أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراق بين مَن يضحي لأجله... ومَن يعيش على جراحاته.














المزيد.....

العراق بين مَن يضحي لأجله... ومَن يعيش على جراحاته.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون الإنسان حبيس الذات والأنا، ولا يعيش إلا لنفسه، ولا يفكر إلا في مصالحه، ولا يهتم بالآخرين ولا بشؤونهم ولا همومهم ولا معاناتهم، فمثل ذلك الفرد يعيش ويموت دون أن يترك له اثر يخلده، أو بصمة مضيئة في تاريخ البشرية، وخصوصا إذا كان في مستوى القيادة والمسؤولية، وهو إنسان مستهلك غير منتج، استئثاري غير إيثاري، نفعي غير تضحوي،انعزالي غير متفاعل....
وبعكسه الإنسان الذي يكون خارج حدود الذات والأنا، ويتحرك ضمن دائرة أوسع من الظرف الذي يعيشه هو، ليمتد بروحه وفكره وعطائه إلى حدود تتعدى الزمان والمكان والذات، فيعيش هموم الناس، ويتحسس آلامهم ويهتم لأمورهم، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، بل انه يتحمل كل أنواع الأذى والعذاب والاضطهاد من اجلهم، فهو كالشمعة المضيئة التي تحرق نفسها من اجل أن تمنح الآخرين النور، فمثل هذا الإنسان يفرض نفسه على الوجود وان غيبته قوى الشر والظلام والانتهاز، وهو من يكتب ويرسم الحاضر والمستقبل والتاريخ ولو بعد حين...
ولهذا نجد أن الخلود كان من نصيب حملة الفكر وأصحاب المواقف الإنسانية ودعاة الحرية الذين عاشوا من اجل الإنسانية وليس على حسابها، وبذلوا وجودهم من اجل تحقيق العدالة والسلام واحترام كرامة الإنسان، كما وان النصر الحقيقي هو نصرهم، حتى وان استشهدوا في طريق الحرية والعدالة، لأنَّ القيم والمبادئ التي دعوا لها وجسدوها في حياتهم والدروس التي خطوها بدمائهم باقية كمشاعل تنير درب الثائرين في وجه الظلام والفساد، ومعين لا ينضب تنهل منه الأجيال رحيق الإباء، وتستنشق عبق الحرية والسلام، ولنا في الحسين خير شاهد......
العملية السياسية التي بشَّر بها المحتل وطبل لها من سار بركبه وشرعنه أفرزت قيادات وزعامات دينية وسياسية حبيسة الذات والأنا، لا تفكر إلا في مصالحها ومصالح أسيادها من دول الاحتلال وعلى رأسها المحتل الأشرس إيران، فهم في وادٍ، والعراق وشعبه في واد سحيق ليس فيه إلا القتل والخطف والإذلال والحرمان والتخلف والضياع الذي تمخض عن السياسات الفاشلة الفاسدة الظالمة التي تبنتها حكومات ما بعد الاحتلال، والتي تأسست وتكرست ببركة حكمة المرجعية وفتاواها، متخذين من المذهب شماعة لبقاء سلطانهم ومصالحهم، في حين أنهم ابعد ما يكونون عن المذهب، وأئمة المذهب الذين عاشوا من اجل الإنسانية جمعاء دون تمييز، وشاركوهم مكاره الدهر وجشوبة العيش، فهذا علي عليه السلام يقول:
(أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ أُشَارِكَهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ. فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ المُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِها وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا).
فالإمرة والخلافة والزعامة والرئاسة في فكر علي "عليه السلام" هي المشاركة الحقيقية الصادقة مع الشعب في مكاره الدهر، والأسوة لهم في جشوبة العيش،،، وليس العيش في بروج مشيدة وقصور فارهة، واستعلاء على الناس وزجهم وتجويعهم وحرمانهم وإذلالهم في محرقة الاقتتال الطائفي وتهجيرهم، فأين أولئك المتشدقون بالمذهب والمنتحلون للتشيع عن نهج علي وسيرته الوضاءة؟!!!!.
في المقابل نجد المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالمرجع الصرخي الذي كان ولا يزال يعيش هموم الناس ويتحسس معاناتهم، بل سبقهم إلى تحمل المعاناة والأذى دونهم، فهو أول من وقع عليه ظلم وبطش الاحتلال الأمريكي والإيراني وحكوماته الطائفية، وأول من صدر بحقه مذكرة اعتقال، وأول مُهجَّر ونازح ومُشرَّد ومُطرَّد ومُغيَّب ومُهمَّش...، بسبب مواقفه الرافضة للاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام وفساد، ودفاعه عن العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه، وهو اليوم يشاركه في تظاهراته المشروعة، نعم المرجع الصرخي تعالى على جروحه وآلامه ومعاناته فهو لا يفكر فيها بقدر تفكيره بجروح وآلام العراقيين، بل يعتبر أن جروح ومعاناة الشعب العراق هي جروحه النازفة ومعاناته الحقيقية، وهذا واضح وجلي من مواقفه وبياناته، ففي جواب له على سؤال وجهته له صحيفة الشرق:
هل هناك أي تهديد موجَّه لسماحتكم ؟
المرجع الصرخي:- التهديد العام والبلاء العام يشمل كل العراقيين، بل كل شعوب المنطقة العربية والإسلامية، وما دمنا متمسكين بمشروع الإصلاح الرافض للتقسيم والطائفية والفساد والإفساد والتقتيل وسحق كرامة الإنسان فسيبقى التهديد بل سيتضاعف، وكيف ينتفي التهديد ونحن نتمسك بمشروع وطني إسلامي أخلاقي إنساني ينافي المشروع الإمبراطوري الفاسد.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجرام والقبح والفساد ليخجل من أفعال منتحلي التشيع والتسنن.
- الإصلاح يبدأ من حيث ينتهي الاستبداد الديني (اللاديني).
- عزرائيل يضرب بيد من حديد.
- مَنْ يُحرِّك مَنْ...، المرجعية أم المجتمع؟!.
- المختار الثقفي بين المنهج العلمي والمنهج الإنتهازي.
- المرجعية والصندوق الأسود.
- بعد معانقة إيران لقطر .. ماذا ستكون التهمة للرافضين للمشروع ...
- ليس من نهج الحسين السكوت عن المفسدين.
- الانتهازية ديدن المؤسسة الكهنوتية مع التظاهرات والقضية الحسي ...
- -ياليتنا كنا معكم...-، ساحات التظاهر أنموذجا.
- العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.
- أزمة مالية... والمراقد منابع نفط تسيطر عليها المرجعية.
- هل ظهر نبي جديد...؟!!!.
- الغدير مواساة وضمير..وليس تسلط ولبس الحرير.
- المالكي يتهم السعودية... ويتناسى انه اكبر المتهمين.
- المُجَرَّب لا يُجَرَّب... فهل ستلزم الناس المرجعية بما ألزمت ...
- فتوى المرجعية...وإلغاء عقود - 37- شركة أجنبية.
- العيد المفقود... والشعب المَوْءود.
- أيها المتظاهرون المصلحون إنهم يراهنون على تراجعكم...
- تريد فساد اخذ فساد، تريد إصلاح اخذ فساد.


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراق بين مَن يضحي لأجله... ومَن يعيش على جراحاته.