|
نجيب سرور زمن الستينات الجميل
منى يسري
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 14:23
المحور:
الادب والفن
اذكريني اذا نسيتني فهارس الاعلام وبائعو الكلام ومدمنو حبوب منع الحمل . منع حمل السلاح والوداع الوداع ! عندما تصعدين على جثث الخائنين دوسي تماما ! فهم الان يشنقون صغارك خلف جدران الظلام! بعد ان اشعلو النار في البيت و المصنع والمزرعة ؛ بل وفي حرم الجامعة ؛ وغدا يبيعون اهرامك الاربعه مفروشة لليهود !
أميات نجيب سرور التى لم يبقوا منه سواها تنكيلاً به لاأكثر ! اتذكر تلك المرة التي سمعت بها هذا الاسم للمرة الاولي من صديقتي في اولى سنواتي الجامعية ، وان هناك شاعرا بذيئاً مغموراً كتب قصيدة ما تسمي أميات وهي قصيدة مكتظة بالبذاءات التي قد نتقيأ اشمئزازاً بسماعها ، ربما كان الامر منفراً لي في بادئ الامر ، ربما لم لأن اسيادنا الازهرية الذين ربونا في مدارسهم لم يدرسونا من التريخ الادبي والعربي والتراث الثقافي الا مايريدوننا ان نراه ؛ ربما ايضا لم يدرسونا من قواعد اللغة العربية الا ما ارادوا متعذرين بالادب والحياء ! ربما لم يعلمنا اسيادنا الاوهرية أن الاسماء الخمسة في اللغة العربية لم تكن خمسة ؛ وانها ستة اسماء وقد حذف السادس لانه مخالف للرقابة ؛ وهو (هن ) ويشار به للعضو التناسلي للأنثى ؛ ربما استحى مؤسسي قواعد اللغة من ذكر موطنهم الاصلي كما يتجرد غني من ماضيه البائس ! ربما دفع نجيب سرور وحده ثمن الجهر ببذاءاته ! ربما توارت عنا في كتب التراث ايضاً بذاءات ابي نواس ؛ وابي العلاء المعري وغيرهم من شعراء صدر الدولة الاسلامية الذين سردوا ابياتا من الشعر الفاحش والفاضح امام الخلفاء دون ان يتوارى أحدهم خلف أسوار السجون ودون ان تكبل الاغلال ايديهم ! ربما لو جمّل نجيب قصيدته وحنتفها كما فعل مظفر النواب حين سب كل حكام العرب في قصيدته {وتريات ليليه} ؛ بينمااكتظت داخليا بالبذاءات ؛ لكرمه الحاكم بامره وقتها ؛ او تركته مخابرات صلاح نصر دون النيل منه ! ربما لم يكن نجيب بصدقه يليق ان يعيش في الستينات بكل ماحاق بيها من الكذب والتزييف والتدليس ، ربما عجزه كان سببا ان يموت هذا الفنان النادر وحيدا طريدا منبوذا من الجميع ولم يتبقى له سوى الزوجة الروسية المخلصة التي تركت خيرات القوقاز لتعيش بين شرذمات من الهمج !
ربما لم ولن يذكر المتاجرين بقضيتنا المحورية (القضية الفلسطينية ) ان نجيب سرور اول كاتب مصري لقي مصرعه مهنياً وفنياً بسبب مسرحيته التي صادروها عن المذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينين في المخيمات في الاردن ؛ وتم منع عرض المسرحيه بامر دبلوماسي من الملك حسين باعتبارها معادية له ! وتم طرد نجييب من وظيفته ومحاربته في عمله وحياته ، حتى تم ايداعه من قبل مخابرات صلاح نصر في مستشفى العباسية للامراض العقلية بالقاهرة ؛ التى كانت معقل المبدعين والعلماء المثقفن المعارضين لعصر التطبيل الستيني ! ربما لم يكم نجيب سرور باول ولا اخر فنان يتم محاربته في لقمة عيشه وطرده خارج الحياه الاجتماعيه ؛ انما ماميز نجيب هو صموده حتى دفع ثمن ما اراد ان يقول كاملا ، وما قال نجيب توارى معه تحت التراب ربما الى الابد ؛ وربما ستكشف لنا الايام عن متواريات اخرى ! ربما طبيعته الريفيه التى لم يتخلى عنها يوما جعلته متشبثاً بمايقول كما يتشبث فلاح مصري بارضه ولو دفع من دمه ثمناً لها !
ربما لم يعلم الكثيرون ان نجيب سرور لم يدفع فاتورة تطبيل الستينات وحده بل دفعه كثيرون من مقيمي مستشفى العباسية للامراض النفسية بالقاهرة !
فقبض عليه اهل القرية وسجنوه لانه مجنون بين جميع العقلاء ! ربما ثار نجيب سرور لانه رأي قبلاً مانحن فيه ، فعجز عن اخراج الروايات بشكل لا ينقطع كنجيب محفوظ ؛ أو الثرثرة والسفسطة الشعرية كصلاح جاهين ! ربما لم يستطيع التصفيق للست ام كلثوم وهي تتغني بامجادنا بعد النكسة ! ولا ترديد الاغاني الوطنية وراء العندليب وهو يردد كلنا كنا عايزين صورة ، فقد تنحى نجيب جانباً عن هذه الصورة المزيفة المبنية عل الوهم والعنريات البدائية ! اتذكر قصة قد كتبها توفيق الحكيم تسمي نهر الجنون واذ تحكي عن سكان قرية قد القى لهم الحاكم في النهر حبوبا تصيب بالجنون وتجعل المصاب يخلع ملابسه ؛ حتى صار كل سكان القرية يمشون عرايا ،واحدا فقط لم يشرب من النهر بعد وظل متمسكا بلباسه !
واذكريني اذا نسيتني فهارس الاعلام !
#منى_يسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة المصرية من ايزيس الى أم أيمن
-
مصر تحارب الارهاب وتنتخب النواب
-
في حضرة البيه الزبال
-
أمي التي عشقت قيودها .
-
الخلايا الجذعية ومستقبل الامراض المتوطنه .
-
الارواح المتمردة .
-
الثورة عيد الفقراء «١-;-»
-
سلامة موسي والمرأة المصرية «ج١»
-
الإسلام السياسي ونظرية المؤامرة .
المزيد.....
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان
...
-
الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل
...
-
فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل
...
-
-سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال
...
-
مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م
...
-
NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
-
لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
-
فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر
...
-
هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|