|
تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازية
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 00:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازية
مروان صباح / مهما سعى البعض من أجل تهجين التاريخ ، يبقى عصي على سعيهم ، ومهما حاول آخرين التشكيك بإمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة سياسات العالم الخارجي ، بالطبع ، يقع في فخ سوء الفهم وليس التفاهم ، لحقيقة قدراتها ، لقد حاولت واشنطن وهذا ليس سراً من خلال السياسة الخارجية إلى إعادة تشكيل المنطقة العربية وتركيا ، طبعاً ، بعد ما تضخمت الدول المحورية وأصبحت تشكل جغرافيتها وديموغرافيتها خطر على الأسس التى وضعتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية ، وبعيداً عن التحليل التقليدي ، نرغب أن نتوقف عند تحليل يلامس الواقعية الفائقة ، وبالتالي يساعد بشكل أعمق ، وبرؤية أوسع مشاهدة المشهد الحالي ، وقد يتساءل المرء عن تخلي الإدارة الأمريكية وانعكافها بشكل ملحوظ عن الملف السوري بالطرق التى اعتادت أن تسوق بها الأمور أو عن تلك الطريقة المبتكرة لإدارة أوباما ، التدخل الخاطف والغير مستقر ، لكن بصراحة ، لم يكن عدم التدخل ناتج عن ضعف أو عدم حسن تقدير للوقائع الجارية ، بل هو تجنب ، عامد متعمد ، بل بالأحرى ، ما يجري يمكن أن يطلق عليه ، أشبه بالتقسيط المقصود ، بالفعل ، يشابه ذاك الذي حصل في الحرب العالمية الثانية ، عندما تركت الأطراف تتناحر ومن ثم تدخلت وحسمت المعركة ، بانتصار ، جعلها المرجع الأول في العالم حتى الآن .
يعاد من أروقة البنتاغون رسم الخطط والجغرافيا ، يراد بالطبع منها تحقيق الاستراتيجية ، وبقدر ما هي مستحضرة من التاريخ القريب ، إلا أنها تتعرض أحياناً إلى تخبط في التنفيذ على الأرض ، بادئ ذي بدء ، وبعد إسقاط الدولة العثمانية ، تلتها خطوة لا تقل شئناً عن الأولى ، تم إسقاط الممالك والمرجعيات الدينية واستبدالهما بأنظمة ، حولوا بقدرة الاستبداد ، مؤسسات الدولة إلى مزارع للعائلة ، بتقدير فاشل ، وبعد زمن من القهر والجهل والفساد ، تُستدرج المنطقة العربية ، للمرة المليون ، إلى استدراج يشابه الاستدراج التى وقعت فيه أوروبا ، تماماً هي ، الحقبة النازية ، حيث ، بات لدى العربي ، دولة داعش ، تسيطر على أجزاء واسعة من الوطن العربي ، مما اضطر إلى تشكيل حلف لمحاربتها ، وهنا ، المقارنة تكشف أسباب الصمت الأمريكي للتدخل الروسي في سوريا والعراق ، وبالتالي ، تعتقد بأن هذا التدخل يستوجب تدخل الناتو ، أي يعني ، الجانب التركي أولاً ، والأوروبي الشق الأخر ، بالطبع ، كما هو حاصل الآن في سوريا ، الأطراف الخارجية جميعها حاضرة في اجتماع فيينا ، طبعاً باستثناء ،النظام الأسدي والمعارضة السورية ، وهذا تماماً ، سيحصل في الفترة القادم ، حيث ، تتطور الحرب اشتعالاً بين الأطراف الخارجية على الأرض العربية ، وينخرط العرب أكثر فيها ، لكن ، التكلفة بالتأكيد ستكون باهظة وخسائرها ونتائجها تتطابق مع الحرب العالمية الثانية ، وأهم نتائجها ، إفلاس أوروبا التى تقف على حافة الهاوية ، هو بالأمر الحتمي ، طالما بالكاد ، الاقتصادي الأوروبي الذي يقف على ساقين نحيلتين ، مترنح ، يعمل بطريقة الانقضاض على الفرص ، هنا أو هناك ، باستثناء ألمانيا ، وهذا ، ينطبق أيضاً على روسيا التى بدورها تنزلق إلى متاهة مظلمة ، لن تخرج منها سوى منهكة ، وخلاصة هذه الحرب ، تكون الولايات المحتدة والشريك الإسرائيلي ، الأصيل ، اجهضوا مشاريع عدة في ضربة واحدة ، الروسي ، الأوروبي ، والتركي ، وبالطبع ، مع إبادة كاملة للعرب كي يتفردوا فيما بعد للصين .
يلاحظ منذ البداية ، أن حركة الإعلام ترغب في تمرير ، ثقافة تهويلية لموضوع الجماعات الإسلامية وعلى الأخص داعش ، بالطبع ، هناك غاية من وراء هذا التهويل ، بالتأكيد ، وضعتها الولايات المتحدة على السلمّ ، كي يَصلوا بها إلى المستوى النازية ، بل أعظم ، وهذا لا بأس به ، لكن ، السؤال الذي يحير المرء ، إذا كان النظام الأسدي حتى الآن ، وحسب تقديرات الأمم المتحدة وإدارة أوباما والإتحاد الأوروبي والحلف العربي من أجل إسقاط النظام الأسدي ، مسئول عن قتل ما يقارب 300 ألف إنسان ، في المقابل ، يوجد مليون إنسان ويزيد ذهبوا ضحايا التدخل الأمريكي في العراق ، كيف سيكون الحال في الفترات المقلبة ، هل يستطيع الإجابة عن هذا التساؤل سوى الإدارة الأمريكية القادمة ، بالتأكيد أنها مغامرة ، وليست ، كالمغامرات السابقة ، بل ، هناك من يعرف كيف يُخطط لها ، وآخرون ، فقط مهرة بالاندماج في تركيباتها ، لكن ، أجزم هنا ، أن الجميع يجهل نتائجها ومفاجأتها . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
-
أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
-
استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
-
بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
-
الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي
...
-
الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
-
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
-
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
-
هستيرية الأفراح والنجاح
-
الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
-
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
-
هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
-
كيف نعيد الثقة بأنفسنا
-
ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
-
حماس بين البدائل وحتمية الفشل
-
نور الشريف والمشهد الأخير
-
المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
-
تحدي أهوج لشهر رمضان
-
من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مست
...
المزيد.....
-
هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا
...
-
مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
-
رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
-
الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
-
-على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
-
شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد
...
-
ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا
...
-
مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
-
مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
-
تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|