أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة














المزيد.....

العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





منذ عدوان الإسلام السياسي المتطرف في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011 وما أعقب ذلك من حرب التحالف الأمريكي الدولي ضد حكومة طالبان، ومن ثم الحرب ضد النظام الدكتاتور البعثي بالعراق، والأحداث المريعة التالية في منطقة الشرق الأوسط، سجل النفوذ والتأثير الأمريكي السياسي والعسكري انحداراً متسارعاً مع تنامي متعاظم لشعور الكراهية للسياسات الأمريكية التي تميزت بالعنجهية والشراسة والتهديد المستمر بالحصار الاقتصادي والحروب. لقد نشأت قناعة لدى رؤساء الولايات المتحدة بأن من ليس مع السياسة الأمريكية لا بد أن يكون ليس ضد تلك السياسة حسب، بل ومعادٍ للولايات المتحدة ولا بد من وضعه في خانة الدول التي لا بد من محاربتها وإخضاعها للسياسة والنفوذ الأمريكيين. وهذه السياسة التي بدأت قبل ذاك بأكثر من عقدين تقريبا، أي مع مجيء رولاند ريكن إلى البيت الأبيض، قد نجمت عن نهج اللبرالية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة والموغلة بممارسة القوة والعنف في مواجهة المنافسين لها أولاً، وفرض الحلول الرأسمالية الأكثر همجية واستغلالاً للشعوب، بما في ذلك ضد المنتجين والكادحين والفقراء بالولايات المتحدة ذاتها ثانياً. وهذا النهج لم يقتصر على الجانب السياسي المتطرف حسب، بل وبالأساس برز بشكل صارخ في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الدولية، مستفيدة من ظروف وواقع العولمة الرأسمالية الراهنة التي اقترنت بالثورة العلمية والتقنية وثورة الاتصالات (الإنفوميديا) التي سهلت للإدارة الأمريكية تطبيق هذا النهج المريع. وتفاقم هذا النهج العدواني في السياسة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والنظم السياسية بالدول الأوروبية الشرقية التي شكلت قبل ذاك عائقاً كبيرا أمام السياسيات الأمريكية في الأمم المتحدة وخارجها. ويمكن ان نتذكر هنا أزمة كوبا في العام ١٩٦٤ مثلاً.
إن السياسات الأمريكية كانت وما تزال وحيدة الجانب ومتطرفة في الدفاع عن ما يسمى بـ "مناطق نفوذها الحيوية" وترفض المساومة رغم الإخفاقات التي تعرضت لها في منطقة الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. لقد نتجت عن هذه السياسات الكثير من الكوارث والمآسي المريعة وبشكل خاص الحروب المحلية والحروب بين دول الشرق الأوسط، منها مثلاً: الحرب العراقية الإيرانية، حرب تحرير الكويت، الحرب الأفغانية، الحروب الإسرائيلية اللبنانية والحروب الإسرائيلية-الفلسطينية، والحرب ضد أفغانستان، والحرب ضد ليبيا وحرب اليمن الجارية من قبل التحالف "العربي!"، والحرب الأمريكية والتحالف الدولي خارج إطار الشرعية الدولية ضد العراق، ومن ثم الحرب في سوريا التي نظمتها ونفذتها وهيمنت فيها على النضال السلمي للقوى الديمقراطية وحولتها إلى حرب مدمرة من قبل قوى الشر والتطرف الإسلامية بدعم مباشر من السعودية وقطر وتركيا وقبول وتأييد أمريكي صارخ لها وتأييدها، وهي تماثل من حيث الحصيلة الحرب باليمن من حيث القوى والهدف التدميري وتأجيج الصراعات الدينية والمذهبية بالمنطقة. إنها سياسة الفوضى "الخلاقة!!" والتدمير الحضاري للتراث الثقافي لشعوب المنطقة والهيمنة على مستقبلها ورسم السياسة النفطية فيها والدفاع عن سياسات إسرائيل الخاطئة والخطرة الموجهة عملياً وعلى المدى البعيد ضد الشعب اليهودي ومستقبل علاقاته مع جيرانه الفلسطينيين والعرب بالدول الأخرى، إنها سياسة التوسع العدواني والغاء القدرة على إقامة دولة فلسطين. ومن حيث المبدأ حققت الولايات، من خلال جملة من التكتيكات الخطرة والمناهضة لمصالح شعوب المنطقة وأهدافها الرئيسية في ضوء استراتيجية إمبريالية حديثة ومكشوفة افترضت ان تكون منسجمة مع طبيعة سياساتها العولمية، ولكنها تسببت في المزيد من الدماء والدموع والخراب والدمار لشعوب المنطقة وقذفت بها إلى قرون خلت في الصراعات الدينية والمذهبية واستنزفت شبابها ومواردها الأولية واموالها وعطلت حركة التنمية والتقدم الاجتماعي والثقافي والتنويري في جميع هذه الدول، عدا إسرائيل التي زرقت بالمزيد من المساعدات العسكرية، دون ان تعمل لإحلال السلم والديمقراطية بالمنطقة، بل عمقت الأحقاد والكراهية والموت بين شعوبها والتي ستحتاج إلى عدة اجيال لبناء أوضاع وعلاقات إنسانية طبيعية.
إن العراق لا يعاني من السياسات الأمريكية والبريطانية حسب، بل من حلفاء أمريكا بالمنطقة، وخاصة الدول العربية، ومن الدول التي تناهض الولايات المتحدة علناً، مثل سياسات النظام الإيراني وتدخله الفظ في الشؤون الداخلية العراقية. ولولا وجود قوى سياسية داخلية متنفذة موالية لسياسات الدول الأجنبية لما استطاعت تلك الدول ان تجعل من العراق كرة تتقاذفها اقدام المحتلين واللاعبين الأجانب.
إن التخلص من كل ذلك يتطلب انتهاج سياسة وطنية ديمقراطية لا يمكن للقوى الحاكمة الطائفية والأثنية التي تعتمد المحاصصة والفساد استيعابها وممارستها، وهو الأمر الذي يفترض أن يعيه الشعب ويمارس إرادته وفرض مصالحه والدفاع عن مستقبل أبناءه ووطنه. إن العراق بحاجة إلى تغيير فعلي وليس إلى إصلاح ترقيعي من داخل النخب الطائفية الحاكمة التي أوصلت البلاد إلى هذا الحضيض الراهن.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
- أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!
- سماء كردستان العراق الملبدة بالغيوم!
- من حفر بئراً لأخيه سقط فيه، أردوغان نموجاً!!!
- عوامل الهجرة المتفاقمة من العراق -الجديد!-
- هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟
- التحالف الدولي الجديد ضد داعش والجبهة الداخلية
- كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة