أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح3














المزيد.....

الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 13:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ح3

في ضل الفوضى الفكرية العارمة وتجاذب السياسة والصراعات لأيديولوجية التي خلفها تنازع المصالح بين المدارس المذهبية القائمة على فكرة الأنتماء ,أنقسم المجتمع الإسلامي على نفسه وتشظى مستعينا بذات المصدر الجامع وهما القرآن والسنة النبوية ,ولكن كل حزب يقرأ ما يعجبه ويتوافق مع رؤيته الاعتباطية المستندة إلى تعزيز وتمتين ونصرة مقدمة صاغها الفكر التحريفي وتبناها بإنحياز تام لها ,ومعتمدا على إرث أدخل عنوة على الفكر الإسلامي وأضحى جزء أصيل منه يحظى بالتقديس والاحترام والتقليد والتعبد به بزعم أنه من علم أهل الكتاب الذي هو كما يقولون من علم الله ( أسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .
لم يعد الفكر الإسلامي مرتبطا بوحدة الأس ولا بتوافقية المنهج المسمى الميزان في الكشف عن الأهداف والعلل والغايات من الأحكام والمثل والقيم والمرادات التي جاء بها القرآن , وفتح باب الأجتهاد على مصراعيه دون التحرز من الهوس والضلال المرافق للإنفتاح الغير منضبط وصار شعار ( من أجتهد وأصاب فله أجران , ومن أجتهد ولم يصب فله أجر واحد) ,هذه القاعدة العبثية التي رسخها البعض من مفكري وقادة الفكر الإسلامي واحدة من أهم أسباب أنتشار الفوضى الفكرية والتخريب العقائدي ,فكل ما بني عليها لا بد وبالضرورة أن يفضي إلى الانحراف والتزييف والإفساد طالما أن لا حدود حقيقية بين الأجتهاد العلمي الأصولي وبين التصرفات التي لا تعط إلا الضلال والتيه .
نتج من هذا الحال الفوضوي أتجاه سياسي وفكري يقوم على مبدأ الحق والأحقية على زعم أن كل حزب بما لديهم فرحون ,فقد تزعم المنهج المحافظ الذي سيطر الأمويون فيه على مقاليد السلطة بعنوان قريش على كل مفاصل المجتمع الإسلامي وسخر الكيان السياسي بما يملك من مصدر قوة ورهبة وعنف على حركة التشريع وتجييرها لتنمية مفهوم الدولة الأموية بدل دولة الإسلام والفكر الأموي المحافظ والجاهلي بدل فكرة التحرر الإسلامية ,وسخرت ما يمكنها من قوة وأقتدار لمحاربة أعدائه الذين يمثلون بالتأكيد الخط المناقض بأعتباره المصدر الأساسي لترسيخ مفهوم دولة بني أميه ,أشتد الصراع وتشخصن بآل البيت من أل محمد وأصبح الشق لا يمكن إخفاءه أو التستر عليه وبرزت مدرسة فكرية تنافح عن أنتمائها العقائدي وأنتمائها الشخصاني ,وبين هذا وذاك ظهرت مجموعات اخرى تزعم الأعتزال أو تتطرف بشكل حاد عن تلك المدرستين ,فنجد مدارس قد تكونت لتكون في أقصى التطرف للفكر الأموي وأخرى بذات الوصف وصلت لتقديس أشخاص من المدرسة المقابلة وأوصلتهم لحد الألهوية .
لقد نسي المسلمون الركيزة الأساسية والدعامة المهمة التي قام عليها الفكر الإسلامي وهي التجرد من النسبة البشرية والتمسك بأصل التسليم لله ,لقد أضحى المسلمون جميعا وبلا استثناء ينتمون لقريش وحدها وفروعها دون أن ينتبهوا أنهم حولوا وجهتهم الفكرية خارج مدارات الفهم الإسلامي وقدموا ما لا يقدم وتجاهلوا التحذير الذي ذكره القرآن في أكثر من آية بخصوص الأختلاف ,صار المسلمون أحزابا وكتل ومنظمات وتقاطعات يكفر بعضهم بعضا ,أمويون وعلويون وعباسيون وبكريون وووو الخ من المسميات التي لا سلطان لها ولا قاعدة فكرية تستند لها إلا الولاء لقريش أو بعض قريش ,وبذلك نجح البعض في إخراج الإسلام الحالي من طريق التجرد والحيادية تجاه الإنسانية ليكون دعوة للفردانية والفردية التي تنخر في كلية المجتمع وشمولية الأنتماء لقيم السماء .
الحقيقة التي يجب أن تقال وبشجاعة ودون مواربة أن جميع المسلمين اليوم هم في الحقيقة خارج نطاق الفكرة الإسلامية الأساسية وهي فكرة الأنتماء للتسليم , الشيعة مثلا يظنون والغالب منهم أن الله خلق الكون لأجل فاطمة بنت محمد ص وأن فاطمة خلقت لأجل أن تنجب الحسين ليكون رمزا وبالتالي الإسلام مجعول ومعلق على قضية الحسين وثورته دون أن يلاحظوا أن الحسين ع هو من قال خرجت لإصلاح أمر أمة جدي رسول الله , لم يقل الحسين ولا جده هذه الخصيصة ولم يتبناها الفكر المحمدي أبدا , لقد كان الحسين واحدا من الوسائل التي أراد بها الله تعالى معالجة الإعوجاج البشري الطبيعي في السلوك ولم يكن هناك بديل مناسب , كما أن الصحابة في المدرسة الأخرى هم جزء من حركة الإسلام ولا يشكلون قداسة ولا تقديس لوجودهم سوى ما يتركون من عمل نافع لهم وللمجتمع .
سقط الفكر الإسلامي المعاصر والذي هو بالنتيجة صناعة إعتباطية وقراءة ذاتية من قبل مجموعات نشأت تأريخيا بصور مختلفة ومن ورائها دوافع مختلفة وأهداف متنوعة كلها ساهمت بشكل أو بأخر في إخراجه من دائرة الإنسانية المطلقة التي تعني إن الأنتماء والانتساب للإسلام لا يمر عبر شخصيات وقيم فردية ,بل عبر موضوعية الهدف من الدين والغاية من الفكر والشمولية في المخاطبة والأداء ,أراد القرآن من الإسلام أن يكون الحل النهائي لمسألة الظلم والعدل والحق والباطل والخير والشر ,فحولها سلاطين السلطة وأتباعهم وفرقهم ومفكرين إلى فكر أحادي الجانب بتبني وبشكل منفرد مفاهيم الحق والخير والعدل وترك البصمة الأخرى للطرف الأخر ونعته بكل الأوصاف لمجرد أنه مختلف ببعض الشيء معه ,لقد نعي الفكر الإسلامي نفسه يوم قبل أن يكون أداة بيد الظالم وتسامح في فرض محددات ومناهج لا تنتمي له ولا تتناسب مع صفة التجرد والحيادية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح3