أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟














المزيد.....

التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخلو مجتمع بشري من تناقضات اجتماعية أو صراعات طبقية على وفق طبيعة النظام الاقتصادي الاجتماعي القائم، وبتعبير ادق، على وفق طبيعة العلاقات الإنتاجية السائدة في هذا البلد أو ذاك. وحين تبرز مثل هذه التناقضات يفترض في السلطات الثلاث في أي دولة من الدول ان تتحرى عن طبيعة تلك التناقضات والعوامل آلتي تسببت بنشوئها وسبل معالجتها وطرح الحلول لها في محاولة للتعرف على افضل احتمالات حلها. لا شك في ان نكران وجود تلك التناقضات والابتعاد عن معالجتها لا يعني بأي حال غيابها، بل يعني دون أدنى ريب تراكم المشكلات الناجمة عنها وتحولها تدريجا إلى صراعات اقتصادية واجتماعية التي يمكن ان تتحول، في حالة الاستمرار في إنكارها او تفسيرها بعوامل غير واقعية وغير حقيقية أو مواجهتها بسبل غير حضارية من قبل السلطة السياسية، إلى صراعات سياسية يمكن ان تتخذ ابعاداً اخرى بما في ذلك حصول هبات او وثبات أو انتفاضات او ثورات مدنية أو عسكرية، عندها لا يمكن معرفة وجهة تطورها ومدرة قدرة القوى والأحزاب السياسية على السيطرة على عواقبها أو التأثير بوجهتها. ان هذه العملية ذات المضمون الاجتماعي والاقتصادي خاضعة لطبيعة حركة وفعل القوانين الاقتصادي الموضوعية وقوانين التطور الاجتماعي التي تخضع لسبل التعامل معها، إذ إن التعامل غير الواعي معها يوفر الأرضية الصالحة والشروط الموضوعية لحركتها وفعلها باتجاه معين.

يقدم تاريخ شعوب العالم نماذج هائلة على امتداد تاريخ البشرية على هذه التحولات الاجتماعية والسياسية. والعراق القديم والحديث والمعاصر، وكذلك دول منطقة الشرق الأوسط، تجارب غنية على هذه العملية. ولكن الغريب حقاً ان البلدان المختلفة، حكاماً وشعوباً، وخاصة النخب الحاكمة والاستبدادية، ذات ذاكرة ضعيفة لم تتعلم ولا تريد ان تتعلم من تجارب شعبها المنصرمة او تجارب الشعوب الأخرى وتصر على خوض تجربتها الجديدة الخاصة التي يمكن ان تكون مدمرة لها وقاسية على شعوبها. ومن النماذج المثيرة، إذا استثنينا الدول الرأسمالية المتقدمة والدول النامية المعروفة في هذا المجال، نشير إلى دولة الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الأخرى التي كانت تؤكد ان مجتمعاتها لم تعرف التناقضات عموماً والتناقضات التناحرية، التي تنشأ عن طبيعة النظام الاجتماعي، خصوصاً، قادت شعوبها ونظمها السياسية الاجتماعية، بسبب إنكارها لمثل هذه التناقضات، التي كانت موجودة حقاً وفاعلة فعلاً، إلى تراكم المشكلات وتحولها إلى صراعات لم تعد قابلة للحل وقادت إلى انهيار تلك النظم السياسية الاجتماعية من الداخل، إضافة إلى فعل العامل الخارجي الذي ساعد على حصول تلك الانهيارات الزلزالية.

العراق "الجديد!"، بما في ذلك إقليم كردستان العراق، يعيش تناقضات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية متفاقمة ومتراكمة ومتعقدة لأسباب ترتبط بطبيعة النظام السياسي الطائفي والأثني القائم على المحاصصة الظالمة لعموم الشعب وسياساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية غير العقلانية والسلوك غير السوي للنخب الحاكمة واللاأخلاقي الذي يتسم بالفساد والوعود الكاذبة، وكأن فرق " الشطار!!" في فترة تدهور الدولة العباسية قد نهضت من جديد مرتدية لبوس المليشيات الطائفية المسلحة الإرهابية (أو) والتكفيرية بمختلف أشكال ظهورها وروعت المجتمع وأغرقت البلاد بالدم والدموع. فالفساد السائد وغياب العدالة الاجتماعية كلية ومصادرة حقوق الأنسان وحقوق اباع الديانات والمذاهب وانعدام ثقة المجتمع بالنخب الحاكمة دون استثناء ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي غير الإنساني والخطير قاد ويقود البلاد إلى النتائج والعواقب التالية:

١. تصاعد في المد الشعبي المناهض للطائفية والتحاق قوى جديدة ونظيفة بحركة المظاهرات السلمية وتحولها إلى حركة ذات ديناميكية خاصة بها لا يمكن للحكم الراهن الصمود بوجهها ولن ينفع خروج "مارد!!!" إبراهيم الجعفري من قمقمه المطمور حينذاك!

٢. استمرار نزوح الكثير من العائلات وخاصة الشبيبة من العراق صوب الخارج طلبا للأمن والبقاء على قيد الحياة والعيش بكرامة إنسانية. ويشكل هذا النزوح خسارة هائلة لا تعوض للعراق المستباح!

٣. انخراط شبيبة اخرى ضائعة بالقوى الإرهابية بسبب عجزها عن إعالة عائلاتها بسبب الفقر المنتشر بالبلاد، وبالتالي فالوضع يقدم وقوداً جديدة للتنظيمات الإرهابية.

٤. انخراط المزيد من الشبيبة بقوى الجريمة المنظمة التي تعيش وتنمو في مثل هذا الأوضاع الفاسدة بالعراق، خاصة وإن للعديد منها روابط وشراكة مع بعض النخب الحاكمة آلتي توفر الغطاء الواقي لنشاطاتها.

٥. تنامي شبكة العاملين في الدعارة واتساع قاعدة المنخرطين بها من النساء والرجال لأسباب ترتبط بالفقر والخراب الأخلاقي الذي تسببت به النخب الحاكمة ونظامها السياسي الطائفي.

إن وجود ا لعبادي على رأس السلطة السياسية وتحت إمرة رئيسه في الحزب نوري المالكي وتحت إمرة رئيسه في التحالف الوطني ابراهيم الجعفري لا يعني أي تغيير فعلي في النظام الطائفي بل تكريسا له من خلال إجراءات ترقيعية لا يمكن القبول بها لأنها تريد استغفال الشعب وكادحيه لا غير. وأملي ان لا يتأخر اكتشاف هذه الحقيقة من جانب المجتمع ، رغم وجود بعض الصراعات داخل النخب الحاكمة في سبل عبور أزمة النظام الطائفي الراهنة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
- أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!
- سماء كردستان العراق الملبدة بالغيوم!
- من حفر بئراً لأخيه سقط فيه، أردوغان نموجاً!!!
- عوامل الهجرة المتفاقمة من العراق -الجديد!-
- هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟
- التحالف الدولي الجديد ضد داعش والجبهة الداخلية
- كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟