أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الديمقراطية .. لا تمارس حسب الطلب!!















المزيد.....

الديمقراطية .. لا تمارس حسب الطلب!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 15:25
المحور: المجتمع المدني
    


إن "الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة - إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين - في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية" وذلك بحسب تعريف ويكيبيديا.

لكن يبدو إن التعريف السابق يُستَخدم بطريقة إنتقائية عند الشعوب التي ما زالت تعاني من ثقافة الإستبداد والقمع التاريخيين، تلك التي ما زالت تمارس السياسة _داخل المنظومة الإجتماعية_ وفق العقلية البطرياركية حيث تجد الأب؛ كرمز للسلطة المطلقة يطالب الآخرين بالعدالة الإجتماعية والمفاهيم الديمقراطية في علاقته مع الآخرين _الجيران وزملاء العمل والسياسة و..إلخ_ بينما يكون هو "السيد المستبد والآمر الناهي" داخل منظومته؛ العائلة، القبيلة، الحزب وأخيراً الدولة والتي يحتكرها ويعتبرها جزء من ملكيته الخاصة أيضاً وذلك ضمن السياقات والمفاهيم البطرياركية حيث وكأي أب يجد من "حقه الطبيعي والشرعي" أن يمارس ما يجده الصح والحقيقة داخل المنظومة؛ كونه الكبير والعالم والحق والرحمة، بل يعتبر ذلك جزء من وظيفة منوطة به دون الآخرين من أفراد العائلة القبيلة أو الدولة الحزب، وإن الآخر _الزوجة والولد_ ليس إلا قاصراً وتحت الوصاية ومن "واجبه" كأب أن يرعى مصالح الرعية؛ "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" حديث وواقع حياتي بنت ثقافة الأجيال.

ويقول د . احمد برقاوي في مقالة له بعنوان "الطغاة وداء الصمم التاريخي وعماء القوة" منشورة على صفحته الفيسبوكية بخصوص عماء الطغاة ما يلي: "ما ان يستولي الطغاة على السلطة حتى يصابوا بداء عضال لا براء منه على الإطلاق ألا وهو داء الصمم التاريخي. وداء الصمم التاريخي هذا، فيروس قاتل يشل حاسة سمع الأصوات التي لا ترضي الطاغية. وتقوي حاسة سمعه للأكاذيب والمدائح. وكلما قويت حاسة سمعه للأباطيل تفاقم مرض فقدان حاسة السمع للواقع وللحقائق". لقد وضع الدكتور يده على الجرح _كما يقال_ حيث تبدأ لعبة صناعة الإستبداد والديكتاورية مع مسألة التمجيد والتبويق للزعيم السياسي وقد يكون زعيماً وطنياً وبإمتياز، يملك تاريخاً نضالياً مشرفاً .. لكن وصول أي زعيم سياسي للسلطة يتحول عندها وتدريجياً من قائد أمة وزعيم وطني إلى رجل سلطة وقرار وجاه ومع تراكم الفعل الزمني والإمتيازات وخنوع المرتزقة وتبويقهم لهم بالمدح والثناء، ينتفخ ذاك الزعيم السياسي وكأي ديك حبشي بحيث أي إنتقاد له يجعله "يتحسس مسدسه" وعلى الطريقة الغوبلزية.

وهكذا يبدأ الزعيم الوطني تدريجياً بإبعاد كل الأصوات التي (تزعجه) أما بالتخوين والإعتقال والتصفيات الجسدية ليبقي على بطانة فاسدة قريبة يتألف من الموالين والأقرباء والمحسوبين على الحاشية والعائلة مع المطالبة ببعض الحقوق الهامشية للأقليات المستضعفة والتابعة والإعتماد على بعض الرموز الذيلية كممثلين عن تلك الأقليات والطوائف؛ لإضفاء بعض الديمقراطية لصورة الزعيم .. وفي الحين نفسه؛ تجد إنه يضرب أي حراك سياسي للكتل المنافسة والعمل على تفتيتها وتقسيمها وزرع العناصر الإستخباراتية داخلها بهدف المتابعة والعمل على خلق المزيد من الإنشقاقات داخل تلك الحركات والكتل السياسية بحيث يصل به المقام إلى درجة؛ إنه يرى الآخرين _كل المخالفين له_ قاصرين أو تابعين للأجندات الخارجية المعادية وإنه الرجل الوحيد القادر على قيادة الأمة في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من مصيرها، ومصاباً بنوع من الوهم والعماء _وبالأحرى التوهم والتعامي_ الفكري والنفسي والأخلاقي؛ وبأنه القائد الوحيد والتاريخي لإنقاذ الأمة والقضية وأن "العناية الإلهية" قد خصه بتلك الصفات دون الآخرين وقد رأينا خلال التاريخ بأن أي زعيم سياسي (وطني) كان يلحق عدد من تلك الأوصاف بأسمه، مثل: القائد الخالد أو المفدى أو بطل الأمة وحامي الحمى وغيرها من التوصيفات التي تؤكد على تفرد (الزعيم) بصفات خاصة به "الرعاية الربانية".

وبالتالي تلجأ تلك القيادات إلى تأسيس دوائر (أمنية وثقافية) تعمل على قضية مفصلية في خلق وعي مجتمعي مزيف حيث يكون الهدف الأساسي لسياسات تلك الدوائر هو أن تؤسس في الوعي المجتمعي ما مفاده؛ أن الأمة التي أنجبت هذا (الزعيم الخالد) قد أصابتها العقم لتنجب غيره من القادة والرجال، مع العلم إن التاريخ الإنساني وتاريخ نشوء الحضارات تؤكد على أن كل الحضارات كانت لها حواملها الثقافية والإقتصادية والمجتمعية وذلك قبل أن يقودها أي زعيم (وطني)، في مرحلة تاريخية ما، وأن نضوج تلك العوامل والحوامل الحضارية المجتمعية هي التي كانت الروافع الحقيقية للأمم وتلك الحضارات وليس أولئك القادة والزعماء وإن كنا لا ننكر لهم دورهم التاريخي، لكن وبكل تأكيد فإن بقاء تلك الأمم والحضارات لم يكن مرهوناً ببقاء هذا أو ذاك الزعيم حيث إن الأمة التي أنجبت (محمد بن عبد الله) كانت قادرة أن تنجب المئات والألوف من حجم ذاك الزعيم لو تمكنت قريش من قتله .. وهكذا فقد كانت الشروط التاريخية قد نضجت لولادة حركة دينية جديدة في المجتمع القريشي وتحتاج لمن يقودها وكان هناك المئات والآلاف من (الرجال) ليقودوا تلك الحركة، وذهاب أحدهم كان سيفتح المجال للآخر لكي يقود الحركة إلى بر الأمان وبالتالي "إنجاح التجربة" كرمز قيادي.

وخلاصة الكلام والمقال؛ إننا نود أن نقول لأصحاب "الفخامة والرياسة" ولكل المطبلين والمبوقين "للزعيم الخالد والقائد الضرورة" بأن الأمة التي تقوم على قيادة الفرد والزعامة هي تؤسس للإستبداد والطغيان والديكتاتورية وليس للحرية والإستقلال ونيل الحقوق إدعاءً وبهرجة إعلامية وديكوراً لسلطة الزعيم المطلقة؛ فالديمقراطية هي نهج وسلوك وممارسة سياسية لإدارة البلاد والمجتمعات وليس ديكوراً نزين بها "قامات وثقافة الإستبداد" حيث وللأسف تجد أي زعيم شرقي يطالب بالديمقراطية من الآخرين، بينما يلجأ إلى كل الأساليب والمناورات و"الحجج والمبررات" لكي يديم حكمه وسلطانه تحت ضرورات الأمن القومي وحاجة الأمة للزعيم .. وهكذا وكأن رحيل الزعيم ذاك سيكون سبباً لخرق الأمن القومي وإنهيار الأمة. وإنني أقول أخيراً لكل هؤلاء الأدعياء؛ إن الأمم لا تقوم على الزعامات، بل على الحضارات وأن الأمة التي تكون بقائها مرهونة بهذه الشخصية أو تلك الكاريزما _وطنية أم ديكتاتور مستبد_ هي أمة غير جديرة بالحياة أصلاً ولا تستحق أن نحافظ على أمنها القومي حيث سيذهب الأمن القومي مع ذهاب تلك الكاريزما وذلك بحسب تلك المفاهيم البطرياركية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والثقافة. .. المثقف السوري؛ دوره وإشكالياته؟!
- الأمن القومي .. حماية الأمة والنهوض بها حضارياً.
- الإنتخابات التركية .. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.
- السليمانية .. هل تكون الضلع الثالث في المشروع الكوردستاني.
- الأنفال.. -فصول في الجحيم-!!
- فلسفة ..الكرسي والجاجة.
- ثورة الكورد ..في الساحل السوري.
- الشخصية الكوردية.
- كوردستان ..هو الحلم.
- حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطي ...
- كوباني.. متحف!!
- أزمة الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان.
- الكورد وحركة التاريخ.
- حكايات (5) الكورد.. عنصريون!!!
- كوردستان (سوريا)
- كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.
- نعيق الغراب.؟!!
- كوردستان؛ الدولة القومية.
- كاريزما البارزاني.
- رسالة.. للإتحاد الوطني الكوردستاني.


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الديمقراطية .. لا تمارس حسب الطلب!!