أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - الحزب السلفى يتبدد لكن المزاج السلفى يتمدد + الإرهابى محمد الغزالى ودوره فى اغتيال د/ فرج فودة















المزيد.....



الحزب السلفى يتبدد لكن المزاج السلفى يتمدد + الإرهابى محمد الغزالى ودوره فى اغتيال د/ فرج فودة


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحزب السلفى يتبدد لكن المزاج السلفى يتمدد + الإرهابى محمد الغزالى ودوره فى اغتيال د/ فرج فودة

مقالات منقولة مهمة ..

الحزب السلفى يتبدد لكن المزاج السلفى يتمدد!!

خالد منتصر
2015-10-21 الأربعاء

حزب النور أكبر ممثل للأحزاب السلفية فى مصر سقط وبفضيحة مدوية ونجح نجاحاً منقطع الجماهير!! وكان صوت ارتطامه بأسفلت الإسكندرية شبيهاً بالانفجار، خاصة أنها معقله الأساسى ومنبته الأصلى وحلفه الدافئ، لكن هل كل هذا يبعث على الاطمئنان ويجعلنا نذهب إلى أَسِرَّتنا ونحتضن وسائدنا لنحلم أحلاماً سعيدة؟ بالقطع لا، فالحزب السلفى بالفعل تبدد، أو بالأصح يتبدد، لكن المزاج السلفى للمجتمع المصرى يتمدد وبشدة وقسوة وعنف وعشوائية، المزاج السلفى تمدد وتوغل وانتشر، حتى فى تصرفاتنا الصغيرة، صارت كلمة آلو أو صباح الخير فى التليفون سبة وجريمة وعارا وخطيئة، عندما يسمعها من على الطرف الآخر تجده يرد بفظاظة وتأنيب وصوت مرتفع وكأنه يصفعك بلسانه: «السلام عليكم»، وكأننا مازلنا فى زمن التربص والتوجس وغارات القبائل على الخيمة والزوجة والناقة لقلة الكلأ وندرة المياه، اختفى السبوع لتحل محله العقيقة، يدخل عليك المريض العيادة وعندما يشاهد «دبلة» ذهبا فى إصبعك يشك فيك ويسأل الممرضة بعد خروجه والكشف عليه، هل الدكتور مسلم أم لا مؤاخذة نصرانى؟! انتشار البنوك الإسلامية التى تطلق أسماء تستعيرها من بطون صفحات مكتوبة منذ ألف سنة تعبر عن معاملات صارت فى متحف التاريخ، وذلك لجذب ذوى المزاج السلفى، مثل المرابحة والصك الإسلامى.. إلخ، تحضر زفافاً يطلقون عليه زفافاً إسلامياً يجلس فيه الرجال منفصلين ومعزولين عن النساء، حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويهيج أهل العريس على أقارب العروس!! وخذ عندك سلسلة طويلة لا تنتهى من الكوافير الإسلامى، للمايوه الإسلامى، للديفيليه الإسلامى، للشاطئ الخاص الإسلامى.. إلخ، تصعد الطيارة، فتجد دعاء الركوب وتسمع مفردات مثل «منقلبون» وأنت فوق السحاب، ومن الممكن أن تكون الطائرة بها مسيحيون وبوذيون لم يستأذنهم أحد فى إقحام مفردات ليست فى قاموسهم وفرض سلوكيات ليست من فروضهم الدينية أو حتى قناعاتهم، على سبيل المثال رفض المضيفات تقديم الخمر لراكب أجنبى مثلاً دافع فلوس لمصر للطيران علشان يستريح وتلبى رغباته!! وعلى فكرة كان يحدث هذا منذ وقت قريب، وكان الأزهر موجوداً وكانت الناس مؤمنة برضه، بل كانوا أكثر أخلاقاً واحتراماً من زماننا ذى المزاج السلفى، يزورنا على سبيل المثال واحد من أشهر نجوم هوليوود مورجان فريمان لتصوير فيلم، بعد طول غياب من السينما العالمية التى كانت تصور دائماً فى المغرب، التى تحتضنهم بمنتهى الترحاب، جاء لمصر هذا النجم العظيم الذى تكفى لقطة من أفلامه لعمل دعاية سياحية تساوى شغل هيئة الاستعلامات المصرية لمدة نصف قرن من الزمان، هل تعرفون كيف استقبلناه؟ استقبلناه بعبارة: «لو جبت سيرة ربنا مش حنسيبك!!»، وكأن الرجل أتى إلى مصر ليعلن إلحاده فى صحن الأزهر الشريف!! كوميديا سوداء من بشر يرتدون البدلة وتحتها الجلباب الأفغانى، يحلقون ذقونهم، بينما تنمو لحاهم إلى الداخل.

+ + + + + + + + + +

تعليق صديقى سمسم المسمسم "أحمد حسن محمد أحمد": هذه مجرد أمثلة محدودة يا دكتور خالد منتصر .. هناك أمثلة كثيرة على تمدد المزاج السلفى فى مصر .. منها انتشار الحجاب والعباءات بين طفلات وفتيات ونساء مصر بنسبة تسعة وتسعين بالمئة اليوم ، ومنها الاستماع للمقرئين السعوديين والطريقة السعودية فى الترتيل والتلاوة ، ومنها تحريم البقية فى حياتك وكلمة "والنبى" والتشكيك السلفى فى أحاديث نبوية كثيرة، ومنها تسمية المواليد بأسماء سلفية غريبة وتجنب أسماء المصريين القدماء وأسماء المصريين والمصريات فى القرن العشرين والأسماء الفارسية الأصل والأسماء الأمريكية . ومنها انتشار تكبيرات العيد المبتورة .. ومنها تهمة ازدراء الأديان وتهمة الحث على الفسق والفجور .. ومنها العداوة المذهبية السُنية ضد إيران وضد بشار الأسد وضد الشيعة والعلويين والدروز وكل من ليس مسلماً أو ليس سُنياً .. والعداوة الغريبة ضد المسيحيين واليهود والبهائيين والبوذيين والزرادشتيين وضد العلمانيين والاشتراكيين .. ومنها المحبة الغريبة للكيان السعودى وشيوخه وملوكه وشرطته الدينية .. ومنها قمع الحريات الثلاث الجنسية والسياسية والدينية فلا زواج بين دينين أو مذهبين أو دولتين ولا زواج للمسلمة بالمسيحى أو اليهودى إلخ ، وقمع حرية اللادينى وغير المسلم وغير السُنى وغير الإسلامى .. ومنها دعم المصريين لأردوغان ولتطبيق الحدود الوحشية ولداعش .. ومنها تبعية الدولة بقيادة عبد الفتاح السيسى للسعودية سياسيا واقتصاديا ودينيا ومذهبيا وعسكريا حتى ضد اليمن الحوثى الشيعى مثلا ، وجُمعات قندهار والربيع العربى من أساسه مدعوم إخوانيا وسلفيا وقام به شباب مؤمنون بالسلفية والإخوانية فى مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن .. ومنها رفع دعاوى باستمرار لحجب المواقع الإباحية .. ومنها تحول معرض القاهرة الدولى للكتاب لمعرض دولى للإرهابى الإخوانى محمد الغزالى وكتبه ولكتب السلفية والإخوانية فلا علاقة له بفنون ولا علوم ولا علمانية ولا اشتراكية .. ومنها مكبرات الزوايا والمساجد فى الحارات والشوارع الضيقة الملاصقة والمواجهة للبيوت أذانات عالية جدا وإقامة صلاة وربما خطب وصلوات كاملة ..

وأيضا هل بالفعل الحزب السلفى "حزب النور" يتبدد ؟ وقد نال عشرة مقاعد على الأقل حتى الآن فى برلمان السيسى فى المرحلة الأولى وسط تعتيم إعلامى غريب ومريب حتى أننا لسنا متأكدين هل هى عشرة مقاعد فقط أم أكثر ولسه الله أعلم هياخد كام مقعد فى المرحلة الثانية فى أواخر شهرنا هذا نوفمبر .. وهل هو يتبدد وهو لم يتم حله والدولة ترفض حله وحل بقية الأحزاب الإخوانية والسلفية هى وقضاؤها السلفى الملتحى الشاخخ .. وهل هو يتبدد والسيسى يخدم السعودية فى حربها بدافع طائفى سلفى معادى للشيعة محض ضد اليمن الحوثى الشيعى .. وهل هو يتبدد ورشيد وحدها تمتلئ بالمنقبات والملتحين وحاخامات السلفية الفاشلين فى حياتهم واختياراتهم الدراسية والوظيفية والزوجية والاجتماعية وكل شئ ..

****

الموضة دولة مدنية والمود دولة سلفية

Posted on October 29, 2015 by civicegypt

 د. خالد منتصر  

هل الدولة المدنية بالنسبة لنا مسايرة للموضة، أم هى فكرة سارية فى النخاع مستقرة فى تلافيف المخ؟، عندما كتبت أن مزاج الدولة ومود الشعب صار سلفياً، برغم بعض مواد الدستور وبعض القوانين المستمدة من القانون الفرنسى المتناثرة هنا وهناك، إلا أن المزاج الشعبى فى كثير من الأحيان ظل وهابياً بالتعود بداية من نهاية السبعينيات والأسباب كثيرة ذكرناها فى مقالات سابقة وظلت تلك الاقتباسات القانونية وردة فى عروة جاكتة النظام.

أرسل دكتور يحيى طراف تعليقا على مقالى «الحزب السلفى يتبدد، لكن المزاج السلفى يتمدد»، يرصد دكتور يحيى مظاهر سلفية أخرى اقتحمت حياتنا نختار منها الآتى:
حدث ولا حرج عن أطفال المرحلة الابتدائية الذين فرض أهلوهم عليهم الحجاب وهم ذهاب إلى مدارسهم فى تنطع يفوق التصور والموظفين الذين يذهبون لأعمالهم وقد قصروا «بنطلوناتهم» إلى أنصاف أرجلهم، ورنات المحمول التى استبدلت بها آيات قرآنية وأذكار وأدعية وابتهالات، ولو أن شركة أجنبية كانت هى التى بادرت بهذا، لاتهمناها بازدراء الدين. ودعنى أحكى لك فى هذا السياق قصة طريفة، حيث كنا مجموعة من الأطباء جلوساً فى حجرتنا بأحد المستشفيات نتبادل أطراف الحديث، حين صدح فجأة صوت قارئ يتلو صورة الإخلاص، فتلفت يميناً ويساراً أبحث عن مصدر الصوت، فوقعت عيناى على مندوب إحدى شركات الأدوية وقد ثبت محموله أمام عينيه ينظر إليه، وكان على ما بدا مصدر الصوت، فلما انتهت السورة قال «صدق الله العظيم» ثم شرع فى الرد على من طلبه.

وقال لنا إنه لا يجوز الرد قبل انتهاء الآيات، احتراماً لكلام الله! فسألته ساخراً وما حكم إذن من يطلبك «ميسد كول»، فهو حتماً سوف يقطع التلاوة قبل نهايتها، فلم يحر جواباً وابتسم ابتسامة باهتة. ولست بحاجة لأخبرك- وأنت تعلم- كيف تحولت ردهات وقاعات المبانى الحكومية والكليات الجامعية والمكاتب إلى مساجد تقام فيها الصلاة، فيتوقف العمل وقتها لمدد قد تزيد على ثلثى الساعة، وتتعطل مصالح ذوى المصالح والحاجات، دون تصريح أو إذن من إدارة المؤسسة، ولا أبالغ لو قلت لك إن سائقاً لأحد أتوبيسات شركة شرق الدلتا فى رحلة متجهة للمنصورة منذ سنوات وكنت على متنها، وضع شريطاً لأحد مشايخ السلفيين فى جهاز الراديو الداخلى، وفرضه علينا فرضاً طوال الرحلة. الحديث فى هذا الشأن سيطول، والمقام حتماً لن يتسع لكل أشكال المد والتمدد السلفى التى أعتمت حياتنا، لكن الرأى عندى أن المسؤولية الكبرى فى هذا التمدد تقع على الدولة التى سمحت به من قديم، فلم تواجهه خاصة، حيث تعارض مع سياستها وهيبتها.
فهذا من ندى النظام البائد علينا، الذى اتخذ شعاراً «نحن لا نحول بين الناس وما يفعلون، ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا» فلم تصمد هذه المقولة أكثر من ثلاثين سنة، سقط رغماً عنها بعدها النظام.
ولن يعود الانضباط ويأزر التمدد السلفى متراجعاً، حتى تقوم الدولة مدافعة عن هيبتها وطابعها وشكلها فى وجه كل أشكال الفوضى والتمدد السلفى.


*****



أصوات حزب النور زادت ولم تقل!

عماد الدين حسين

الاثنين 2 نوفمبر 2015

لا أعرف السر وراء عدم إعلان اللجنة العليا للانتخابات حتى الآن عن حجم الأصوات التى حصلت عليها بقية القوائم بخلاف قائمة فى حب مصر الفائزة فى الجولة الأولى من الانتخابات النيابية الأخيرة.
لأيام طويلة حاولت الوصول إلى حجم الأصوات والنسبة المئوية التى حصل عليها حزب النور فى انتخابات القائمة فى غرب الدلتا، فلم أجد شيئا رسميا، خصوصا أن اللجنة العليا لم تعلن إلا أصوات «فى حب مصر».

لكن الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور قال للإعلامى سيد على مساء الثلاثاء قبل الماضى فى برنامج «حضرة المواطن» على فضائية «العاصمة» إن حزبه حصل على ٠-;-٧-;-٥-;- ألف صوت من إجمالى ٩-;-.١-;- مليون صوت فى القائمة أى نحو الثلث تقريبا وهو ما أكده لاحقا ايضا الدكتور ياسر برهامى.

إذا صحت هذه المعلومة فمعنى ذلك أن كل ما قيل عن الهزيمة الانتخابية الساحقة لحزب النور لم تحدث إلا فى خيال هؤلاء الناس.

عندما أعلنت النتائج بفوز قائمة «فى حب مصر»، سارع الجميع تقريبا لإعلان وفاة حزب النور سياسيا واحتراقه جماهيريا، لكن غالبية من تحدثوا عن الموضوع لم يدققوا أو يهتموا بالأرقام ودلالاتها.

جماعة الإخوان وانصارها سارعوا إلى «الشماتة» فى حزب النور و«عايروه» بالمصير الذى انتهى إليه، بعد أن وقف ضدهم. هدف الإخوان جر حزب النور لينسحب من المشهد السياسى الشرعى وينضم إلى «جماعات المولوتوف واللجان النوعية الارهابية». قوى وأحزاب مدنية فرحوا أيضا فى هزيمة النور.

الحزب لم يحصل على أى مقعد فى انتخابات القائمة، لأن نظام الانتخابات يعتمد على القوائم المغلقة وليست النسبية، وبالتالى فمن يحصل على خمسين فى المائة زائد صوت واحد يحصل على كل المقاعد والخاسر لا يحصل على شىء.
الجميع تقريبا ركز على خسارة النور العددية، وسارع الجميع إلى تحليلات غريبة عن سر عزوف أنصار الحزب عن التصويت له. الإخوان اعتبروا أن أنصار الحركة السلفية قاطعوه، والبعض لم يكلف نفسه أن يسأل ماذا حصل لحزب النور، وهل خسر فعلا قاعدته الانتخابية؟

قبل أن نعرف الإجابة علينا أن نتذكر أن حزب النور فى انتخابات نهاية عام 2011 وعندما كان موحدا غير منقسم وينافس الإخوان حصل على أقل قليلا من ٥-;-٢-;-٪-;- من مقاعد البرلمان التى جرت بالقوائم النسبية والفردى.

وفى انتخابات 2015 الأخيرة وفى دائرة غرب الدلتا، لم يخسر حزب النور قاعدته الانتخابية، حيث ذهب ٥-;-٧-;-٠-;- ألف شخص وأدلوا بأصواتهم لصالح حزب النور بنسبة ثلث الأصوات.

وأول تفسير لهذا الرقم أن القاعدة الانتخابية لحزب النور زادت فى هذه المنطقة، ولم تقل عن انتخابات 2011، لكن الحزب لم يحصل على أى مقعد فى القوائم وتلك قصة أخرى.

مرة أخرى إذا صحت هذه الأرقام فعلينا أن نقلق وليس أن نفرح أو نشمت كما حدث لكثيرين.

معنى هذا الرقم أن كل ما قيل عن انقسام الدعوة السلفية بين أنصار للنور وآخرين لحزب الوطن أو الأصالة، لم يكن صحيحا وأنهم جميعا صوتوا للنور بل صار هناك شك أن أنصار ومؤيدين للإخوان قد صوتوا للنور ايضا، وإلا كيف ارتفعت الأصوات التى حصل عليها فى البحيرة ومطروح والإسكندرية؟ بل ان احد مرشحى النور فى العامرية حصل بمفرده على اصوات اكثر مما حصلت عليه أحزاب مجتمعة!

إذن حزب النور كان هو الحزب الأعلى أصواتا بعد قائمة «فى حب مصر»، التى تضم أحزابا وقوى مختلفة بل وشخصيات عامة، بهذا المعنى فهو قد حقق نصرا فعليا، حتى لو لم يتم ترجمة ذلك إلى مقاعد فى البرلمان. الحزب خسر فى المقاعد الفردية لكنه لم يخسر قاعدته الانتخابية.

مرة أخرى التحليل السابق كله يعتمد على الرقم الذى أعلنه د. يونس مخيون، وعلى الجميع أن يعيد قراءة الأرقام بهدوء ومن دون صخب لكى يستخلص منها الدروس والعبر.


****


First Published: 2014-02-22

الشبكة الجهنمية التي قتلت فرج فودة


القرضاوي خليفة الغزالي وجبهة علماء الأزهر والتنظيم الدولي للاخوان ووجدي غنيم وكل من على شاكلتهم.

ميدل ايست أونلاين

بقلم: مجدي خليل


لعل توضيحنا للدائرة الجهنمية التي اغتالت شهيد الكلمة والرأي الدكتور فرج فودة تفيد مصر في محاربة الدائرة الشيطانية التي تستهدف ابنائها من سيناء إلى اعماق الصعيد، وتكون مفيدة أيضا للنظام الجديد في تجنب الأخطاء التي وقع فيها نظام مبارك وأدت إلى توحش هذا التيار، والتي تركزت في المزايدة الدينية الرسمية على هذا التيار من ناحية والتفرقة الوهمية بين المعتدل والمتطرف منهم من ناحية أخرى، وعلى حد قول المفكر الراحل نصر حامد ابو زيد "إن الفروق بين المعتدلين والمتطرفين في تيار الإسلام السياسي هي في الدرجة وليست في النوع."
في عام 1991 منحت الدولة المصرية جائزة الدولة التقديرية للشيخ الراحل محمد الغزالي، واحتفت به الدولة كقائد لقوافل التوعية للمتطرفين(!) علاوة على كونه كان ضيفا دائما على التليفزيون المصري كوجه من وجوه الاعتدال الديني كما كان يراه صفوت الشريف.

في 8 يناير 1992 حدثت مناظرة تاريخية حول الدولة المدنية والدولة الدينية في معرض القاهرة الدولي للكتاب كان طرفاها الشيخ محمد الغزالي ومعه المرشد الأسبق لجماعة الاخوان السيد مأمون الهضيبي وثالثهما كان محمد عمارة وفي الطرف المقابل كان دكتور فرج فودة ومعه دكتور محمد احمد خلف الله، وفي هذه الندوة افحم فرج فودة مناظريه بقوة حجته وعمق ثقافته الإسلامية وفصاحة أسلوبه وخفة ظله وهدوء اعصابه واحترام محاوريه، في حين أن الطرف الآخر كان عصبيا متشنجا مهددا، وافصح مأمون الهضيبي عن وجهه الإرهابي قائلا "أننا تقربنا إلى الله بأعمال التنظيم الخاص للاخوان المسلمين"، أي أن القتل والإغتيالات والتفجيرات هي عنف مقدس من أجل نصرة الجماعة ومن ثم نصرة الإسلام.

كانت هذه نقطة البداية في خطة اغتيال فرج فودة، فبعدها بأسابيع ظهر الشيخ محمد الغزالي في برنامج "ندوة للرأي" على التليفزيون المصري وقال بوضوح "أن من يدعو للعلمانية مرتد يستوجب أن يطبق عليه حد الردة"، وكان فرج فودة قد الف كتابا للدعوة للعلمانية تحت عنوان "حوار حول العلمانية"، كما كان داعية جهير الصوت شجاعا في مواجهة الدولة الدينية.

توالت بعد ذلك ردود الافعال المرتبة، فنشرت جريدة النور في يوم 1 يونيو 1992، أي قبل اغتياله باسبوع واحد، بيانا لجبهة علماء الأزهر (ندوة علماء الأزهر وقتها) برئاسة عبدالغفار عزيز ونائبه محمود مزروعة يكفر فرج فودة تكفيرا صريحا بدعوة أنه مرتد ومن ثم يستوجب القتل، وافتى عمر عبدالرحمن بدوره بكفره، وتوالت بعد ذلك فتاوي تكفير فرج فودة فقال وجدي غنيم "قتله هو الحل"، وانتشرت دعاوي تكفيره وقتله في عشرات المنابر الإسلامية المختلفة.
قبل اغتيال فرج فودة بعشرة أيام وبالتحديد في 27 مايو 1992 قال الشيخ محمد الغزالي في ندوة بنادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة عن د.فرج فودة وعن د. فؤاد زكريا "أنهم يرددون كلام أعداء الإسلام في الخارج.. ربنا يهديهم... وإن ماهداهمش.. ربنا ياخدهم"، وكانت هذه، مع بيان ندوة علماء الأزهر، بمثابة رسالة التكليف بالقتل. وقد جاء بالفعل تكليف القتل سريعا من صفوت عبدالغني من داخل محبسه، والذي كان مسجونا بتهمة أغتيال دكتور رفعت المحجوب، ونقل محاميه للقتلة التكليف وبدأ في تنفيذه.

في يوم الاثنين 8 يونيو 1992 تحرك عبدالشافي رمضان واشرف السعيد بتكليف من محامي صفوت عبدالغني واستقلا دراجة بخارية بعد أن جهز لهم الأسلحة والذخائر إرهابي آخر وهو ابو العلا عبد ربه. وفي السادسة من مساء ذلك اليوم سالت الدماء الطاهرة للشهيد فرج فودة أمام الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها في مصر الجديدة، وكانت هذه بمثابة رسالة واضحة للعالم كله أنه دفع حياته ثمنا لرسالته التنويرية في بلد يعج بالظلامية والتكفير والإرهاب. في نفس اليوم خرج مأمون الهضيبي متحدثا لإذاعة الكويت ومهللا وشامتا في مقتله، ونشرت الجماعة الإسلامية بيانا تقر فيه بمسئوليتها عن مقتله وأنها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء.

هرب عبدالغفار عزيز إلى الكويت بعد استشهاد فرج فودة فاستدعت المحكمة نائبه محمود المزروعي للشهادة فقال أمام المحكمة أن "فرج فودة مرتد باجماع المسلمين ولا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكم بارتداده، وهو مستوجب القتل". وتطوع محمد الغزالي من تلقاء نفسه وذهب للشهادة لكي يحاكم القتيل ويساند القتلة وقال في شهادته "أنهم قتلوا شخصا مباح الدم ومرتد وهو مستحق القتل، وقد اسقطوا الإثم الشرعي عن كاهل الأمة، وأن تجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم، ولا توجد عقوبة في الإسلام للافتئات على الحاكم. إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس". ولم يكتفِ محمد الغزالي بذلك بل نشر بيانا مساندا لمحمود المزروعي وقع عليه وقتها من الشيوخ المعروفين محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد عمارة، وذلك قبل أن يهرب المزروعي هو الآخر للسعودية بعد عملية القتل بشهرين.

حكمت المحكمة باعدام المتهمين الاول والثاني والحكم بالسجن المؤبد على المتهم الثالث ابو العلا عبد ربه، وجاء محمد مرسي وافرج عنه مع العديد من الإرهابيين والسفاحين والقتلة الذين افرج عنهم مرسي بعفو رئاسي خاص.

لم تكتفِ الدولة بخطأها الجسيم بعدم حماية المرحوم فرج فودة فحسب في وقت كان محاطا بالخطر من جميع الاتجاهات، بل أنها ظلت تحتفي بمحمد الغزالي في منابرها وفي عضوية مجمع البحوث الإسلامية حتى رحيله عام 1996، وكذلك منع التليفزيون الرسمي الإعلان عن فيلم الإرهابي الذي كان إعلانه يظهر الفنان محمد الدفراوي وهو يسقط صريعا تحت رصاص الإرهاب، حيث جسد في الفيلم دور المرحوم فرج فودة.

أما الشيخ محمد الغزالي فواصل تكفيره بعد ذلك ونشر في عموده بصحيفة الشعب مقالا عن المفكر الإسلامي الكبير المستشار محمد سعيد العشماوي متهما اياه بأنه يدعو للشذوذ واللواط، متسائلا هل يحتاج شخص مثل هذا إلى فتوى لتكفيره؟ اي أنه كافر مستحق القتل بدون فتوى!

الجدير بالذكر أن الشيخ محمد الغزالي كان من الرعيل الأول لمؤسسي جماعة الاخوان المسلمين، وكان عضوا بمكتب الإرشاد في وقت مرشدها الثاني حسن الهضيبي ثم اختلف مع الهضيبي وقتها وانضم للتنظيم الخاص للجماعة وفقا لما نقله أمين المهدي عن الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد.

مما هو جدير بالذكر أيضا أن محمد الغزالي، كما حدث مع تلميذه القرضاوي بعد ذلك، سافر لقطر لمدة خمس سنوات، ثم سافر مع تلميذه القرضاوي لتأسيس الجامعة الإسلامية بالجزائر والتدريس بها، وهو ومعه القرضاوي يعتبران الأبين الروحيين للإرهاب في الجزائر والذي حصد أكثر من مائتي الف نسمة في تسعينات القرن الماضي.

ورحل الغزالي وورثه تلميذه القرضاوي في مجمع البحوث الإسلامية وفي نشر التطرف والإرهاب، بعد أن نعاه في احد كتبه "الشيخ محمد الغزالي كما عرفته"، وواصل القرضاوي ما بدأه استاذه وتفوق عليه في التكفير والتخريب والتحريض بفضل الاموال الطائلة التي وفرتها له قطر ومنبر الجزيرة الذي يصل لعشرات الملايين.

إن نفس الوجوه ونفس الشبكة الجهنمية التي افتت وخططت ونفذت وباركت قتل فرج فودة، سواء كانت من شيوخ رسميين أو إسلاميين من مختلف الاطياف، هي نفسها تقريبا التي تخطط وتمول وتنفذ وتفتي حاليا بقتل جنودنا وضباطنا وابنائنا في كل مكان في مصر: القرضاوي خليفة الغزالي، جبهة علماء الأزهر، التنظيم الدولي للاخوان، وجدي غنيم وكل من على شاكلتهم.

فهل نستفيد من دروس اغتيال فرج فودة؟ أم أن عصب الدولة المصرية يحمل الكثير من فيروسات التطرف والتعصب والتخلف داخله ومن ثم سنستمر ندور ونلف في تلك الحلقة الجهنمية من التطرف والعنف والإرهاب؟

مجدي خليل



****

الإرهابى محمد الغزالى ودوره فى اغتيال د/ فرج فوده

حمدى السعيد سالم

إن التاريخ يكرر نفسه وكأنه لا جديد، غير أننا لا نستوعب دروسه، ونركز في دراستنا له على أضعف جوانبه، وهو جانب الفكر الديني، ونحن في دعوتنا لدراسة التاريخ والاستفادة من دروسه، لا نكرر خطأ المتطرفين حين يدعوننا إلى منهج النسخ الكربوني وإنما ندعو إلى ترجمة حوادث التاريخ بمصطلحات الحاضر، وإلى الاستفادة من دروسه بأسلوب العصر.....إن نفس الوجوه ونفس الشبكة الجهنمية التي افتت وخططت ونفذت وباركت قتل فرج فودة..... سواء كانت من شيوخ رسميين أو إسلاميين من مختلف الاطياف، هي نفسها تقريبا التي تخطط وتمول وتنفذ وتفتي حاليا بقتل جنودنا وضباطنا وابنائنا في كل مكان في مصر.....مشهد التدبير لأغتيال د/فرج فودة يبدأ بما نشرته جريدة (النور) الإسلامية .... والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية (تضامن المرأة العربية).... وهي القضية التي كانت جريدة النور في طريقها لخسارتها ... هذه الجريدة ناصبت فرج فوده العداء و نشرت جريدة (النور) بيانا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه (المستقبل).....


هذه الجريدة المارقة فتحت أبوابها وصفحاتها للحمزة دعبس لكى يكذب ويفترى على فرج فوده عندما قال حمزة دعبس : أن السفير الاسرائيلى خطب ياسمين أبنة فرج فوده ....رغم أن ياسمين كانت تبلغ وقتها 9 سنوات ... كان يرّوج لهذه الإشاعة القذرة الحمزة دعبس في جريدة النور و محمد مورو في مجلة المختار الإسلامي !!... فرج فوده كان يعلم إن للإخوان في لندن قسم مخصوص للإشاعات له ميزانية خاصة و هو المسئول عن معظم الإشاعات التي تنتشر في مصر .... لذلك لم يكن يلتفت لكلامهم ولا للتفاهات التى تخرج من أفواههم !!...وفي 8 يونيو 1992قبيل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام (الجمعية المصرية للتنوير) بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة.... وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد ومعه صديقه، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين..... غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب....


حملت سيارة إسعاف فرج فودة إلى المستشفى، حيث قال وهو يحتضر "يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني" ....وحاول جراح القلب د. حمدي السيد نقيب الأطباء إنقاذ حياة فرج فودة، لمدة ست ساعات، لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة... كما حمل ابنه أيضا إلى المستشفى حيث تعافى من إصاباته...بالتحقيق مع عبد الشافي رمضان، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986..... فلما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سؤل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب : لنحرق قلب أهله عليه أكثر....الغريب ما أعلنه المستشار مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين عن ترحيبه وتبريره لاغتيال فرج فودة في اليوم التالي في جريدة (الأخبار) وإذاعة (صوت الكويت)..... وبعد أسابيع من الاغتيال، ألّف الدكتور عبد الغفار عزيز رئيس ندوة علماء الأزهر كتابا أسماه "من قتل فرج فودة ؟" ختمه بقوله: "إن فرج فودة هو الذي قتل فرج فودة، وإن الدولة قد سهلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضا من نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكتاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح"......وهو ما علق عليه الكاتب علي سالم في حفل تأبين فرج فودة الذي أقامته الجمعية المصرية لحقوق الإنسان في نقابة الصحفيين في 25 نوفمبر 1992 قائلا: "إنها المرة الأولى التي يظهر فيها المصريون الفرح لموت إنسان وينشرون ذلك في كتاب" !!...


ومع استمرار التحقيقات، اعترف عبد الشافي رمضان بأنه تلقى تكليفا من صفوت عبد الغني، القيادي بالجماعة الإسلامية والمحبوس في السجن في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب منذ 1990، وذلك عن طريق محاميه منصور أحمد منصور.... وبأنه حصل على الرشاش الآلي من محمد أبو العلا، وتلقى تدريبات رياضية عنيفة على يد محمد إبراهيم، وحصل مع شريكه الهارب أشرف إبراهيم على الدراجة البخارية من جلال عزازي، وبأنهما اختبآ عند وليد سعيد وحسن علي محمود وأشرف عبد الرحيم حتى وقت العملية، بينما قام محمد عبد الرحمن وعلي حسن برصد تحركات فودة لاختيار أفضل مكان مناسب لتنفيذ عملية الاغتيال.... وألقت الشرطة القبض على كافة المتهمين وقدمتهم إلى محكمة أمن الدولة طوارئ...وفي أبريل 1993، تم القبض على أشرف إبراهيم في المنصورة أثناء مشاركته في محاولة اغتيال وزير الإعلام صفوت الشريف، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام، ونفذ الحكم بينما لا تزال قضية فرج فودة منظورة أمام المحكمة....وعقدت المحكمة 34 جلسة استمعت فيها إلى أقوال 30 شاهدا.... وطلب المحامون شهادة الدكتور محمود مزروعة – رئيس قسم العقائد والأديان بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر – والذي ترأس ندوة علماء الأزهر بعد سفر الدكتور عبد الغفار عزيز إلى المملكة العربية السعودية.... وفي يوم شهادة الدكتور مزروعة تطوع للشهادة الشيخ محمد الغزالي، واستمرت شهادته لمدة نصف ساعة، وقال فيها : "إن فرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسئول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد" ....ثم شهد الدكتور مزروعة لمدة ثلاث ساعات قال فيه "إن فرج فودة كان يحارب الإسلام في جبهتين … وزعم أن التمسك بنصوص القرآن الواضحة قد يؤدي إلى الفساد إلا بالخروج على هذه النصوص وتعطيلها.... أعلن هذا في كتابه (الحقيقة الغائبة)، وأعلن رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية، ووضع نفسه وجندها داعية ومدافعا ضد الحكم بما أنزل الله... وكان يقول: لن أترك الشريعة تطبق ما دام فيّ عرق ينبض.... وكان يقول: على جثتي... ومثل هذا مرتد بإجماع المسلمين.... ولا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكم بارتداده"... وأكد المتهمون أن شهادة الشيخ الغزالي والدكتور مزروعة تكفيهم ولو وصل الأمر لإعدامهم بعد ذلك...


ثم عرض الشيخ الغزالي على الدكتور مزروعة أن يصدر مجموعة من العلماء بيانا تضامنيا معه ومع ندوة العلماء، يتيح لهم أن يبدوا ما شاءوا من الآراء دون أن تكون هذه الآراء مدعاة لاتهمامهم بالتحريض على القتل، وكان ممن وقعوا على البيان مع الشيخ محمد الغزالي الدكتور محمد عمارة والشيخ الشعراوي !!... وأعد الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر دراسة بعنوان "عقوبة الارتداد عن الدين بين الأدلة الشرعية وشبهات المنكرين"، كما وضع الدكتور مزروعة كتابا بعنوان "أحكام الردة والمرتدين من خلال شهادتي الغزالي ومزروعة" .....وصرح الشيخ الغزالي في حوار تليفزيوني فيما بعد "فرج فودة جاء في أيام عصيبة، أنا أقبل لو إن واحد يقول ما يأتي: أنا ما بحبش الإسلام. طيب خليك في بيتك أو خليك في نفسك، وما تجيش يم الإسلام، وما تهاجمش تعاليم الإسلام، وافضل كافر لوحدك، ما لناش صلة بك، ما لناش عليك سبيل، لكن إذا جئت عند المسجد وقلت إيه الأذان الصاعد ده ؟ دعوا هذه الصيحات المجنونة... لا لزوم لها... لا خير فيها... لا لا لا... أنظر إليك نظرة أخرى. إن أنت تريد هدم هذه الأمة لحساب إسرائيل التي أعادت صحائف التلمود وما فيها من خرافات وأعادت صحائف التوراة وما فيها من أطماع في هذه البلاد، فأقامت دولة باسم إسرائيل، وأنت لا تريد دولة باسم محمد ولكن دولة باسم الله لا تريدها أن تقوم … أنا لا أقبل إن واحد ييجي يقول لي دعوا الصلاة، دعوا الحج، دعوا الصيام، دعوا هذا وذاك، لا لا أقبل هذا … فإذا جاء إنسان وحاول نقلي بالسخرية أو بالقوة إلى هذه الحضارة الجديدة [الأوروبية] هو خد جانبها القذر ويريد أن يطبقها عندنا ولا يعرف عن جانبها العلمي شيئا"....


مما لاشك فيه إن الفروق بين المعتدلين والمتطرفين في تيار الإسلام السياسي هي في الدرجة وليست في النوع....والدليل على ذلك في عام 1991 منحت الدولة المصرية جائزة الدولة التقديرية للشيخ الراحل محمد الغزالي....واحتفت به الدولة كقائد لقوافل التوعية للمتطرفين !! ....علاوة على كونه كان ضيفا دائما على التليفزيون المصري كوجه من وجوه الاعتدال الديني كما كان يراه صفوت الشريف....في 8 يناير 1992 حدثت مناظرة تاريخية حول الدولة المدنية والدولة الدينية في معرض القاهرة الدولي للكتاب كان طرفاها الشيخ محمد الغزالي ومعه المرشد الأسبق لجماعة الاخوان مأمون الهضيبي وثالثهما كان محمد عمارة وفي الطرف المقابل كان دكتور فرج فودة ومعه دكتور محمد احمد خلف الله...وفي هذه الندوة افحم فرج فودة مناظريه بقوة حجته وعمق ثقافته الإسلامية وفصاحة أسلوبه وخفة ظله وهدوء اعصابه واحترام محاوريه....في حين أن الطرف الآخر كان عصبيا متشنجا مهددا....وافصح مأمون الهضيبي عن وجهه الإرهابي القبيح قائلا : "أننا تقربنا إلى الله بأعمال التنظيم الخاص للاخوان المسلمين"...

أي أن القتل والإغتيالات والتفجيرات هي عنف مقدس من أجل نصرة الجماعة ومن ثم نصرة الإسلام.....وكانت هذه نقطة البداية في خطة اغتيال فرج فودة....فبعدها بأسابيع ظهر الشيخ محمد الغزالي في برنامج "ندوة للرأي" على التليفزيون المصري وقال بوضوح : "أن من يدعو للعلمانية مرتد يستوجب أن يطبق عليه حد الردة"... وكان فرج فودة قد الف كتابا للدعوة للعلمانية تحت عنوان "حوار حول العلمانية"، كما كان داعية جهير الصوت شجاعا في مواجهة الدولة الدينية....

وافتى عمر عبدالرحمن بدوره بكفره....وتوالت بعد ذلك فتاوي تكفير فرج فودة فقال وجدي غنيم "قتله هو الحل"، وانتشرت دعاوي تكفيره وقتله في عشرات المنابر الإسلامية المختلفة...وقبل اغتياله باسبوع واحد صدر بيانا لجبهة علماء الأزهر (ندوة علماء الأزهر وقتها) برئاسة عبدالغفار عزيز ونائبه محمود مزروعة يكفر فرج فودة تكفيرا صريحا بدعوة أنه مرتد ومن ثم يستوجب القتل....وقبل اغتيال فرج فودة بعشرة أيام وبالتحديد في 27 مايو 1992 قال الشيخ محمد الغزالي في ندوة بنادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة عن د.فرج فودة وعن د. فؤاد زكريا "أنهم يرددون كلام أعداء الإسلام في الخارج.. ربنا يهديهم... وإن ماهداهمش.. ربنا ياخدهم"...وكانت هذه، مع بيان ندوة علماء الأزهر، بمثابة رسالة التكليف بالقتل.....وقد جاء بالفعل تكليف القتل سريعا من صفوت عبدالغني من داخل محبسه، والذي كان مسجونا بتهمة اغتيال دكتور رفعت المحجوب، ونقل محاميه للقتلة التكليف وبدأ في تنفيذه...وفي السادسة من مساء يوم الاثنين 8 يونيو 1992 سالت الدماء الطاهرة للشهيد فرج فودة أمام الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها في مصر الجديدة....


وكان اغتياله بمثابة رسالة واضحة للعالم كله أنه دفع حياته ثمنا لرسالته التنويرية في بلد يعج بالظلامية والتكفير والإرهاب....في نفس اليوم خرج مأمون الهضيبي متحدثا لإذاعة الكويت ومهللا وشامتا في مقتله، ونشرت الجماعة الإسلامية بيانا تقر فيه بمسئوليتها عن مقتله وأنها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء....وتطوع محمد الغزالي من تلقاء نفسه وذهب للشهادة لكي يحاكم القتيل ويساند القتلة... وقال في شهادته "أنهم قتلوا شخصا مباح الدم ومرتد وهو مستحق القتل، وقد اسقطوا الإثم الشرعي عن كاهل الأمة، وأن تجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم، ولا توجد عقوبة في الإسلام للافتئات على الحاكم.....إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام....فيجب على الحاكم أن يقتله...وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس ....ولم يكتفِ محمد الغزالي بذلك بل نشر بيانا مساندا لمحمود المزروعي وقع عليه وقتها من الشيوخ المعروفين محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد عمارة، وذلك قبل أن يهرب المزروعي هو الآخر للسعودية بعد عملية القتل بشهرين

لم تكتفِ الدولة بخطأها الجسيم بعدم حماية المرحوم فرج فودة فحسب في وقت كان محاطا بالخطر من جميع الاتجاهات....بل أنها ظلت تحتفي بمحمد الغزالي في منابرها وفي عضوية مجمع البحوث الإسلامية حتى رحيله عام 1996....


وكذلك منع التليفزيون الرسمي الإعلان عن فيلم الإرهابي الذي كان إعلانه يظهر الفنان محمد الدفراوي وهو يسقط صريعا تحت رصاص الإرهاب، حيث جسد في الفيلم دور المرحوم فرج فودة....أما الشيخ محمد الغزالي فواصل تكفيره بعد ذلك ونشر في عموده بصحيفة الشعب مقالا عن المفكر الإسلامي الكبير المستشار محمد سعيد العشماوي متهما اياه بأنه يدعو للشذوذ واللواط، متسائلا هل يحتاج شخص مثل هذا إلى فتوى لتكفيره؟ اي أنه كافر مستحق القتل بدون فتوى!...الشيخ محمد الغزالي كان من الرعيل الأول لمؤسسي جماعة الاخوان المسلمين، وكان عضوا بمكتب الإرشاد في وقت مرشدها الثاني حسن الهضيبي ثم اختلف مع الهضيبي وقتها وانضم للتنظيم الخاص للجماعة .....محمد الغزالي، كما حدث مع تلميذه القرضاوي بعد ذلك، سافر لقطر لمدة خمس سنوات...ثم سافر مع تلميذه القرضاوي لتأسيس الجامعة الإسلامية بالجزائر والتدريس بها، وهو ومعه القرضاوي يعتبران الأبوين الروحيين للإرهاب في الجزائر والذي حصد أكثر من مائتي الف نسمة في تسعينات القرن الماضي....ورحل الغزالي وورثه تلميذه القرضاوي في مجمع البحوث الإسلامية وفي نشر التطرف والإرهاب، بعد أن نعاه في احد كتبه "الشيخ محمد الغزالي كما عرفته"، وواصل القرضاوي ما بدأه استاذه وتفوق عليه في التكفير والتخريب والتحريض بفضل الاموال الطائلة التي وفرتها له قطر ومنبر الجزيرة الذي يصل لعشرات الملايين....إن نفس الوجوه ونفس الشبكة الجهنمية التي افتت وخططت ونفذت وباركت قتل فرج فودة.. سواء كانت من شيوخ رسميين أو إسلاميين من مختلف الاطياف، هي نفسها تقريبا التي تخطط وتمول وتنفذ وتفتي حاليا بقتل جنودنا وضباطنا وابنائنا في كل مكان في مصر: القرضاوي خليفة الغزالي، جبهة علماء الأزهر، التنظيم الدولي للاخوان، وجدي غنيم وكل من على شاكلتهم.....فهل نستفيد من دروس اغتيال فرج فودة؟ أم أن عصب الدولة المصرية يحمل الكثير من فيروسات التطرف والتعصب والتخلف داخله



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصة مقال قصائد حارقة لشاعرات وقعن في الحبّ للأستاذة جمانة ...
- خواطر متنوعة لصديقى سمسم المسمسم وبعض المقالات المفيدة - أكت ...
- اقتراحات لبعض السور القرآنية الجديدة لصديقى سمسم المسمسم
- وائل و ورد يقولان ما أريد قوله . وائل جسار: زوجتي من غير دين ...
- الأوقاف المصرية فى قبضة السلفية ومقالات أخرى عن غلق السلطات ...
- مفرخة الإرهابيين حالياً.. كلية الطب سابقاً + نص قسم أبقراط ا ...
- مقال رائع يفضح مأساة الزواج فى مصر : لأن الحلال ليس أفضل فلا ...
- نعيد نشر مقال الأستاذ محمد فتحى بعد حذف جريدة التحرير له : س ...
- خواطر متنوعة لصديقى سمسم المسمسم وبعض المقالات المفيدة - أكت ...
- رسالة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس الساسانيين إلى عمر بن الخ ...
- بمناسبة تكميم السيسى للأفواه .. الحريات الثلاث وشعب مصر اللع ...
- فى يد السيسى سيفان أو سورة السيسى .. لصديقى سمسم المسمسم
- الشيخ السعودى عبد الفتاح السيسى وقضاؤه السلفى الملتحى الشامخ ...
- نظرة السعوديين السلفيين للمصريات والسوريات فى الستينات حين ك ...
- حوادث التدافع كل عام ليست بسبب سوء التنظيم وحده بل أيضا بسبب ...
- الجنس هو لعبة الكبار
- الفيسبوك ومعايير المجتمع Community Standards .. رسالة مفتوحة ...
- صديقى يتساءل : لماذا لا تسمح أمريكا بزواج المحارم كما سمحت ب ...
- تحياتى للأستاذة دينا أنور صاحبة حملة البسي فستانك واستردي أن ...
- حادثة النصف كُمّ .. وسلفية وإخوانية الإبراشى وأحمد موسى مثال ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - الحزب السلفى يتبدد لكن المزاج السلفى يتمدد + الإرهابى محمد الغزالى ودوره فى اغتيال د/ فرج فودة