حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 15:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف_كان ليصف الخوف سوري في سنة 1955_1965؟
...........
قبل أكثر من خمسين سنة مات فرج الحلو تحت التعذيب, ويقال أنه تم تذويب جسده بالأسيد...المتهم الرئيسي (السراج)...نسيت اسمه . رجل المخابرات السورية الذي مات الماغوط وهو مرعوب من ذكر اسمه.
ماتوا جميعا وسقطوا في حفرة النسيان...
غدا نلحق بهم أنت وأنا عراة.
* * *
الخوف أول أعداء العقل وآخرهم أيضا.
بالتوازي الكلمة أول أصدقاء الحب وآخرهم أيضا.
"لا يخيف إلا الخائف" المخيف أكثر هو الخائف أكثر_ والعكس صحيح دوما.
تأخرت كثيرا لفهم هذه المعادلة البسيطة...لكنها_ مع أنها أعمق حقائق الانسان وتتصل بالجذور...بنفس الدرجة التي تتصل بها الأزهار والثمار_ مع الحب والطمأنينة في القطب الثاني.
* * *
كتبت كثيرا عن الخوف_ هل تحررت منه بالفعل!
في كتابتي الجديدة, خصوصا عبر هذه السلسة أستخدم عادة (المعيار التعددي) الذي يتضمن المعيار الثنائي ويتجاوزه بالدقة والوضوح أيضا.
يوجد مثال بارز وسهل(وهونموذجي) لكيفية تضمين المعايير الحديثة لما سبقها...وصولا_نزولا إلى المعيار الأحادي (اللاشعوري), قانون العاطفة ومحركها الرئيسي: الوان قوس قزح_ عبر الحواس المباشرة, يدوخ العقل ويعجز عن فهم ماحدث؟
الألوان والعواطف والحقائق إما ابيض أو أسود_ هكذا عاش أسلافنا واقتتلوا (بمختلف الأسلحة).
يخبرنا العلم الحديث (كان الفنانون والرسامون الأوائل يعرفون هذه الحقيقة من الزمنة القديمة) أن لا وجود لأبيض أو اسود كألوان خالصة ونقية بذاتها في الطبيعة. بل هي مزيج يتدرج بشكل لا نهائي...
مع وجود أدوات ملائمة يمكن تكرار تجربة حدوث قوس قزح في أي زمان ومكان_ والفاعل هو الانسان بالمطلق(الفضل والقوة للأدوات وليس لشخص).
.....
وضعت المعيار الأحدث الذي أتعرف على مشاعري الدقيقة والغامضة عبره وبوساطته (مؤخرا).
_ شعوري الغالب كان النفور تجاه أمي (تعبير مخفف عن الكراهية والخوف).
منذ سنة فقط, بدأت اشعر بالحنان واللطف (وبقية أشكال شعور الحب وأطيافه) بالتبادل تجاه أمي. وبدأت أشعر بمحبتها _ لي ولغيري.
كيف حدث الأمر؟
بالتدريج وعبر مراحل عديدة_ ومؤلمة بشدة بالفعل. لقد استعنت خصوصا بطرق علاج ما بعد الصدمة, وكل خبراتي النظرية والعملية... لتحويل العلاقة مع أمي من صراع وخوف إلى شراكة....والأمل الوصول إلى الحب بدون شروط مسبقة, قبل موت أحدنا. (الغضب يتصل بالحب والخوف بشكل متعاكس دوما).
ما يزال أمامنا الكثير من مشاعر الخوف والغضب والاستياء (الموروثة) وهي بنسبة تفوق التسعين بالمئة منها غير شخصية_ هي تركة الأسلاف المسمومة في عقولنا.
* * *
علاقة ثانية_ ومصدر أساسي للخوف أيضا... العلاقة مع السلطة والمخابرات بالتحديد.
لحسن حظ السورين وأنا منهم بالطبع_ بدأ ضباط كبار في المخبارات يظهرون على وسائل الاعلام العربية ويتحدثون....بالتفصيل. (ولو بصفة منشق)... الرمد أفضل من العمى.
استخدام أسماء لبعض شخصيات المعارضة التقليدية في سوريا اليوم ممن أمضوا أكثر من عشر سنوات (بالمتوسط) في السجن, وهم يتحالفون مع النظام أو الحكومة_ بالمقابل أسماء شخصيات من الصف الأول في نظام الحكم خلال ثمانينات وتسعينات والعشرية الأولى لهذا القرن أيضا وهم مع( الثورة) كان بعضهم سجانة شخصيون لبعض!_ اقول استخدام الأسماء الصريحة من الجانبين كان ليعطي لهذا النص إضافة للمصداقية قيمة ثقافية ومعرفية أكثر_ لكن...وجدت الخيار الأنسب (أخلاقيا) عدم عرض الأسماء وهي معروفة بالطبع.
إحدى القضايا التي شاركت الجدال فيها ولعشرات السنين مع الأصدقاء الموثوقين, احتمال وجود ضباط مخابرات في المستوى الأخلاقي والوطني والمعرفي السوري(المتوسط)_ مثل بقية قطاعات الدولة والحكومة.
_لم اصل يوما إلى شيطنة, كل شخص يدخل دائرة المخابرات, او يتعامل مع الحكم.
_ وبالمقابل أيضا, لم أصل يوما إلى درجة مديح بعض قادة الأجهزة واعتبارهم من كبار المثقفين...أعتقد_ التطرف حالة عصابية بالمستوى الفردي وفاشية في المستوى الاجتماعي.
كل من يعرفني عن قرب_ يدرك أنني شخص هادئ بطبعي ولطيف أيضا_ لكن الصفة الثانية هي ثقافبة ومكتسبة حقيقة. والأهم أنني معتدل في خصومتي وعداواتي(سابقا), على العكس من مبالغاتي في مواقف الحب والعواطف الجميلة.
....أعتذر عن التركيز على شخصي المتواضع اكثر من الفكرة و النص_ هي عادة غير جيدة, لكن احيانا يكون استخدام التجربة الشخصية(ربما) ملائما معرفيا وأسلوليا ويخدم الفكرة.
ما أزال اخاف من كلمة (مخابرات), ,احلم باليوم الذي تصير فيه...هذه الكلمة ومرادفاتها كأجهزة الأمن وغيرها,...تثير الطمأنينة في نفوس السوريين! لا الرعب والغيظ كحالنا اليوم الأمس.
وهذا معيار حقيقي وجوهري للتحضر على المستويين الشخصي والاجتماعي_ ويتحقق بشكل تبادلي ومتزامن بالعموم: الحكم الديمقراطي ينتج المواطن المتحضر والمسؤول_ والعكس ايضا.
* * *
_هل سأكتب يوما رسالة شكر علنية إلى مسؤول سوري رفيع(خصوصا في أجهزة الأمن)؟
_ هل سأكتب يوما رسالة حب عفوية وصادقة لعليا_ أمي؟
لكل قضية وجهان وأكثر من ثلاثين جانب....
لقد نجحت بالفعل في تجاوز الضجر, ثم الغضب,...وأنا الآن وجها لوجه أمام الخوف القديم.
_احلم أن يكمل هذه الرسالة ويجيب عليها بوضوح: احد السوريين سنة 2065....
هل يتحقق الحلم؟
من يدري.....
* * *
كيف تتحول علاقة الخوف والصراع إلى علاقة حب وتعاون؟
_ على المستوى الاجتماعي والعلاقة مع المؤسسات عموما_عبر الانتقال (التطوري) من نظم حاكمة لشعوبها إلى حكومات خادمة لشعوبها قولا وفعلا....
_ وعلى مستوى الأفراد, يتم ذلك بتطور الشخصية المزعجة إلى شخصية مريحة ومحبوبة...(عبر الانتقال من العصاب إلى الصحة العقلية).
الشخص المزعج يريد جودة أعلى من التكلفة, في كل علاقاته, وبصورة مستمرة يريد أن يأخذ أكثر مما يعطي( وقت وسيطرة ومال وجهد واهتمام).
الشخص المريح او الناضج يطلب التوازن والعدالة الموضوعية, ويشعر بالسرور والامتنان في علاقو متوازنة تقوم على الثقة المتبادلة.
بالمعيار الثلاثي, وفي المرحلة التالية_ نقله إلى العشري, تتضح الشروط اللازمة لتحويل علاقة خوف ونفور إلى علاقة حب وتعاون (عرضتها بالتفصيل سابقا) وأكتفي هنا بتذكير سريع ومختصر:
1_1+1=أقل من واحد. يحصل الفرد أو الطرف بهذا النوع من العلاقة على جودة أقل من التكلفة. مع الزمن سيرغب بالانفصال أو التغير.
2_1+1= أكثر من واحد وأقل من اثنين. بتحددي العتبة والسقف (علاقة السوق).
3_1+1= أكثر من عشرة آلاف...علاقات الحب والابداع.
سوف ترقص عظامي طربا...إن كانت الرسالة التي يكملها سوري ة سنة 2065 من هذا النوع بالفعل
* * *
كيف سيكون الحال بعد خمسين سنة؟
_ مريض سوري اسمه الخوف_ تحول إلى حب
_ مريض سوري اسمه الخوف_ تحول إلى هوية
* * *
سوريا اليوم لعبة العالم ومرآته_ إن نجحوا نجونا( من تبقى منا)...أو ألأسوأ قادم
* * *
ثلاث مستويات للعلاقة الاجتماعية_ خصوصا العاطفية
_السادو مازوشية أو علاقة: مفترس_ فريسة, محورها الحاجة الشاذة المتبادلة.
_العلاقة المتوسطة: العلاقة التكافلية_ نموذجها علاقة الأعمى والمقعد, حل جيد لحاجتين مختلفتين.
_العلاقة الذروة: في الحب والابداع....نموذجها الرقص الثنائي
* * *
أهلا بكم....في صباح 1_1_2065
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟