أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري















المزيد.....

محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


..... يحمل عبق الأرض وهموم الوطن والإنسان ، ويعيش معاناة شعبه وعذابه ، ويتألم لفراق الأحبة ، ويحكي في قصائده آلامنا وأوجاعنا وجروحنا ، ويطرز من خيوط الشمس كلمات الحب والعشق للمرأة وللناس الحيارى، إنه الدكتور فاروق مواسي أحد أسمائنا الأدبية المعروفة، ومن مبدعينا الذين رسخوا أقدامهم بثبات في تربة أدبنا العربي المحلي وثقافتنا الفلسطينية المعاصرة، وهو متعدد الاهتمامات والمواهب، فهو شاعر وناقد وباحث وكاتب قصة ومقالة وقارئ نهم ومثقف واسع الاطلاع ، ومشارك في تأليف كتب اللغة العربية للمدارس الثانوية ، ومحاضر في المعاهد التعليمية، ولذلك ليس من المبالغة أن ينعته صاحب مجلة >الحصادكشاجم< الفلسطيني ..
وللدكتور فاروق مواسي عدد كبير وكم هائل من المؤلفات والأعمال والإصدارات في الشعر والقصة والنقد والبحث الأكاديمية والمقالة الاجتماعية - الأدبية، وقد حظيت كتبه باهتمام النقاد والباحثين والدارسين في الداخل والخارج ، ونشرت الكثير من المقالات والدراسات عن شعره وأدبه ، وقامت مجلة >الشرق< الثقافية لمؤسسها وصاحبها محمود عباسي بتكريمه وتخصيص ملفين لكتاباته وإبداعاته ..
يملك فاروق مواسي قاموسًا لغويًا مزدحمًا بالمفردات والألفاظ والتراكيب اللغوية التي تضج بوهج الحياة ، و هو يحقق التواصل بالقول الشعري ، ويلجأ الى اللغة التي تسكن فيه ويسكن فيها، ونصوصه ذات خصوصية ورؤية متميزة ومتفردة وفتنة غير مألوفة ، وهي تتسم بحساسية مرهفة ومفرطة وانفعال شديد وعاطفة جياشة وصدق تعبيري عفوي وألفاظ جزلة وموسيقى ناعمة وعذبة، وفيها ألم وأمل، وحزن وفرح، وحزن وشوق، وشجن وأنين، وبكاء على الشهداء والأصدقاء ورفاق القلم والدرب والخندق الواحد، ونواح على أطلال قرانا المهدمة والمهجرة، وتحد للقهر والظلم والغبن والموت وتمسك بالحياة ..
وموضوعات فاروق مواسي تتنوع بين الذاتية والوطنية والسياسية والوجدانية والإنسانية والعاطفية والرومانسية الحالمة. والهم الوطني هاجس أساسي ومركزي في قصائده، والقضايا القومية والوطنية تتصدر اهتماماته، ويتجلى حبه وعشقه للأرض وتمسكه بترابها وصخورها وزيتونها وصبارها وانجذابه إلى تراثنا وجذورنا الكنعانية الأصيلة وإحساسه الواعي والعميق بالانتماء الفلسطيني، وروحه الشعرية المتوثبة، تتجلى في أزهى وأبهى صورها في قصيدته >حبي فلسطيني< التي تمتاز بالجمال والرقة والطلاوة وجزالة اللفظ ، وهي غنية بالبعد الوطني والإنساني وبالصور الشعرية الخلابة.. ويقول فيها :

الأرض أرضي وليس الشوق يبريني الشوق يحدو إلى حبي فلسطيني
درجت فيها صغيرًا رمت مأثرة من كل جد من الغر الميامين
شببت فيها أنيسًـــا عاشــقًا بلــدا رغم العداء فطارت لي حساسيني
زروعها من جنان العدن أطيبها الله بارك في تيني وزيتوني
أيامها ألق …. عطاؤها غدق وفوحها عبق في عز تشرين

قالوا بلادي بلا أهل بلا سكن يا بئس ما مكرت أوهام مأفون
فشردوها قرى كانت برغدتها من بروة، بصة، ميعار دامون

أني نظرت – مئات مثلها نزحــت أمام ناظرنـــا أطلال قاقون
يا أهلها أهلنا - يا طير منزلها اقرأ سلامي على احزان محزون





وشاعرنا فاروق مواسي عايش انتفاضة الأهل في المناطق الفلسطينية المحتلة ، وتمكن من ترجمة الواقع والفعل الانتفاضي إلى ومضات ونفثات غضب على المحتل ، ورسم صورة حقيقية للشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الحرية والوطن السليب وتفوح من أجسادهم وأشلائهم رائحة العطور والطيوب ..
ولفاروق قصيدة استوحاها من الوضع المأساوي والحالة السياسية في عاصمة الفن والثقافة والحضارة >بيروت< التي لا تموت، وهي قصيدة تحفل بالألم والحزن والأسى المخزون في أعماقه وبالثورة العارمة التي تعصف في أحشائه جراء ما حل بهذه المدينة الجميلة من مأس ومصائب..... وتحولها الى بلد القتل والعنف وسفك الدماء والاغتيالات.. ولنسمعه يقول :

في لبنان وغول الموت يجوب الطرقات
يكمن في المنعطفات
نسر الرعب يغير على الأحياء
>وهنا لا ينفع مزمور أو آيات<
ينسى بلد الشعر ويكتب أشلاء
لغةً يُسمع صوت الغوغاء
وتقول إذاعة: لا تزال الانفجارات.

وعلاقة فاروق بالمكان علاقة جدلية، وهو وصاف ماهر ، وأوصافه دقيقة وغاية في اللطف والجمال ، ويبرز ذلك بشكل واضح في >أندلسياته< التي كتبها من وحي زيارة إلى المدن الأندلسية الساحرة ، ويصف فيها أماكن تركت أثرها على نفسيته وفكره وبصيرته ، ويستعيد فيها التاريخ العربي ، ويستوحي عبد الرحمن الداخل والخليفة الناصر وابن رشد وموسى بن ميمون واين عبد ربه وابن زيدون ولادة والمعتمد بن عباد وجاريته وابن سهل و الزبيدي وابن هاني وبني نصير والزير وغيرهم.
والرثاء جزء وجانب هام في شعر أبي السيد، ومراثيه تنم عن حس إنساني صادق، بعيد عن الزيف والتصنع، في هذه المراثي يأبى الدمع أن يجف وتأبى العاطفة أن تتوقف، لأن الفراق قاتل وحارق، والحزن شديد على الراحلين، وقد رثى فاروق كل من الشاعر راشد حسين وخليل الوزير >أبو جهاد< وشهيد الانتفاضة محمود كبها الملقب >أبو جندل< والدكتور عبد اللطيف الطيباوي والمناضل فهد القواسمي والده الحبيب والشاعر والسياسي توفيق زياد والأصمعي وصديق العمر الأديب والمثقف نواف عبد حسن وغيرهم كثيرون.
فاروق مواسي شاعر عميق الإحساس بقضايا شعبه ومجتمعه وأمته ، ويختزل كل ما في القلب والوجدان من نبضات ونفثات وخلجات شعورية ، وكلماته هي كلمات محب عاشق للإنسان والحياة، وهو شاعر الحب والجمال والمرأة والطفولة والقرية والوطن والقضية والثورة على القهر والظلم والقمع، وقصائده قريبة الى الحياة اليومية، بمدها وجزرها وهبوطها وصعودها، ويغلب على مجملها التبسيط في الصياغة والأداء واللجوء إلى أسلوب >السهل الممتنع< وتوظيف الرموز والأساطير التاريخية واستخدام الاستعارات والتشبيهات والمحسنات البلاغية، ويأسرنا بإغراءات جمالية صامتة في رمزيتها وطاعنة في لغتها الحادة وإيقاعاتها المتسارعة وعلاقتها الدلالية، وبالتكثيف والتوتر والقوة المشحونة والانفعالات والقدرة الضائعة على الصياغة الشعرية ببساطة وشفافية ومرونة وعمق ، والحفاظ على السلاسة والنعومة التي تعطي كلماته قوة وزخمًا وأبعادًا فنية وجمالية، وتغور في سطوره الآمال المشرقة والعريضة بحتمية سطوع الشمس وانبلاج فجر الحربة والاستقلال........
وأخيرًا أعطر التحيات وأصدق المشاعر للدكتور فاروق مواسي مع التمنيات له بمواصلة درب الإبداع والتعلق بناصية الحلم وأهداب الأمل.... وإتحافنا بإصدارات جديدة ..



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع ابداع الروائي والمسرحي والشاعر الجزائري كاتب ياسين
- عن الصحافة الثورية- ألاتحاد نموذجًا
- في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مـ ...
- من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!
- لذكرى المناضل الوطني والقائد الشيوعي محمد علي محاميد
- نوال السعداوي ومواجهة أُخرى مع الفكر الظلامي المتطرف


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري