أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (2) المعايير العقلية للمحتوى النموذجي














المزيد.....

نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (2) المعايير العقلية للمحتوى النموذجي


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 08:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (2)
المعايير العقلية للمحتوى النموذجي

بقلم : مصطفى فؤاد عبيد
التاريخ: 9 نوفمبر، 2015

تُعتبر القراءة من أهم الوسائل التي تساعد على اكتساب المعارف العامة والمتخصصة في كل المجالات، لدرجة أن الله سبحانه وتعالى أوصى بها في أول كلمة من كلمات القرآن الكريم، وقد جرت العادة أن يلجأ الأفراد لقراءة الكتب المتنوعة لتوسيع معارفهم وفتح آفاق جديد في طرق تفكيرهم ورؤيتهم للعالم المحيط بهم، وقد يلجأ البعض لقراءة الكتب المتخصصة بهدف تعميق فهمهم وتمكنهم من تخصصات معينة بحسب احتياجاتهم الأكاديمية أو المهنية بكل أنواعها، والغريب في مسألة القراءة العامة، وربما المتخصصة في بعض الأحيان، أنها قد تبدأ بشرارة لسؤال ما، أو مجموعة من الأسئلة تدور في ذهن القارئ وتدفعه لقراءة أحد الكتب التي يعتقد أنها سوف توفر له الإجابة الشافية لها، وبالرغم من ذلك قد تجده بعد قراءته للكتاب يفاجأ بأنه لم يتوصل إلى تلك الإجابة، وربما أدت قراءته لظهور أسئلة جديدة في ذهنه، والتي هي بحاجة لإجابات أيضاً، أو بالأحرى لمزيد من القراءات!.

وحقيقة هذه المعضلة المتسلسلة اللانهائية أنها ناتجة عن طبيعة الكتب وأهدافها وما تحتويه من أفكار ورؤى متعددة تعكس وجهات نظر كتّابها وقناعاتهم ومعتقداتهم في قضايا متنوعة في مختلف المجالات، أو حتى انتقاداتهم لوجهات نظر قد طُرحت في كتب أخرى أو يجري تناولها وتداولها في وسائل مختلفة عن الكتب، وبالرغم من استحالة وجود التشابه بين الكتب العامة من حيث الشكل أو حتى المضمون إلاّ أنها تشترك في سمة أساسية خفية، تساهم في أنها تتسبب في إثارة الأسئلة الجديدة لدى القارئ بشكل متسلسل وتدفعه لمزيد من القراءات بدلاً من توفير الإجابات الشافية له، وهي أنها تشترك جميعها في أنها ذات محتوى "غير نموذجي"، أو بمعنى آخر ذات محتوى مشكوك فيه، وهو الأمر الذي يؤكده قول الله عز وجل عن كتابه العزيز (القرآن الكريم) بأنه "لا ريب فيه"، وكأن في ذلك إشارة ضمنية بأن كل الكتب قاطبة هي محل شك بشكل أو بآخر.

وبالرغم من التطوير الدوري للكتب والمناهج التعليمية المقررة على طلاب المدارس إلاّ أنها تظل مناهج قاصرة وتفتقد للوصول إلى مستوى المحتوى الذي يمكن أن نعتبره نموذجياً بالمعنى المطلق، والذي يناسب كل أنواع الطلاب والبيئات التعليمية ويتوافق مع متطلباتهم المتنوعة وفروقاتهم الفردية ويؤدي أهدافه التعليمية في كل الظروف والأحوال مهما كانت متغيرة ومهما كان تأثيرها على الطالب أو أي ركن من أركان منظومة التعليم برمتها، وبذلك فإنه يقتضي الإنصاف توضيح أحد أهم أسباب ذلك القصور بأنه ناتج عن عدم وجود عقل نموذجي للطلاب أصلاً حتى يتم القياس عليه، بحيث أضحت كل عمليات التطوير والتحديث وكأنها محاولات لقياس كمية فيزيائية مجهولة، كالوزن مثلاً، دون أن تتوفر الموازين التي تُستخدم لهذا الغرض!

ومن أجل التغلب على هذه المعضلة، التربوية، والمُضي قُدماً في تطوير المناهج بشكل تراكمي وحتى الوصول إلى المحتوى النموذجي، بقدر الإمكان وبأقل المخاطر التعليمية التي يمكن أن تلحق بأقل عدد من الطلاب، فإنه ينبغي البدء بوضع المعايير المناسبة أولاً، والتي يمكن القياس عليها وبناء وتطوير المناهج وفقاً لها ولمتطلباتها، المعايير التي تلبي احتياجات العقل النموذجي "المُفترض"، والتي يمكن استخلاصها من طبيعة القدرات والمهارات الأساسية التي يقوم بها عند معالجته وبحثه لمسألة ما أو محاولة حله لمعضلة معينة، وبذلك تكون هذه المواصفات والأسس البنائية هي المطلوب توفرها في محتوى المنهج التعليمي ليكون نموذجياً، والذي يمكن بذلك أن يحقق أقصى درجات النجاح في تحقيق الأهداف التعليمية لأكبر عدد من الطلاب وفي كل الظروف.

ومهما تعددت وتنوعت المناهج التعليمية فإن المحتوى الأقرب لأن يكون نموذجياً هو المحتوى الذي يحقق شروط ومتطلبات المهارات والقدرات العقلية، النموذجية، القدرات التحليلية المتنوعة التي يستند عليها العقل في أسلوب تعامله وعملياته مع كل ما يحيط به من حيث "التجزئة والترتيب والتتابع والتراكم والتكامل والترابط والتركيب" لكل ما يحتويه ذلك المحيط، وبطبيعة الحال سوف تكون سمات ونتائج تلك العمليات هي المطلوب توفرها في محتوى المناهج التعليمية لتصبح نموذجية أيضاً، بحيث ينبغي أن تكون الموضوعات فيها "مجزئة" بالشكل الصحيح، و"مرتبة" بالشكل المناسب، وفي "تتابع" منطقي، و"تراكم" بنائي تصاعدي، و"متكاملة" و"مترابطة" بالقدر اللازم والضروري، وقابلة "للتركيب" لإظهار الصورة النهائية المقنعة للعقل. وبتلك المواصفات والمعايير فقط سوف يكون محتوى المناهج التعليمية محققاً لشروط القبول والانسجام العقلي أولاً ومتفقاً مع أسلوبه وعملياته ومتوافقاً مع طبيعة قدراته ومهاراته المتعددة.



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (1) نظرية الثبات الكم ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الأمن (6) نظريات الإدارة الأ ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الفساد (2) درجات الفساد
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الفساد (1) مخارج الطوارئ
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (5) التنسيق والتعاون الأ ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة التدريب والتنمية البشرية (1) ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني – 4 تطوير الش ...
- نحو إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي(5) ثقاف ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الأمن (4) مفارقة شخصية رجل ا ...
- أسرار التنمية الإستراتيجية الحديثة (1) مركز الثقل التنموي
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة التربية والتعليم(4) المناهج ...
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (3) استقلالية وحياد تحلي ...
- نحو تخطيط التنمية الإستراتيجية المستدامة للاقتصاد الوطني في ...
- حواء العصر الحديث
- نظريات العقد الاجتماعي الحديثة-5، العقد الديني الاجتماعي
- نحو التطوير الإستراتيجي للنظم القانونية(1) القوانين الدينامي ...
- المسألة الاقتصادية الحديثة(1) مفهوم الاقتصاد
- الحلول الإستراتيجية للصراعات المستعصية(1) نحو تطوير وإرساء م ...
- نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الصحة(1) التأمين الصحي الذكي
- نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الاقتصاد(3) الاستثمارات التس ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى فؤاد عبيد - نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (2) المعايير العقلية للمحتوى النموذجي