أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين التميمي - هل يعنيهم الدستور .. حقا !!














المزيد.....

هل يعنيهم الدستور .. حقا !!


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يبدو هذا السؤال غريبا بعد أن تمت المصادقة على الدستور .. لكن هي محاولة لنقل صوت أو عدة أصوات مغايرة لما هو سائد الآن ، واقصد بالسائد – كل التيارات سواء تلك التي تؤيد او ترفض الدستور – ولعل سائل يسأل : اذن من يبقى اذا نحن ابتعدنا عمن يرفض وعمن يقبل ؟ لكن الغريب في الأمر أنني اكتشفت ، بأن المفردة التي استخدمها الأخوة الذين يدعون بانهم يمثلون العرب السنة أي (المغيبون) لم تكن مفردة موفقة بالمعنى الذي أرادوه ، فهذه الكلمة تكاد تشمل عدد هائل من أبناء وطننا بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية او الطائفية . وبغض النظر أيضا عن الحيز الزمني الذي تم اختزاله من اجلها (أو اختزالها من أجله بمعنى أكثر دقة !!) ولكي لا يتشعب الموضوع ويبتعد عن الهدف المرجو منه ، أختصر الأمر بالقول : ان أولئك الذين لا يعنيهم الدستور من قريب أو بعيد (وفقا لما يرونه) ولا يعنيهم أيضا الشأن السياسي ، أو الوضع العام لما يسمى بأجندة البلد السياسية في الوقت الحاضر ، هم أناس يشكلون غالبية عظمى ، أناس لهم صلة حيوية مع مشاكل ومسؤوليات الحياة اليومية أكثر بكثير مما لهم مع الخطاب المعلن وغير المعلن للساسة ورجالات الحكومة ومن لف لفهم . هؤلاء .. الذين سأسمح لنفسي وبوجل أن أسميهم (البسطاء) لا يعنيهم الدستور من قريب او بعيد .. ليس لأنه لا يعنيهم بصورة فعلية ، إنما لأنهم لا يمتلكون الثقافة المناسبة للتعامل مع هذا الفعل الجلل ، والذي لن يتكرر ربما لأجيال عدة . وهم أيضا يمتلكون العذر في ذلك أو ربما أعذار عدة ، فللعقود التي مضت دور كبير في تشكل ثقافة هؤلاء ، وفي بلورة طموحاتهم بهذا المنظور الضيق الذي لا يتناسب وآفاق إنسان القرن الواحد والعشرين ، يضاف الى ذلك ما حدث بعد 9/4/2003 ، فقد تنسم هؤلاء بواكير نسمات الحرية ، دون ان يستنشقوها بحق ، ودون ان تحدث عملية التمثل الحقيقي لهذا الفعل ، وبلا منة زكمت الانوف روائح اللصوص الذين نهبوا دوائر الدولة واغتالوا الحلم لحظة ولادته ، لذا لا أكون مغاليا اذا قلت أن هذا الحدث قد ساهم في حدوث عملية انكفاء داخلي جديد لمشاعر (هؤلاء) مما حدا بهم إلى الابتعاد مجددا عن الواجهة والاكتفاء بالمراقبة والمشاهدة من خلف الأبواب . ولعل الإضافة الأخرى الأكثر بؤسا وبشاعة هي ما يسمى بالإرهاب .. هذا المسمى الذي لم يحض الى الآن بتعريف حقيقي خال من اللبس ، سواء من جهة مسببيه أو من جهة المتعاملون معه ، ولخطورة هذا العامل الأخير فقد حرم عدد لا باس به من (هؤلاء) من الذهاب الى صناديق الانتخابات ، مما دفع بعض الساسة لأن يركبوا الموجة وأن يدعوا بانهم غيبوا مع هؤلاء ، لكي يجنوا فيما بعد مكاسب سياسية لم تكن تخطر ببالهم ، ولسنا هنا بصدد مناقشة صحة أو أحقية توجه هذه الشريحة او تلك من الساسة ، لكن النبض العام بالنسبة للشارع العراقي يؤشر بطريقة مغايرة ، فلا أحد يثق بممثلي هذه الطائفة ومثله لا أحد يثق بممثلي الطائفة الأخرى ، لكنه لا يملك في الوقت ذاته ان يوصل صوته كي يقول لهذا او ذاك .. الحقيقة ، وان يسحب منه الثقة او الترخيص الذي يدعيه . ولعل الكثير ممن ذهبوا الانتخابات السابقة كانوا يؤدون دور رد الفعل وليس الفعل ذاته ، أي رد فعل على الطغيان الذي استمر لعدة عقود ، واجبر المواطن على قول كلمة نعم فيما كان الجميع يصرخ من الداخل بـ (لا) لذا كان رد الفعل في الانتخابات التي أفرزت الحكومة الحالية هو عبارة عن رد فعل شبه طائفي وشبه عرقي ، ولكي نعبر هذا المأزق ونرقى إلى انتخاب وطنيتنا قبل أن ننتخب أو نصوت لانتماءاتنا الأخرى ، علينا أن نرتقي بثقافتنا الإنسانية والحضارية وفقا لاستحقاقاتها ، وهذا بالطبع لن يحدث خلال السنوات القليلة القادمة ، لأن التأسيس الحقيقي لمثل هذه الثقافة يحتاج إلى سنوات عدة ، وتحتاج أيضا إلى وجود حالة من الاستقرار النفسي والمعيشي للمواطن ، وهذا لن يحدث بالطبع إلا بالتخلص من كافة أنواع الإرهاب ، والتخلص أيضا من الممارسات اللاإنسانية التي ترتكب من قبل هذا الطرف أو ذاك تحت يافطات أو شعارات .. باتت هي الأخرى زائفة وغير مقنعة ، والتخلص أيضا من كافة أنواع الفساد الإداري والرشوة والغش وكل الأمراض التي تفشت في مفاصل الدوائر الحكومية ، من أقصاها إلى أقصاها .
عندئذ فقط .. سنقدر أن نقول بان ثمة تغيير قد حصل ، وأننا في سبيلنا الى السير في ركاب الحضارة ، كي نلحق ولو ببعض مما فاتنا من التطور والرقي العلمي والتكنولوجي و .. البقية تأتي .





#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين التميمي - هل يعنيهم الدستور .. حقا !!