أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي














المزيد.....

هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي

الديمقراطية فلسفة وممارسة وفكر يحتاج إلى وعي منتج ومتعلق به أولا وإيمان حقيقي بضرورة الديمقراطية لبناء مجتمع ينمو سليما ويتحول ويتغير وفق مناخات طبيعية لا تفرز انحرافات وفساد في الصيرورة الأجتماعية , ومن هذا المقتضى لا بد أن تنمو الديمقراطية أساسا في العقول النخبوية التي تنقل تجربتها للمجتمع وتشارك في بناء وعي جمعي سليم بأهمية الممارسة الديمقراطية وفلسفتها ونظرتها لمعالجة مشاكل وإشكاليات المجتمع .
التجربة التي خاضتها المجتمعات المتحضرة والتي سبقت المجتمع العربي في التعاطي مع الديمقراطية لم تتبنى نهجها دون تدرج ودراسة ونقد ,بل أن بعض البلدان قاومت الديكتاتورية التي نشأت من صورة من صور الديمقراطية كما في ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا تحت ضل ظروف قاهرة وتحديات وجودية منحت الانقلاب عليها شرعية في نظر البعض للحفاظ على المجتمع ولو بالتضحية بالديمقراطية , لكن رسوخ الفكرة وأستعداد المجتمع الطبيعي للعودة للحياة الديمقراطية مؤمنا بها ساهم في إسقاط الديكتاتورية ونظم الحك الفردية لأنها تعي وبإيمان أن لا بديل طبيعي وحقيقي عنها .
هذا الشعور المجتمعي والوعي الجماعي لم يجرب ولم يختبر في ظل تحولات وتبدلات غير طبيعية وفي ضل ثقافة الكبت والقمع والديكتاتورية الشمولية التي لم تنجو منها حتى البلدان التي ترعرعت في فيها شيء من الممارسة الديمقراطية كمصر ولبنان والكويت مثلا , المجتمع العربي لم يباشر الديمقراطية كضرورة ولم يختارها تجربة , بل دائما كانت مبادرة تفرضها ظروف خاصة وتحولات خارجية تفرض الشكل الديمقراطي فوقيا فتفشل التجربة في كل مرة يتحول الأداء الديمقراطي شكليا إلى واجهة للسلطة تتحدى فيها خصومها وترضي فيه الأطراف الخارجية والخاسر من تلك الحالية المجتمع العربي ورغبته ووعيه الديمقراطي .
فهل من الحكمة الآن الإصرار على سلوك طريق الديمقراطية التي تأتينا معلبة ومعها قوانين العمل السياسي وقوانين الممارسة وعلينا أن ننصاع للفكرة الخارجية ونتوقع أن نحصد ثمرات الديمقراطية الواردة كما يحصدها الغير الذين يعيشونها بوعي ويتداولونها بمسئولية , هل تصلح الديمقراطية كوصفة سياسية وأجتماعية لتعيد للعقل العربي رشده وإحساسه بالزمن والجود والقدرة على التعامل مع إشكاليات الحاضر دون الرجوع للماضي ؟, هل تصلح الديمقراطية لأن تعيد للعقل العربي مهمة أختيار حر لهوية واحدة تبعده عن التشظي والتمزق والضياع بين المحددات التي يقبلها ويحاربها في آن واحد ؟.
أسئلة كثيرة على النخبة السياسية والفكرية أن تطرحها على مائدة النقاش الشجاع , على مائدة المسئولية الحضارية والفعل التاريخي الضروري الحتمي للخروج بأجوبة محددة ترسم مستقبل وملامح رؤية كونية جديدة ومعاصرو وإنسانية تتشارك فيها مع الأمم والمجتمعات الأخرى ,وتصنع للفرد العربي قيمة يحتكم عليها وإليها في وجوده بين الأجناس والأمم الأخرى بعد أن أصبح همه الآن الأنتماء لأي شعب أو مجتمع يحترم إنسانيته ووجوده ويوفر له الشعور بالإنسانية , من العجيب أننا نريد أن نكون أمة لها وجود ونحن نبحث عن وجود في أمم أخرى , نخادع أنفسنا أم نخدع الواقع .
نعم قد تكون الديمقراطية قادرة على فعل كل ذلك وأكثر بشرط أن نفهم لماذا نختار الديمقراطية دون غيرها من الوسائل السياسية والدستورية وأن نؤمن بما نختار ونجسد ذلك الإيمان بالأنحياز لها وقت توضع المقاربات والمقارنات بينها وبين محددات أخرى , الدين الذي يؤمن بحق الإنسان في أن يكون كما أراده الله لا يتعارض مع الديمقراطية ولا الديمقراطية يمكنها أن تكون سدا مانعا في وجه هذه التطلعات , تبقى القضايا الأخرى القومية والعشائرية والفئوية هن المتعارضات مع الديمقراطية إذا عرضنا وجودهن قبال وجود الديمقراطية , ولكن يمكن لهن أن يعبرن عن حقيقة هذه الهوية ويحافظن عليها حين تحترم خيار الإنسان الحر وهناك سيكون الميدان لطرح الأفضل والأكثر أنتسابا للإنسان .
من يخشى الديمقراطية يعبر بحقيقة عن خشيته من وجوده المنحرف بمقدمة خاطئة وضالة ولا إنسانية , ومن يحارب الديمقراطية إنما يحارب الإنسانية بوجودها ولو رفع الشعارات ومزق الكون بضجيج كلامه عن الإنسانية ,ليس من حق أحد أن يمنع الإنسان من التعبير عن وجوده ومحاولة العيش في هذا الوجود تحت ضل قواعد منظمة وناظمة وحافظة وحامية كل الحقوق الأساسية وبغير هذا الحل لا يمكن للعقل العربي أن يخرج من شرنقة الضياع والتيه والسلفية التأريخية ويبقى حبيس الخرافة والتسلط والظلم وهو ينادي ويفتخر بأمجاد غالبيتها مجرد أكاذيب مختلقة صاغها وهم وتوهم للحقائق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي