أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سهيل حداد - المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم















المزيد.....

المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


يرى شومسكي أن وسائل الإعلام الأمريكية لعبت دوراً كبيرا في تعبئة الرأي العام من أجل اختيار الحل العسكري لا الدبلوماسي. ولكن وسائل الإعلام أغلقت منذ البداية هذه الاحتمالية وأوهمت الناس بأن الحل العسكري هو الوحيد الممكن. بل وراحت تبرز العراق وكأنه يمتلك رابع أو خامس جيش في العالم ويستطيع بالتالي أن يهدد أميركا وبريطانيا! نقول ذلك ونحن نعلم أن العراق هو دولة من دول العالم الثالث، ولم يستطع أن ينتصر حتى على إيران على الرغم من وقوف أمريكا والاتحاد السوفييتي وأوروبا ودول الخليج البترولية خلفه، فكيف بإمكان جيشه أن ينتصر على جيش أميركا وبريطانيا! وعلى من يضحكون إذ يقولون هذا الكلام؟ وعلى الرغم من ذلك فإن الناس هنا صدقوا الأكذوبة. وهذا يبرهن على مدى قدرة وسائل الإعلام وكيفية تأثيرها على العقول وتوجيهها في الاتجاه الذي تريده.
والولايات المتحدة مستمرة بنفس الوسيلة في التأثير في الرأي العام العالمي لتمرير مخططاتها وأهدافها. وخاصة في الشرق الأوسط عبر وسائل إعلامية معينة وضعت نفسها تحت تصرفها. فأي خبر أو حدث يهم الإدارة الأمريكية تتناقله وسائل الإعلام كالنار في الهشير.
وبنفس الطريقة انشغلت كل الوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والالكترونية والمكتوبة في تغطية أخبار وتحليلات التي تتعلق بنتائج تقرير ميليس وأبعادها وتناقضاتها وألغازها التي قدمت لمجلس الأمن بخصوص التحقيقات الجارجية للكشف عن منفذي جريمة إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق المرحوم رفيق الحريري، وقد تعددت واختلفت وجهات النظر في الأخذ بهذه الاستنتاجات، فبعضهم وبغض النظر عن الثغرات القانونية الكبيرة والغموض في تفسير آلية التحقيق والإسناد التي أعتمد عليها التقرير في تحديد المشتبه بهم أو الجهات المتورطة في عملية الإغتيال ،وافق عليها بدون أية استفسارات، وبالأخص الساسة المعارضين لسورية في لبنان ومن ورائهم. في حين رفضت سورية هذه الأستناجات الأولية غير الكاملة ومعها الكثير من خبراء القانون الدولي والمحللين السياسيين الدوليين وبالتحديد الفقرة التي تتهمها بالتورط بهذه الجريمة، لأن الآلية التي أدت لمثل هذه الاستنتاجات تفتقر إلى أدنى حد من المصداقية والحرفية والتقنية التي كان من المتوجب أن تتوفر في مثل هذا النوع من التحقيقات ذات البعد الدولي والإقليمي، التي نتائجها، ناهيك عن البعد السياسي الذي أخذه فحوى التقرير والتي ستستغل وتجير سياسياً لأبعد مدى باتجاه أو بأخر ضد سورية التي تتعرض لحملة ضغوط أمريكية شرسة تستهدف مواقفها وطبيعة النظام فيها لزيادة الضغوط على سورية، وهذا ما حدث بالفعل بعد الجلسة التي خصصها مجلس الأمن لقراءة التقرير. كل ذلك يبقى في ظل الظروف السياسية التي تعيشها المنطقة منطقياً ومفهوماً في إطار الكيفية والطريقة التي يتعامل معها كل طرف لعمل محدد قانونياً ودولياً. فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى من وراء هذا التقرير لمعاقبة سورية وعزلها دولياً حتى ترضخ لشروطها، وسورية تسعى لوضع المجتمع الدولي في الصورة الحقيقة لهذا التقرير الذي يستهدفها مباشرة.
ولكن الذي لا يمكن قبوله هو أن تستغل نتائج عمل لجنة التحقيق الدولية التي ابتعدت برمتها بشكل كبير عن الهدف الذي من أجله شكلت وهو إظهار الهوية الحقيقة لقتلة الحريري، للنيل من سورية وشعبها وتحريض المجتمع والرأي العام الدوليين عليهما، عبر بعض الأبواق الإعلامية وخاصة البعض العربي منها، إذا صح التعبير، إذ تقوم هذه الوسائل بإنكار حق سورية في الدفاع عن نفسها، وإظهارها كدولة خارجة عن الإجماع الدولي وحاولت منع الآخرين من الوقوف معها، عبر حملة افتراء وتجني لا مثيل لها على هذا البلد وشعبه.
وهنا يتساءل المرء العادي ما هو هدف ودور هذه الجهات الإعلامية العربية، ولماذا كل هذا التحامل والتجني على سورية ودورها ومواقفها. هل هي في حقيقة الأمر تنقل أراء ومواقف صحفية وهي منابر حرة مستقلة وحيادية ونزيهة أم لديها أهداف مغرضة وحاقدة، أم هي وسيلة لا أكثر ولا أقل للارتزاق.
وبعيداً عن أي تفسير أو تحديد مصطلحات عامة أو خاصة أو توجيه سياسي محدد وبغض النظر عن دور الإعلام وأهدافه النبيلة في التوعية والتثقيف ونقل الحقيقة وكشف أماكن الخلل التي لا تنكر إذا استخدم في إطاره الصحيح، يدرك القارئ العربي البعيد عن أهواء الجاذبات السياسية المغرضة بأن هذا الإعلام مجير ومرتزق وبعيد عن الحيادية والمنطقية والموضوعية ليس فقط بطريقة تعاطيه مع الحدث، بل بالرسائل المباشرة غير المباشرة التي تهدف إلى تضليل الرأي العام وحرفه عن المضمون الحقيقي لهذه الحملة. وهذا ما نراه عبر برامج حوارية متلفزة ذات عناوين طنانه وجاذبة تختص فيها بعض الفضائيات كالعربية والحرة والمستقلة.. وبعض الفضائيات اللبنانية التي انضمت للجوقة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، أوبمقالات مطولة تتميز بضحالة المعلومات وزيف الاستشهاد وغموض المصدر، و بأخبار كاذبة بعيدة عن كل منطق وصدق، تنشر يومياً على صدر بعض الصحف العربية وخاصة النهار اللبنانية والسياسة الكويتية وبعناوين رنانة وجاذبة، وترك منابرها وصفحاتها لكل من هب ودب من دجالي ومتاجري الكلمة والمواقف السياسية الزائفة للإدلاء بآرائهم وتصريحاتهم المغرضة والمضللة ضد سورية وشعبها بدون أي رقيب أو وازع أخلاقي. وكأن الشغل الشاغل لهذه الوسائل الإعلامية الشأن السوري والمواطن السوري واهتماماته، ولا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوزه وتتمادى إلى أبعد من ذلك بكثير فهي تنكر على سورية مواقفها الوطنية الصامدة تجاه العدو الصهيوني المحتل، ودورها المشرف في إنهاء الحرب الأهلية الدامية في لبنان والمحافظة على وحدته واستقراره، وزيادة على ذلك لا تتوانى عن التدخل في السيادة السورية وأخذ دور الوصي على الشأن السياسي السوري وقراراته، وعلى دور المواطن ورأيه، كناصح بريء، تارة للنظام للانصياع إلى الإدارة الأمريكية ومطالبها وشروطها وبذلك يخرج من أزمته معها، ومحرض تارة أخرى للرأي العام السوري ضد النظام كورقة ضغط وتهديد تتماشى مع رغبات هذه الإدارة ومصالحها، مع إعطاء صورة قاتمة غير حقيقة عن سورية قيادة وشعباً. والمتتبع للأمر لا يتوقف عند ذلك فقط بل يرى بان هذه الوسائل تجاوزت دور الصحافة والإعلام في نقل الخبر وتحليله وأصبحت شريك غير حيادي ومنحاز لطرف ضد طرف أخر. وما نراه إذاً هو عمل مرتزقة للكلمة ومحترفو بيعها وتسويقها وهذا واضح من طريقة تناولهم للحدث أو الخبر بالتحريف والتزييف والتضخيم ثم تناقل ذلك فيما بينهم فيأخذه الثاني عن الأول فيضيف إليه أو يحور منه ويقوم أخر بنشره أو بإذاعته في مكان أخرى عبر عملية منظمة ومتوافقة لكي توهم القارئ أن هذا الرأي عام وينبع من عدة جهات، وهو في واقع الأمر كلام واحد من مصدر واحد يتولى تمويل وتسويق هذا الخبر أو الإشاعة. إنها عملية تسويق مبتذل هدفها الارتزاق بكافة أشكاله، بغض النظر عن خطورة ذلك وأبعاده في المنظورين القريب والبعيد على شعوب المنطقة عموماً وعلى الشعبين السوري واللبناني خصوصاً.
إذا فلا غرابة ولا عجب أن تنزلق أقلام وكلمات هؤلاء المرتزقة بأفكار تابعية لسياسة معينة، إلى هذا المستوى من تزييف للتاريخ والحقيقة وتجيريهما لصالح الممول في الإدارة الأمريكية والأليزية، إذا لم يكن هذا الممول مقره تل أبيب. وهنا لا أقصد الخيانة والعمالة لا سمح، فلم يعد يحق للسوري أن يتلفظ بهاتين الكلمتين حتى للجواسيس، لأن تلفظه بها يعني استخدامه لغة خشبية لا تتناسب مع الطموح الذي يفكرون به مستقبلاً لتعاملهم مع الإسرائيليين، أو عندما يبيعون البلد بمن فيها، لأن مثل هؤلاء لا يصلون في حقيقة الأمر إلى مستوى خائن وعميل بل إلى درجة أدنى من ذلك بكثير فهم أذلاء ومهانين وأتباع وخصيان لأنهم لا يملكون أي مبدأ أو ينتمون إلى أي وطن فهم وسيلة مأجورة مرتزقة تعرض نفسها للبيع كالعبيد في سوق النخاسة. ولذلك يكون حقدهم أعمى وكيدهم بغيض وفكرهم قذر ومتسول بعيد عن أي منطق أو احترام لحقوق المتلقي لهذا الكم الهائل من الزيف والافتراء على الحقيقة والواقع.. فإعلامهم السوقي وارتزاقهم الصحفي يجعلهم يحولون صحفهم وأقلامهم إلى أدوات للابتزاز لمن يخالفهم الرأي السياسي أو حتى الشخصي وهو الأمر الذي أوصل المنطقة العربية برمتها إلى هذا الوضع العام الردئ من ضعف وقلة حيلة وهوان على الغير وذلك بطبيعة الحال نتيجة حتمية لأعمالهم التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً وتزيف التاريخ، وتمجد الأفعال القبيحة والمواقف الذليلة. وهذا ما يقوم به المرتزقة من أمثال جبران تويني وأحمد الجار الله والطفيليين من صغار المرتزقة مدعي الحرية والديمقراطية وحق التعبير للجميع، الذين يتفانون عبر وسائل إعلامية رخيصة تقتات وتعتاش وتسترزق على التبرعات والمساعدات والتسهيلات التي تقدمها لهم أجهزة العم سام وحلفائه في المنطقة، على تسويق مشروع الإدارة الأمريكية بشكل مفضوح ووقح يسهل اكتشافه عبر لغتهم السوقية السخيفة التي تدل عن غباء وجهل مفرطين. وغير مسموح لهم أن ينشروا في وسائلهم الهابطة إلا الآراء التي تتوافق مع هذا النوع من التسويق، لذلك لا يدركون في حقيقة الأمر خطورة أعمالهم في تضليل المجتمعات ومخادعة النفس البشرية العاقلة فهم يؤدون عمل مقابل أجر لأي كان غير عابئين بنتائجه، بغض النظر عن طموحاتهم الآنية وولعهم المفرط في حب الظهور والشهرة الذي قد يكون لديهم تعويضاً عن عقدة النقص في التابعية الاسترزاقية. وإذا كانوا يعتقدون بأنهم يقومون بعمل شخصي فمرضهم النفسي أعتى وأشد ويندرج تحت باب انفصام الشخصية والمس العقلي الكامل. لأن كل ما يكتبوه ويصرحوا به عن قيم الحرية والتسامح والرفاهية والتعددية الدينية والمذهبية والديمقراطية السياسية هو ترديد واجترار صدى كلام الإدارة الأمريكية وأذنابها أو ترديد ببغائي لما يرد في معظم الصحف ووسائل الإعلام الغربية التي تخضع لدوائر المال الأمنية والسياسية وصراع رأس المال المهيمن على كل المناحي الحياتية في تلك الدول.
والجميع يدرك بأن الإدارة الأمريكية تستخدم دولاً مرتزقة مثل إسرائيل في منطقتنا، ومرتزقة إعلاميين لتعبئة الرأي العام من أجل تنفيذ سياستها في هذا الشطر من العالم. هذه السياسة التي تعتمد على الوجود الأمريكي الهدام لأنها لا تهدف إلى مصلحة شعوب المنطقة بل استغلال الظروف كحالة صدام حسين لتهيئة ظروف أخرى مثل جريمة اغتيال الحريري لخمة مصالحها دون أن السعي لحل أي من الملفات العالقة في المنطقة. وهذه المصالح ترتكز على السيطرة المباشرة على منابع النفط واستخدام تواجده العسكري في المنطقة لتهديد دول الجوار وفرض شروطه عليها بما يحقق الطموحات الإسرائيلية ومصالحها الحيوية.
وكمواطن سوري أتابع ما يحصل من أحداث ردود أفعال على هذه الأحداث أعتقد بأن ما يجري على شاشات الفضائيات، وفي وسائل الإعلام العربية والغربية من عملية تشويه للحقيقة وتأجيج النفوس وتحريضها على الكراهية والحقد بين الشعوب العربية من جهة وبين فئات الشعب الواحد هو عملية تحريض للتدمير والإبادة من قبل مرتزقة المنافقون ليغنموا الجوائز والإكراميات.
إن هذا اللهيب الإعلامي المرتزق الذي ينال من سورية هو في حقيقة الأمر بوادر لحملة هوجاء تشمل نطاق أوسع في حملة جديدة لحشد عالمي ضد كل أشكال المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق تحت شعار محاربة الإرهاب حسب المفهوم الأمريكي الغربي الذي عبره تنتهك كل حريات الشعوب والأمم باسم الحرية والديمقراطية.
وما ينشر في الإعلام الأصفر، هو إيحاء لضعاف النفوس وقصار الرؤية بأنه لا مستقبل سياسي أو ازدهار اقتصادي أوجود حضاري إلا بالإذعان والخنوع لقوة الهيمنة الأمريكية وغطرستها. وها هو الواقع السياسي العربي يؤكد استمرار هذا الإيحاء كدليل على محدودية الرؤية تحت تأثير الحملات المغرضة التي تستهدفه.
وإذا ما قمنا ببحث بسيط في تاريخ الحملات التضليلية بواسطة صحافة الرصيف العربية سنصل إلى نتيجة مفادها أن سورية وعبر مواقفها وثوابتها الوطنية من القضايا المصيرية كانت دائماً عرضة لما تكتبه الأقلام المرتزقة، ويبقى هدف هذه الحملات المغرضة في كل زمان وفي كل مكان ومهما توالت المراحل النضالية والظروف والملابسات السياسية هو تضليل الرأي العام وإبعاده عن رؤية الحقائق وما يخطط له ويدبر من مكائد ومؤامرات، وهنا لم يعد يحق على أي سوري أن يتلفظ بكلمة مؤامرة أو هجمة، وقد يكون ذلك الشيء المنطقي الوحيد الذي يخرج عنهم لأننا نعيش في عصر لم يعد من الضرورة أن يتكلم أحد عن ذلك فكل شيء على المكشوف. هذا مخططنا وهؤلاء مرتزقتنا، وما علينا سوى الرؤيا والسمع. فالحق باطل والباطل حق.
ولكن تحتم مجريات الوضع السياسي الحالي في منطقتنا بالدعوة الصادقة وبضرورة أن يستقي المواطن السوري واللبناني الدروس والعبر مما يحيق به من أخطار جراء التصرفات الحمقاء لبعض تجار المصالح السياسية في لبنان، والدفع باتجاه التعاضد لنكون فعلا لا قولا فقط يدا واحدة وقلباً واحداً تجاه هذه الحملة الإعلامية المغرضة. وكبح جماح المتربصين بلبنان قبل سورية، وجعلها بوابة لجحيم آخر في المنطقة كما كانت الكويت بوابة الجحيم العراقي. وأن نكون من الوعي والإدراك لتفويت الفرصة على المتكالبين والمرتزقة الذين لا يكلون في غرس بذور الفتنة والانشقاق بين أبناء البيت الواحد، لذلك ينبغي أن نعي الحقد الأعمى على كل ما هو سوري، والذي يتجلى في أبشع صورة من خلال صحافة صفراء، وكتب الرصيف الهزيلة، وفضائيات تفتقد للمصداقية المهنية التي تتمثل بإعلاميين مرتزقة يسعون وراء مجدا زائف، وشهرة سيئة الصيت على حساب الأوطان ودماء الأبرياء وحقوق الشعوب المسلوبة الأرض في فلسطين ولبنان وسورية. حتى راح البعض يروج إلى نكران حقوقها في مقاومة المحتل واسترجاع هذه الحقوق.
ولم يعد يخفى على أحد من هي الجهات التي تصرف الأموال الكثيرة على هذه الحملات التضليلية بواسطة مرتزقة الأقلام في صحافة الرصيف أو رحب الفضائيات الماجنة، ولا يخفى على أحد أيضاً مصادر تمويل هذه المؤسسات الإعلامية ومرتزقتها، ولا عن مصادر تمويلها ودعمها التي تتلقاها من مؤسسات محلية ذات مصالح مشتركة مع الإدارة الأمريكية، ومن مصادر حكومية وخاصة أمريكية مباشرة، وترصد الولايات المتحدة الأمريكية عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لتمويل حملتها الإعلامية في الشرق الأوسط.
للأسف الشديد, هناك من لا يبالي بكل ذلك, ولا يهتم كثيرا لا بسلامة وجهة ومصدر المعلومة أو مدى جديتها, المهم لهذا البعض من مرتزقي الإعلام مواصلة كتابة وجهات نظرهم والتعبير عن مواقفهم بما يرضي الممول والسلام!
وإن صح التعبير فإن سورية أمام نوع آخر من أنواع التضييق غير المنطقي وغير المسؤول من قبل بعض المؤسسات الإعلامية العربية التي تخاطب الداخل السوري من خلال أبواق الدعاية الأمريكية التي ظاهرها شيء وباطنها شيء أخر. ولكن الملفت للنظر أن المواطن السوري العادي تنبه باكراً وكشف أهداف ومرامي هذه الوسائل فنأى عنها وابتذلها.
فهي أبواق لبيع أمة وتفتيت مكوناتها وتخليها عن كل مقوماتها التاريخية والحضارية والدينية، هي أبواق للخنوع والذل.
أعتقد بأننا وبظل هذا التردي العربي السياسي وسلبية تعامله مع الملفات الساخنة وعدم اتخاذه مواقف صريحة وجريئة منها تستبقى هذه الوسائل الإعلامية المتردية والهابطة بمرتزقتها تردد خطابها الموتور المجير لخدمة أسيادها ومالكيها.
ولكنهم يدركون على الأقل بعد تساقط أوراقهم الواحدة تلوى الأخرى أمام صمود الشعب السوري ووحدته ولحمته، وصمود الشرفاء من اللبنانيين الذين لم ينسوا مؤازرة السوريين لهم في محنتهم وتخليصهم من ويلات الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، بأن السوريين على مختلف تياراتهم ومشاربهم لا يمكن اختراقهم بدعايات مضلله أو أكاذيب واهية، ولن يستطيعوا زرع الكراهية والحقد بين هذين الشعبيين مهما اشتد وطيس حملتهم. ولن تنمو بذور فتنتهم، فسورية وشعبها لن يكونا ظرفاً لتعبر منه الإدارة الأمريكية لتدمر كل مقومات هذه المنطقة. فحياة شعب واستمراريته ومستقبله لا تحدده ظروف آنية.
سورية - دمشق، في 29/10/2005.



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها
- إعلان دمشق دعوة للتغيير الوطني أم للاستيلاء على السلطة؟
- أمريكا على حدود سورية .. والشرق الأوسط .. وليس العكس
- عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة
- إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده
- -سورية في قلب الهدف الأمريكي-
- رسالة ديموقراطية إلى ما يسمى العالم الحر


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سهيل حداد - المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم