اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 15:25
المحور:
الادب والفن
اصفح عن روحي العطشى ايها الماء
ليغرد في ظلال السكون تحت اشجار الجنة
ويداعب نجمته الانثوية على سرير الخيال
اشرب اكسير الحياة المقدس في كاس الاكوان
اضمد جرح الخليقة الغائر ببصيرة الحكمة النافذة
اقرا الواح الضوء بعيون الشمس والقمر
اعشق الاجرام التي تلهمني السلوى والنسيان
والموج الذي يعمدني بهدير بارد في كنيسة البحر
اقرا اناجيل المياه الملوثة بملح الجلادة والصبر
لقد رايت النور في يوم المناحة العظيم
انبثقت من الخزامة العظيمة التي شردت احزانها السوداء روحي الغريب
فذكرى خالتي المسكينة مشفوعة بالوفاء الى روحها الملائكي المقدس
الذي يقاوم النسيان في ذاكرتي
ليترسخ اسمها على جدار الابدية مع الطيبون الابراياء
تحفها ابتسامة الشهداء كالعروس
وصدى صوت اطفال الجنة الشجي
هاهي ترتدي تاج المجد في حضرة الله
تحف الانوار الربانية موكبها المبجل
وتمضي الى قصر السكينة الابدية في فردوس الخلد
لم يمت الضوء كما لم يمت الامل
ولم يمت البقاء كما لم يمت الخلود
كما لم تمت ذكرى اناس لا يستحقون النسيان
هؤلاء كانوا يجسدون العظمة ببساطتهم المطلقة
وفطرتهم الانسانية السوية
وقلبهم المفعم بالحب الذي شملت رحابه كل العالم
فحيزران لا يزال مجروحا بالهزيمة
كجنوده اللذين اعدموا برصاص الغطرسة
على تلال رمالك المتحولة يا سيناء
اسفل جدائل نخلك الذي يرفض الشهادة للعدوا
تتصالح الدجلة والفرات
ليعقد تحالف مياهنا العذبة في حضرة النيل العظيم
يرفق العاص الليطاني في يده كما لو انه طفله الصغير
يزحف الطوفان الغامر في اتجاه طبرية السليبة
المريضة بعطش القوم
الملفوفة بحمى العدوا
يحاصرها سياج الخيانة في عقر دارنا المكابدة للسيل
الذي يحاول جرفها الى بحر الهزيمة والعدم لكي لا تكون
في مثل هذا اليوم تصدق نبؤءة الشعراء
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟