أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - وَرَبّكَ لن أكونَ عَبْدَا لكَ ولربّك يَا عَربِيّ














المزيد.....

وَرَبّكَ لن أكونَ عَبْدَا لكَ ولربّك يَا عَربِيّ


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وَرَبّكَ لن أكونَ عَبْدَا لكَ ولربّك يَا عَربِيّ

- فرياد إبراهيم

اقترب مني شاب ذو لحية قصيرة . حدثني بالعربية قائلا دون ان يقدم نفسه ونحن في المهجر. دع الماضي ولنبدأ حياتنا الجديدة ونحن مغتربون. لا أدري وباية مناسبة قال لي نحن في الغربة قد قمنا بدفن بعضهم على حسابنا وأجرنا على الله .الحمد الله ان شاء الله سنلتقي في الجامع فنحن جميعا مسلمون. قلت له وقد صعدت الدماء الحارة الى وجهي : ماذا تقصد بقولك نحن جميعا مسلمون ؟ هكذا قالت الاولون من اجدادك والجاهليون: كيف عرفت نحن جميعا مسلمون ؟ اسمعني جيدا "لست بالخبّ ولا الخب يخدعني." هكذا ما قاله امامكم عمر بن الخطاب . واعلم إلى من تتحدث اولا. واعلم انني لي افكاري الخاصة بي، اعيش حياتي الخاصة وأموت موتتي الخاصة. وان متّ فليدفنوني مع موتاهم هؤلاء المسيحيون الطيّبون. ومن ثم من قال لك اني مسلم؟ انكرت اسلامي كي اسد فاه بلقمة مرّة يستحقها. قلت له لو كنت مسلما لما عشت هنا لحظة الا ترى كل هذه العراة؟ انظر الى اردافهن الممتلئة .هو: استغفر الله. وزدت في الطين بلّة: انظر الى بناطيلهنّ الضيقة. هو: لا حول ولا قوة الا بالله. انظر الى سيقانهنّ البضّة. هو: اعوذ بالله. انظر الى صدورهن المرتفعة اللدنة. هو: النظر حرام . اذن اغلق عينيك وانت تمشي في الشارع وإذا وقعت في مجاري المياه فلك أجر من عند الهك، و محمدك العربي . هو ،وكأنه استفاق من نومه للتو: كلامك لا يشبه كلامهم. من هم؟ سألت واضفت : ها ترى انا انظر والنظر ليس حرام في نظري ، لو كنت ديّنا مثلك لعدت من حيث اتيت حرصاعلى ديني وخوفا من ربّك. سكت وتجمّد ، وزدت على النار نارا وقلت: وماذا عن لحم الخنزير والكلاب؟ قال لا نأكل منهما شئ . قلت : حتى العرق المتصبب من ابدانهم فيه شئ من مكونات الكلاب والخنازير والبيرة والنبيذ الفرنسي المعتّق. قال : انك تجاوزت المعقول . قلت له هذا هو الواقع والمعقول بعينه، ولكنكم تعاميتم وتتعامون وتريدون غيركم يتعامى مثلكم.
اراد ان ينجو بجلده فسارع بالإلتفات يمنة ويسرة ، يبدو انه عثر عليه أخيرا ، كاد كورديا مثلي ولكنه كان كرديّا مستسلما، فأنا ارى ان كل غير عربي اسلم مستسلما الى عربيّ ووقع في أسرهم بمحض إرادته. فصاحبنا لم يكن مثلي لانه استسلم الى ارادة هذا العربي المغربي المتطرّف . قلت له وعيوني على الكوردي : اسمع جيدا يا مؤمن . واصغ فأنّي سألقي عليك قولا عسيرا ، عسى ان يهديك ربّي، ربّ الكوردي ويبعثك مقاما محمودا. فلنا نحن الكورد ربنّا كما انّ لكم ربكم، ولنا نبينا ،كما انكم لكم نبيّكم ، لكم دينكم ولنا دين، ان كنت تريدني ان اذهب معك الى جامعك فلست بفاعل ذاك ، وربما تسأل ولمَ ذا؟ فجوابي هو: لأنك تعلم انا مسلم بالاسم فقط لا بالعمل . فأحسّ إحساسا خفيّا غامرا بأنني إن انحنيت امام ربّك في الجامع كما انحنيت لك ايها العربي ، ولو سجدت لأي ربّ في الجامع ، فكما سجدت لأي شيخ من شيوخكم وشيوخ الكعبة وأنت تعرفهم كم هم "اتقياء لجيوبهم وللعذارى" ، وأشعر حينها وكأني جثوت لحجر ، كعابد صنم، واحسّ حينها وكأنّي عبد مكرر:
عبد الله،
وعبد العرب،
وعندما مضى في سبيله غمرني شعور بالفرح ونشوة الإنتصار.
وكأنّي بي تخلصت من عبوديتنين في آن واحد:
من ربّ العَرب والعَرب.

فرياد



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزوّجْنَاكُم بِحُورٍ عِيْن
- 14 مليون رجم بالحِجارة والشّيطان واحد
- المُرّشح (ترامب) ورَجم الشّيطَان
- مَا أجْمَلَ المَسِيحِيّة في تَسَامُحِها
- آلصِّيام عَادَة أو عِبَادَة ؟
- شِعر في القرآن من جَميعِ البُحور
- راغِب علامة إنحَازإلى السّعودي في اكس فاكتُر
- ليس الأنجيل كتابا سماويّا ولا والمَسيحُ نبيّا؟
- تصحيح أخطاء(صباح إبراهيم)
- تَوكَلتُ عَلى اللهِ رَبِّ (الحَالِمِين)
- ردّ على الأخطاء اللغوية في القرآن لسامي الديب
- القرآن مزيج من الأديان
- ذُو عَقلٍ أو ذُو دِيْن
- إيران عدو الكورد رقم واحد
- ايّها المَسيحيُّون تعلمَنُوا كمَا تعَلْمَنَ المُسلِمُون
- إقْرَأ...بسم ربّك الذي..
- إستغلال الدين لغايات شخصية في روايتي (السمّاق)
- أورهان باموك ...و(نوبل)على فِتات الإسلام
- بَرَكَاتُ الإسْلَام على غَيرِ المُسْلِمِيْن
- حُوْرٌ مَقصُوراتٌ في الخِيَام


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - وَرَبّكَ لن أكونَ عَبْدَا لكَ ولربّك يَا عَربِيّ