أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن نجيب عبدالحليم - الصّراع بين العلم والجهل في رواية -زمن وضحة-














المزيد.....

الصّراع بين العلم والجهل في رواية -زمن وضحة-


سوسن نجيب عبدالحليم

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 22:16
المحور: الادب والفن
    



الصّراع بين العلم والجهل في رواية "زمن وضحة"

بقلم: سوسن نجيب عبد الحليم
صدرت رواية زمن وضحة للأديب المقدسيّ جميل السلحوت عن مكتبة كلّ شيء في حيفا قبل أيّام قليلة، وتقع الرّواية التي صمّم غلافها شربل الياس في 189 صفحة من الحجم المتوسّط.
عندما قرأت العنوان"زمن وضحة" شدّني الإسم البدوي " وضحة " الذي هو احدى صفات الخيول العربية الأصيلة، و هي ناصعة البياض، فكانت اسما على مسمّى، وضحة طيّبة القلب ورقيقة الأحاسيس، وبنفس الوقت تمتلك من الصّلابة وّالقوة ما يمكّنها من فرض شخصيّتها على كلّ من عرفها، وخاصّة أن صورة الغلاف أنيقة، لتمثّل وضحة فائقة الجمال وتدلّ على حياء المرأة العربية والتزامها بتمرد.
كان الكاتب موفقا ورائعا بالإهداء الى الحفيدة لينا " معنى اسمها قريب من صفات وضحة" وتعني باللاتينية الفاتنة والنّور، وبالعربيّة صفة من صفات الخيول الأصيلة البياضاء. والتي توجها جدّها بعقد من الزّنبق النّاصع.. ولعلّ الكاتب جميل السلحوت أراد أن يلفت نظر حفيدته عندما تكبر لشخصيّة وضحة التي استطاعت تحنيط الأعراف والتّقاليد، وتغيّر شخصيّتها وتثور علي ما كان يعشّعش في أمخاخ مجتمعها؛ لتصبح أكثر وعيا وإدراكا ومقاومة للإيحاءات والتأثيرات السلبيّة .
الرواية عبارة عن معالجة لظواهر اجتماعيّة منتشرة في بعض المناطق القرويّة والبدويّة في مجتمعاتنا العربية، وقد أيقظت الإحساس في نبذ بعض العادات والمفاهيم لدى المجتمع، ووضع حد للتسلّط الذكوريّ وتصرفاته بما يروق لهم، متجاهلا أحاسيس الأنثى بالمجتمع، والحطّ من مكانتها الانسانيّة، غلفها الكاتب بغلاف ساخر أحيانا وتراجيديّ أحيانا أخرى.
منذ العصور القديمة والمرأة مهضوم حقها كإنسانة شريكة للرّجل، فكلّ المجتمعات قاطبة مجتمعات ذكوريّة تسخّرها في أعمال البيت، وعليها السّمع والطاعة ولا يحق لها أن تشارك الرّجل بالرّأي.
ظهور الدّكتور ممدوح وريتا كان بوقا ينبذ الحيف والاستبداد الجاثم على حياة التّخلف والإعتقادات الخاطئة المتوارثة التي راح ضحيتها الكثير. وأخذا دورهما في تنمية المجتمع صحيّا، تعليميّا، ثقافيّا، اجتماعيّا واقتصاديّا، من أجل حياة حرّة كريمة تخلق توازنا نفسيّا، يفتح فضاء الابداع للإنسان؛ ليحقّق ذاته التوّاقة للأفضل دائما في رحاب العلم. وهذا ما عشناه فصول الحياة مع التّغيّرات التي حدثت لوضحة وزعرورة وبهيّة، فلم يكن التّغيير عصيّا، بل كانوا يتمنون أن يصبحوا مثل ريتا ونسرين، وتعلّموا بسرعة وسهولة، وكان التّغيير بالقرية سواء من ناحية المرأة أو الرّجل على حدّ سواء، كما رأينا في حالة عارف الذي تحول من مجنون وأميّ إلى موظّف ومتعلّم. ووضحة من خريجة صف سادس الى دراسات عليا وتقود سيّارة .
الأنثى في زمن وضحة كانت طموحة وكنزا دفين للثّقافة ، فقد ثارت على الجهل والعادات والتّقاليد والنّفاق الإجتماعيّ والرّياء . وبنفس الوقت تمتلك كنزا ثمينا من الأمثال والأغاني الشعبيّة التي هي نبض تراثنا وملح الأرض وبقائها . عشنا بمقت وغضب ورائحة الشّواء زكمت أنوفنا مع "أبو بسطار" المتخلّف والمتعصّب، وبألم مع رمّانة المسكينة التي راحت ضحيّة الجهل، وجبروت المرأة المتسلطة مع أمّ حمدان، والضعف والإنكسار مع بهية، قوّة الإرادة والجرأة مع وضحة، وقوّة الشخصيّة والعلم مع الدّكتور ممدوح و وزوجته الصّيدلانيّة ريتا، والحكمة مع المختار أبي سعيد .
أسلوب الكاتب والرّوائي الكبير جميل السلحوت عبّر بذكاء وجرأة بالطّرح عمّا يجول في نفوسنا من أفكار وعواطف، وأوجد لنا الحلّ للمشاكل التي يعاني منها المجتمعات الصّغيرة والمهمّشة، وترك أثرا كبيرا بتحقيق الإفادة والإمتاع في آن معا. أمّا اللغة فكانت رائعة بين المقطوعات الأدبية والصّور الإبداعيّة، واللغة العاميّة التي تتناسب مع الحدث وحسب الثّقافة السّائدة في ذلك المجتمع .
الرّواية ترصد مرحلة عاشها شعبنا في الرّيف والبادية في النّصف الأوّل من القرن العشرين، ومن هنا تنبع أهمّيتها.
1-11-2015



#سوسن_نجيب_عبدالحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن نجيب عبدالحليم - الصّراع بين العلم والجهل في رواية -زمن وضحة-