أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وهبه نور الدين - رواية شوق الدرويش .. الماضى الذى بعث من جديد ..














المزيد.....

رواية شوق الدرويش .. الماضى الذى بعث من جديد ..


وهبه نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


كل شيء يسكن باللقاء لا يعول عليه ....
عندما تهم بفتح غلاف الرواية سوف تفاجأ بهذه المقولة لأبن عربي .. وربما تقرأ وتمررها , كأى جملة لا نفهمها أعماقها , ولكن عندما تدخل فى عالم الرواية القديم , سوف تكتشف ان مفتاحك فى الرواية هو هذه الجملة ..
سأحكى قصتى مع هذا العالم الذى ينطوى بين 460 صفحة ..
شعرت للوهلة الأولى انى قد فتحت أحد أبواب التاريخ , لأرى مجموعة من البيض , ومجموعة من السود , ومابينهم من الألوان , وكل لون ينتمى إلى منطقة , فالأوروبيون , والمصريون , والسودانيين , كل هذه الوجوه سوف تقابلها فى الرواية , وكأنك قد انتقلت لشارع ما , وكأن العالم قد اختزل فى هذا الشارع , واصبح كالثقب الأسود الذى تخرج من مكان معلوم لأماكن لا معلومة ..
سوف تجد هؤلاء الفتيات بيضاوات اللون , جميلات الملامح , بعفاوة روحهن , على مركب متجه إلى الخرطوم , تلك المدينة التى أنشأت حديثا - حديثا وفقا لعام 1881 , وهو الزمن الذى تدور فيه الرواية – ولا يدرون ما سيلاقون هناك , تقول بطلة الرواية ثيودورا اليونانية الاصل مصرية الطباع , إسكندرانية الهوى , حيث تربت فى الأسكندرية مع أسرتها , تقول انها تأتى لتهدى غنم الرب الضالة , وتعتقد انها سوف تقضى عامان فقط فى هذه البعثة , وانها ستعود من حيث أتت , ببراءتها , وطفولتها , سوف ترى من خلال عيونها , بشرا لا قد تغلبت طبيعتهم الدامية , وبشر تحكمهم أهوائهم التى اقوى من حكم شيطانهم , سوف ترى الخيانة فى أوضح صورها , ستتألم حينما ترى الحقيقة عارية أمامك , حقيقة البشر , حينما يضعون فى ظروف تختبر , صبرهم , إيمانهم , طاقتهم , قدرتهم , إنسانيتهم , سوف ترى بين دفتى غلاف هذه الرواية , ما ستندم أنك قراته يوما ما , ولكنك سوف ترى أيضا , ان إغماض عينك عن الحقائق و عن الطبائع , لن يجدى نفعا .
سوف ترى "بخيت منديل" السودانى الذى خلد أسم ثيودورا , بخيت منديل الذى حينما أتته الفرصة , والحرية , تخلص من عبوديته وأصبح سيدا ,فى لحظة القرار , فى لحظة الحرية , فى لحظة انعدام الرقابة , كما يقول مصطفى محمود , قد يصبح العبد سيدا , والسيد عبدا , تتحول موازين كل شيء , ولكن ماهى تلك اللحظة التى يتحول فيها كل شيء ؟
كيف ستتحول مريسيلية القوادة , لأمرأة نبيلة , ما هى السياقات التى يمكن أن يحدث فيها ذلك , وهل هذه السياقات كالأفلام العربية القديمة , حينما يتذكر فجأة البطل أنه أخطأ ؟
وهل اذا وجدت ذلك بداخل الرواية ستصدق أنه حقيقى , ما يغير الموازين , ويبرز الطبائع بهذا الشكل , ليست لحظة شعور بالندم العابر , انما لابد من شيئا حقيقي , كارثة تحدث لتجعل الموازين تعود إلى أصلها , فالظاهر ليس هو الأصل , سوف ترى أشخاصا قد تقاذفهم الهوى , والأشواق , وابتعدوا عنه , ورجعوا إليه بقلوبهم فى النهاية , كالمسكين حسن الجريفاوى , الذى ترك حب عمره , ليهرب خلف سراب , وبعد كل هذه السنوات , لا يمكن العودة إلا بقلبه .
فى هذه الرواية , وفى هذا الزمن الذى سوف تنغمس فيه , سوف تحفظ خمسة أسماء لن تستطيع أن تنساهم , سوف تردد أسمائهم مع بخيت منديل طوال صفحات الرواية , سوف تراهم دائما فى أعين ثيودورا , ومن هول ما فعلوه , سوف تتمنى ولو للحظة لتتحول إلى بخيت منديل , لتجعلهم يدفعون ثمن فعلتهم , كل شيء يمكن التفاوض فيه , "إلا الموت" , عندها تنعدم كل فرص التفاوض , سوف تتذكر دوافع الأنتقام حينما تقابلهم فى أحداث الرواية , وتتمنى لو أن لديك خنجرا فى هذه اللحظة لتطعنهم بها ,سوف تتذكر "النعيم ود طه , الغفار بن الحاج إبراهيم ود الشواك , إبراهيم ود الشواك ,موسي الكلس , الطاهر جبريل" ستتمنى للحظة ان تكمل ما يريد بخيت اتمامه , كم تتمنى أن تخبر بخيت , أو ثيودورا عن أشياءا سوف تمنع هذه الكارثة التى سيلقوها , كم تتمنى أن تنقل ما قالته ثيوردوا لبخيت , سوف تتمنى لو انك تستطيع ان تجر هذا الحبيب الأحمق الذى يعميه غضبه , وتنبهه أن هذا ليس وقت الغضب , وأن هذه اللحظة فى حياته سيظل طوال العمر يتذكرها , ويندم عليها , كم كنت أود أنا أن أنقل صوت ثيودورا عاليا , لمن يسمعها , كم وكم .. وكم من الأمنيات التى للأسف لن يسمعك فيها أحدا من أبطال الرواية , ولن تغير مجرى تاريخ , حقا ان حمور زيادة قد أبدع فى سرد الرواية , والذى أقرأ له للمرة الأولى , حيث نصحنى بهذه الرواية أصدقائى , وعشت فى حقبتها , وكم تمنيت ألا تنتهى , أو تنتهى كما أتمنى , ولكنها الحقيقة التى يجب أن نراها ..



#وهبه_نور_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تيأس ,,خطوة واحدة نحو الابداع


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وهبه نور الدين - رواية شوق الدرويش .. الماضى الذى بعث من جديد ..