أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر السوداني - عزرائيل يحاورني














المزيد.....

عزرائيل يحاورني


جابر السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


عزرائيل يحاورني

تتآكلُ أطرافي السفلى
وتذوبُ تباعاً
في أوعيةِ الملحِ المرّْ.
يا هـذا الفزعُ الخائفُ
من جرحي الغائرِ في خاصرتي
والموغلِ في الـقِـدَمِ الأزليِّ
سلامٌ ،
أنتَ الليلةَ ضيفي وصديقُ صباي
سأشاطرُكَ الوقتَ غناءً
بدويَّ النكهةِ
وأذوبُ بقهـوتِـكَ الكحـليةِ
عسلاً جبلياً وحبورْ.
لا يحزنْـكَ بكائي المتواصلُ
منـذُ الأزلِ عويلاً
موتوراً كالريحِ الثكلى
يئـنُّ بمسمعِـكَ
المتـرصدِ دومـاً والأشجـارْ.
لا تخشاني
أنتَ النصلُ المرهفُ في خاصرتي
أنتَ سنانُ السهـمِ المقبلِ
وصريخُ السيفْ.
وأنا الجرحُ النازفُ شعراً حـدَّ الموتْ.

سلامٌ
إذا يهبطُ ليلُ العرسِ هنا
خمراً عسلياً في شفتيَّ اليابستينْ.
ورداً شبقياً زهــريَّ اللونْ.
ضوءً فضياً يغمرُني
من أخمصِ قدمي المغروزةِ
في عمقِ الرملِ الساخنِ
حتى رأسي الممتلئِ عناداً
بدوياً وجنونْ.
أو فوقَ قميصي المتآكلِ إرباً
من ملحِ الأسفارِ ومن خيباتي
الخمسينْ.
سأخلعُ عن روحي جلبابَ تغرِّبها
أرجمُـهُ بمخاضِ الساعاتِ الحبلى
وبطعمِ الأرقِ الصاعدِ من
قاعِ الأرقِ ومن ظلماتِ الذاتْ.

سلامٌ يا سيدَ أوجاعي
ماذا خبأتَ
بطيِّ عباءتِـكَ الوارفةِ الظّلِ
رغباتي المكبوتةَ منذُ صباي
أو جرحي المتطاولَ وجعاً
من أخمصِ قدميِّ لرأسي
أو خطوي الضائعَ في ظلماتِ
التيهِ جهاراً
أو أحفادي المفترضينْ.
أفواهً تتربصُ في الغيبِ بأشلائي
تأكلُ من لحمي المهروسِ
ولائمَ تمتدُّ إلى أبعدِ
من قطبِ الأرضِ النائي.

سأبوءُ بذنبي مدحوراً
إذ يسألني القاطنُ بيتي
من أنتَ ؟؟؟
حينَ أعودُ على مضضٍ محنياً
كالعرجونْ.
أقلبُ وجهي مذهولاً بينَ
شقوقِ الجدرانِ المتهالكةِ الطولْ.
وبينَ رتاجِ البابِ الكالحِ
والمنعطفِ المقفرِ منذُ رحلتْ.
دهورٌ مـرَّتْ والدارُ هي الدارْ.
لم يتغيرْ شيءٌ إلا وجهي
مأهولاً كان فناؤكِ يا أختَ الجنةِ
بالأنسِ بالضحكاتِ العذراءْ.
أين توارى من ساحتِـكِ
خريرُ الهمسِ الدافئِ في رابعةِ الليلْ.
يأخذني من فرطِ ذهولي
صوتُ الذكرى
يحرقني مثلَ الصندلِ عـندَ
غروبِ الشمسِ على
أبوبِ البيتِ الموحشِ
رويدَكَ يا بيتَ الطينِ النائيَّ
أتدري ماذا أبقيتَ بعمري
هل أنبأكَ الركبُ الوافـدُ
من أعماقِ الجرحِ
المستعرِ بلاءً ورزايا
إني سأموتُ الليلةَ وجعاً
وسينطفئُ بريقُ الذكرى
ويؤولُ العمر هباءْ.

عُـمْـرٌ مـرَّ
وأنا ذاكـرةٌ معطوبةْ.
خلفني البدوُ الرحَّـلُ
مغروساً في رمضاءِ الربعِ الخالي
لم يلتفتْ الغادونَ لوجهي
ولا عانقتُ سحابَ البرِ
الوافـدِ مـن عمـقِ اللجَّـةِ
عقودٌ تمضي
وأنا أجتـرُّ تعاقـبَها المترنحَ
في رمضاءِ الـربـعِ الخالي
لا ظللني
رداءُ الريحِ الشرقيةِ من عطشِ
الأبعادِ المـرّْ.
ولا ساورني أدنى شـكٍّ
بأني المهزومُ الأسوأُ حظّا
في تأريخِ الظلمْ الشرقي.
عُـمْـرٌ مـرَّ
وأنا أتسكعُ بين فروضِ الطاعةِ
للسلطانِ الجاهلِ وبينَ صقيعِ المنفى
من أين أتيتَ الليلةَ
من أي سماءٍ أمطـرَكَ الحظُ العاثرُ
تعساً لخطاكَ المجبولةِ
منذُ الأزلِ على أرصفةِ التيهِ الغاشمِ
تعساً لعويلِ الشعرِ المتناوحِ
في دمِـكَ المنبوذِ خطايا
أنتَ الليلةَ ستزاحمني بعضَ هدوئي
تتوالي الساعاتُ وأنتَ ثقيـلٌ جداً
تتـوسدُ جـرحي النازفَ
ملحاً مخلوطاً بالجمرِ اللاهثِ
والكبريتْ.
ما بالكَ لا تسمعُ صوتَ بكائي
يتطاولُ وجعاً نحوَ شغافِ
القلبِ الميتِ كالإعصار .



#جابر_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية في شعر جابر السوداني
- اسباب القطيعة بين القصيدة الفصحى والمتلقي
- أديبة
- سبايكر
- وئام مسائي نص مشترك جابر السوداني العراق ليلى حمو المانيا
- أشباح نص مشترك جابر السوداني العراق ليلى حمو المانيا
- أسف نص مشترك جابر السوداني العراق ليلى حمو المانيا
- ملكة النحل
- التونسية
- رقصة الحصاد
- خرافة الازمنة
- أحلام
- أناجيك من بعيد
- تهنئة للعالم الآخر
- تبليسي
- قلق
- الخرطات التسعة
- مرثية الارض
- شكري بلعيد
- انبهار


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر السوداني - عزرائيل يحاورني