أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الرماة العشرة ... قصة قصيرة














المزيد.....

الرماة العشرة ... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


دعاني صديقي الرسام الى معرض تشكيلي جديد اقامته فنانة شابة وصفها بالموهوبة جدا وذات حس مأساوي
وما ان دخلت واياه قاعة العرض حتى شعرت شعورا غريبا وكأنني قد شاهدت هذه اللوحات من قبل او شاركت في رسمها وهي تتوهج في ذاكرتي
لوحات ذات ثيمة مشتركةوكأنها لوحة واحدة بزوايا مختلفة وتنويعات عديدة
ثمة رجل امام فرقة اعدامات تارة يستغيث وتارة يصرخ وتارة يتحدى وتسعة رجال يصوبون بنادقهم الافاعي نحو رجل على هيئة شجرة نحو سرب طيور نحو غزالات مذعورة نحو جبل وقرية وبيت وفي كل اللوحات دائما تسعة جنود تسعة أقنعة خمسة بروكا واربعة وقوفا
يطلقون الرصاص صوب المسيح صوب الأرانب والقبج والفراشات صوب الأججنة في الأرحام
أنتابني أحساس من الشجن واللوعة والأسى وأنا أتأمل اللوحات بألوانها القاتمة التي تشي بالمرارة والفقدان والموت
وراحت ذاكرتي تسترجع كشريط سينمي المشهد المروع والبشع الذي شهدته أثناء خدمتي العسكرية في القاطع الشمالي يوم ابلغ آمر اللواء آمر الفوج الذي ابلغ آمر السرية الذي ابلغ آمر الفصيل الذي ابلغني بالحصور فورا بالعدة ةالعتاد
ذهبت الى مقر السربة وهناك صرنا ثلاثة جنود بتجهيزاتنا الكاملة حسب الأوامر وتوجهنا الى مقر الفوج ومن الفوج انطلقنا خمسة جنود الى مقر اللواء وفي اللواء اكتمل عددنا عشرة رماة الرماة العشرة الأوائل كما كانوا يسموننا
أجتمع بنا آمر اللواء وقال
صعدنا الى سيارة الأيفا العسكرية ذات الجادر الخاكي وانطلقت بنا الى حيث الواجب الوطني وبعد ان قطعت بنا مسافة جدطويلة توقفت وترجلنا منها الواحد تلو الاخر ورأينا على بعد امتار منا سيارة واز قيادة وسيارة اسعاف وضابط برتبة نقيب ضخم الجثة يرتدي بدلة قوات خاصة مرقطة واثنين من الانضباط العسكري ورجل دين يعتمر عمامة خضراء ويحمل قرآنا في يمينه وثمة وتد مغروز في الارض وثمة ريح وثمة رهبة وثمة توجسات
قال النائب الضابط الذي رافقنا من اللواء قفوا هنا ولا تتحركوا وقفنا ولم نتحرك كنا نرقب ونترقب
ادى النائب الضابط التحية لضابط القوات الخاصة قال الضابط _
_هل انتم جاهزون ؟
قال النائب الضابط _جاهزون سيدي
أومأ الضابط للانضباط _أنزلوه
أنزلا الانضباطان رجلا في الثلاثين من العمر معصوب العينين موثق اليدين واوثقاه الى الوتد وهو يردد بشجن ثمة اسماء ....شيماء ...شيرن .....شيلان ....أحبكم
قال احدنا _هذه اسماء بناته .. قال ىلااخر _خطية
امرنا النائب الضابط زاجرا _أنه
صمتنا وراح الضابط قوات خاصة يقرأ بعض الفقرات من السجل الذي بين يديه
بناء على ...استنادا الى .....وفق المادة ....حسب الفقرة ....حكمت المحكمة العسكرية الخاصة بالاعدام رميا بالرصاص على الخائن الجبان بشار عبدالله بشار لتعاونه مع العصاة المخربين
شيماء شيرين شيلان احبكم
واعتمادا على كتاب قيادة الفرقة المرقم ....والمؤرخ ....والمعطوف على كتاب قيادة الفيلق المرقم...والمؤرخ....وتنفيذا لكتاب الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية المرقم والمؤرخ ووفق الصلاحيات المخولة لنا تقرر اعدام الخائن الجبان النقيب بشار عبدالله بشار .......شيماء......رميا بالرصاص ....شيرين ...في الساعة .....شيلان ....من اليوم ..من الشهر...من السنة...احبكم
وبعد ان تلى الرجل المعمم بعض الآيات توجه النائب الضابط نحونا واوعز _استعد استعددنا تنكب سلاح تنكبنا ثم اشار الى خمسة منا بالتقدم خطوتين تقدموا خطوتين
_أبرك بركوا ..صوب ..صوبوا ..انا فقط لم اصوب صرخ بي صوب سلمان ..ولم اصوب
تقدم الضابط قوات خاصة نحوي وقف قبالتي وكلمني
_ ما بك؟أنت ترتعش؟ هل انت خائف؟
قلت _لا أستطيع ان اقتل
قال_لكنك لا تقتل وانما تؤدي واجبا
قلت_لااستطيع
صفعني بكفه الكبيرة الخشنة واسقطني ارضا وراح يدوسني ببسطاله وشتمني
جبان متخاذل جبان ثم نادى على الانضباط
-خذوه وارموه في السيارة جبان متخاذل
وضعوني في حوض السيارة ووضعت رأسي بين ذراعي ورحت ابكي بحرقة واسى وصوت النائب الضابط يرن رنينا صاخبا في أذني
صوب... تأهب....واحد... اثنان ..أرم
انهمر الرصاص واخترق الجسد المشدود على الوتد واختلط دوي الاطلاقات مع صدى كلمات الرجل ش.. ما.. لا... ن ..وخيم الصمت رفعت راسي ودعوت الله ان يكون هذا حلما كابوسا بيد انني رأيت النقيب قوات خاصة يقف بالقرب من الرجل المجندل شاهرا مسدسه واطلق اطلاقة على رأسه حينذاك لم اعد ارى لم اعد اسمع لم اعد أعي اي شىء اي شىء
وبقيت لاكثر من شهر محجوزا في سجن استخبارات الفرقة بتهمة عدم تنفيذ الأوامر حتى جاءني ملازم شاب واخبرني ان اجمع أغراضي لغرض اطلاق سراحي وحدثني بلهجة ودية _انا متعاطف معك انت رجل شهم قالوا انك شاعر
قلت_انا اكتب الشعر
قال_الشعراء رقيقون رومانسيون لا يصلحون للحياة العسكرية ....ثم استدرك_الحق معك كان الرجل بريئا
سألته _اي رجل تقصد؟
قال_النقيب بشار
قلت _ولماذا اعدموه ؟
قال _ثمة خطأ وشاية تقرير كاذب ........................................................................................................................................................................................
_هل أعجبتك اللوحات؟ا
كنت صافنا ساهما أتأمل اللوحات وأستذكر تفاصيل مشهد الاعدام حين سألني صديقي الرسام فسألته بدوري عن أسم الرسامة
_أسمها شيرين بشار تعال اعرفك بها
وسحبني من ذراعي وقدمني لها
_هذا صديقي الشاعر سلمان
وقبل ات تتفوه سالتها
_هل أنت أبنة النقيب بشار عبدالله ؟
أجابت بدهشة
_أجل كيف عرفت ؟
قلت _أنا الرامي العاشر الذي أختفى من لوحاتك
شهقت _يا آلاهي لقد حدثوني عنك كثيرا
وثمة دموع رقراقة تلألأت في عينيها .



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس أقلام في ثنايا الاسلام
- مكيدة ... قصة قصيرة
- سلام النايترون ... قصة قصيرة
- سيناريو الأغتصاب .... قصة قصيرة
- لماذا جاءوا بك الى هنا ؟ قصة قصيرة
- الوهم ... قصة قصيرة
- ثمة حلم ثمة حمى ... قصة قصيرة
- لكنها بعيدة ... قصة قصيرة
- قصتان قصيرتان
- لعنة الحمام ... قصة قصيرة
- أنهم يبيضون ... أنا أبيض أيضا ..... صلاح زنكنه
- القيد ... قصة قصيرة
- عام الخروف ... قصة قصيرة
- حفنة تراب ... قصة قصيرة
- جثث لا تعنينا ... قصة قصيرة
- الصمت والصدى ... قصة قصيرة
- الخنزير ... قصة قصيرة
- التماثيل ... خمس قصص قصيرة
- سأقتل الجنود ... قصة قصيرة
- واقع حال العراق الآن


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الرماة العشرة ... قصة قصيرة