أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر














المزيد.....

مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



السؤال الملح الذي يضرب أذهاننا ويخبط في رؤوسنا بإستمرار ، هو : لماذا لم ينجح الربيع العربي في إحداث التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه ؟ وكيف تم تحويله إلى شتاء قارس ولا أقول خريفا مغبرا ؟ ومن الذي إختطفه وغير المسار؟
أعترف أننا كعرب نعيش في فوضى حياتية ، فلا حقوق إنسان مضمونة ، ولا مواطنة متحققة ، ولا تنمية نراها مستدامة ، ولا قوانين ناظمة للحياة ننعم بها ، ولا حرية تظللنا ، بل هي شريعة الغاب ، والغلبة للقوي ، والقوة هنا ليست قوة العضلات ، بل شدة النفوذ ، فمن كان متنفذا أو له صلة بمتنفذ كسب كل شيء ، وما عداه فكلنا خاسرون ، وهذا ما جعل كل المجتمعات العربية تتسم بوصف مجتمع الكراهية ، رغم كثرة السحيجة الذين آثروا السير في منهج يحقق لهم مصالحهم ويحميهم من التغول ، وهذه فلسفة مختلف عليها.
منذ العام 1917 بدأوا عملية زرع سرطان مخيف في فلسطين ، أطلقوا عليه إسم مستدمرة إسرائيل ، وبدأوا منذ ذلك الحين يمهدون لها سياسيا ودبلوماسيا ، وسقط بعض صناع القرار العرب آنذاك في هذا الفخ ورحبوا بالفكرة ، ويقيني أن العرق دساس ، ووصلت الأمور إلى ذروتها في العام 1948 ، بعد أن أكمل ما سمي جيش الإنقاذ العربي مهمة قوات "الإحتلال" البريطانية ، وخرجت مستدمرة إسرائيل إلى الوجود ، ثم بدأنا نرى الإنقلابات العسكرية العربية تتوالى وكل "زعيم "إنقلاب كان يتلو علينا بلاغه الأول ، ويقسم أنهم جاؤوا لتحرير فلسطين ، رغم أنهم لم يحافظوا حتى على ترابهم الوطني ، ومع ذلك رأينا دولا عربية إستقرت الأمور فيها على طرف بعينه ، وتوقفت الحركة الإنقلابية ،ودخلنا مرحلة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "، ولا ندري حتى يومنا هذا عن أي معركة كانوا يتحدثون ، وهم الذين كانوا يسلمون إسرائيل جزءا من أراضيهم التي كانوا يحكمونها عند كل مواجهة ممسرمة متفق عليها.
تكالبت الأمور على الشعوب العربية ، وتضخمت المعاناة ،وإتسعت مساحة تراكمية القهر بكل أشكاله ، القهر السياسي والقهر الإقتصادي والقهر الإجتماعي ، والأخطر من كل ذلك قهر الكرامة ، لوجود الذل الناجم عن الهزائم المتكررة أمام إسرائيل ، والحرمان حتى من أبسط حقوق الإنسان في الحياة ، ما خلق شعورا كبيرا وخطيرا بالعجز وعدم القدرة على المواجهة ، بسبب القوة التي يتمتع بها الجهاز الأمني الذي بات يحاسب حتى على النوايا ، في حين وكما أسلفنا رأينا الجيوش العربية رغم ما كانت تتمتع به من قدرة وتسليح ، لم تحقق ولو نصرا واحدا على إسرائيل ، حتى أن النصر المؤزر الذي حققه الجيش المصري في حرب رمضان المجيدة عام 1973 تحولت إلى هزيمة ، أدخلتنا في أتون المذلة والمهانة وفتحت الباب مشرعا أمام مستدمرة إسرائيل ، للولوج إلى جميعنا بقدم السيد على رقاب الأذلاء ، ولذلك أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه إنتقاما من حرمانه وعجزه عن رد الإعتبار لكرامته بعد ان صفعته شرطية ، إثر مصادرة أزلام النظام التونسي الزائل عربة الخضار التي كان يعتاش منها رغم انه كان جامعيا .
لكن النار التي إندلعت في جسدة أطلقت الشرارت هنا وهناك لتحرق البيادر العربية الجاهزة للإشتعال أصلا ، ولكننا ولعدم وجود معارضات حقة في الوطن العربي ، وجدنا ان الآخر الذي كان يراقب وينتظر إنسجام اللحظة مع مخططه المعد "الشرق الأوسط الكبير "، قد إنقض على ثوراتنا وإختطفها ، وسيّرها حسب وجهته المعدة سلفا ، ولا عجب أن رأينا يهودا أمثال بيرنارد ليفي أصبحوا أيقونات لثوراتنا ، وعليه لا عجب ، وعلينا ألا نستغرب من إصطدام أحلامنا بصخرة المستحيل .
ما الذي حدث ولماذا؟
يقينا أن كل من له صلة بتأسيس مستدمرة إسرائيل ، كان على قناعة بأن الشعوب العربية لن تتآلف مع مستدمرة إسرائيل ، حتى لو ان غالبية صناع القرار الغرباء عنا في إنتماءاتهم ، قد تماهوا معها ودعموها بملياراتهم اولا ، وبدعمها حتى في المحافل الدولية ، ولذلك ليس غريبا أن دولة عربية ما محكومة بمتصهين تصوت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة .
وإنطلاقا من ذلك التصور إرتآى هؤلاء إيجاد طريقة لإطالة عمر إسرائيل ولو بضع سنوات ، وقاموا بوضع الخطط لإضعاف وإنهاك الدول العربية لمعاقبة شعوبها اول لعدم قبولهم مستدمرة إسرائيل، وكانت الفرصة مواتية حيث إشتعلت النيران في كافة البيادر العربية الجافة ، ولكننا وكما أسلفت ، ليس لدينا معارضات تقود ولديها بند في برامجها حول : ماذا علينا ان نفعل في اليوم التالي بعد إزاحة النظام الحاكم؟
منذ مدة ونحن نقرأ تقارير أعدتها كافة أجهزة الإستخبارات الأمريكية الموالية لإسرائيل بطبيعة الحال - وأثنى عليها الثعلب الماكر الذي إستضافه المقبور السادات في قاهرة المعز ليسمتع ويتمتع بهزات خصر الراقصة سهير زكي ، بعد إنجرافه في هوى مستدمرة إسرائيل كونه زوج يهودية كانت مهمته خطف مصر من السرب العربي ، لضرب عصفورين في حجر واحد ، تدمير المحروسة مصر ، وإلحاق الهزيمة المنكرة بالعرب جميعا ،لأنه لا سلام ولا حرب بدون مصر- وتقول تلك التقارير أن عمر مستدمرة إسرائيل بات قصيرا ونهايتها محتمة وتقترب ، بسبب رفض الشعوب العربية التعامل معها وقبولها والتطبيع معها .
ولذلك وحتى يتمكنوا من إطالة عمر هذه المستدمرة ، فقد خططوا لإغراقنا في دمائنا ، وأن نموت تحت الركام ، ومن تكتب له النجاة يعيش مشردا في المنافي والشتات ، في حال لم يغرق في مياه المتوسط ، وهذا ما يفسر عقم حراكنا الثوري .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشهار ومناقشة كتاب (أغصان الكرمة: المسيحيون العرب) للدكتور ع ...
- العرب المسيحيون ..أغصان الكرمة
- المنتدى الثاني عشر لتعاون كوريا والشرق الأوسط في سيؤل بمشارك ...
- الأسد راحل
- الندوة الدولية - السلام والحضارة والثقافة في التاريخ العثمان ...
- هشام الخطيب ..الأمين على تراث الديار المقدسة
- أمم متحدة قوية لعالم أفضل
- نتنياهو ..الكذاب الأشر
- أوقفوا مقاولات مسيرات -نصرة -الأقصى ولا داعي للشجب والإستنكا ...
- بين المغامرة والمقامرة ..شعرة
- حجر في بئر ..يحتاج مئة حكيم لإخراجه
- نحن على أبواب الحرب الثالثة .. يهود بحر الخزر في مأزق
- التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية
- الرجل الذي يحتضر
- إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
- العرب يجوبون العالم ..لاجئين
- حماس .... إبدأ بنفسك اولا
- ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة ...
- حذار من الإنتفاضة الثالثة
- الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر