أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية والطائفية البغيضة















المزيد.....

المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية والطائفية البغيضة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعى دول العالم المتحضر ان تبني مؤسساتها الامنية ولا سيما الشرطة والجيش وكلما يتعلق بهما من قضايا أمنية على اساس حياد هذه المؤسسات وعدم قبول ولاءات لاحزاب او منظمات خارج نطاق عملها لكي تثبت ان هذه المؤسسات المحايدة نسبياً ينصب عملها من اجل خدمة العدالة والقوانين والحفاظ على سلامة المواطن وامنه واحترام حقوقه المدنية وعدم التجاوز عليه وقضايا تخص نشاطها وعملها ووفق الدستور ومنها مهمات الجيش الوطنية في الدفاع عن الوطن.. ومع هذا فنحن لسنا بالسذج سياسياً حين نعتقد ان هذه المؤسسات ليست تابعة لنوع وسلطة الدولة المقادة من قبل احزاب تمثل طبقات المجتمع الا انها تفقد الولاءات الخاصة الضيقة جداً لفئة معينة دون سواها..
وفق هذه المعادلة البسيطة عانى العراق والعراقيين من جور المؤسسات الامنية وفي مقدمتهم الشرطة والامن العامة والمخابرات اضافة الى الجيش في حالات معينة على امتداد الحقب التاريخية التي مرت على تشكيل الدولة العراقية وان اختلفت الاساليب التي اتبعت بين تلك المؤسسات، ولم تكن هذه المؤسسات وبخاصة الشرطة والامن وتشكيلاتهما والمخابرات وفروعها يوما ما منحازة للوطن ومصلحة المواطنيين بل العكس تماماً فقد كانت دائماً ضدهم وتحت امرة الحكام يجتهدون وينفذون ما يطلب منهم دون رقيب او حسيب لا من قانون ولا من ضمير ولهذا لا يمكن اعطاء رقم حتى تقريبي للضحايا من العراقيين الذين فقدوا حياتهم او حياة عوائلهم او ارقاماً صحيحة عن المعتقلين والمخطوفين والذين يغيبوا في السجون وهو امر محزن جداً ان يغيب الفرد بطريقة الاشارة او التقرير او الاشاعة بدون ان يدافع عن نفسه امام القضاء وهو حق اكدته جميع الاديان والقوانين الوضعية عدى الدكتاتورية والفاشية .
اما فترتي حكم حزب البعثفاشي المعروفتين بجزاريها وحكامها المهوسين بالقتل والجريمة فان ما تمخضت عليه الوقائع المادية والشواهد الكثيرة قبل وبعد السقوط الثاني دلت على مدى حجم المأساة التي المت بالشعب العراقي ..
من هذا المنظور ، منظور حيادية المؤسسات الامنية وابتعادها عن الولاءات الطائفية والحزبية والعرقية فنحن نحتاج الى مؤسسات وطنية تعني بامن المواطن وامن البلاد لا مؤسسات تأتمر بالقرارات الحزبية والانحيازات الطائفية وتدين بولائها لجهة دون الوطن، والمتتبع لهذه العملية منذ ثلاثة سنوات تقريباً يجد ان هناك خللاً واضحاً في هذه المبادئ وخرقا لمفهوم الحيادية التي يجب ان تسود في تعامل هذه المؤسسات حتى ان الكثيرين من مثقفينا ومن مختلف الجهات اشاروا عبر وسائل الاعلام او في الشكاوي التي قدمت للحكومات الجديدة الى ضرورة التخلص من هذه التبعيات في البعض من المحافظات واعلنوا بصراحة عن سخطهم من هذه الحالة واعتبروها والاكثرية من ابناء شعبنا بأنها مرض مزمن بسبب سياسة التبعية البعثية التي انتهجها الحكم الشمولي السابق ولا بد التخلص منها.
في هذه الحالة، حالة الولاءات وعدم التدقيق والاعتماد على الكم فقد استطاع العديد من الذين كانوا يعملون بطرق مختلفة مع النظام الشمولي او المعادين للوحدة الوطنية وللعملية السياسية التسلل الى المؤسسات الجديدة مغيرين جلودهم القديمة بجلود جديدة حين الطلب ونشير هنا وباعتراف وزراة الدفاع والداخلية والقوات المتعددة الجنسيات عن وجود اختراقات لهذه المؤسسات ولو تابعنا ما يجري من اغتيالات وملاحقات لافرادها من الضباط والمنتسبين لها لعرفنا كمية هذه الاختراقات ولو درسنا اسبابها لوضعنا يدنا على الجرح القديم الذي يحاول البعض دفعه للنزيف من جديد وهي التلون في الانتماءات وتغيير الولاءات من هذا الطرف الى ذاك بسبب عدم وجود ضوابط وتدقيق وضعف الشعور بالمسؤولية والركض خلف الكسب الكمي بدون النوعي ولهذا نجد ان الخروقات لهذه الاجهزة كانت وسوف تستمر اذا لم يجر تغليب المصلحة العامة وجعلها المعيار في الانتقاء لافراد هذه المؤسسات من اعلى المراتب الى اصغرها وبهذا لا نقول ان الاختراقات ستتوقف او السلبيات والولاءات سوف تنتهي لكنها بالتأكيد سوف تضعف باستمرار مع الزمن ومن خلال التعامل الوظيفي الديمقراطي وقيام الدورات التأهيلية لمنتسبي هذه المؤسسات تشمل المواطنة الحقيقية والشعور بالمسؤولية اتجاهها ومبادئ حقوق الانسان ودورات قانونية وغيرها لكي ترفع من وعي المنتسبين وتقليل النزعة القسرية او الفوقية لتحل بدلاً عنها التعامل الانساني والحرص على تنفيذ القوانين بدون التجاوز على الحقوق العامة والشخصية.. وفي مقدمة هذه القضايا تقف قضية موقف الاحزاب والمنظمات التي كانت مساعدة في هذا الخرق بوعي او غير وعي وعليها في الوقت الحاضر الاسراع في التخلص من روح الاستئثار والهيمنة بحجج غريبة عن مفهوم الوطنية ومصلحة الجميع.
لقد ظهر مع شديد الاسف ان ذلك الخرق، خرق المؤسسات الامنية من قبل الارهابين ومنتسبي النظام الشمولي وظهور الولاءات في بعض المحافظات والمناطق واقع ملموس لا يمكن غض الطرف عنه وكذلك ومثلما اشرنا له عدم شعور الاحزاب والمنظمات السياسية بالمسؤولية وتطبيق القوانين التي دفعت قضية الولاءات الحزبية تظهر عند بعض منتسبي قوات الشرطة والمخابرات الجنائية بالدرجة الاولى اضافة الى تشبثها بالمليشيات المسلحة العلنية والسرية مما ادى الى التجاوز على صلاحيات المؤسسات الرسمية في الكثير من الحالات كما سجلتها الوقائع والحوادث والشهود واكدها عشرات المواطنين واشارت لها العديد من وسائل الاعلام الداخلية ان المليشيات الحزبية اخذت في كثير من الاحيان دور الشرطة وغيرها في حسم الامور في اكثر من مكان حتى بوجود معتقلات وسجون خاصة تابعة لها، وما حادثة بسماية بمنطقة النهرين جنوبي بغداد وقتل 23 من مليشيات جيش المهدي وشرطيان الا دليلاً جديداً على ان هذه المليشيات تحاول ان تأخذ على عاتقها مهمات تقع بالاساس على عاتق قوات الامن من الشرطة والجيش العراقي بدلاً من تهورها وعدم شعورها بالسؤولية حتى على منتسبيها فكانت هذه الخسائر البشرية التي كان بالامكان المحافظة عليها بطرق اخرى اكثر قانونية ومسؤولية..
ان الاجدر بهذه الاحزاب التي لديها مليشيات مسلحة ان تفكر بالمصلحة العامة وتخضع رغباتها الحزبية للقوانين المرعية وتعمل من اجل تقوية الاجهزة الامنية ودعمها كي تكون وطنية النزعة ترى جميع المواطنين بعين قانونية وانسانية واحدة بدون التفريق او الانحياز الديني او الطائفي او القومي او الحزبي .
ان بقاء المليشيات المسلحة جنباً الى جنب مع المؤسسات الامنية تضعف قدرات الاخيرة وتجعلها في بعض الاحيان هامشية ليس لها دور فعال في تنفيذ واجباتها او الالتزام بالقرارات والتوصيات والاوامر التي تصدر لها بخصوص الوضع الامني او المهمات المناطة بها فيما يخص قضايا المواطنين العراقيين.. ثم لماذا بقاء هذه المليشيات المسلحة ولأجل من باقية الى الآن ؟ هل هو الخوف من تهديد قادم لها او لاحزابها لكي تدافع عنها؟ ام انها تبيت امرأ ما لا نعرفه وقد يكون موجهاً ضد فئات اخرى؟ ام انها تستعملها كعصى الطاعة ضد من يخالفها بالرأي والفكرة فتقوم بتقويمه حسبما تريد؟ وهل هناك نية مبيتة لدى البعض في خوض حرب داخلية او أهلية والا فما هي الفائدة المرجوة اذا كان اصحاب هذه الاحزاب حرصين على الوحدة الوطنية ونبذ اي خلافات تؤدي الى حرب اهلية او طائفية..
ان بقاء المليشيات الحزبية المسلحة انذار بالخطر مهما تشدق اصحابها بحسنة النية والحفاظ على الوحدة والقوانين المرعية وعليه يجب الاسراع بحلها وتوجيه الدعم كل الدعم للمؤسسات الامنية وتربيتها على حبّ الوطن والشعب والولاء لهما آخراً وأخيراً..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسة معاداة القوى الوطنية الديمقراطية وقوى اليسار العراقي
- الدستور والعراق وطن للجميع.. يتنافى مع عقلية الهيمنة بأي شكل ...
- البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية والطائفية البغيضة