أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - الإِبْرَاهِيميَّةُ السِّياسِيَّةِ بَيْنَ التَّدَيُّنِ والذَّرَائِعِيَّةِ فِي فِكرِ التُّرابِي!















المزيد.....

الإِبْرَاهِيميَّةُ السِّياسِيَّةِ بَيْنَ التَّدَيُّنِ والذَّرَائِعِيَّةِ فِي فِكرِ التُّرابِي!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
ما يُعرف بـ "المشروع الحضاري" مصطلح دالٌّ على مخطط لعمليَّة كبرى أطلقها القسم الرَّئيس من حركة الإسلام السِّياسي في السُّودان، من فوق انقلاب الثَّلاثين من يونيو 1989م، بزعامة حسن التُّرابي، وبغرض إخضاع كلِّ جوانب الحياة السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثَّقافيَّة لما يتَّسق مع رؤية هذا القسم الأيديولوجيَّة.
بمثل تلك الآمال العراض ولج قادة هذا القسم عقد التِّسعينات من القرن المنصرم، متخفِّفين، أوَّل أمرهم، من أيِّ مخاوف، حيث لم تكن ثمَّة حدود، في البداية، لثقتهم في حركتهم وترتيباتهم. لكن ما أن راح ذلك العقد ينزلق، رويداً رويداً، نحو أواسطه، حتى أخذ الخوف مِن فشل "المشروع" يدبُّ في نفوس أصحابه. فالتَّحدِّيات التي لاحت، آنذاك، في أفقه، لم تكن، أصلاً، في حسبانهم، بل، على العكس، كان قد توطن لديهم اعتقاد جازم بأن سائر دول الغرب، والمحيطين العربي والأفريقي، دَعْ بقيَّة دول العالم، ستجد نفسها مضطرة، إن استتبَّ الأمر لنظام الحكم الجَّديد، للاعتراف به، وللتَّعامل معه، ولو من باب الأمر الواقع de facto على الأقل، وكان ذلك يكفيهم.
على أن الرِّياح غير المواتية التي قد تأتي أحياناً بما لا تشتهي السُّفن هبَّت تملأ أشرعة النظام، من كلِّ حدب وصوب، بعداء ما انفكَّ يرجُّه، ويزعزعه، ويدفع به دفعاً إلى الغرق! من ثمَّ كان لا بُدَّ لأساطينه، تحت وطأة إحساس خانق بخطر العزلة الخارجيَّة، فضلاً عن ضغط المعارضة الدَّاخليَّة، من التفكير في مخرج من المأزق الذي ألفوا أنفسهم بين فكَّيه.

(2)
اقتضى الأمر اجتراح خطة جديدة تنحو، من جهة، للتَّقارب مع الغرب، رغم كلِّ التَّنظير الذي ما فتئ ينصبُّ على التَّيئيس، بالمرَّة، من جدوى استمالته، كون اليهود والنَّصارى لن ترضى عنك حتَّى تتَّبع ملتهم، في استخدام ركيك للآية القرآنيَّة الكريمة؛ كما تنحو، من جهة أخرى، للموادَّة مع البلدان العربيَّة، بعد كلِّ الهجاء الذي طال قادتها عبر الصُّحف، وأجهزة الإعلام، وسائر المنابر العامَّة، في ما لا يشبه سوى إعلان الحرب. لكن، على حين شكَّل التَّقارب مع الغرب همَّ الحركة الأوَّل، لم تشكِّل علاقاتها مع العرب عُشر مِعشار ذلك الهمِّ، فقد قرَّ في عقيدتها السِّياسيَّة، بتبسيط مخلٍّ، أن ترميم ذات البّيْن مع الغرب كفيلٌ وحده باستتباع ترميمها مع العرب، ضربة لازب!
وبطبيعة الحال لم تكن لتغيب عن تقدير التُّرابي، كعرَّاب للنِّظام الإسلاموي وحركته الحاكمة، صنوف المعيقات التي قد تعترض مسار تلك الخطة، وضرورة التَّحسُّب الباكر لها. ومن أهمَّ تلك المعيقات مظهرُ الشُّموليَّة العسكري للنِّظام، وقتها، والذي رأى الرَّجل، ولا بُد، أن من شأنه عرقلة مسعى أيَّة حكومة غربيَّة، إنْ رغبت، في إقناع دافعي الضَّرائب بالتَّطبيع معه، لا سيَّما في ظلِّ "ديموقراطيَّة ليبراليَّة" تقوم على "المحاسبة" عبر صناديق الاقتراع، دورة إثر دورة، كآليَّة للتَّنافس الحزبي! من ثمَّ لم يهدأ للتُّرابي بال حتَّى تمَّ حلُّ "مجلس قيادة الثَّورة" في 16 أكتوبر 1993م، وتحويل معظم أعضائه إلى ولاة، ووزراء، وسفراء بالملابس المدنيّّة!
قد يحاجج بعض الإسلامويين بأن ذلك الإجراء ترتَّب، أصلاً، على اتِّفاق مسبق بين قادة الإسلامويين المدنيِّين والعسكريِّين قبل الانقلاب! لكن سرعان ما سيتَّضح أن هذه الحُجَّة مردود عليها بلسانين، أوَّلهما زعيم بأن التاريخ المتَّفق عليه، إن كان ثمَّة اتِّفاق أصلاً، هو منتصف العام 1992م، وليس أواخر العام 1993م؛ وثانيهما أن العسكريِّين، عندما سألوا التُّرابي كم سيبقون في الحكم بصفتهم العسكريَّة تلك، حدَّد لهم ثلاثين سنة!
مهما يكن من شيئ، فقد انطلق التُّرابي، بتلك العقيدة السِّياسيَّة، يسافر، ويحاضر، ويحاور، هنا وهناك. فجاءت، في السِّياق، أبرز زياراته للفاتيكان، ولواشنطن، ولأوتاوا، وإلى ذلك لمدريد حيث ألقى محاضرته المحضورة بجامعة قالا "القلعة"، في أغسطس عام 1994م، عن الحركات الإسلاميَّة بشمال أفريقيا، فضلاً عن لقاءاته بحاخامات اليهود الفرنسيِّين، والتي أثمرت، بلا شكِّ، في إنجاح اجتماع السَّاعتين الذي رتَّبته له المخابرات الدَّاخليَّة الفرنسيَّة، مع مديرها فيليب روندو، بقاعة كبار الزُّوَّار بمطار شارل ديجول، في حضور محي الدِّين الخطيب، الملحق الأمني بالسَّفارة بباريس، وعطا المنَّان بخيت، السِّكرتير الأوَّل، وهو الاجتماع الذي فتح الطريق، لاحقاً، أمام صفقة تسليم كارلوس مقابل صور الأقمار الصِّناعيَّة التي مكَّنت من تسديد ضربة ناجحة، آنذاك، لمعسكرات الجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان، الأمر الذي لم يغفره جون قرنق للفرنسيِّين حتَّى بعد أن شغل منصب النَّائب الأوَّل لرئيس الجُّمهوريَّة في عقابيل اتِّفاق نيفاشا عام 2005م. وغنيُّ عن الذِّكر، ولا بُدَّ، أن أكبر وأهم أجهزة الاستخبارات الغربيَّة لم تكن، بالطبع، لتنأى بنفسها عن مشهد تلك التَّحرُّكات.
سوى أن مردود كلِّ تلك الخطوات التي اتخذت للتَّقارب مع الغرب، سعياً لفكِّ عزلة النِّظام الدَّوليَّة والإقليميَّة، لم يكن مُرضياً للكثير من أركان الحركة والنِّظام الإسلامويَّين، حيث لم يُحسب، في اعتبارهم، مكافئاً لما بُذل في سبيله! مع ذلك فإن الغرب، على ما يبدو، لم يرتو، بل واصل إلحاحه في المطالبة، وفق منهج العصا والجَّزرة، بإنفاذ المزيد من تلك الإجراءات، حتَّى بلغ الأمر، في خواتيم التِّسعينات، حدَّ المساس "الخطر" بموقع الرَّئيس نفسه، مِمَّا أفضى، عام 1999م، ضمن أسباب أخرى، مباشرة وغير مباشرة، إلى شقِّ الحركة والنظام، من فوق ما عُرف بـ "مذكِّرة العَشرة"، ثمَّ إلى واقعة "المفاصلة" الشَّهيرة التي أطاحت بالتُّرابي نفسه، وبأحلامه الشَّخصيَّة، إلى خارج السُّلطة!
تنبغي الإشارة، هنا، إلى أن التُّرابي سعى، في ما بعد، ولم يقصِّر بعض خصومه داخل الحركة والنِّظام الحاكم في مجاراته بالمقابل، إلى إدارة ذلك الخلاف، لا بالاقتصار على طابعه السِّياسي العملي، فحسب، وإنَّما بدلق مختلف المدلولات الدِّينيَّة على سطحه، بما في ذلك التَّكفير والتَّكفير المضاد!
لكن لئن جرى جُلُّ ذلك، مع ذلك، في مستوى "السِّياسة العمليَّة"، كما أشرنا، فإن الانقلاب الأكبر، في الحقيقة، كان قد وقع في المستوى "الفقهوفكري"، قبل تلك "المفاصلة" بسنوات، حيث أن تفاقم عزلة النِّظام، واشتداد الضُّغوط عليه، وتزايد المخاطر الناجمة عن كلِّ ذلك، فضلاً عن شُحِّ وتباطؤ مردود التَّطبيع مع الغرب، قد أفضى إلى حَمْل التُّرابي على ظهر مغامرة "فقهوفكريَّة" غير مسبوقة بكلِّ المقاييس!

(3)
في البداية لم يكن الأمر مغامرة بهذا المعنى، بل جاء محتشداً بالبراءة الدِّينيَّة، من خلال خطاب راح الرَّجل يبثُّه لتقريب الإسلام، حسب ما أوضح بنفسه، إلى الذِّهن الغربي، المسيحي واليهودي، محاولاً تقديم الإسلام لهذا الذِّهن في مستوى ينفي عنه أيَّ انطباع بالتَّشدُّد في معاداة "الآخر الدِّيني"، على وجه الخصوص، وذلك بالتَّركـيز علـى أنه جـاء مصـدِّقاً لما أنزل على عيسى، وموسى، وجمـيع الأنبيـاء قبلهما، حتَّى أباهـم إبراهـيم، حيث كـان دينهـم، أجمعين، هو الإسلام العام، أي الإيمان بربوبيَّة الخالق وحده، وعدم العبوديَّة لسواه.
غير أن المشكلة الكبرى التي شكلت تحدِّياً حقيقيَّاً لذلك الخطاب كانت تكمن في أن غالب الجُّمهور الذي استهدفه في الغرب، من مسيحيِّين ويهود، لا يعترف بالإسلام أصلاً، فلا معنى لأن يقال له إنه يعترف بموسى وعيسى، ما جعل من ذلك المدخل خطة غير ذات جدوى، أساساً، فما الحل؟!
لم يجد الزَّعيم الإسلاموي، يومها، ما يواجه به ذلك التَّحدِّي، سوى خطة بديلة تكاد تكون بلا مثيل، ليس، فقط، في أدبيَّات حركة الأخوان المسلمين التي انحدرت منها حركته نفسها، وإنَّما في كلِّ تاريخ حركة الإسلام السِّياسي، على تنوُّعها، في المنطقة بأسرها، ناهيك عن السُّودان. مستخلص تلك الخطة، ببساطة، أنه، طالما كان الإسلام يعترف بجميع الأنبياء، في تسلسل رجوعيٍّ حتَّى أباهم إبراهيم، فلماذا يصرُّ المسلمون على الانتساب الضَّيِّق إلى محمَّد، ولا ينسبون أنفسهم إلى إبراهيم، الانتساب الواسع، الجامع لهم مع المسيحيِّين واليهود؟!

(4)
في الإطار نشر التُّرابي مقالة توجيهيَّة شهيرة من جزئين، بعنوان "مرتكزات الحوار مع الغرب"، بمجلة "دراسات أفريقيَّة" المُحكِّمة، الصادرة عن "مركز البحوث والتَّرجمة بجامعة أفريقيا العالميَّة". ولم يكتفِ بذلك، بل امتدَّ تأثيره الذي لا يحتاج لإثبات، على صعيد الفكرة الرَّئيسة لمقالته تلك، كي يشمل الأستاذين الجَّامعيَّين: حسن مكي الذي نشر إلى جواره، في نفس العدد، مقالة أخرى بعنوان "حوار الرَّسول الكريم مع اليهود"، وأحمد علي الإمام الذي نشر مقالة ثالثة بعنوان "بشائر مستقبل العالم الإسلامي في وجه التَّحدِّيات الحضاريَّة المعاصرة".
أمَّا التُّرابي نفسه فقد أورد، في الجزء الثَّاني من مقالته المشار إليها، المقتطف المطوَّل التالي: "غالب الأوربيِّين، وقد غفلوا عن دينهم، قد يستفزُّهم المسلم إذا خاطبهم من خلال المشترك الفكري للأديان الكتابيَّة، لأنهم، أصلاً، لا يعترفون بالإسلام، ولهذا نرى أن يكون الخطاب مدرجاً في سياق المقارنة من خلال الحدث الإبراهيمي لأنه هو الأصل المشترك للأديان جميعاً، ويمكن للمسلم ألا ينسب نفسه إلى محمد النَّبي، بل يمكن أن يقول، تلطفاً، إنه لا يريد أن يُسمَّى (محمَّديَّاً)، ليخاطبهم كأنه يريد التَّحدُّث عن هذا التَّقليد الدِّيني الواحد في السِّلسلة النَّبويَّة منذ إبراهيم، وأن تتابع الأنبياء جميعاً ليس إلا تجديداً في تنزيل ذات القيم والمعاني خطاباً لأقوام مختلفين، وفي ظروف وابتلاءات مختلفة. إن هذا هو منهج القرآن في الحوار بين المسلمين والكتابيِّين في سورة البقرة، إذ بعد أن بيَّن العلل التي طرأت على الدِّيانة الكتابيَّة بعد الرِّسالة، ردَّهم كافَّة إلى أصول الدِّين الإبراهيمي، وهو الإسلام. ومن هذا الأساس نحن ندعو إلى أن يتحوَّل الخطاب الإسلامي إلى هذا المشترك الرِّسالي الذي تبدأ به السِّلسلة النَّبويَّة، وكيف أنه لم يقتصر على المحليَّة الجُّغرافيَّة، ولا على الجُّغرافية الزَّمانيَّة، وإنَّما تحرَّك برسالته في كلِّ الشَّرق الأوسط، من العراق إلى فلسطين، فهناك زرع أبناءه وخلافته التي حملت سنَّته، ومن ثمَّ إلى أطراف مصر، ثمَّ إلى مكَّة حيث ترك هناك تراثه وخلافته أيضاً، وبعد ذلك كان إبراهيم عليه السَّلام أوَّل من بدأ يوسِّع دعوة الدِّين السَّماوي الكتابي، لا لقومه خاصَّة مثل الأنبياء من قبله، ولكنه أوَّل نبي وسَّع امتداد الجُّغرافيا على سياق خطابه العالمي، ففتح آفاقاً عالميَّة لرسالته. إننا بمثل هذا السِّياق العلمي في الطرح نستطيع أن ندخل على الغرب الذي يتأثَّر بالعالميَّة" (ع/12، يناير 1995م، ص 18 ـ 19).
ولم تغب فكرة الإبراهيميَّة، كذلك، عن المحاضرة التي ألقاها التُّرابي أمام حشد من مختلف بلدان العالم، بما فيه وفود من أمريكا وأوربَّا جاءت تشارك في فعاليَّات المؤتمر العام لشباب الإسلامويِّين المسمَّى "الاتحاد الوطني للشَّباب السُّوداني"، والذي انعقد بقاعة الصَّداقة بالخرطوم في، أو حوالي، فبراير/مارس 1998م. ففي تلك المحاضرة بشَّر التُّرابي بدستور 1998م، كما دعا الشَّباب للتَّأسِّي بحركة الطلبة في باكستان وأفغانستان "طالبان"، وبحركات الشَّباب والطلاب في أوربَّا، وركَّز، بوجه مخصوص، على أطروحته المعروفة بـ "تحالف أهل الإيمان"، حيث أطلق، في السِّياق، نداءه الشهَّير إلى الشَّباب، والذي تناقلته الصَّحافة وأجهزة الإعلام، يومئذٍ، على أوسع نطاق: "تمرَّدوا، فقد كان إبراهيم متمرِّداً"!

(5)
كان من الممكن، على أيَّة حال، استقبال كلِّ ذلك باعتباره اجتهاداً مشروعاً، ومناقشته، عقليَّاً، في ما لو كان صـادراً من التُّرابي لوجـه الله تعالى، مثلما سبق للنَّاس أن استقبلوا اجتهاد الأستاذ الشَّهيد محمود محمَّد طه، اتفقوا أو اختلفوا معه، وبصرف النَّظر عن موقف من دبَّروا لاغتياله، لاحقاً، بسبب ذلك الاجتهاد، وفيهم جمـاعة التُّرابي نفسه.
لكن عِلة اجتهاد التُّرابي الكبرى، بخلاف اجتهاد الأستاذ الشَّهيد، إنَّما تكمـن في معاظلته المفضوحة للنُّصوص الدِّينيَّة بما يأمل أن يسدَّ لديه حاجة ملحَّة لتبرير ترتيبات سلطويَّة أبعد ما تكون عن وجه الله تعالى؛ فهي حاجة يصحُّ وصفها، والحال هكذا، بـ "الذَّرائعيَّة"، ليس في معناها كأداة بسيطة من أدوات المعرفة، بل كمذهب متكامل في الحياة والمعرفة يتعارض مع المُثُل والمبادئ العقيديَّة، ويكاد يمثِّل الإسهام الفكري الوضعي الأمريكي الأهمَّ خلال الرُّبع الأول من القرن الماضي، وهو المذهب الذي يدعو، حسـب مؤسِّسـه فيلسـوف التَّربية جون ديوي (1859م - 1952م)، لإخضاع النَّظريَّات والأفكار كلها إلى غايات محدَّدة، إنْ خدَمَتها يؤخذ بها، وإلا فلا جدوى من ورائها، إذ لا قيمة لأيَّة نظريَّة أو فكرة، بالغاً ما بلغت قدسيَّتها، إلا بنتيجتها العمليَّة!
التُّرابي، والأمر كذلك، ليس "عقائديَّاً"، بالدَّلالة الدِّينيَّة، وإنَّما هو "ذرائعيٌّ"، بامتياز، في معنى مذهب جون ديوي، وعلى مَن يخالفنا الرَّأي إعادة قراءة هذه المقالة من أوَّلها!

***



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليَوْمُ التَّالِي: المُعَارَضَةُ السُّودانيَّةُ تَتَجَاوَزُ ...
- أُكتوبَر: حِكَايَةُ رَجُلٍ اِسمُهُ بَشِيرُ الطَّيِّب!
- حَوْلَ قِيمَةِ الإجْماعِ بَيْنَ الشُّورَى والدِّيمُوقْرَاطيّ ...
- مَلامِحٌ مِن المُقدِّمَاتِ الفِكْرِيَّةِ لِحَفْزِ الانْفِصَا ...
- عِيدُ أَضْحَى سَعِيدٌ: بَيْنَ رِحَابِ الحُرِّيَّةِ وحَظَائِر ...
- السُّودَانُ وَحُقُوقُ الإِنْسَان: بين السَّيِّئ والسَّيِّئ ج ...
- دَارْفُورْ: دُرُوسُ الانْتِفَاضَةِ والانْفِصَال!
- رِجَالٌ فِي الشَّمْسِ .. رِجَالٌ فِي الثَّلْج!
- أَثَرُ العَلاقَاتِ الإِسْلاميَّةِ المَسِيحيََّةِ عَلَى وُحْد ...
- الدَّوْلَةُ: في الإِبَانَةِ حَوْلَ المَفْهُوْمِ والمُصْطَلَح ...
- إنْكَارُ التَّعَدُّديَّةِ كَعْبُ آخيلِ الإِسْلامِ السِّياسِي ...
- الحِوَارُ السُّودَانِيُّ أَوْ .. عَجَلةُ التَّاريخِ المَعْطُ ...
- مِنْ سَايكِسْ بِيكو إِلى .. دَاعِش!
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [الأخيرة]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [7]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [6]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [5]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [4]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [3]
- الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [2]


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - الإِبْرَاهِيميَّةُ السِّياسِيَّةِ بَيْنَ التَّدَيُّنِ والذَّرَائِعِيَّةِ فِي فِكرِ التُّرابِي!