أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى















المزيد.....

امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
اذا اردنا الحديث عن المعطيات التي سبقت تحقيق الفيلم من لجوء اوشيما الى فرنسا لأنها توصف بالحرية في تصوير الافلام الجنسية،وحتى لانظلم الفيلم وما رافق عرضه من اعتراض شديد وتصنيفه ضمن خانة الافلام الزرقاء (البورنوغرافية) وهذا ما يهمنا تحديدا لأن الباقي موجود بكثرة على صفحات الانترنت...
إذا هل امبراطورية الحواس هو بورنوغرافيا...؟
بالتأكيد لا،ولكن مبالغة المخرج وعدم استخدامه اي نوع من الكناية أو حتى المواراة تجعله غير بريء من هذه التهمة أبدا...
الفيلم مبني على قصة حقيقية حدثت عام 1936 عن سادا التي قطعت عضو حبيبها وهامت وهي تمسك به في الشوارع ،في قصة صدمت اليابان بأكملها في ذلك الحين،على ان الموضوعية تفرض علينا ان نقول أن أوشيما الذي عالج هذه القصة ضمن نظريات جورج باتاي المحضة-كما يبدو لنا-حتى انه استبعد فرويد اسبعادا تاما من الحيز النظري للسرد،الأمر الذي يجعلنا نقول أن أوشيما استخدم هذه القصة ولكنه بالغ في تحريفها وهذا من باب(الواقعية الموضوعية).
سادا العاهرة السابقة،التي تعمل في فندق الآن،ومع أول لقطة في الفيلم تتعرض لتحرش جنسي مثلي من قبل فتاة أخرى وفي الحديث عن المشاهد الجنسية المجانية الكثيرة في الفيلم،فهذا المشهد لم يساهم سوى في عكس صورة مجتمع منغمس في جنس ديونوسي حتى الثمالة،وهذا ان كان يعكس واقع القصة ولكنه لايعكس واقع اليابان بأي حال من الأحوال....
مشاهد جنسية صريحة مع جنس حقيقي بدون تورية ولاحتى كناية تراقب سادا سيدها كيشو في وضع حميم مع زوجته،الأمر الذي يغذي الرغية بالامتلاك عند سادا...ولكن سادا كانت في الماضي عاهرة
سادا تسعى الى ايروسية(حسب مفهوم جورج باتاي) التي تختلف عن الفعل الجنسي الذي يهدف من خلاله الى الانجاب،وسادا هذه مفعمة بحب كيشو،فهي مزدوجة ازدواجا تاما مع الرغبة بالامتلاك وهو الذي يجعلها مختلفة في اي جنس تمارسه مع اي رجل آخر سواء في الماضي او في الحاضر،ولا مناص من القول أن كل شيء مباح في هذا الفيلم والمجتمع المطروح مجتمع جنسي بحت...
يتعرف كيشو عليها لأول مرة أثناء عراكها مع سيدة المنزل تهدد فيه زوجته بسكين،ومن ثم تبدأ تحرشات مقبولة عند كلا الطرفين،وقلنا ان الموضوع هو خارج نطاق الاشباع الجنسي بل هو في تسلسله(الانهماك في الرذيلة).
يقول كيشو:هذا الممر يقود الرجل الى البهجة الخالدة،والخلود يعني الموت بكل تأكيد،وهذا مذكور صراحة عند باتاي.
إذا تلقائية القصة،ومسارها يقول أن شخصياتها نماذج غير واعية لنظريات جورج باتاي بعيدا عن الليبيدو الفرويدي الاشهر.
المسار الأول في الفيلم هو تأكيد فكرة الانهماك الجنسي،على ان منظر موس الحلاقة دائما ما يلفت نظر سادا،بل تتخيل نفسها وهي تقتل كيشو اثناء جماع علني مع زوجته...الامتلاك هو اول نقطة لتحليل الفيلم
ولكن التسلسل لازال موجودا،وان كانت الامتلاك هي الفكرة الاكثر الفاتا للنظر....
في حالة التعرية قبل الانهماك التام،الاقتباس الحرفي يقول:
(مبدأ الايروسية هو تحطيم بنية الكائن المنغلق،اي الحالة العادية التي يكون فيها الشريك،والعمل الحاسم هو التعرية،فالعري يتعارض وحالة الانغلاق أو الانطواء،اي حالة الوجود المنفصل.)
وهذا كلام منطقي،لأن التعرية هي أول حالة حقيقية للاتصال بتمامه وكماله،أي لحظة الانكشاف التام على الرغبات وقبول هذه الرغبات من كلا الطرفين...والانهماك هنا لايعني سوى السعادة،فالجانب القلبي الايروسي مطروح بقوة الآن لأنه لاجماع في ظل وجود دورة period
أوشيما يعاني من ابتذال شديد في طرح افكاره وهناك اباحية شديدة خارج هذه النظرية المغلقة على طرفين...
فهل من الضروري أن يعبر الجنس الجماعي عن انهماك في الرذيلة...هذا أولا
وثانيا:أذا كانت سادا لاترغب من كيشو حتى المغادرة للتبول وتطلب منه التبول عليها ،إذا ستكون حالة سادا مرضية نظريه وليست حالة فعلية تسير في مسار طبيعي،وهذا عن الذي قال عن الفيلم بأنه عن العلاقة بين الرجل والمرأة فهو كما يبدو مخطئ في تقديره الى درجة كبيرة....
نحن نلاجظ ان الاباحية تعامل في الفيلم باحترام شديد وهذا خارج النطاق السردي للعلاقة بين الرجل والمرأة...وثالثا إذا كان الفيلم بعامته يعبر عن التعامي عن هموم الحرب العالمية الثانية وتفضيل الانغلاق على التفكير في هذه الهموم،أو دعونا نقول تفضيل الانغلاق الجنسي عليها وحتى لو عبر عن أوشيما عن ذلك من خلال لقطة واحدة،فهل يجب ان نعبر عن الهرب بهذه الطريقة...الأمر برمته يبدو غاية في السخافة،ولو قلنا أن الفيلم تطبيقي لكان ذلك أجدى وانفع.
الانغلاق في التانغو الأخير في باريس كان مقنعا أكثر وله اساس عقلاني نفسي...
التطبيقية تبرز كثيرا،فمثلا هو عندما يمارس معها جنسا فيه شيء من العنف،فهذا يؤكد أن تلك الكائنات ينقصها الشعور بعنف فطري يحرك ميول الايروسية مهما كانت طبيعة تلك الميول...وذلك أن ميدان الايروسية هو اساسا ميدان العنف...ميدان الخرق والانتهاك...مع التأكيد التطبيقي فالجملة الاخيرة غاية في الحرفية والدقة:
الفيلم ليس الا ميدان للخرق والانتهاك،ولكن ربما من الممكن ان نطلق عليه وصفا آخر:
بحث مستقل عن الغاية والغريزة...وبالتأكيد الأمر متعلق بوجهات النظر
نلاحظ ان العنف عند كيشو يولد اغتصابا،فالعنف يحرك الايروسية،والعنف محرك ايضا لسادا...
المبحث-كما قلنا-لازال بعيدا في تناوله عن فرويد،الأمر الذي يجعل منا متأكدين ان الفيلم ليس الا حيز تطبيقي لنظريات جورج باتاي،فإذا قلنا أن الأنثى كائن بطبيعته مازوشي،والذكر كائن سادي،فهذا قد يكون مبحث جنسي آخر اساسه فرويد،ولكن بالنسبة لباتاي فالعنف الفطري هو الذي يحرك الايروسية،والدليل أن المازوشية والسادية في انقلاب مستمر بينهما انقلاب الفعل،وتحولها الى سادية يشعرها بسعادة بالغة وهذا متعلق بنظريات جورج باتاي أكثر من فرويد أو اي احد آخر...
اثناء الجماع يضغط على رقبتها،فالانهماك في الرذيلة والتحرر الجنسي يعطي ادراكا كم للقتل من سعادة بالغة على الحواس،أو كما يقول دي ساد:ما من وسيلة للتآلف مع الموت افضل من ربطه بفكرة داعرة
النهاية تشير الى جوانب مهمة في النظرية(الايروسية الجنسية والقلبية) لتتحقق المعطيات كاملة:
(الشنق-القتل-الموت)-(الجنس)-(الامتلاك)
على العموم الشيء الذي يشفع للفيلم ان الحكاية كلها تدور-حتى لو كانت مستندة على حدث واقعي-في عالم متخيل جنسي خالص،وعلى الرغم من الابتذال في الفيلم،فالفيلم ليس اعتباطيا ولا مجانيا،ولكن ليس كل شيء فيه يفسر او يترجم ضمن هذا الحيز ولا ضمن هذا الاطار...هناك مشاهد من الممكن الاستغناء عنها بسهولة أو على الأقل كان بالامكان لأوشيما العمل على توريتها،فهل لابد من جماع حقيقي حتى نفهم ان الجنس يحمل في ثناياه الموت،هذا اثناء محاولة سادا شنق كيشو شنقا ساديا لجلب المتعة...كان على اوشيما أن يعتمد اكثر على ذكاء المشاهد
لنكرر:الفيلم يعكس الهروب من الواقع الياباني الذي يختفي خلف جدران هذا العالم المغلق،ولكن كيف من الممكن ان تعكس هذه القصة الهرب من هموم اليابان خارجيا أو القلق...وكأنك تعكس القلق من خلال قلق أكبر
التانغو الاخير في باريس يطالب فيه البطل بالانكفاء...هذا شيء موضوعي وجميل
أنا معارض وبكل موضوعية:امبراطورية الحواس هي غلطة اوشيما الكبرى
ولكن على الجميع ان يعرف بأني كنت ولازلت مؤيدا متحمسا للتانغو الأخير في باريس
بلال سمير الصدّر
17/3/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث ...
- الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال ...
- ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
- الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال ...
- عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
- كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
- رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل ...
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...
- العاهرة،أو أليست الحياة عاهرة 1932(جين رينوار):حكاية الرجل ا ...
- عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
- أحلام 1990 أكيرا كيراساو:فيلم عن الصورة نفسها
- ران 1985(أكيرا كيراساو):هل الحياة تستحق منا كل ذلك


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى