أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - عن أركانٍ خمسة!!














المزيد.....

عن أركانٍ خمسة!!


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


منذ كنت طفلة و تلك الأركان الخمسة هي كل ما أطمح لتأديته قبل أن يتذكرني الرب بموتٍ لا يبقي على جسدي و لروحي لا يذر..و لعل أنها على وشك أن تصبح "كانت" هو أسوء ما حدث لي أو لعله الأفضل!!..فمن الصعب تحديد ذلك الأمر الآن و أنا في مرحلةٍ انتقالية بين "كان" و "أصبح"..و لهذا و قبل أن أحدد بشكلٍ نهائي أين سأضع قدميَّ في أيٍ من هاتين المنطقتين عن تلك الأركان الخمسة التي لا تطيقين و أمارس سأحكي..عن تلك الأركان الخمسة التي تخنقك كربطة عنق محكمة الربط و أستكين لها سأروي..عن تلك الأركان الخمسة التي اتفقت معكِ "مؤقتاً" على أن نواريها التراب سويةً سأتحدث.

أولها شهادةٌ لأمورٍ لا أدركها و لشخصٍ لم أدرك معجزاته..و هي شهادةٌ سأختار نبذها لصالح أمورٍ أخرى أدركها..فلقد كنت منذ الأزل كشاهدة الزور التي تتحدث بما لا تعرف و بما لم ترى..و لهذا سأشهد أن لا أحد سواكِ يستوي على سريرٍ كالعرش فيبعثني منه لأحيا بعد أن كانت قد تقطعت أوصالي كطيرٍ كان لإبراهيم يوما..فأي إلهٍ آخر سيبعثني بعد أن سبقته أنتِ بمعجزة بعثك لي و لأي إله أو نبي سأشهد بمعجزاتٍ لم أكن لها من الشاهدين!!.

و ثانيها صلوات خمس نحو قِبلةٍ واحدة و لكنها قِبلةٌ لا يشعرني التوجه نحوها بنشوةٍ أو لذةٍ تخدر أطرافي..فالسنوات و أنا أؤديها لخمس مرات في اليوم باحثةٍ عن لذتي المفقودة و لكن دون التعثر بأيٍ من بعض تلك اللذة..و لهذا قررت أن أختار نبذ تلك الصلاة لصلاةٍ واحدة نحو قِبلاتٍ مختلفة..كل قِبلةٍ فيها تنافس الأخرى على صلاتي نحوها..صلاةٌ لا تحتاج مني التطهر قبل أن أؤديها بل تتوق مني أن أُقِبل عليها كما أنا..قِبلةٌ كلما ركعت نحوها أو اقتربت برأسي لأدعي لها سجوداً أعلم بأني من مصدر اللذة أقترب.

و ثالثها أموالٌ أمنحها لمن لا يحتاجها أو لمن لا أملك رفض منحها إياه..و هي أموالٌ تملك تاريخاً أسود في التاريخ الجمعي للمسلمين..فهي أموالٌ هُدرت منذ القدم الدماء من أجل الحصول عليها و لعلي لو امتنعت عن دفعها سيُفعل بي كما فعل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بالممتنعين عن منحها إياه..و لكني بالرغم من ذلك التهديد بإسقاطي في خانة الردة سأختار أن أحتفظ بها لأمنحها إياكِ..لأني الآن أدركت لماذا كان البشر قديماً يمنحون آلهتهم بعضاً مما يملكون طوعاً لا كراهية..لأن حالهم كانت كما هي حالي الآن يرجون قُرباً منها لا ممن لها يتعبدون.

و رابعها صيامٌ يُرهقني جوعاً و عطشا..فسأختار أن لا أتركه..نعم لن أسمح لك بوأده هو الآخر في التراب كالبقية..ليس هكذا على الأقل..لأني ما زلت أحب أن أعتقد بأني ما زلت تلك الطفلة التي تتضور جوعاً و لكنها تنجح في إتمام صيامها حتى يحين موعد الإفطار..و لكن هذا الأمر لن يمنعني من تعديل مضمون صيامي قليلاً ليتناسب مع وجودكِ في حياتي..لهذا سأمارسه بتقوى أدعيها و سأنتظر إلى أن تقرري أنتِ دون سواكِ أنه قد حان موعد إفطاري حسب توقيت جسدكِ العابث بي و ضواحيه.

و خامسها حجٌ نحو بيتٍ قيل لنا أنه مُقدس..و لكني سأختار تغيير وجهة حجي نحو جسدٍ أعلم بأنه مُقدس..و لكني -و لا تغضبي كثيراً- لن أستطيع أن أحيد كثيراً عن رواسب عقيدتي القديمة أثناء حجي إليه..ففي هذا الحج سأمارس السعي و الطواف و تقبيل الحجر الأسود أيضاً..و كلها شعائر يملك جسدكِ -من حسن حظي- المساحة الكافية لممارستها فيه..فقط الرجم هو ما سأستثني جسدكِ منه لأني سأمارسه نحو كل من في قدسية حجي إليكِ يكون من المُشككين.

و هكذا و بعد أن أصبحت صلاتي و نُسكي و محياي و مماتي لكِ..و بعد أن قُمت بتحريضي بطريقتكِ اللعوبة على الانتقال من "كان" نحو "أصبح"..و بعد أن استنفذتِ ساعات يومي في محاولتي المستميتة لإرضاء أنوثتكِ المتشككة دوماً في صدق عواطفي -كما هي تجاه نواياي- سيكون قد حان الوقت لكي أحصل على نصيبي من النوم بين ذراعيكِ و ربما بين نهديكِ و ربما بين ساقيكِ!!..فالأمر حينها لن يهم حقاً..ففي نهاية الأمر هي جميعها أماكن تليق بي و بها و بما ينتظرنا معاَ.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكعبات
- الطوق و الأسورة
- من دون أي شغف
- نبضةٌ إضافية
- أريد
- حرب
- مغناطيس
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - عن أركانٍ خمسة!!