أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد ع محمد - ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟














المزيد.....

ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 15:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان من عادة الاخوة الشيوعيين وعلى مدار سنوات طويلة رفع شعار "لا نخسر إلا قيودنا " وذلك في إشارة منهم الى أنهم في حالات الاضراب أو المظاهرات أو الحرمان من قبل السلطات الحاكمة لن يخسروا شيئاً عند وقوفهم بوجه مضطهديهم، طالما أنهم بالأصل لا يمتلكون شيئاً يخشون منه أو يندمون عليه، إن كان في حالة تأجيج الصراع مع الطبقات المستغلة، أو تزايد حدة الاحتجاجات اليومية مع السلطات الحاكمة أو حين زجهم في أقبية الأفرع الأمنية.
وبما أن الطبقات الدنيا تعودت على أن تكون القرابين الحاضرة في أي وقتٍ كان أمام مذبح التغيير في أية بقعة جغرافية كانت في العالم كله سابقاً وحالياً في الشرق الاوسط، أو أوان السعي المحموم لدى قادة الرأي ومتنوري المجتمعات لنيل الحرية التي يتشدقون بها ملء أفواههم، ومعلوم أنه على مر التاريخ كانت الطبقات الدنيا ضحية مشاريع الاثرياء وأحابيل الساسة وغايات المثقفين في حالتي الخراب والإعمار، وكان في كل مفصل قاسٍ على الفئات الفقيرة في المجتمع أن تكون الأدوات الجاهزة في حال العمل على قلب أي نظامٍ سياسي، وعلى الطبقات نفسها تحمل القسط الأكبر من عبء التغيير في أي بلدٍ كان، ففي الثورة عليهم أن يكونوا الوقود الحاضرة لتسيير مركبة التحولات الكبرى، والعدد الأكبر من الذبائح في الثورات أو الانقلابات أو الحروبِ هو حصراً منهم، كما أن في حال إعادة إعمار أي بلد عقب الخراب والدمار يتم الاتكال عليهم، حتى يتم رفع عوارض البلد من جديد فوق أكتافهم، حيث يُجبل اسمنت أساسات المباني المهدمة من عرق جباههم.
ولكن ماذا سيكون عليه الحال لو تم قلب المعادلة وكفت الطبقات المعدمة عن أن تبقى بمثابة القرابين الدائمة للأثرياء والساسة والمثقفين؟ وتركوا هم التضحية لمن أرادوا أن يقلبوا أنظمة الحكم، ولجأوا نحو الملاذات الآمنة كما يفعل عادة دعاة التغيير ومن ينفخون في نار الثورات عن بُعد من الساسة والمثقفين، طالما أن قوانين العصر ومجال الهروب عن أداء أي واجبٍ في متناول الكل في الوقت الراهن بخلاف القرون الغابرة، والتهرب عن دفع الضرائب الباهظة في متناول الفقير كما يفلح فيها كعادته ميسوري الحال، وبدلاً من أن يبقى أصحاب الدخل المحدود معدات بشرية جاهزة تُدفع بها الى ساحات الوغى بوعي أو بدونه، يقتدون هذه المرة بسلوك من يسوقونهم الى ساحات الخراب أو البناء، ويتركون هم قلب االنُظم السياسية الى المشغول بها ومن يود هدمها أو الاتيان ببدائل لها، طالما أن حالهم ـ أي الشرائح الدنيا ـ لن يكون أفضل مما كان عليه في السابق، باعتبار أن ما من برنامجٍ واضح أو مشروعٍ صريح وحقيقي لدى معظم الساعين الى هدم الأنظمة البالية، وما من دلائل تشير الى ضمان حقوقهم إذا ما تم تقويض بنيان الدول أو الحكومات بأجسادهم.
وبما أن طرق خلاص الذات مفتوحٌ أمام الكل في العصر الراهن بفضل القوانين الانسانية للكثير من الدول الغربية، فلما لا يخطر على بال المعدم في البلد تتبع خطوات الميسور والسياسي والمثقف في خلاص الذات، وترك المعنيين بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ليتحملوا وزر أهدافهم وغاياتهم الكبرى في التخلص من الحكومات، فيما تعمل الشرائح المنهكة ولو لمرة واحدة بنقيض المعتادِ والكف عن قصة بقائهم وقوداً بشرية وأدوات في حالتي الخراب والبناء، وذلك في هذه المنطقة التي لا تزال تحتاج الى من يكون أحطاب نيرانها المؤججة، فصحيحٌ بأنهم لا يخسرون غير قيودهم إذا ما ثاروا ضد المستبدين، ولكن بما أن ما من دكتاتورية بروليتارية تلوح في الأفق أمامهم إذا ما فعلاً حققوا النصر المبين، فما الجدوى من صنيعنا قد يقول قائلٌ منهم؟ وقد يخطر على بال الكثير منهم بعد الهجرة العظيمة ويقولون ما الفائدة المرجوة من نضالاتنا في المستقبل؟ لذا وبخلاف عجلة التاريخ التي دائماً ما جعلتهم القرابين الحاضرة أمام مفاصلها، فماذا لو تركوا هَم الكفاح والنضال للأثرياء والساسة والمثقفين؟ وعملوا ولو لمرة واحدة بعكس ما تناط بهم المهمات الكبرى وما في العادة يُخطط ويُرسم لهم من قِبل المذكورين، بل وينضموا كباقي الفئات الى صفوف الانتهازيين، ويتركوا هم تحرير الأوطان لمن يريد أن يحكمها بدل السالفين.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ
- الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
- سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
- عندما يصبح المديحُ ثقافة
- هزتين
- الدعوة الى البهيمية
- الكردي وشوق المحاكاة
- بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها
- الغرب بين الحرية والادماج القسري
- عبداللطيف الحسيني: سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المت ...
- خطيئة مسعود البارزاني
- حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ ...
- أيديولوجية تشويه البيشمركة
- بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي
- مصطلحات مدموغة بوشاح العقل الكردي
- هواجس مواطنٍ لم يُقتل
- التحدي الكبير في الحربِ هو أن تتمثل دور الربيع في زمن القحط ...
- مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.
- لا تجعلوا العميان يقودونكم الى الحتوف


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد ع محمد - ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟