أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - الإمام السيسى عجَّل الله فرجه















المزيد.....

الإمام السيسى عجَّل الله فرجه


رائد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قامت الثورة ,قعدت الثورة ,وظلَّت الأيدى الخفية أو ما يُسمى باللهو الخفى ,يعبثُ فى البلاد ويحرك الأحداث ,حتى وصلت الأمور الى ذروتها فى الثلاثين من يونيو 2013 ,
فخرج علينا رجلٌ ظلَّ فى الصفوف الخلفية ,متستراً عن العيون ,لا ماضى له عند مراقبى الأحداث وعامة الشعب ,انه الفريق أول عبدالفتاح السيسى ,
الذى إجتباهُ الرئيس مرسى بعد تمثلية عزل المشير طنطاوى والفريق سامى عنان ..خرج السيسى ببذلته العسكرية,محاطاً بممثلى الكهنوت الاسلامى والمسيحى ورموز الوهابية وأعدائهم من رموز التقدمية والعلمانية, ليقول القول الفصل ,بدا أن الجماهير كانت بحاجة لظهور مثل هذا المخلص,الذى خرج من غيب مجهول ليجمع التناقضات كلها بحزم وحكمة ويعيد الأمور الى نصابها الصحيح .

طُبعت صورٌ للزعيم المزعوم على كل شيئ تقريباً حتى وصل الى قمصان النوم الحريمى ,وما هو أعمق ,كان الشعبُ جائعاً لمثل هذا الرجل "الدكر" الذى عليه أن يغمز فقط ,لتذهب له إخدى الصحفيات "بضهرها " .
كانت الصورة ضبابية بالنسبة لمعظم المصريين ,قليلون فقط إنتبهوا منذ البداية .
بالنسبة لى ,كانت صدمة ,ولم أملك ما يكفى من اى شيئ للتحليل السياسى الرشيد ,لكنى لاحظتُ شيأً غاية الأهمية والوضوح ,كانت حالة الشعب أشبه بالهياج الجنسى تجاه المخلص العسكرى ,
لا أعرفُ لماذا رأيت الجماهير المفتونة بالبدلة الزيتى والقوة العسكرية التى سيطرت على الارض والأجواء ,ساجدين لعجل صنعوه بأيديهم ,هذا ما رأيته "حرفيا " .
العلاقة بين الحاكم والاله ,علاقة قديمة ووثيقة,وهذا ما رأيتهُ فى جماهير مجنونة ,تسبح بحمد رجل بطش بالحلم فأراحهم من عناء الحرية ومسؤليتها ,رجل القدر ,
والقدر تسليم للوضع القائم وتبريره,والإستسلام تماماً وعن طيب خاطر لكل ما هو قائم لأنه قدر ..

لكن الالهة التى تقتربُ من البشر تنكشفُ بشريتها بسرعة ,وقد ظلَّ السيسى بعيداً ,يحصدُ ثمار ما زرعه ورواه بدماء شبابنا ,
فقال أحد كهنة المسلمين : كأن الله أرسلهُ ومعه "محمد ابراهيم" وزير الداخلية السابق ,كما ارسل موسى وهارون .
وقال أحد كهنة المسيحيين أنَّه يذوب عشقاً فى السيسى ويلتمس العذر للنساء المفتونات به ,
و قيل أن يسوع المسيح حلَّ على الكنيسة التى شرفها السيسى بحضوره ,
وإعتبر الناصريون والقوميون أن روح عبدالناصر وجدت الجسد المناسب بعد طول عناء,
ثم خرج مجنون ليخبر أن اسم السيسى وجد فى مقبرة فرعونية .

لكن الرجل الخارق للطبيعة "بن زيوس" لم يظل صامتاً ليحافظ على قداسته ,
فإنفرط عقد التسريبات الصوتية للمخلص النبى المجدد
لنتعرف على "اللهو الخفى" الذى مارس علينا العوبة كبيرة عبقرية وخسيسة
سأله الصحفى عن مثله الأعلى ,
أجاب عباس : هتلر .
تخيلتُ السيسى وهو يوبخ عباساً بنظرة غاضبة قبل أن يقول : لا لا .. الرسول صلى الله عليه وسلم .
إختيار شديد الذكاء ,فهتلر لا يمكن تقديمه سوى سفاح وقاتل,أماَّ الرسول فهو الرحمة والعقاب "إعترضوا بقا على كلام ربنا ",
وهو أيضاً يحاول الفصل بين الاسلاميين والمسلمين ,فيحافظ على شعبيته بين العوام والبسطاء , إنه يسير سير الاسكندر المقدونى الذى يدعى أنه "بن زيوس" عساهُ يحقق مجداً اسطورياً يفوق به من سبقوه.. لكن الظروف مختلفة تماما .

ويحدثنا السيسى عن أحلامه ,فيظهر لنا طموحه القديم فى الحصول على ملك مصر فى منام يحكيه مع الصحفى إياه ,
قال ايه : أخبره السادات انه كان على علم مسبق بأنه سيكون رئيساً للجهورية ,فيرد السيسى : وانا كمان عارف إنى هبقى رئيس جمهورية.
ويحكى السيسى عن تاريخ من المنامات والوعود التى تقطعها له أرواح او أشباح ,وعن سيف أخضر ,كُتب عليه بالأحمر "لا اله الا الله محمد رسول " مع ساعة أوميجا ونجمة ,
ترسيخ لفكرة المختار والمنقذ التى يرى بنور الله ,والتى يرى السيسى نفسه أهلا لها ,اللون الاخضر هو لون قبة الرسول, والأحمر على السيف لا يعنى الا الدم .

إستتب الأمر للسيسى ,لكنه حين تحدث الى الناس الذين ينتظرون ثمار المنقذ قال بالفُم المليان : مفيش .. مش هقدر ... معنديش , نستحمل ,نضحى ,وتحيا مصر .
وكأنه يقول للعبيد المحبين : أنا كفاية عليكو .. إرضوا بالمكتوب ,الارزاق على الله .
لقد آمن السيسى بنفسه أكثر من اللازم ,فصدقَّ أنه أخذ بتلابيب القلوب ,صار له صورة على كل جدار ,وعلى ظهر كل جارية من جوارى البلاد ..
فهل سيثور الناسُ ضد الاله إن لم يستجب لدعواتهم .. ؟! إنهم يحبونهُ وهذا يكف .
بل تجد السيسى نفسه يخاطب الله قائلا : يارب حضرتك لازم تقف جمبنا . والمتمعن فى نبرة الرجل الموهوم وهو يردد هذهِ الجملة, يشعرُكأن هناك اتفاقاً مسبقاً لم يجر على ما يرام !
مشروعات وهمية ,أشبه بالالعاب النارية ,ولا إنعكاسات على الوطن او المواطن ,ماكينة الاعلام تلمعُ صنم بن زيوس ,كل مساء بعشرات البرامج والاغنيات ,عسى ينسى الناس
ثم السيسى يخرج مؤكداً أن خبراء العالم يقولون للجميع :أسمعو من هذا الرجل . ويُصر على أنه طبيب كل الفلاسفة .
لا اعرف من هم الفلاسفة هنا ؟ هل يقصدُ ارسطو وديكارت وجون جاك روسو ؟ أم أرواح الاولياء التى وعدته بقولها " هنديك اللى مدناهوش لحد"
لقد إنكشف السيسى وبدا واضحاً أن مشروع ترعة السويس لن يُضيف جديداً للمواطن وبالتالى ,الى رصيد "الاسكندر" عند المواطن ..
رغم الحملة الاعلامية الموسعة الموجهة الى البسطاء والجهلاء ,لا يدخل البسطاء فى مهاترات التحليل والتأمل ,لكن ارتفاع الاسعار وخيبات الأمل ,تمسهم بشكل مباشر,فهى تمس لقمة العيش .
خرج رجال مبارك من السجن , وفى مقدمتهم أحمد عز ,الذى لم يسمح له بالترشح للإنتحابات التى يتم تأجيلها بإستمرار ,من جهة أخرى بدا كأن بذور خلاف قد بُذرت بين نجيب ساويرس والسيسى ,
ظهرت فى تعليق الاول على مشروع ترعة السويس : مفيش دراسة تشجعنى أساهم . أو كما قال .
وبعد تأجيلات طويلة ,تهلُ علينا الإنتخابات البرلمانية التى تمثلُ إضفاء شرعية على نظام يحاول أن يجد كرسياً محترماً معترفاً به دون شروط ومساومات وتنازلات فى النظام الدولى ,
يخرج السيسى ليتوسَّل الشباب والنساء والرجال ,هلموا اليا عباد الله .. لكن رجال "الاسكندر" رفضوا أن يغامر بهم مجداداً بعد حربه الدموية مع الهند ,
وربما هم من تخلصوا منه وليست الحمى او الملايا كما يزعم المؤرخون .. وهو من هو .. الرجل الذى جعل المقدونيين سادة العالم ..
فماذا قدَّم السيسى للمصريين ؟ حتى الإنجازات التى لم يُضطر للتعهد بتحقيقها "طلعت فشوش " .
ثم ها هو الإعلام الذى قدم لنا "بن زيوس" غير قابل للنقد أو اللمس , ولا يُقال له الإ " آمين " ,يفشلُ فى الدفاع عن فشله ويبدأ فى الإنتقاص من نصف الاله الذى كان يوما نبياً مخلصاً مجدداً وسراً من أسرار الحضارة الفرعونية,

لقد فضح السيسى نفسه ,ولا يمكن لعاقل أن يصدق ,أن طبيب الفلاسفة ,صاحب السيف الاخضر والساعة الاوميجا هو اللهو الخفى الذى دبرَّ مؤامرة على ثورة يناير بإستخدام الاخون نصف المدة وأعداء الاخوان النصف الثانى ,
هل كنا أغبياء لهذهِ الدرجة أم أنانيين لدرجة الغباء ؟ .. لستُ أدرى .
على كل حال قد إنكشف السيسى لدى من صنعوه فهو لا يقبل الآخر ,أياَّ كان هذا الآخر ,ليس الاخوان او الشباب ,او الستين الف سجين فى سجونه ,فقط ,بل لا يقبله حتى لو كان "احمد عز" او "نجيب ساويرس" ,
ولذالك حرقت هالة القداسة التى أحاط بها نفسه ,بل بدا واضحاً أنه أقل من كونه لا يعرف "الالف من كوز الدرة" ,لكنَّ الملابسات المحيطة والمحركة لهذا الرجل لم تظهر بعد,وأظنها لن تظهر على المدى القريب ,
فنهاية السيسى لن تكون كنهاية الاسكندر ,الذى ترك خلفه اثاراً من الصعب أن يُمحى ,فى كل ارض فتحها ,لكن نهاية السيسى ستكون أقرب لنهاية الحاكم بأمر الله الفاطمى حيثُ ينزل الى السرداب بكل أسراره الغريبة ويبتلع معه كل الاجابات المهمة,عجل الله فرجه .



#رائد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطرٌ جميلُ المعنى
- صنم المَثل الأعلى
- على بن ابى طالب والآخر
- السعادة بعيون الإكتئاب
- عندما كان الإنسانُ خروفاً
- أنا والموت .. وهوايا .
- الهوية ايه ؟!!
- ستقوم القيامة فى اغسطس
- الخمايسى و الأقزام


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - الإمام السيسى عجَّل الله فرجه