|
كيف تفوزُ على الآخر .. 3 – صفر ؟
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 10:04
المحور:
كتابات ساخرة
كيف تفوزُ على الآخر .. 3 – صفر ؟
أكثر الممارسات ، أو السلوكيات ، خطورةً وضرراً وأذىً ، لدينا نحنُ العراقيّون "المَرِحون" .. في كلّ مكانٍ ، وفي كلّ مناسبةٍ (بما في ذلك هنا ، في مقهى الـ Facebook العجيب ،الذي لم يَعُدْ لدينا مقهى غيره) .. هو طبيعة و أسلوب التعليق على ما يكتبهُ أحدنا ، وأيضاً طبيعة وأسلوب الردّ على هذا التعليق . ليس مُهمّاً أن نتّفقَ على شيء .نحنُ جميعاً لا نتّفقُ على أيّ شيء. نحنُ مجبولون على ذلك، وانتهى الأمر. ولكنّنا عندما نبدأُ بالتعليق على "نصٍّ" ما (حتّى وان كان "نكتة") ، فأنّنا لا نلتزمُ في الغالب الأعمّ بأيّة ضوابط ، ولا نستخدمُ أيّ نوعٍ من أنواع الكوابح ، ولا نحتمي بأيّة مصدّات . مثلاً .. أنا لستُ رياضياً . ولم "ألعب" كرة القدم منذ أكثر من نصف قرن . و "اعتزلتُ" اللعبة منذ ذلك الحين ، بسبب النتائج الكارثية التي ترتبتْ على مشاركتي فيها. ومع ذلك يعجبني مشاكسة مشجّعي فريق ريال مدريد .. ليس لأنّهم رياضيون ، وعُشّاق لكرة القدم ، بل لأنّهم يتصرفونَ كما يتصرف التكفيريون ، والأرهابيون . والأسوأ من ذلك أنّهم دكتاتوريّون – نخبويّون – شخصانيّون . لا يهمّهم ان يفوز "فريق" الريال في الحقيقة ، بقدر ما يهمهم أن يُحرزَ "الدون" الأهداف وحده ، وأن لا "يُكَوّل" أحدٌ غيره ، حتّى وان كان "القائد الضرورة" . وهكذا .. فأنّ هدفي من الكتابة في موضوع كهذا ، هو ليس استعراض عضلاتي في كلّ الموضوعات . أنا كائنٌ وحيدُ الخليّة ، ولا عضلات لديّ أصلاً . ولكنّني أريدُ اشاعة القليل من البهجة المفقودة في صحراءنا القاحلة . وتصعيد حدّة المناكفة غير السياسية . واستفزاز " الخصوم " الذين يمارسون دور "العدوّ" ببراعة .. ولا شيء آخر . ولهذا سأكتب : أنّ من الصعوبة بمكان أن يكون "الدون" لاعباً سيّئاً. وأسباب ذلك عديدة. منها أنّ كريستانيو رونالدو شابٌ وسيم . وذو شخصيّة استعراضية . ويأخذُ ما ليس له ، ويحسبهُ انجازٌ له . وأنّ على كلّ الفريق أن يلعب طيلة وقت المباراة من أجله ، ومن أجله فقط . من أجل أن يُحرز "المَلَك" الأهداف في مرمى الخصوم وحده .. حتّى وأن خسر فريق الريال المباراة في نهاية المطاف . وهذا النوع من الشخصيات ، هو شيء لا نستطيع مقاومتهُ ، أو الصمود أمامه . وليس علينا سوى ان نصفّق أو نهتف له ، مهما كانت العواقبُ وخيمة . و سأكتبُ أيضاً: أنّ من الصعب أن يخسر "الفريق الملَكي" . وأسباب ذلك عديدة . ومنها أنّهُ عندما لا تصبُّ ظروف المباراةُ في صالح الريال ، وتكون خسارته مؤكدّة ، فأنّ حكم المباراة سيمنح الريال ثلاث ضربات جزاء ، ويطرد ثلاثة لاعبين من الفريق المنافس .عندها ستنتهي المباراة (بالضرورة) ، بفوز الريال 3- صفر . أو سأكتبُ : ايّاكُم أن تلعبوا كما يلعبُ فريقُ "برشلونة". وأسبابُ ذلك عديدة ايضاً . ومنها أنّ هذا الفريق كتالوني – انفصالي – شوفيني – خائن – و "عميل" للكيان الصهيوني الغاشم . ومنها ، وأهمّها ، أنّ الفرق المنافسة ستجعل "أثخن" لاعبيها ، و "أجبشهم" (كنايةً عن الكَبْش) ، يُطاردُ هذا الصغير المسكين ليونيل ميسّي . ولن يهدأ لهذا "الكبش" بال ، إلاّ بعد أن يضربَ ميسّي (المعوّق أصلاً !!!) ألف "جلاّق" على الأقل ، في أقل من 90 دقيقة ، ليغيب هذا الأخير (بالضرورة) ثمانية اسابيع عن الملاعب ، ويبقى "الدون" وحدهُ .. "يكَوّلْ" . أمّا عندما يبدو أنّ برشلونة سيفوز بالمباراة ، فأنّ الحكَم سيطرد جميع لاعبي برشلونة ، بما في ذلك "الكَولجي" .. و سيخسر برشلونة المباراة (بالضرورة) .. 3- صفر . صديقي العزيز . عندما ترغبُ بالتعليق على منشورٍ كهذا ، أو تقوم بالردّ على تعليقٍ كتبهُ أحدهم بصدده .. تريّثْ قليلاً . لا تستخدم "الجلاليق" المباشرة إلاّ عند الضرورة القصوى. انتظِر قليلاً .. و راقِبْ المارّةَ ببرود .. و تمتّعْ بالقيادة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يكونُ وجهكَ خارجَ العُزلة
-
هموم شخصيّة
-
لماذا لا تأتين في الأحلام
-
لماذا تمطُرُ السماء علينا ؟
-
و مرّة أخرى .. أين كنتم .. أين ؟
-
أين كُنتم .. أين ؟
-
تاريخ الشاي
-
مرّة أخرى .. عن رواتب و مخصّصات الأساتذة الجامعيين
-
الكتابةُ في الأقتصاد .. والكتابةُ عن الحُبّ
-
أنا أكتبُ .. أنا خائفٌ .. وأصابعي فوق قلبي
-
هذا الفراغُ الشاسعُ .. في القلب
-
في موقع الحوار المتمدّن .. ليس لنا .. سوانا
-
موظّفو السعادة .. و بنات المجاري
-
عن ظاهرة مجّانيّة الخدمات ، في قطاع الصحة الحكوميّ
-
قراءة اقتصادية للمقاربة والمنهج والسياسات التدخليّة لتحقيق ا
...
-
قانون تقاعد خام برنت
-
في هذا المساءِ المُلَفّق
-
شيءٌ من الأسف .. في سيرة الأسف العظيم
-
مثلُهُم .. تقتلني الأسئلة
-
عندما نذهبُ أنا و أمّي .. إلى الجنّة
المزيد.....
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
-
NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال
...
-
فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11
...
-
الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|