أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - ذكرى عاشوراء والثورة الحسينية الخالدة ...















المزيد.....



ذكرى عاشوراء والثورة الحسينية الخالدة ...


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من هو الحسين
إنه الشهيد ابن الشهيد ثاني السبطين الجليلين سيدي شباب أهل الجنة، الحسن أخوه ثم هو،
، ولد في خامس شعبان في السنة الرابعة من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأذَّن رسول الله في أذنه وحنَّكه وتفل في فمه من ريقه الشريف ودعا له وسماه حسيناً وعقَّ عنه لسابع أيام ولادته وأحبه كما أحب أخاه من قبل حباً جماً فقدقال فيهما:
" اللهم إني أحبهما فأحب من يحبهما "وقال لهما ولأبيهما:" أنا سلم لم سالمكم وحرب على من حاربكم "
هذا هو الحسين الذي ورث صفات أبيه الإمام علي كرَّم الله وجهه الذي كان إبن الإسلام البار وكذلك ورث الكثير من صفات جده رسول الله محمد بن عبد الله
وقد قال النبي في رواية "أنا والحسن والحسين وفاطمة في منزلة واحدة في الجنة "
"وسُئل أي الناس أحب إليك يارسول الله قال: هذان الحسن والحسين وإنهما لسيدا شباب أهل الجنة "
وأبوهما خير منهما الإمام علي
روى الإمام ابن الضحاك عن فاطمة الزهراء البتول أُمه ، قالت: أتيت بالحسن والحسين أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته الذي توفي فيه، فقلت يارسول الله: الحسن والحسين تورثهما ؟
فقال: أما الحسن فله [هيبتي وسؤدتي] وأما الحسين فله [جرأتي وجودي]
أماالإمام علي فهو وليّ كل مؤمن؛ لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وحب أهل البيت واجب على كل مسلم
وكان الحسين وفياً جداً لأبيه ومن ضمن وفائه العجيب لأبيه أنه سمى ثلاثة من أبنائه الذكور بعلي؟؟{ علي الأكبر وعلي الأوسط وعلي الأصغر}، مات الأكبر والأصغر واستشهدا معه في كربلاء وعاش الأوسط الذي يلقب ب{زين العابدين }
وكان من وفاءه مع أبيه أنه كلما جمع الصدقات كان يبدأ بأيتام من قتل مع أبيه في صفين فيعطيهم ما معه وإن بقي شئ نحر به الجزر وسقى به اللبن، فهو وفاء بعد الكرم

وقد تجرع تطبيق مفاهيم الحرية في عهد عمر بن الخطاب أيضاً فهو صاحب المقولة المشهورة لعمروبن العاص عندما اشتكا عنده قبطي قائلاً له ( متى استعبدتم الناس وقد ولدت أُمهاتهم أحرارا) كلمة قالها عُمر وعاش في ظلها الحسين !!
وكان عمر يقدر آل البيت أشد التقدير وعندما بدء بمشروع كتابة الأنساب في الدواوين قال له الكثيرون أبدأ بنسبك فأنت أمير المؤمنين فنهى عن ذلك وأنكر عليهم وأمر بالبدء بنسب بني مناف وبدأ بآل هاشم تقديراً وتكريماً وتعظيماً لهذا البيت العظيم ، بيت النبوة وكتب نسله في السلسلة الخامسة ؟

أما إقدامه على الإعلان بثورته فقد بينها بوضوح في قوله :
«إني لم أخرج أَشِراً، ولا بَطِراً ولا مُفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمُر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
فقد رأى أنه قد إنفرط عقد الأمة وفرَّطوا في دين الحق وابتعدوا عن المقاصد العليا لهذا الدين وبماوصّى به جده الرسول الأعظم في وصيته الخالدة في خطبة الوداع
وكان يدري تماماً ماجرى قبل ذلك وماآل إليه الأمر لكن الأمور عند الأُمة كانت غير واضحة ففي عهد أبيه الإمام علي ومعاوية أصتفّ المسلمون منقسمين بين الفريقين وفي عهد أخيه حسن كان هناك ضبابية في معرفة الأمور تماماً لذلك أراد أن يرتضي بخلافة معاوية درءاً لاستمرار الفتنة وسفك الدماء شريطة أن يكون الخلافة بعد معاوية شورياً في روايةوفي روايات أن يعود الخلافة للإمام حسن ، وسُمي ،هذا العام بـ( عام الجماعة) وفرح عامة المسلمين بذلك لكن الإمام حسين لم يكن موافقاً تماماً على ما أقدم عليه أخوه،، وكانت تقديراته في محلها فقد كان يعلم ما كان يفعل معاوية بسياسته الماكرة في عهد أبيه
وماجرى في معركة صفين عندما كاد أن يتم القضاء على معسكر معاوية
عندما كادوا يقتلوا جيش الامام علي الأنقياء بالعطش وعندما أستولوا هم على مصادر المياه جاءوا يهرعون ليعطيهم الماء فلم يمنعوهم ؟
وما حدث عندما استشهد (عمار بن ياسر )وقد تنبأ النبي المختار أن الفئة الباغية هم قاتلوه؟
فكاد أن يهلك معاوية لولا أن جيشه كانوا من الشام الذين لم يشربوا من نبع دين محمد النقي الصافي بل تعودوا على تقديس هيبة الداهية ابن أبي سفيان؟
وبمكره بيّن لهم أن الفئة الباغية هم الذين جاءوا به الى المعركة !
مع دهاء عمروبن العاص السياسي ومكره الذي فاق مكر سيده معاوية وحتى أفكار ميكافيلي ؟عندما جعل كفة الموازين تنقلب لصالحهم {فبعد أن رأى عمرو أن أمر أهل العراق قد اشتد وخاف الهلاك قال لمعاوية: هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلا اجتماعاً ولا يزيدهم إلا فرقة؟ قال: نعم. قال: نرفع المصاحف ثم نقول لما فيها: هذا حكم بيننا وبينكم فان أبى بعضهم أن يقبلها وجدت فيهم من يقول: ينبغي لنا أن نقبل، فتكون فرقة بينهم، وان قبلوا ما فيها رفعنا القتال عنا إلى أجل. فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا: هذا حكم كتاب الله عزّوجل بيننا وبينكم من لثغور الشام بعد أهله؟ من لثغور العراق بعد أهله؟ فلما رآها الناس قالوا: نجيب إلى كتاب الله»{ذكره أبن الأثير }

وفعلاً كان لهم ما كان وهنا بدأ معاوية بالتفكير والعمل لترسيخ حكمه للسيطرة على مفاصل وأركان الأُمة بالعمل على:
1-القيام بسفك دم كل من يثور عليه أو يرى أنه خطر على أمن سلطته والإنكال بخصومه واستخدام العنف المفرط في قمعهم من دفنهم أحياءأوالتفنن في التمثيل بهم؟
وأعطاء الأوامر لجنودك الأوفياء بأن يحملوا رؤوسهم على الرماح وأن يطوفوا بها في البلدان أو صلبهم لترويع الناس وفي مرات تم حتى سبي نساءهم وقتل حتى أطفالهم ! كي يكونوا له خائفين مطيعين؟
2- اشغال المجاهدين المخلصين أوالطامعين في حطام الدنيا ؟؟بالتوسع في الأراضي البعيدة؟الشبيه بفتوحات أسكندر المقدوني ؟

3-اشغال الأمة لعقيدة الجبر وعقيدة الإرجاء ؟وإلهاء الغير من أولي الضرر من عباد المساجد وملازميها بالقصص الطريفة، والمبهرة والتي تتجاوز بعضها حد الخرافة ؟والاستفادة من علم الأحبار والرهبان كي يكون معيناً لا ينضب ،منهاعائلة سرجون الرومي ؟؟فسرجون النصراني كان مستشاراً رئيسياً لمعاوية ومن بعده يزيد الذي كان يوجهه !!الى حكم عبدالملك بن مروان!!

4-التفنن في إظهار الحلم لكل من لم يعد يُخشى الضرر منه ؟ وانتشر ضرب المثل فيه بمقولة ( شعرة معاوية)؟
5- جعل اللعن لأعدائه سنة دينية يجب أن يلتزم بها كل من أراد أن يتكسب بالدين في المساجد؟؟
وقد كان يتم لعن الامام علي على المنابر علناً !
{انظر صحيح مسلم في كتاب الفضائل باب من فضائل علي. سنن الترمذي المستدرك على الصحيحين}؟
وقال ابن حجر في (فتح الباري) [ثم اشتد الخطب فتنقصّوه واتخذوا لعنه على المنابر سنّة، ووافقتهم الخوارج على بغضه]!!
لذلك قتل الصحابي الجليل الذي لانعرفه قدره بل أسمه (حجر بن عدي) وصحبه ولم يقبل فيهم شفاعة لمجرد أنهم احتجوا على سب أئمة المسلمين أمثال الامام علي على المنابر وقاوم أفعال زياد بن ابيه في العراق وعندما علم عبدالله بن عمر بكى وقام عليه النحيب ...

6-من جانب آخر القيام بظاهرة شراء الذمم وإغداق انصاره أو من يُخشى من بأسه بالذهب والأموال ،،،،
وأصبح بيت المال تحت تصرفه يصرفه كيف ما يشاء وأصبحت هذه سنة أتبعه الخلفاء والسلاطين من بعده !
فسحر المال والجاه والمناصب لايقوى عليه أحد!!
حتى أنه أعطى مصر طعمة لعمرو بن العاص طوال حياته ثمناً لتأييده، مما جعل عمرو يترك لورثته أطنانا من الذهب رفضوا أن يأخذوا منها شيئا فأخذها هو!!!

7- من استعصى فحتماً كان سيتم القضاء عليه إما بالسيف أو السم عندما يستعصي عليه بالسيف وكان لمعاوية مقولة أشتهر بها عندما كان يقول : (إن لله لجنوداً من العسل!!)
فأغلب المسمومين كان بشراب العسل ؟
فهذا (عبد الرحمن بن خالد بن الوليد) كان قد عظم شأنه بالشأم، ومال إليه أهلها، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه، حتى خافه معاوية، وخشي على نفسه منه، لميل الناس إليه، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله، وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرحمن بن خالد حمص منصرفاً من بلاد الروم دس إليه ابن أثال شربةً مسمومةً مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى له معاوية بما ضمن له، وولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه؟؟

كذلك قضى على (الاشتر ,مالك بن الحارث النخعي )ـ بالسم و كان الامام علي أرسله الى مصر واليا عليها فقد أخبره عيونه بولاية عليّ (الأشتر )فعظم ذلك عليه، وقد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدمها كان أشدَّعليه من محمد بن أبي بكر فققد كان له مهابة وشخصية اايضاهيها أحد
ولما بلغ ذلك عليا تأسف على شجاعته وغنائه، وكتب إلى محمد بن أبي بكر باستقراره واستمراره بديار مصر غير أنه ضعف جأشه

[وقد ذكره الطبري في تاريخه كذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الحادثتين ]،،،،
وهناك الكثيرين الذين تم القضاء عليهم خِلسةً.

وقبل ذلك أستخدم قميص عثمان في بسط سلطته
وأصبح هذا المصطلح ( قميص عثمان)يدرس في التخصصات السياسية في الغرب التي تتبع الميكافيلية !!وهو يبين في كيفية تبرير شيء ما أو حدث ما واستفزاز واستنفار الشعوب به ويستخدمها في بسط النفوذ السياسي داخل الدولة داخلها أو خارجها…
وهناك شواهد تاريخية تبين أن عثمان طلب منه العون عند الثورة عليه فلم يجبه وعندما ثاروا على عثمان وحوصر مرتين من 20 يوم الى 40 يوم وقتل في المرة الثانية ولم يدافع عنه آلاف الصحابة وخذلوه بسبب ما رأوه من غبن سياسي وهدر أموال الدولة ؟؟ وذكر السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) : " أخرج عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة الصحابي أنه دخل على معاوية ، فقال له معاوية : ألست من قتلة عثمان ؟ قال : لا ، ولكني ممن حضره فلم ينصره ، قال : وما منعك من نصره ؟ قال : لم تنصره المهاجرون والأنصار، فقال معاوية : أما لقد كان حقا واجبا عليهم أن ينصروه ، قال : فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام ؟ فقال معاوية : أما طلبي بدمه نصرة له ؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال : أنت وعثمان كما قال الشاعر : لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا " لذلك كان من بين المؤلبين لحكمه لالقتله! هي أم المؤمنين عائشة وطلحة بن عبيدالله والزبير وغيرهم من كبار الصحابة وقد بينه الطبري والسيوطي والذهبي وابن كثير وابن عساكر في مواقف متعددة
مع أن الوحيد الذي دافع عنه هو الإمام علي وولديه وكادوا أن يُقتلوا بسببه وألحّوا عليه أن يأمرهم أن يحاربوا من أجله لكنه أبى ذلك(رضي الله عنه)
ومع ذلك تجد أن معاوية كان يتهم الإمام علي بأنه من دبر قتله وأفتعل القضية كي يستتب الخلافة له وخرج على إمام الأمة وسفك دماء المسلمين.
وبعد وسبب في قتل عشرات الآلاف من الصحابة!!
أنتهى بإغتيال الإمام علي وفي عهد الحسن لما تنازل عن الخلافة له لم يعد يستخدم قميص عثمان ولم يثأر لدمه !! بل كان يهدد من يُسمعه عن قصة قميص عثمان!! لكون القميص كان مبرراً للوصول الى طموحاته في الخلافة!!؟؟

لذلك لم يكن يؤمن الإمام حسين بعام الجماعة وهو يعلم أن معاوية لن يوفي بعهده في كتاب الصلح الذي تم توثيقه في أن يعود الأمر من بعده للحسن
لذلك استطاع أن يقوم بتصفيته واغتياله مسموماً؟
فبعد أن مضى من حكم معاوية عشر سنوات. قرر أن يجعل ابنه يزيد خليفة له بخلاف مانص عليه الصلح ؟لذلك قام فيمابعد بالتآمر مع (جعدة بنت الأشعث )إحدى زوجات الإمام الحسن لتدس له السم و مقابل ذلك ضمن لها أن يُزوجها من ابنه يزيد ؟و أرسل لها مئة ألف درهم.وفعلاً دست السم للإمام الحسن في الشراب مما أدى إلى شهادته بعد مرض استمر أربعين يوماً. وقد أعطى معاوية لجعدة بقية المبلغ الموعود و لكنه لم يزوجها من ابنه يزيد؟ وقال كيف أزوج إبني قاتلة زوجها!!
وبالتأكيد كان هو المستفيد الأول من وفاة الإمام حسن !
[وقد ورده الطبري في المعجم الكبير وذكره ابن عبد البر في كتابه ( الاستعاب) وكذلك موجود في نبلاء الذهبي وذكره أيضاً الواقدي وفي المنتظم لإبن الجوزي وفي البداية والنهاية لابن كثير وفي كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي كلهم بينوا أن موته كان بالسم ؟]

أما تمحور الفتن التي حصلت منذ البداية في شخصية يهودية اسمه( عبدالله بن سبأ) فقد بينت الدراسات أنه إما مجرد اسطورة صنعها الشيخ الذي اتهم بالزندقة ؟ وهو سيف بن عمر التميمي !! أو أن دوره في الفتن كان قليلاً جداً لايُذكر.....
ومن المؤكد فهو شخصية تم صناعتها في العالم الإفتراضي ؟ فهو ابن يهودية ! وأسود ؟ورافضي؟من قبل أن يوجد الرافضة!!
وقدتمكن من الإيقاع بين أكابر الصحابة وتلاعب بهم كما يشاء وكيف يشاء وبسهولة لم تخطر ببال الشيطان نفسه، فقدكان أمهر منهم كما يقال في الطيران، يطير من اليمن إلى مصر إلى العراق في غير زمن يُذكر؟ كان سرّ نجاحه ومهارته كمايقال في الطيران السريع ؟؟وقدرته على التلون والمناورة، رغم أن السفر في أيامه كان يتم على ظهر ناقة، ولا عجب في ذلك، فهو مجرد كائن خيالي لم يبرح أبداً الخيال وكان يظهر دائما في الوقت والمكان الذي يراد له أن يوضع في المكان المراد كي يسد الثغرات في السيناريوا المعد للتبرير؟؟
----------------------
المهم فكل ماحصل كان يمر على ذهن وفكر الإمام الحسين وما آل اليه الأمر وهنا قام معاوية ابن أبي سفيان بعد وفاة الامام الحسن بأن يقدم الى تهيئة الساحة لإبنه ( يزيد) الذي كان قد عاش مع أُمه ( ميسون ) المسيحية المطلقة من معاوية في البوادي حتى أن اقترب فترة مبايعته كخليفة وتنصيبه خلفاً له رجع الى دمشق وأقترب من ابيه؟
كان أهل المدينة ومكة معارضين بشدة له فأقدم معاوية بنفسه في موسم الحج كي يقنع أهل الحجاز وكان رأس المعارضين هم :
عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي
نجح في إقناع ابن عمر وحذر عبدالرحمن بن ابي بكر الاعلان عن المنع درءاً للحفاظ على حياته ؟
ولم يبقى إلاالحسين مع عبدالله بن الزبير الذي كان له نفوذه في مكة وتهامة فقد كان يرى أحقية الخلافة له وقد رفض ابن الزبير مبايعة يزيد بالخلافة، وظل الأمر على ذلك إلى أن مات يزيد فبايع الناس لابن الزبير بالخلافة،حيث عندما تولى الخلافة أبنه معاوية بن يزيد بن معاوية كان تقياً صالحاً تنازل عن الخلافة وأرادها أن تعود شورى لكن خرج عليه مروان بن الحكم ثم ابنه عبد الملك حتى أعادوا الخلافة للبيت الأموي في الفرع المرواني ....

تولى الخلافة يزيد بعد وفاة والده في سنة 60هـ ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش - الأربعة - عند توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير.
بعث أمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى الإمام الحسين عليه السلام لكي يأخذ منه البيعة ليزيد في المدينة المنورة وكان عنده مروان بن الحكم فدخل الإمام عليه وفيما جرى بينهما من كلام قال له الإمام أبو عبد الله الحسين:( أيها الأمير إنّا أهل بيت النبوة ومثلي لا يبايع ليزيد)، وبيّن له ما يتصف به أهل آل البيت وكان متهماً حسب روايات بالفسق وشرب الخمور ويعلن بفسقه، وقال إن مثلي وأنا ممن وصفت لك لا يبايع لمثل هذا الرجل،
وقد أراد مروان بن الحكم أن يقدم الوليد بقطع رأسه لكنه أبى وقال:
(والله إني لا أظن أحداً يلقى الله بدم الحسين بن على إلا وهو خفيف الميزان يوم القيامة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم، ووالله لا أحب أن لي ملك الدنيا وأني ألقى الله بدم الحسين، ،،،)

وقد كان الحسين موقناًمن نفسه بأنه لن يتنازل ولن يبايع مثل هذا الفاسق كما كان موقناً بأنهم لن يتركوه ولن يخلّو بينه وبين نفسه حتى لو ترك البيعة وودعها ولم يبايع فإنهم لن يتركوه، لابد من إحدى الأمرين: إما أن يبايع وإما رأسه؟
لذلك قرر الحسين الخروج إلى مكة ،ونصحته أم سلمة وعبد الله بن عمر وأخوه محمد بن الحنفية ألا يخرج وأن يبقى في أهله، إلا أنه مضى ما الى ماعزم وعلى ما استخار الله له، وثم دخل مسجد جده رسول الله عليه الصلاة و السلام ليودعه ويصلى فيه ركيعات الى غير رجعة، دخله وهو يردد قول يزيد بن المفرَّغ:
لاذعرت السوام في فلق الصـبح مغــيراً ولا دُعـيــت يــــزيـد
يوم أعطي مخافة الموت ضيماً والمنايا يرصدنني أن أحيد

كان يعلم أنه مقتول، ولم يرضى لنفسه أن يعيش عيش العبيد الأذلاء لأنه بالمختصر من الذين أبوا أن يركنوا إلى الذين ظلموا حتى لا تمسهم النار!!

والغريب أنك ترى من العلماء -كي يسدلوا الستار على هذا الحدث الجلل بينوا بأن الحسين -حاشاه- كان خفيف الرأي وقد رسّخ في أذهان العامة أنه كان شاباً يمتلك العنفوان غيرالمدروس؟ مع أن عمره عند استشهاده قد بلغ الـ 58عام ؟ ويقولون أنه لم يسمع لكلام العقلاء أمثال عبدالله بن عمر الذي عزل الفتنة قبل ذلك وأعطى البيعة ليزيد ؟مع أنه ندم في أواخر عمره على عدم مشاركته مع حلف الإمام علي كما رواه ابن سعد في الطبقات باسناد صحيح عن ابن عمر انه قال : (ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا)؟ ، قال الامام الذهبي : يعني الحجاج .!!!
وكيف لايندم وقد رأى أهل الشام يكبرون فرحاً بصلب جثمان الصحابي عبدالله لن زبير الصوام القوام مع كلب ميت وكيف ابتعد المسلمون في الامصار عن قيم دين الحق؟
(وللعلم يقول ابن مفلح في الفروع: جوز ابن عقيل وابن الجوزي الخروج على إمام غير عادل، وذكرا خروج الحسين على يزيد لإقامة الحق, وكذا قال الجويني إذا جار وظهر ظلمه ولم يزجر حين زجر فلهم خلعه ولو بالحرب والسلاح)
ويقول أيضاً : (إن من يقول أن يزيد كان على الصواب وأن الحسين أخطأ في الخروج عليه، عليهم أن ينظروا في السير ليعلموا كيف عقدت له البيعة وألزم الناس بها, ولقد فعل في ذلك كل قبيح, ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدرت منه بوادر وكلها توجب فسخ العقد, من نهب المدينة ورمي الكعبة بالمنجنيق وقتل الحسين وأهل بيته, وضربه على ثنيتيه بالقضيب, وحمله الرأس على خشبة، وإنما يميل جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة!!! لذلك أجاز إمام الحنابلة وشيخ الاسلام أبو الفرج إبن الجوزي لعن يزيد لأن في زمنه أنتهكت حرمة دماء آل الرسول وأنتهكت حرمة مدينة الرسول وأنتهكت حرمة الله مكة المكرمة؟)
وخرج الإمام حسين الذي انضم إليه أهل بيته وذراريه وأخته زينب الكبرى وجماعة من أحبابه والمخلصين له متوجهين الى مكة، إلاَّ أنه أبى أن يأخذ طريقاً غير الطريق السالك كما فعل عبدالله إبن الزبير قبله بيومين حيث خرج من المدينة متوجهاً الى مكة كي لايبابع يزيد من أمير المدينة الوليد بن عتبة ، لكن الحسين خرج وخروجه أراد له أن يكون تظاهرة إعلامية، وتظاهرة إحتجاجية ومعارضة علنية لكي توقظ ضمير الأمة النائم، كي تحركها من سكونها و يعلموا أن هناك من يستطيع أن يقولوا لاللظالم ،ولم يرد زعزعة الأمة وإن أراد لاستطاع أن يوءلب الأوضاع ويخطط ويختفي من الأنظار ويعمل في الخفاء ؟فقد كان له من المحبين والمتعاطفين في الحجاز واليمن الكثير
لكنه أبى هذا الأسلوب وأراد أن يعيد للأمة نهج أبيه ومن قبله جده الرسول العظيم فكانت حركته هذه دعوة علنية لمن أراد أن ينضم إليه وكي نعلم نحن الذين نقرء سيرتهم مدى المستوى الذي وصل اليه الأُمة ؟ لذلك سلك الطريق المعلوم دون خوف أو وجل ووصل مكة واجتمع إليه الناس من الحرم وكان الوقت قريباً من أيام الحج وتوافد الناس عليه من خارج الحرم ، وجعل الكتب ترد إليه من أهل العراق الذين قتلوا أباه وخذلوا أخاه وكادوا يذهبون عنده فقد كان فحوى كتبهم الكثيرة التي وردت والتي كانت تقول ( أنْ اقدم إلينا فقد اخضر الجنات، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة فالعجل العجل يا ابن رسول الله.…)
فجعله يعرِّف بقضيته التي كانت هي قضية الأمة أولاً وأخيراً فعرض عليه عبد الله ابن الزبير لما تأهب للخروج إلى الكوفة حيث بها أنصاره وأعوانه، فعرض عليه أن يبقى في مكة مع أن عبد الله أيضاً كان يطلب الخلافة وتصحه بمكوثه في مكة كي يبايعه أهل الحرمين فيستوثق الأمر ويستقيم له على وجه واحد على الأقل في أرض الحجاز، فأبى الحسين
وفي سنة 61هـ اتجه الصحابي الإمام الحسين إلى العراق
وقال:
شاء الله ان يراني قتيلا !؟ اي كان يعلم ذلك ..
فهو لم يكن تاجراً سياسياً ليتعلم المساومة بل عاش وترعرع وارتوى من ماء القيم والمباديء التي لاتعرف المساومة كما قالها جده بكلماته العظيمة عندما بين أنه لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله ماترك رسالته حتى ينتصر بها أو يهلك في سبيل نصرة الحق فهو حدد المباديء والقيم والمُثُل إذاً هو مثل ابيه وجده الذين لم يساوموا على الثوابت
لذلك أراد أن يؤدي للأُمة الشهادة على رفض الطغيان
وعلماء التربية أثبتوا أنه على المربي أن يكون على أقصى درجات الوضوح عند الحديث عن المباديء والقيم !!
لذلك
فنحن سننتقد ما قاله الفيلسوف ومؤسس علم الاجتماع ( ابن خلدون)
الذي دافع عن معارية ويزيد وبرر ماقاموا به
واستخدم الاسلوب الميكافيلي - كما يقال- في التحليل والمتمثل بالفكر الوضعي والتي من أُسسها الغاية تبرر الوسيلة ؟
والتبرير القاتل والأكبر يكون عندما تكون بجرعة دينية وهذه هي الكارثة
لذلك تجده قد تحجج واستدل بحديث في صحيح مسلم وقال أنه قُتل بسيف جده !!
" من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه"!!
لدلك فمنهج ابن خلدون في التحليل التاريخي لقضية الحسين مرفوض بتاتاً وتحليل متهافت
وساقها بصورة بصورة وضعية وغاّفها بغلاف ديني
وهو تصريح مبطن على تبرير قتل الحسين وساقها بحديث جده !!
لكنه سقط في أول نقطة للتحليل الوضعي نفسه وهوالردعليه بنفس الدليل وهو :
1-من الذي قال أن المسلمون والأمة برمتها أجمعت على بيعة يزيد !! فالبيعة كما يعلمه الجميع كانت عنوة فأهل الحجاز كلهم لم يكونوا موافقين حتى أهل العراق وأهل الشام أحتاروا إلا أنه تم إقناعهم بتبريرات الفقهاء ، وكبار الصحابة لم يوافقوا إلا بعد أن تم إرغامهم على الموافقة أو الاستسلام للأمر الواقع المخزي وقد تم تهيئة الأرضية للقبول من قبل معاوية قبل البيعة لأبنه بسنين …
2- وعندما دخل جيوش عبيدالله بن زياد ملثمً الى الكوفة ظن أهلها أنه الحسين فاستقبلوه بكل حفاوة وفرح !!بمعنى أن كلهم كانوا ضد مبايعة يزيد
ومع الأسف فقد استخدم ابن خلدون اسلوب المشايخ في الاستدلال والذي سبب كوارثر في التاريخ الاسلامي والى الآن .....
3- ومن جانب آخر يمكن أيضاً أن نرد عليه بنفس أسلوبه أي باستخدام النصوص والحديث النبوي المشهور القائل فيه :
" سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ " وقد صححه الألباني

وحقيقة فابن خلدون استخف بكل الثوار الذين قادوا ضد الملوك في مقدمته واستصغرهم وقال ( ومابمثل هذه الأشياء تزلزل وتقلقل الملوك عن عروشها )؟
وكان طريقته هو اتباع مانسميه في اللغة المعاصرة باسلوب النفاق والدنس السياسي
واسلوب الملوك
ونحن حقيقة ابتليناحتى في فلاسفتنا وبناة حضارتنا في العلم ،،،،،
فلم أكن أعلم قطعا، أن ابن خلدون العالم الاجتماعي الجليل، سيخذل فكره وتراثه وأُمته، موظفا بطريقة أكثر من ميكيافلية، رمزيته المعرفية وشهرته لدى الناس ، وخاصة تطلعه السياسي، كي ينتهي في أواخر حياته منحنيا جاثماً على ركبتيه، يقبّل يد (تيمورلنك )زعيم التتار، الذي كانت جيوشه تحاصر أسوار دمشق. فابن خلدون، لم يكن يطلب خلاصاًللمدينة وأهلها، بل يلتمس فقط لنفسه ملجأ آمنا!!
وقد أنبهر به هذا السفاح الذي أنسى المسلمون مذابح هولاكو عِظَمَ وهٓ-;-ول ماقام به فبعد أن تم فتح اسوار دمشق له بعد أن خدع قاضي قضاة دمشق ( ابن مفلح الحنبلي ) بمظهره فقد كان يدّعي تيمورلنك الإلتزام التام بدين الاسلام وكان يمتلك لحيه كثيفة وتسابيح طويلة يسبح بها الله وحوله الدراويش والمتصوفة !! لكن بعد دخوله في سنة 803هـ دمشق هتّك الاعراض وقتل الآلاف في المساجد بل يقال أنه بنى هرماً من جماجم المسلمين ؟؟
وكما قال الشاعر
قد بلينا بأمير ظلم الناس وسبّح
فهو كالجزار فينا يذكر الله ويذبح؟

ومازلنا ننخدع بالمظاهر !! فما زله ضريحه موجوداً في سمرقد ويبارك ويطاف حوله تبركاً به؟؟
لهذا نجد أن عقلاء روسيا تقوم الآن بإعادة ترسيخ شخصية ستالين في العقول ويظهرونه أنه فاق المثال والثورة على الظلم مع أنه من أكبر يفاحي العصر !! وهكذا على مر التاريخ يتم تزييف التاريخ لتخدير عقول الاجيال فأساطير خرافية؟؟؟

والغريب أنه عندما عرّف أن ابن خلدون بنفسه ل( تيمورلنك)طلب منه دراسة تفصيلية متمثلاً بالجغرافية والسكان أي بمعنى تقرير استخبارتي مفصل عن مصر والشمال الافريقي ! لكون كان له أطماع في غزوها وأجاب لطلبه كما يذكره هو في كتابته عن سيرته ؟؟
بل كان يتملق له بقوله (إنك سلطان العالم،وملك الدنيا،وما أعتقد أنه ظهر في الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك)!!!
وقد ذكر أنه استنزف الكثير من عمره وطاقاته وراء الملوك ولم يصل الى مبتغاه ،،، بل وصل ؟،،،،
فهناك فرق بين ابن خلدون العالم،صاحب النظرية في التاريخ والعمران ، وابن خلدون السياسي.الذي وظف معارفه وكفاءاته من أجل الوصول إلى السلطة. ومعظم الذين كتبوا عن ابن خلدون كان يعنيهم، بالدرجة الأولى، الجانب النظري. لذلك أهملوا، أو تغاضوا عن الجانب الآخر
لذلك نقول أن
شهادته عن الثورة الحسينية لايمكن أن نقبلها
،،،، وياليت لنا أمثال الفيلسوف سقراط وصورته الماثلة والخالدة لحد الآن متجرعا السم، فداء للحقيقة وهذه هي المرجعية المثلى لما ينبغي أن يكون عليه المثقف
لكن ابن خلدون نجده يبذل قصارى جهده للدفاع عن معاوية وقد أطلق على من اعتبر معاوية كسرى العرب اسم (أهل الأهواء) وشبهه أي معاوية بسليمان بن داود!!
وحقيقة هواه نحو الملوك معروف وكان له شخصية زئبقية حربائية للوصل الى الغاية ،،،،،،،

أما الحسين عليه السلام فهو يمثل القائد الفاعل والذي يصنع التاريخ وهو صانع الحدث وليس مجرد موضوعاً في التاريخ !

لذلك أستطيع القول أن ثورة الحسين كانت الوهج الساطع الذي اضاء المسالك لمن أراد المسيرة بالإسلام في طريقها الصحيح والمرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة ومن واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله ، ومن اجل ذلك فقد دخلت في أعماقهم جيلاً بعد جيل وستبقى خالدة خلود قادتها تستمد بقاءها وخلودها من اخلاص قادتها وتفانيهم في سبيل الإسلام والمثل العليا ما دام التاريخ .
فتصوروا لو أن الامام علي تنازل لمعاوية وبايع الحسين يزيد الزنديق واستخدم النفاق السياسي
كي يستتب الأمر له في المستقبل حسب المفهوم الخلدوني ؟
لكُنا سنخسر قدسية المباديء ولكانت
مفاهيم القيم والمباديء قد انتهت وضاعت الى غير رجعة ولما كانت للأُمة لها بريقة أمل والثقة بذاتها كي تصارع الأحداث للعودة الى القيم العليا والمباديء التي من أجلها جاء دين الحق المبين ؟

فهذا الواقع الكالح الذي كانت تتخبط فيه الأمة وضع الحسين وجهاً لوجه امام دوره التاريخي ورسالته النضالية وفرض عليه أن يثور من اجل إنقاذ الأمة وإنقاذ شريعة جده عندما وجد ان ثورته ستعطي ثمارها المرجوة وان شهادته ستقضّ مضاجع الظالمين والطغاة المستبدين .
فهو حامل مجد القيم عبر التاريخ وليس شهيداً فحسب
------------------
قصة الملحمة

بداية يجب العلم أن الإمام حسين عاش
ثمانية وخمسين عاما:
- ثماني سنوات في كنف الرسول الله في المدينة المنورة
- ثلاثون عاما عاشها مع أبيه في المدينة المنورة والكوفة
- عشر سنوات عاشها مع أخيه الإمام الحسن في المدينة المنورة
- ما يقارب العشر سنوات بعد استشهاد الإمام الحسن تسلم خلالها إمامة الأمة .
- منها قضى تسع سنين ونصف في المدينة
- والستة الأشهر الأخيرة من مسيرته، قضى أربعة منها في مكة بجوار بيت الله
- والشهران المتبقيان بين المدينة ومكة و
- والقسم الأعظم منها كان مسيرته بين مكة والكوفة وكربلاء ، ثم توقف في كربلاء ثمانية أيام ليستشهد بعدها ظهيرة عاشوراء سنة (61 ) هـ .

------------------

1- أمر الحسين ( مسلم بن عقيل ) بأن يسبقه الذهاب خفية الى كوفة وأخذ البيعة منهم حتى يصل هو وهناك بايعه عشرات الألوف في روايات وفي روايات زهاء عشرين ألفاً فبعث مسلم رضي الله عنه إلى الإمام أبي عبد الله الحسين يخبره بحقيقة الأمر ويتعجله في المسير إلى أرض العراق فتعجل في المسير فهو لا يرى للدين معناً بلا كرامة ولا يرى للحياة طعماً بلا حرية، هذا هو شعاره منذ البداية حتى النهاية .

2- في الكوفة دخل مسلم بيت (هانيء بن عروة ) سيد قبيلة مراد في الكوفة وكان معه ايضاً (مسلم بن عوجسة) من سادات الكوفة وبدأ في بيت هانيء بجمع الناس ومبايعة الامام حسين
3- في ذلك الحين كان يزيد خائفاً من الحسين كونه الوحيد الذي يمتلك ثقل وقوامة وأهلية الإمامة لا يصل اليه أحد في المكانة وهو سبط النبي العظيم !
4- أمر بتولي ( عبيدالله بن زياد ) الكوفة
ودخل الكوفة مع جيش كلهم ملثمون فظن أهلها أنه الحسين فهللوا السلام عليه ظناً منهم أنه ابن بنت رسول الله ! فأدرك عبيدالله أن هناك تدبيرما
لكن من هو عبيدالله بن زياد :
ولِّي على الكوفة وقد كان عليها صاحب رسول الله النعمان بن بشير إلا أنه تساهل مع حركة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار فعزله يزيد وولاه
يقول أبو جعفر بن جرير في تاريخه أن عبيد الله هو القائل "والله لآخذن البرئ بالمذنب والمقبل بالمدبر"
وزياد هو زياد ابن أبيه لأنه لا يعرف له أب وقد ألحقه معاوية بنسب أبيه فقالوا زياد ابن أبيه، زياد ابن أبيه الذي كان أميراً على الكوفة والبصرة،"
يقول الإمام محمد بن سيرين التابعي الجليل: "غاب زياد فاستخلف سمرة بن جندب فقتل سمرة كما يقول بن جرير وابن الأثير في الكامل في غيبة زياد ثمانية آلاف على الغضب وعلى الظنة وعلى الشبهة ومن غير شبهه، فعاد زياد فقال له يا سمرة أما تخشى أن تكون أن أخذت بريئاً قال له والله لو قتلت إليهم مثليهم ما خشيت "يقول أبي السواري العدوي أو العدواني "قتل سمرة من أهل بيتى سبعة وأربعين رجلاً في غداة واحدة كلهم قد جمع القرآن وكلهم حفاظ لكتاب الله "
وهذا يطلعنا ويقف بنا على حقيقة الذين كانوا يتحركون للثورة على ظلم الأمويين إنهم العلماء وحفاظ القرآن والرجال الصالحون، سبعة وأربعون يقتلون يجزرون جزراً في غداة واحدة، طبعاً ومن أسوأ السنن التي سنها بنى أمية لهذه الأمة القتل ثم احتزاز الرؤوس ورفع الرؤوس على الرماح وإرسالها إلى أُمراءهم .
ولذلك كيف لأمثال الحسين أن يبايع هؤلاء ولم يكن ليبايع، كيف يبايع والأرض تثور بهذا الظلم وبهذا الفساد، تغير وجه الأرض واستحال دين محمد ؟
أهل رسول الله وأنصارهم أثنان وسبعون كلهم بما فيهم الإمام الحسين ابن رسول الله وأحب الخلق إلى الله في وقته جُزروا واحتُزت رؤوسهم كلهم ورفعت إلى الرماح وجيئ بها لإبن زياد ثم يزيد في بلاد الشام هذا هو عبيد الله بن زياد وكان عبيد الله هذا ابن الدعي مغموز نسبه وكان ألكن لا يقيم لسانه بالحروف العربية


5-أمر عبيدالله أحد مخبريه بالبحث عن مايجول في المدينة وهو ( معقل الشامي ) فعلم الخبر وجعل من نفسه من الموالين للحسين واستطاع الوصول الى بيت هانيء ويلتقي كل نهار بمسلم بن عقيل وفي الليل يخبر عبيدالله بن زياد؟؟

6-قام عبيدالله بجمع سادات الكوفة وأخبر أحدهم وهو ( محمد بن الاشعث ) عن غياب سيد بني مروان وهو ( هانيئه) فأخبروه بأنه مريض لكنه قال وكيف يمرض وفي بيته يتم تجميع الحشود لإمامة الحسين عن طريق مسلم بن عقيل !!

7- فجاءوا ب( هانيئة ) متوعداً بالعذاب فأخبرهم بأنه ضيفه وهل من عاداتنا منع الضيوف أو خذلانهم بالتآمر عليهم فسجن وعندما علم ( مسلم بن عقيل ) نادى في الليل بكلمة السر في الحرب وهي ( يامنصور أمت) فجاؤا اليه من 12 الف 4 آلاف فقط !!
وأجمع عبيدالله سادات الكوفة مع قبائلهم يحث كل قبيلة أتباعه بعدم الانجرار خلف بن عقيل فلم يبقى مع بن عقيل غير 50 فقط ؟؟
وحاربوا فهرب من هرب وقتل من قتل وقبض على مسلم بن عقيل وعندما أمروا بقطع رأسه كان يردد و يدعوا قائلاً [ اللهم أحكم بيننا وبين قومٍ أغرونا ؟ وغدروا بنا ؟؟] اي أهل الكوفة ؟
وقتلوا ( هانيئة ) سيد قبيلة مروان وقتل من قتل وسجن من سجن

8- لم يدري الحسين مايجري في الكوفة فرأى في الطريق ( الفرزدق ) فقال له ما حال القوم فقال [ ان قلوبهم معك ولكن سيوفهم ضدك ؟]

9- تحرك الإمام السير حتى لقيه في أرض العراق على مقربة من الكوفة -كربلاء- وهي مدينة تقع غرب الفرات وتحازي صحراء الشام وتبعد نحو مائة وثلاث كيلومتر عن العاصمة بغداد،لقيه ألف مقاتل وعليهم فارس من أشجع أهل الكوفة (الحُرّ ابن يزيد الرماحي)وقام باستفزاز قافلة الحسين كي لايطمئن النزول فدار بينهما حوار فأخبره الحرّ أنه مأمور أن يقطع عليه وأن يحول بينه وبين العود إلى المدينة المنورة وأن يقدم به على الكوفة فأبى الحسين، فتهدده بالقتل، قال: ويلك لا أمَّ لك أبالقتل تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، هذا لا يهمني بشئ لا في قليل ولا في كثير ثم قال: لا أقول لك إلا كما قال أخو الأوسي لابن عمه حين أراد -الأوسي- نصرة رسول الله فخوفه قال إنك مقتول، فقال له:

سأمضي وما بالموت عار على الفتى أذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
وواسى الرجـال الصالحين بنفسـه وفــارق مثبوراً وخــالف مجرماً
فإن عشت لم أنـدم وإن مت لم ألم كفى بك ذلاً أن تعــيش وترغم

فلما يأس منه الحُرّ بن يزيد ابتعد عنه قليلاً إلاَّ أنه ظل يسايره ويرقبه، وماهما إلا وقد فجأهما نزول رسول مسرع يسير كالصاعقة عليهما، من عبيد الله بن زياد
فجاءهم الكتاب من عبيد الله إلى الحُرّ بن يزيد: (إذا قدم رسولى بكتاب هذا عليك فجعجع بالحسين في الصحراء من غير حصن ولا ماء وإني قد أمرت رسولي هذا أن يبقى ملازماً لك حتى يأتينى بإنفاذك أمري والسلام)
فقال له: يا أبا عبد الله أرأيت، لا أستطيع؟؟
إلاَّ أن الحسين أبى قال لابد أن أمضي إلى قدر الله ولابد أن أسير في الطريق التي أخترت.
مضى الحسين وهجعت العيون ونام الناس وضرب الليل بسواده عليهم إلاَّ الحسين فإنه لم ينم حتى إذا أراد أن يتحرك في آخر الليل غليه الإعياء والتعب .

10- وهكذا ساروا حتى اقترب الموكب من أرض الصف، أحل بها في الثاني من المحرم وكان يوم خميس وعلى هذا تكون شهادة الحسين عليه السلام يوم الجمعة التالية،،،،،
وهنا يدخل المشهد ويشارك في أعظم جريمة في التاريخ الإسلام وهو أبن سعد بن أبي وقاص وهو من هو {أول من رمى بسهم في الإسلام، وخال رسول الله، وخامس خمسة قال سعد لقد مضت على أيام وإني لخمس الإسلام لأنه خامس المسلمين وأول من رمى المشركين بسهمه في سبيل الله، والنبي كان يباهي ويفاخر به، يضرب على كتفه ويقول: "سعد خالي فليرني أمرؤ خاله"}؟؟
إنه (عمر بن سعد )فقد أمره عبيد الله بن زياد الخبيث أن لابد أن تقضي على الحسين وتشارك في هذه الملحمة التاريخية فتردد وأشفق وقال كلا لا أستطيع، قال إن لم تُرد فأنا أسحب الكتاب الذي كتبته في ولايتي لك الري وهمذان وسأهدم دارك !!
فقال : أمهلني حتى أُفكر ؟
ظل الرجل وقد بات ليلة بطولها يحاور نفسه ويحادثها وسُمع ينشد شعراً يقول:
أأترك مُلك الري والــري رغبتي أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجاب وملك الري قرة عيني!!
وهنا يبرز أطماع الدنياو حقائق النفوس وتظهر معادنها، فاختار أخيراً ملك الري ورضي أن يقاتل وأن يقتل الحسين وأهل بيت رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام!!!!!
والغريب أن علماء الجرح والتعديل يحسبونه من الرواة الثقات في الحديث لذلك قال يحيى بن معين : كيف يقال لسعد انه ثقة وقد شارك في قتل الحسين !!

11- في اليوم السابع تحرك جيش عمر بن سعد ليمنع ويحول بين معسكر الحسين وبين الفرات، وفي اليوم التاسع وكان يوم الخميس عرض عليهم الحسين أن يتركوه يسير في أرض الله الواسعة
أما ما يذكر من روايات أنه عرض عليه أن يعود إلى يزيد فيضع يده في يد طاغية فلا تصح ورواياتها باطلة
للأسباب التي ذكرناها سابقاً
فقالوا لا؟
لأن عبيد الله بن زياد يريد من الحسين أبي عبد الله الذي لم ينزل ليزيد أن ينزل على حكمه هو!!


12- وأثناءالمعركة يأتي الحُرّ بن يزيد الذي جعجع بالحسين فيقول لعمر بن سعد: أيها القائد سألتك بالله هل أنت مقاتل هؤلاء القوم؟ قالوا له أي وربي قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس ولا تطيح الأيدي؟؟ ألوف تتصدى لعشرات ؟؟
فالحسين معه أثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ومن ورائهم الصبية والنساء، وعمر بن سعد أربعة آلاف حاملي السلاح لهم عدة كاملة؟،
لذلك نستطيع القول أنها أجبن معركة من جهة هؤلاء الطغام المجرمين
وعندما علم الحرّ ذلك لوى بعنان فرسه وجعله يتحرك رويداً رويداً نحو معسكر الحسين، فلاحظ أمره رجلاً من أصحابه، قال له :
يا حُرّ مالك وإن أمرك لمريب والله لو سُئلت أي أهل الكوفة أشجع ما عدوتك، فأنت أشجع أهل الكوفة، مالذي تفعل؟
قال له: اسكت إني لأخير نفسي بين الجنة والنار وأنا والله لا أختار شيئاً على الجنة ولو قُطعت وقتلت وحرقت !!
ثم ضرب بفرسه فأتى الحسين في معسكره وقال لــه :يا أبا عبــد اللــه يا ابن رسول الله سلام الله عليك، أنا الفارس الذي جعجعت بك في ذلك المكان وسايرتك في الطريق، والله يا ابن رسول الله ما ظننت أن القوم يردّون عليك الذي طلبت ووالله لو ظننت وحسبت أنهم يردون عليك ما طلبت ما ارتكبتها منك وما فعلت معك الذي فعلت وها أنا قد قدمت بنفسي مواسياً لك، قال له ما كذبت أمك أذ سمّتك الحُرّ فأنت الحُرّ في الدنيا والآخرة إن شاء الله، وجعل الحر يلتفت إلى معسكر أصحابه فقد أصبحوا أعداؤه الآن، فقد فرَّق بينهم الحق كما يفرق بين حملة الحق وحملة الباطل …
ورشقهم بجمل نارية ، وقال لهم: (يا أهل الكوفة ويحكم ، دعوتموه لتنصروه حتى إذا أتاكم أسلمتموه وأردتم أن تقتلوه؟؟
فكيف بإبن رسول الله وآل رسول الله يتم تركه عطشى وماء الفرات يشرب منه اليهودي والنصراني والمجوسي وتتمرغ فيه خنازير وكلاب السواد، ألا لا سقاكم الله يوم الظمأ الأكبر إلا أن تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه)
ولم يجيبوه فهو جيش من العمى و الصم و البكم الذين لا يعقلون، فهذا يوم الجمعة وهم قد صلوا صلاة الفجر وبالتأكيد أنهم صلوا على آل محمد فيها وقالوا (اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، فكيف وهؤلاء هم آل محمد!!)
فلم يرجعوا إليه بجواب إلا ما كان من جواب عمر بن سعد، وكان جوابه أن أخرج سهماً من كنانته وقال أشهدوا لي أيها الناس عند الأمير -عبيد الله بن زياد- أني أول من رمى بسهم ثم رمى في جند الحسين؟
فيا للمفارقة
فأبوه أول من رمى المشركين بسهم في سبيل الله وهو يرمي السهم لأفضل من يمشي على الأرض!
وبدأ القتال بين أجبن جيش مقابل أشجع الرجال الذين دافعوا عن حريتهم بكل شجاعة وبسالة

وكان أشد قتالاً عرفه الناس حتى زالت الشمس
وقد تفانوا أصحابه وأنصاره في هذه المعركة تقدم هنا أفضل أهل بيته ليطيحوا واحداً إثر الآخر وكان أول هؤلاء الصرعى ابنه الأكبر (علي الأكبر) تقدم يرتكز ويقول:

أنا على ابن الحسيـن ابـن على نحـن وبـيت الله أولـى بالــنبي
أضربكم بسيفي حتى يلتوي ضــرب غــلام هاشمي علوي
ولا أزال اليــوم أحمي عـن أبـي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

تقدم يرتكز هذا البطل المغوار، تجري في عروقه دماء رسول الله عليه الصلاة السلام وشجاعة ووفاء رسول الله.

ظل يكر عليهم ثم يعود يقول يا أبتاه العطش أنهكني، فيقول له :(اصبر يابني لك الله فإنك لا تمسي إن شاء الله تعالى حتى يسقيك محمد بيده شربة من شراب أهل الجنة إن شاء الله)، حتى جاءه سهم فخرق حلقه فأقبل البطل المغوار يتقلب في دمه الزكي الذي تخط به أروع سطور الجهاد والنضال والوفاء للمبدأ والحق والعقيدة، قال :
(أقبل يا أبتاه )قال :
(يابني قتل الله قوماً قتلوك، ما أجرأهم على الله وما أجرأهم على انتهاك حرمة رسول الله، على الدنيا بعدك العفاف، لتذهب الدنيا وتذهب الحياة)
وسقط علي الأكبر ليسقط من بعده كل من كان مع الحسين من آل عقيل، وسقط ولده أجمعون لم يبق إلاَّ (علي الأوسط المسمى بزين العابدين) لأنه كان غلاماً مريضاً وكانوا يترقبون به الموت كل ساعة، لم يستطع أن يخرج للجهاد.

ذهب (أبو الفضل العباس أخو الحسين ابن علي) البطل المغوار، ذهب مع الحسين كلاهما متوجهين إلى جهة الفرات حتى يأخذا قليلاً من الماء للأكباد الملتهبة والنفوس العطشة من آل محمد، إلا أن الجند حالوا بينهما فصار أبو الفضل في جهة والحسين في جهة وقاتل أبو الفضل قتالاً مشرفاً مظفراً وطاح فرسان كثيرون وكان عاقبته أن وقع مدرَّجاً بدمه شهيداً سعيداً عليه رضوان الله ورحماته،،،،

وظل الإمام يقاتل،
تركوه ساعة من نهار وقد كان بإمكانهم أن يقتلوه لكن كلما تقدم أحد ليقتله أُرعد، يقتل من؟ يقتل إبن رسول الله، فيتردد، لذلك تركوه هكذا، حتى ضربه أحدهم برأسه فامتلأ بدمه الشريف وجرحت رأسه فاعتم بعمامة وقلنسوة ثم بعد ذلك تقدم أشقاهم وضربه ضربة فتقبلها الحسين بيده اليسرى فضُرب بسهم في حلقه عليه السلام ثم بضربات متتالية فقضى نحبه على أرض الصف شاكاً إلى الله ظلم العباد وخذلان الأمة ولومتها وقعودها وجهلها وجبنها وذلها!!
ثم جاء (شمرة بن ذي الجوشن )واحتز رأسه ، وقطع رأسه الشريفة
بعد ذلك ظلت جثث الشهداء في العراء أياماً وقد احتُزت رؤوسهم وحملت على الرماح !!!وتقدموا بها الجيش، ظلت هكذا ...... حتى جاءوا أناس من بنى أسد فدفنوهم في ظل القمر
ولما بلغ نعيهم المدينة المنورة هاجت وماجت وضجت كلها بالبكاء وقالت بنت عقيل بن أبي طالب:
مــاذا تقـولون إن قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتــم آخــر الأمــــم
بعـــترتي وأهلي بــعـد مفتــقدي منهم أسارى ومنهم دُرِّجــوا بـدم
أكان هذا جزائي أن نصحت لكم أن تخلفوني بسـوء في ذوى رحــمي!!!


13- أخذ رأسه الى عبيدالله وهو يلعب بشفتيه بواسطة قضيب بيده فنهره أنس قائلاً والله إني رأيت رسول الله وهو يقبل شفتيه ؟؟
نقل رأسه الشريفة مع نساءه وصبيانه الى يزيد في الشام ،،،،،،،
اختلف الآراء حول هذه القضية كونه لم يرد هذه الفعله التي سيثور الناس لكن الكل متفق أن يزيد مشارك في هذه العقدة التاريخية المشؤمة
كونه كان أول خليفة يعين بالوراثة وفي حكمه حدثت أكبر جريمة في التاريخ بقتل ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وخيرة الناس على وجه الارض
وأظن أنه كان يريد قتله غيلة كما حدث لاخيه الحسن من قبل !!
وقد بين الطبراني الذهبي وأثبته ابو الحجاج المزي في ترجمة الحسين كتاب في من تذهيب الكمال في اسماءالرجال
(أن يزيد كان يضرب بقضيب من حديد على ثنية رأس عندما أوتي به الى دمشق!!! )وليس غريباً على مثله فعل ذلك...
أما أهل الكوفة وقبائلها فستبقى هذه الحادثة عار على جبينهم فلا غرابة أن يلطموا ويضربوا على خدودهم جيلاً بعد جيل
وستبقى كربلاء ( كرب وبلاء ) لأن فيها استنزفت دماء أشرف الناس على وجه الارض أبٓ-;-و الظلم والذل والخضوع للطغيان

لذلك قد يتبادر الينا أن هذه الثورة أنطفأت واستتب الأمر هكذا ،،،وأن النظرة الخلدونية للسلاطين والأمراء صحيحة في عدم التفكير هز عروش الجبابرة لكن التاريخ يقول عكس ذلك تماماً فعند رسم مخخط بياني لفترة الحكم الأموي سنرى أن الوضع الداخلي لم يكن مستقراً أبداً بل كان مضطرباً
فبعد استلام معاوية الحكم سنة41هـ أنفجرت الثورات المسلحة بعد عشرين سنة ضد الحكم والنظام وبين النخب القرشية المؤسسة للمشروع الاسلامي والمتمثلة بنخبة بنو هاشم والامويين وكذلك بعد ذلك في العصر العباسي بين عائلة بنو هاشم نفسها المتمثلة بالعلويين وبنو عباس

والثورات في العصر الأموي هي :

1)- ثورة الحسين عام 61هـ
2)- ثورة ومبايعة عبدالله بن زبير في الحجاز عام61هـ
3)- معركة الحرة ضد الخوارج عام 63هـ
4)- حركة التوابين سنة67هـ
5)- ثورة المختار الثقفي 67هـ
6)- معركة الجثليق سنة 73هـ ضد مصعب بن عمير
7)- حصار عبدالله بن الزبير ستة اشهر على يد الحجاج
8)- ثورة الخوارج سنة 77هـ
9)- ثورة ابن الاشعث بين 82-85هـ
10)- ثورة يزيد بن المهلب بين 101-102هـ
11)-ثورة الخوارج بين122-124هـ
12)- التحضير للثورة العباسية بين 97-127هـ
13)- الإعلان عن الثورة واسقاط الأمويين 128-132هـ

إذاً الحكم لم يكن مستقراً أبداً
أما فرع معاوية فنلاحظ أنه لم يبقى كثيراً فمن بعد تحول الخلافة ليزيد سنة 60هـ توفى سنة 64هـ
وتقلد الخلافة ابنه التقي سنة 64هـ ولم يبقى الا ثلاثة اشهرثم التنازل عن الحكم وأرادها من بعده شورى توفى بعد ذلك بستة اشهر !! يقال أنه تم تصفيته ؟
وهكذا أنتهى كل آمال معاوية الذي خطط لها بعد وفاته باربعة سنوات فقط ؟؟
ومن ثم أنتقل الخلافة الى الفرع المرواني
وتقلد مروان بن الحكم الخلافة ومن ثم اولاده و من بين هذه السلالة كان الحكم الراشدي ل(عمر بن عبدالعزيز (الذي لم يدم طويلاً فقد تم تصفيته أيضاً؟
الى أن تمت الثورة العباسية وتقلدوا الحكم وأبادوا هذه العائلة عن بكرة أبيها إلا قليلاً ،،ومنهم عبدالرحمن الداخل الذي فرّ الى المغرب ليبدأ حكمهم فينا بعد بسنين في الأندلس الى أن سقط حكمهم بعد اقتتال داخلي بين العائلة نفسها تم طردهم من الاندلس الى الابد .....
وأصبح المسلمون ضحية أرثهم وغوايتهم الدينية والسلطوية ولولاهم لسطرّ التاريخ آفاقاً أفضل تشريفاً ورونقاً لإنتشار دين الحق المبين،،،،

ومن الدلالات المعرفية في معرفة الحق في دين الحق ، هي منارات الثورة الحسينية الخالدة فدماءهم الزكية أصبحت منارة لاتنطفيءبريقها للتعرف على حقيقة كل طاغية وكل متجبر ومعرفة الروح الأبية المتعطرة من نسل بيت الرسول
،،التي لاتعرف الذل والخنوع ما بقي ليل والنهار …



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة كامبل السرية تتجدد بحلة جديدة!
- مكان ومكانة المسجد الأقصى تاريخياً وفكرياً..
- فعلاً السلفيون المداخلة منحرفون عقدياً وفكرياً وخُلُقياً
- حرب أوروبا مع تركيا على أرض الشرق !!
- حقائق تاريخية ستُقال ؟
- نُم قرير العين يا ولدي !
- تركيا والعمق الإستراتيجي والمخاطر الفكرية والإقتصادية داخل م ...
- فتح القسطنطينية( إستانبول)بعيون الغرب...
- صلاة الجمعة و خطبة الجمعة ....
- دراسة قضية الإسراء والعروج [قرآنياً-علمياً]
- داعش وخلفيتها الآيدولوجية السلفية وأخطبوطية الدعم !!
- زواج السيدة عائشة بعمر 9 سنوات مغالطة تاريخية ومناقضة قرآنيا ...
- مفهوم السارق في القرآن
- الخَمر وحُكمه في الإسلام
- بيان معنى كلمة( الضرب ) ومفهوم (القِوامة) في القرآن !
- هل نحن أمام تشكيل محور أقليمي جديد برعاية سعودية بعدالإنقلاب ...
- لا رجم في القرآن !!
- دحض ما رُوج في السير النبوية (الدراما التاريخية عن هولوكُست ...
- الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟
- من هو الشهيد في القرآن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - ذكرى عاشوراء والثورة الحسينية الخالدة ...