أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - حزب مكافح يستحق التقدير















المزيد.....

حزب مكافح يستحق التقدير


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



واحد وتسعون عاما من النضال والكفاح قطع الحزب الشيوعي اللبناني طوال هذه العقود مسافات طويلة (سهلة وشائكة، علنية وسرية) متنقلاً من محطة إلى محطة، وهو الحزب الذي عاصر مختلف العهود (الاستعمار الفرنسي و الاستقلال ، فكان حزبا مؤمنا بالفكر الماركسي باعتباره أيديولوجيا الطبقة العاملة، لا يتنافى مع ذلك، لأن تأسيس رؤية أو وعي لطبقة معينة هي الطبقة العاملة في صراعها من أجل انتصارها يفترض الاستناد إلى الرؤية الماركسية، واسس التصورات التي تعبر عن هذه الطبقة في صيرورتها، والذي يسمح لأن يؤسس وعيها بما يجعلها قوة فاعلة في المجتمع، فكان حزب الطبقة العاملة ومبادرا وداعيا إلى تأسيس النقابات ، مدافعا صلباً عن حقوق العمال وتأمين مطالبهم وحقوقهم في الطبابة والتعليم وتأمين السكن وغيرها، فوقف ضد الإقطاع ، واستمر في نضاله فوقف الى جانب مزراعي التبغ في الجنوب ، وبعدها كان من احتضن الثورة الفلسطينية على ارض لبنان الى جانب الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية اللبنانية فشكل تاريخ له صفحات ومراحل. في فجر المقاومة وكان رائدا، لذلك اليوم نجد ان الحزب واحدا موحدا بقدراته وامكانياته وطاقاته، يتطلع الى مزيد من اجتذاب المواطنين والجيل الجديد.
ومن هذا الموقع ناضل الحزب الشيوعي اللبناني من اجل الكرامة الإنسانية وحرية التعبير وحق التظاهر والتنظيم النقابي، وكان له دوره البارز في المقاومة فشكل الجيش الشعبي لمواجهة العدو الصهيوني وقدم الحزب الشهداء في المعارك الوطنية للدفاع عن لبنان وعروبته وتطوره الديمقراطي ، وفي الدفاع عن الطبقة العاملة والفكر التنويري الثوري.
ونحن في رحاب الذكرى الواحدة والتسعين لميلاد حزب السنديانة الحمراء، حزب فرج الله الحلو ونقولا الشاوي وجورج حاوي وحسين مروة ومهدي العامل، وابطال المقاومة الوطنية، وشهداء التحرر الوطني، ومعارك الدفاع عن الخبز والعمل والديمقراطية، نؤكد ان هذه الذكرى المجيدة، والعزيزة على قلوب الشيوعيين والوطنيين في منطقتنا والعالم، هي تأكيد على نضال الحزب المتواصل والمتفاني والمتعدد الاوجه، رغم المحن والشدائد والصعوبات الجمة، في سبيل انتصار مشروعه الديمقراطي الثوري للوصول الى تحقيق الديمقراطية ، واعلاء شأن المواطنة وقيمها، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة.
اليوم وفي هذه المناسبة، لا بدّ من استعادة الذاكرة التاريخية والوطنية، لنضال ألوف الشيوعيين، في عشرات المحطات على هذه الطريق الطويلة، فكان الحزب من مؤسس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الذي اخذت مكانتها العالية والمميزة بعد الصوت المدوي الذي اطلقه فرسان الحركة الوطنية اللبنانية وفي مقدمتهم القائد الشهيد جورج حاوي باعتبار الجبهة العين التي تقاوم المخرز، حيث قدم الحزب الشيوعي نهرُ من الدماء الذكية في ساحات المواجهة والتصدي للاحتلال الصهيوني ، حيث صنعوا ابطاله وشهدائه وأسراه ومعتقليه علامة فارقة وشعلة مضيئة في عتمة الليل العربي. وأسقط المناضلون الشرفاء أهداف الاجتياح، وكان تحرير بيروت والجبل وصيدا وسائر أنحاء الجنوب والبقاع الغربي مع ابطال المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية، حيث زلزلت الأرضَ تحت أقدام الغزاة وكان التحرير عام 2000 علامة نموذجية في التاريخ العربي ، ونصر تموز عام 2006 الذي افشل مشروع في ولادة مشروع شرق أوسط أميركي جديد.
وعلى هذه الارضية نؤكد ان الذكرى الواحدة والتسعون في ظروف محلية وعربية وإقليمية ودولية معقدة، في وقت تتعرض فيه المنطقة لهجمة امبرالية صهيونية رجعية ارهابية ، بهدف تقسيم المنطقة الى كانتونات طائفية ومذهبية واثنية تكون في خدمة المشرع الصهيوني ، مما يتطلبً إلى ضرورة اتخاذ موقف عملي من الهجمة الاستعمارية التي تغذي الإرهاب عموما الذي يرتكب الجرائم التي يندى لها الجبين الإنساني والعمل على استئصال الإرهاب من جذوره وتوحيد جهود مواجهته ووقف مصادر دعمه وتمويله، وهذا يستدعي فتح أوسع حوار بين أجنحة اليسار العربي ، لإعادة تحليل وتركيب كافة القضايا التي تواجه واقعنا العربي ، من أجل نهوض حركة اليسار العربي مجدداً ،ومن جهة أخرى تقتضي الأزمة المستعصية في الواقع العربي عموماً فتح باب الحوار أيضاً بين مختلف التيارات والحركات الفاعلة على اختلاف مشاربها الفكرية والأيديولوجية رغم الاختلاف على المستوى الإيديولوجي والتنسيق مع التيار الإسلامي المقاوم للمشروع الإمبريالي الصهيوني الرجعي .
لقد اكد الحزب الشيوعي البناني في احتفاله بذكرى تأسيسه على توجيه التحية لشباب فلسطين الثائر ولمقاومته الباسلة ، ولفت الى طبيعة هذه الأخطار المحدقة بقضية فلسطين ، داعيا كافة القوى اليسارية العربية والعالمية الى دعم صمود الشعب الفلسطيني ونضاله وانتفاضته حتى استعادة كامل فلسطين واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
من هنا لا يمكن ان ننسى الدور الطليعي للحزب الشيوعي اللبناني، الى جانب الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فنأمل ان تشكل ذكرى تأسيس الحزب مطالبة كافة القوى اليسارية العربية والعالمية بضرورة تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في هبته وانتفاضته المستمرة على ارض فلسطين ، ومطالبتهم أيضاً باتخاذ إجراءات قاسية ضد الكيان الصهيوني، وأن نرفع دولياً وأممياً شعار معركتنا ضد النازية الصهيونية الجديدة، هي معركة كافة القوى التقدمية والديمقراطية، تماما كما كانت معركتها ضد النازية القديمة، لان دم شهداء فلسطين تفرض على كافة الاحزاب والقوى العربية واحرار العالم أن تفكر بمسؤولية وجدية، وتستنفر كل طاقاتها وإمكانياتهاوسد كل فجوة ما بين القول والممارسة.
في هذه اللحظات نقول ان مناسبة تاسيس الحزب الشيوعي اللبناني مناسبة عظيمة تستحق الاهتمام الجدي ، لهذا نقول ان اللون الأحمر شكل المطالبة باطلاق اسرى الحرية، وفي مقدمتهم القادة القائد احمد سعدات ومروان البرغوثي ورفاقهم واخوانهم الاسرى والاسيرات، ونحن نكتب في القلم، تبقون أنتم، كما أنتم، كما رسمتم طريق الكفاح من اجل حرية فلسطين، وحيث ينبت الدم وردٍ بمواجهة العدو، ولن ننسى من صُنع في الوديان ثورة الرئيس الشهيد ياسر عرفات والقادة العظام ابو العباس وجورج حبش وابو علي مصطفى وطلعت يعقوب وابو احمد حلب والنجاب وغوشه وكل شهداء فلسطين والامة العربية، كما صنعوا مسيرة نضال ومقاومة مع الشهيد القائد جورج حاوي ورفاقه في الحقول وفي الجبال، لتنبت نكهة في هذه الأرض، من لونها، الأحمر، من لون الأرض، وها هو حزب الشهداء والكادحين يستكمل مشواره النضالي المتواصل منذ بدء القرن العشرين وحتى اليوم، حيث تمكن من المزاوجة والجمع ما بين النضال المحلى من اجل الطبقات الفقيرة والكادحة وضد النظام الطائفي الذي لا مكان فيه لعدالة اجتماعية او تنمية وبين النضال الاممي ضد سياسات العولمة والنهب الامبريالي والتي تؤكد الاحداث الطبيعية الفعلية لسياسات النهب الاستعماري الامبريالي ، ناهيك عن دوره المشهود في تاسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وحمل راية التصدي للاجتياح الاسرائيلي للبنان ومواصلته حمل هذه الراية النضال على مساحة الوطن العربي.
ختاما : لا بد من القول أحر التهاني على هذه المناسبة لحزب الراية الحمراء الحزب الشيوعي اللبناني ، وحقّ لنا ان نفتخر مع رفاقه بما قدمه من تضحيات على مدار واحد و تسعين عاما من النضال ، على طريق تحقيق طموحات شعوبنا في الحرية والعدالة الاجتماعية والغاء كل مظاهر الاستعباد والاستعمار والاحتلال.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
- فلسطين وعاشوراء
- جيل يرسم حلم الشعب الفلسطيني بلون ورائحة الوطن
- الهبة الشعبية خطوة مهمة على طريق تحرير الارض والانسان
- فلسطين تكتب بدماء شهدائها تاريخا جديدا في مسيرة النضال
- انتفاضة الاقصى وذكرى الرئيس عبد الناصر.. فلا قيمة للحياة بلا ...
- عيد الأضحى وفلسطين الجرح العميق
- صبرا وشاتيلا ليست مجرد مكان..
- واقعنا على فنجان قهوة ونحن ننتظر
- المجلس الوطني الفلسطيني امام مهمة شاقة
- الحس الوطني يتطلب ضرورة تحصين واقع المخيمات
- في ذكرى القائد الشهيد ابو علي مصطفى الواقع الفلسطيني اليوم ي ...
- الهبة الشعبيه والانتفاضة الثالثة
- المقاومة حق مشروع لشعبنا امام جريمة حرق الطفل علي دوابشة
- واقع فلسطيني مر بحاجة الى عمل
- مصطفى سعد سيرة مليئة بالمؤثرات منها التاريخي
- تفاقم المشهد الفلسطيني الراهن
- تحية وفاء للقائد الشهيد حفظي قاسم - ابو بكر -
- اين نحن في ظل المرحلة الراهنة
- ازمات حكومية .. فهل نرى حكومة وحدة وطنية فلسطينية


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - حزب مكافح يستحق التقدير