوزارات الساندة وأهمها وزارات البيئة وحقوق الإنسان والزراعة والصحة والتربية وهي أكثر الوزارات اقترابا من طبيعة الحياة الأهوارية ومشاغل إنسانها وكلام الدكتورة مشكاة المؤمن وزيرة البيئة لشبكة الأعلام العراقية يمثل نمطا نتمنى أن نراه مجسدا وحقيقيا بالشكل الذي يوازي حجم المشكلة واصالة المكان رغم إننا لازلنا حد هذه اللحظة لم نلمس الكثير مما يصرح به المسؤول لأن المكان لازال يعيش المعاناة ولازالت الحاجة إلى الجهد تحتاج استنفارا وطنيا رغم أن الكثير يعلم إن المعاناة الوزارية تخرج في بعض من المرات خارج قدرة الوزارة وطاقتها مادام الذي تطمح بتوفيره لا يتوفر وخاصة الجهد المادي . فالسيدة وزيرة البيئة تقول : ((وفيما يتعلق بالاهوار أوضحت الوزير إن موضوع الاهوار من أهم ما يشغل الوزارة فقد قامت الوزارة وبالاتفاق على برنامج ومشروع لإحياء الاهوار وغمرها بالمياه ويشمل المشروع أيضا اموراً عديدة وان الوزارة لم تنتظر بدء المشروع فقد باشرت ملاكات قسم التنوع الاحيائي ”فريق الاهوار“ بدراسة شاملة ومشروع متكامل لإحياء الاهوار ويشمل ”التنوع الاحيائي ـ مراقبة نوعية المياه ـ الأحياء المائية ـ الأسماك والطيور“ وأيضاً ترغب الوزارة بدراسة اجتماعية لسكان الاهوار كيف كانوا وأين أصبحوا؟
ـ وقالت أن هناك تحسناً ملحوظاً فيما يخص الاهوار فقد تمت مشاهدة ثلاثة أنواع من الطيور كانت تصنف بالمنقرضة. ))..
على تلك الرؤى تقوم إعمال الوزارات فيما يخص بيئة الأهوار وحياتها . إن أمراً كهذا في جانبه الوطني والحضاري والإنساني يمثل رسالة كبيرة ليس للوزارة وحدها بل لرهان وطنية الحكومة والحكم لأننا في حساب المدلول التاريخي نحتاج إلى مراجعات وفهم وتصورات لما يجب أن نعمله وبجدية اتجاه شعب شارف على الانقراض والذوبان في مجتمعات وبيئات غير ما تعود عليها وهذا يقودنا إلى وضع ما نفترضه ملائما لأعادة الحياة إلى سابق عهدها والبدء بتحقيق خطوات المشروع الحلم ( عدن مجددا ) وهو مشروع تابع للأمم المتحدة لا نعرف مقدار المنجز منه وكل ما نعرفه إن( عدن مجددا )هو مشروع ممول يابانياً قائم على تصورات وكالة ناسا الفضائية عبر صور آتية من أقمارها الصناعية وهي التي نبهت العالم إلى حجم الكارثة الحقيقية . غير إن اسم عدن يعيد إلى البال آفاق التخيل الميثولوجي في ذاكرة إنسان سهول سومر وبطائحها من أن تلك المناطق الغنية بالماء والخضرة والطير والتي تصورها كجنان عامرة خلقت ذهن الجنة المبتغاة ( دلمون أو عدن ) إنها مكان يرتبط بأخيلة حالمة لإنسان الأهوار الأول عندما كانت الطبيعة تفرض سحرها بمجوداتها وكانت الآلهة تغطس في المياه الخضراء بسعادة لتعيد صياغة حلم العالم من جديد وأي ملك تبتغي منه تشيد معبدا أو هيكلا تأمره بالذهاب إلى بطائح الماء والقصب لجلب ممكنات البناء كما فعلت في خيال الأمير كوديا .
لا ندري كم نفذ من ( عدن مجددا ) وهل وزارة الموارد المائية على تماس بما يخطط لأجله الآخرون وينفذوه في برامج دولية لإعمار الأهوار غير إن الملموس لم يكن كبيرا وإثناء تجوالنا المتكرر في مناطق الأهوار لم نجد شيئا من عدن التي يتصوره المشروع الياباني ولكننا حين نقابل مسؤولا في الري أو مهتما بشان الأهوار نجد الكثير في الفم أو على الورق غير إن الأمر يكاد يكون مختلفا على ارض الواقع وهذا عائد إلى ظروف أحسها إننا تتصل بحجم الموارد والموازنة والاندثار الهائل الذي أصاب البنية التحية وشئ من فساد الإدارة وبعض أنانيات العمل ودخول عقول إلى لجة الموضوع دون أن تكون مهيأة علميا وحضاريا لمثل هذا الدور ذلك الأمر يجعل وزارة الموارد المائية أمام امتحان صعب وعليها أن تسابق أزمنة الحلم لتحقق بعض ما يتمناه ابن الأهوار وبالتالي نحصل على المكاسب التالية :
1ــ نعيد إلى الموازنة السكانية إلى سابق عهدها أي نفعل برنامج الهجرة المعاكسة فنتيجة للاضطهاد والتجفيف هاجر اغلب سكان الأهوار عن مناطقهم إلى مدن مراكز الناصرية والديوانية والعمارة وكربلاء والبصرة وعودتهم ستعيد التوازن السكاني إلى المدن الحضرية ويقلل مستويات البطالة وأزمة السكن كما انه ينشط منطقة الأهوار اقتصاديا .
2 ــ بعودة المنطقة إلى سابق عهدها . يمارس الإنسان حياته القديمة بعودة موجودات الطبيعة كالسمك والطير والقصب وتربية الجاموس فيتحسن وضعه الاقتصادي ويزداد النتاج الوطني من ثروات كانت شحيحة كما الثروة السمكية وصناعات نبات القصب وتوفر مشتقات حليب الجاموس وزراعة الرز .
3 ــ بعودة أهل الأهوار إلى بيئتهم الأصلية سيكون على الدولة توفير مرافق الحياة الأساسية كالمدارس والمستشفيات والمراكز البيطرية والخدمية الأخرى وهذا يعني الحاجة إلى كوادر تدير هذه المنشآت فنسعى لتشغيل آلافا من العاطلين من الكوادر الوسطى خريجي الكليات والمعاهد والأعداديات .
4 ــ تطوير وتنشيط قطاع الإنشاءات من خلال تكليفه ببناء الفنادق السياحية والمراكز الطبية والمدارس وغيرها مما يحتاجه الإنسان .
وبهذا تكون الفائدة اعم ومتبادلة بين المكان والذين يبغون إعادة الحياة إليه .
ان روح الوطنية الصادقة تحتم علينا أن نبذل جهدا كبيرا اتجاه مكان كان في يوم ما هو المكان السرمدي لحياة الإنسان الثانية حيث أدركت الطبيعة حسنها في أن يكون القصب والنحل هو بعضا من جدائلها المنسابة على الماء الذي يكون بطبيعة وجوده أديما أزليا لحياة أقوام عراقية أصيلة عاشت منذ فجر السلالات وحتى هذه اللحظة على مودة صافية مع الطبيعة وكل من عليها ولنتذكر ونحن نهم بإعادة الحياة إلى هذا المكان إلى سابق عهده قول احد المشايخ المندائيين من أهالي قلعة صالح وهي أحدى مدن الأهوار في لواء العمارة ، والمندائية من الديانات التوحيدية القديمة جدا والتي جعلت من هذه البطائح موطئ رغبتها بالخلود كونها تعتمد في إتمام طقوسها على الماء في التعميد والمباركة والزواج والاحتفاء بالأعياد الصغيرة والكبيرة قوله (( إننا اسماك هذا المكان فبمجرد أن نبتعد عنه ميلا واحدا نموت من لحظتنا . لقد علمنا الماء أن نتعلق بروح ما ندين به وعلمنا الطير رغبة التواصل مع السماء ومن القصب صنعنا نايات أفراحنا . انه مكاننا السرمدي وهنا ولدت كتبنا وولد أجدادنا ))

أور السومرية 29 تشرين أول 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماني يرطن بالكردية وياباني يتحدث بلهجة بغداد ..وانا بلغة ا ...
- قصص قصيرة جدا
- قارئ الجريدة والكشوفات الجديدة
- مندائيات
- ميثولوجيا الأهوار ... الأهوار في عيون المستشرقين والرحالة .. ...
- ثوب المسيح أكمامهُ قصيرة ..ثوب المطر أطول قليلاً
- بالرمل لا بالخيمة تلوذ الحياة
- عود الفارابي
- دمعة رامبو
- ميتافيزيقيا خد الوردة ونباح الكلب
- مديح بنزيف الخاصرة ..تيه الذاكرة والجسد
- ميثولوجيا الأهوار ..طبيعة تستغيث وأحلام عودة المياه الى أزله ...
- المعدان عرب الأهوار زادهم الفطرة والتشيع والكرم
- قبعة مكسيكية ..وموسيقى موزارتية ..وشاي مهيل
- سيف المتنبي
- ميثولوجيا الأهوار..الأهوار والمندائيون ..خليقة تعود الى آدم ...
- عين المعري
- ميثولوجيا الأهوار ..تجفيف الأهوار ..تجفيف لأحلام الأنسان وال ...
- ميثولوجيا الأهوار..الهور ..المكان طوبغرافيا وعناصر الحياة
- هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نعيم عبد مهلهل - ميثولوجيا الأهوار..وزارة الموارد المائية والأمانة الوطنية في عودة الأهوار وإنجاح مشروع عدن مجددا