أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - لماذا انتصر - العدالة والتنمية - في الانتخابات التركية ؟














المزيد.....

لماذا انتصر - العدالة والتنمية - في الانتخابات التركية ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا انتصر العدالة والتنمية في الانتخابات التركية
كانت انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني أول انتخابات في عهد حزب " العدالة والتنمية " منذ سنة 2002 لا تجري في ظل وقف للنار أو هدنة بين الحكومة وحزب " العمال الكردستاني ". فبعد أن شكلت انتخابات السابع من يونيو/حزيران ضربة للأحلام الرئاسية لأردوغان وضع الجميع أمام خيار الانتخابات المبكرة، وبدأت الحكاية الأصلية لكل التطورات التي شهدتها تركيا حتى انتصار حزب " العدالة والتنمية " في انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ففي قراءته أنه خسر الانتخابات السابقة بسبب تقدم حزب " الشعوب الديمقراطي " الكردي وتخطيه حاجز الـ 10 % وحرمان حزب " العدالة والتنمية " من أكثر من 60 نائباً كان يستولي عليهم بالمجان، طبقاً لدستور عام 1982 المعمول به حتى الآن، الذي يطلق عليه " العتبة الانتخابية "، بحيث لا يستطيع الحزب الحاصل على أقل من 10 % من الأصوات دخول البرلمان.
ومن أجل ذلك فُتحت معركة إضعاف الصوت الكردي، من خلال إعلان الحرب على حزب " العمال الكردستاني "، بهدف تخويف الأكراد وتخلِّيهم عن دعم حزب " الشعوب الديمقراطي "، بل الرهان على ألا يتخطى الحزب عتبة الـ 10 % . ولعل هذا اتهام مدروس من حزب " العدالة والتنمية "، هدفه التأثير على الرصيد السياسي والانتخابي للحزب، سواء في الأوساط التركية القومية واليسارية، أو في الأوساط الكردية الإسلامية التي صوتت في الانتخابات السابقة للحزب. وكذلك استقطاب تأييد بعض قواعد الحركة القومية التركية، باعتبار أنه المكافح للإرهاب والنزعة الانفصالية لـحزب " العمال الكردستاني " وامتداده السياسي حزب " الشعوب الديمقراطي ".
ولم يكتفِ حزب " العدالة والتنمية " من جهته بمراجعة الناخبين القوميين طريقة تصويتهم، بل بادر إلى مراجعة جذرية لحملته الانتخابية، مع التقليل قدر الإمكان من التصويب على الأحزاب المنافسة، والتركيز، في المقابل، على برنامجه الانتخابي، والحديث عما سيفعله، وليس ما فعله، خصوصاً فيما يتعلق بالشباب والمرأة، ودعم أصحاب المشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، إضافة طبعاً إلى المضي في المشاريع العملاقة التي بدأها. كما استدرك البرنامج الانتخابي الجديد خطأ الإدارة السيئة للحملة الانتخابية السابقة في يونيو/حزيران التي بالغت في التركيز على تغيير النظام البرلماني، ليحل محله نظام رئاسي، وهو أمر لم يستسغه الناخب التركي، والذي تسبب في دعم قطاع واسع من الليبراليين الأتراك لـحزب " الشعوب الديمقراطي " في الانتخابات السابقة. كما أخذ بعين الاعتبار تطلعات الناخب التركي للاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي إلى جانب العيش بسلام وأمان.
واستفاد الحزب الحاكم من تدفق المسؤولين الأوروبيين على أنقرة، بما فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لطلب المساعدة في قضية اللاجئين والتطورات في سورية بشكل عام، مع اتفاق مبدئي على مساعدة تركيا في تحمُّل أعباء اللاجئين، كما على تسهيل سفر المواطنين إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهي قضية كانت، وما زالت، جد مهمة ومؤثرة بالنسبة للشعب التركي.
وكان من نتيجة تكتيك حزب " العدالة والتنمية " أنّ الانتخابات الأخيرة شكلت مفاجأة كبيرة للمعارضة، حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 85 %، وحصل حزب " العدالة والتنمية " على أكثر من 49% من الأصوات و317 مقعداً من مجموع 550 مقعداً. أما الأحزاب الثلاثة الأخرى التي تمكنت من اجتياز عتبة الـ 10% فهي: حزب " الشعب الجمهوري " وحزب " الشعوب الديمقراطي " وحزب " الحركة القومية ".
وهكذا، ظهر من خلال النتائج أنّ البرلمان المقبل تعددي بامتياز، يعكس تنوّع التيارات السياسية في تركيا. ويستجيب لاختلاف المواطنين وتباين توجهاتهم ومواقفهم. ففي البرلمان الجديد تمثيل للعلمانيين وللإسلاميين والقوميين واليساريين وغيرهم، وفيه حضور لممثلين عن أعراق وديانات مختلفة، ما أسهم في تشكيل مجلس تشريعي يحظى بحاضنة شعبية واسعة. ويُنتج ذلك حالة من التوازن بين السلطة التنفيذية والمعارضة من ناحية، وحالة من الاستقرار السياسي الذي يرسل رسائل طمأنة إلى عموم المواطنين والمستثمرين والسياح المتجهين إلى تركيا.
وعند النظر في هذه النتائج يمكن التوصل إلى استنتاجات مهمة: أولها، أنّ حزب " العدالة والتنمية " قد استعاد زمام المبادرة، إذ سيتمكن من حكم البلاد منفرداً، لكنه لم يحصل على الأغلبية الكافية التي تسمح له بتغيير الدستور لو أراد ذلك. وثانيها، شكلت النتائج ضربة كبيرة للأحزاب السياسية القومية التي فشلت في الحفاظ على الشعبية التي فازت بها في انتخابات الصيف الماضي. وثالثها، منح الناخبون رصيداً لـحزب " العدالة والتنمية " الذي يتعين عليه، بعد أن نال الدعم السياسي الضروري معالجة التحديات التي تواجه البلاد في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
ولاشك أنّ هناك رصيد الحزب الحاكم الذي ما زال يجعل ثقة الناس كبيرة فيه، بما أنّ دخل المواطن التركي ارتفع في عهده من ثلاثة آلاف دولار إلى اثنى عشر ألف دولار سنوياً، في عشر سنوات، كما أنّ تركيا باتت تُصنَّف اليوم في المرتبة السادسة عشرة من بين الدول الأكثر تقدماً في العالم.
كما بينت الانتخابات التركية نضج التجربة الديمقراطية في تركيا، والإسهام الفعال للمواطنين في بناء دولة جمهورية ذات برلمان تعددي، وبينت قدرة حزب محافظ، ذي مرجعية إسلامية، على الانخراط في مسار التنافس السلمي على السلطة، وفي مسار إدارة تجربة الحكم بنجاح. ويبقى هذا الأنموذج جديراً بالدراسة والاحتذاء من قبل الإسلام السياسي العربي.

تونس في 8/11/2015 الدكتور عبدالله تركماني
باحث استشاري في الشؤون الاستراتيجية



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب وسياسات التشغيل العربية: مقاربة نقدية
- الحوار الليبي تحت ضغط السلاح
- الأمم المتحدة وتحديات الأمن والسلم الدوليين
- المسيحيون والمواطنة في المشرق العربي (3 - 3)
- المسيحيون والمواطنة في المشرق العربي (2)
- المسيحون والمواطنة في المشرق العربي
- روسيا وأقتعتها المكشوفة في الحالة السورية
- واقع ليبيا وسيناريوهات المستقبل
- هل ينجح ديمستورا في تغيير قواعد الحل السياسي في سوريا ؟
- حول المعطيات المستجدة لفوضى الحالة السورية
- الاستبداد في مواجهة الثورة السورية
- أي آفاق للثورة السورية ؟
- سورية مقبلة على التغيير .. ما مضمونه ؟
- جردة حساب للثورة السورية وآفاقها
- توصيف أولي لسلطة آل الأسد وتفاعلاتها
- خيار سلطة آل الأسد أم خيار الشعب السوري ؟
- سلطة آل الأسد تهرب إلى الأمام
- جذور الاتحاد المغاربي ومعوقاته وآفاقه
- هل تعيد الحالة الإسلامية تعريف دورها في مصر ؟
- ضوء على كونية وشمولية حقوق الإنسان


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - لماذا انتصر - العدالة والتنمية - في الانتخابات التركية ؟