أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... (( اليوم السابع ))















المزيد.....

يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... (( اليوم السابع ))


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الحلقة قبل الماضية قلنا أن حزب الدعوة وحزب البعث وجهان لعملة واحدة، لايختلفان في طريقة القيادة وطريقة التصفية، وإن اختلفت الاراء والرؤى بينهما.
والمتابع لحزب الدعوة قبل اقصاء الجعفري من رئاسته عن طريق المؤمرات، تلك المؤامرات التى وصلت الى حد التصفية الجسدية حين استطاع البعض من ازاحة (عز الدين سليم )القيادي والمنظر للحزب من طريقه بتفجير سيارته عند مدخل الجسر المعلق في حادثة لم ينساها حزب الدعوة،وحتى بعد اعلان تنظيم القاعدة والذى لم يعلن الحزب العداء له يوما ما، ثم بعد قليل اصبح الجعفرى رئيسا للوزراء.
إن حزب الدعوة سلك نفس مسلك البعث بتصفية القيادات وتسلق قيادات اخرى جديدة ومغمورة في الحزب وهذا ديدن كل الاحزاب المتصارعة على التسلط والهيمنة الشخصية ولانريد ان نذكر اسمائهم ومنهم من كان قياديا فى صفوف حزب البعث أو من الموالين والداعمين ومنهم الان اعضاء في البرلمان.
ان حزب البعث الذى انفرد بالسلطة وجاء عبر انقلاب عسكري في ظل عدم مشاركة احزاب أخرى، فى المقابل فإن حزب الدعوة انفرد بقيادة الأئتلاف العراقي الموحد الذي فاز في الانتخابات، وكل المعنيين بالشأن العراقي يدركون أن قرار الدعوة وإلزامهم بتسليم رئاسة الوزراء للمالكي، ومن بعده للعبادى لم يكن قرارا حزبيا أو عراقيا!!
وأوجه التشابه بين قيادات الدعوة والبعث كلاهما يؤمنان بازاحة المعارضين وبكل الطرق التى تبدأ بالتسقيط السياسي والأخلاقى وتنتهي بالتصفية الجسدية، وكذلك يتشابهان في عدم احترام المواثيق والوعود التي يقطعوها للأخرين وبشتى الحجج.
اما التسلط الدكتاتوري فهو منهج ثابت للأحزاب – الوثنية- التي تؤمن بعبادة الفرد وتسلط القائد الاوحد للحزب وهذا ينطبق على حزب البعث بالرغم من منهجيته الديمقراطية المغلفة وباطنها الخوف والبطش والولاء المطلق للشخص المتنفذ وهذه الصفة اكتسبها حزب الدعوة برئاسة المالكي بالسير وراء الشخص المتنفذ ونفوذ حزب الدعوة لايأتي من ايمان قواعده بقياداته الجديدة لكن بسيطرتهم على مقاليد القرار واقصاء الاخرين من عدم المشاركة له ولاتوجد لهم أي مناهج ثابتة ونراهم يتخبطون في كل شئ .
وعلى مستوى القيادات البعث بنفوذ قياداته المستمدة قوتها من فرض هيبتها عن طريق الولاء المطلق للقائد والنابع من تأزر مقربيه اخضع الباقين له وبالقوة؛ كل هذه الصفات موجودة بين الحزبين وبقياداتها.
بهذه المقدمة أكون قد وفيت أمرين مستحقين الأول طلب بعض الأصدقاء أن اشرح وجه التشابه بين الحزبين بصورة أوضح، والأمر الثانى هو الرد على من يقول إذا كان الأمر كذلك لماذا تقوم غرفة التحكيم من لندن ومحررها سليم الحسنى بتسقيط بعض من رموز حزبه ؟
أما حلقتنا اليوم فهى حول السؤال الأهم :
متى نشأ حزب الدعوة ؟
والسؤال الأكثر دقة : ما هى الأساطير المؤسسة لحزب الدعوة ؟ ومن صنع هذا ؟
إن التأريخ العراقي المعاصر لم يعرف في الحركة السياسية حزبا بهذا الاسم – حزب الدعوة - إلا بعد إنتصار الثورة الإيرانية، مع كل ما قيل ويقال من روايات تذهب إلى إختراع تاريخ مصطنع.
وسوف نضع تأريخا لكل الحركات والمنظمات الاسلامية قبل تأسيس حزب الدعوة، و منها (منظمة الشباب المسلم) لعزالدين الجزائرى عام 1940 فى النجف وشعارها (مجتمع إسلامى ودولة إسلامية) ومجلتها (الذكرى) وقد انشق عنها محمد صالح الحسينى، ثم اعتقل ثم خرج من السجن فذهب إلى بيروت واشترك مع منظمة فتح فى الحروب الأهلية حتى قتل عام 1980 فى بيروت وقبله اعتزل الجزائرى العمل السياسى والإجتماعى.
حركة الإخوان المسلمين عام 1948، والحزب الجعفرى عام 1952 بقيادة محمد صادق القاموسى وعبد الصاحب دخيل (أبو عصام) وانحل بعد سنة من تأسيسه، ثم منظمة المسلمين العقائديين للجزائرى عام 1954 ثم حصلت إنشقاقات عديدة تفرع عنها تنظيم الحركة الإسلامية، وشباب العقيدة والإيمان لمحمد على المرعبى عام 1957، وحزب التحرير وهو انشقاق عن حركة الإخوان المسلمين، ومن أهم رجاله عبد العزيز البدرى، ومحمد هادى عبد الله السبيتى (أبو حسن) من الكاظمية.
ولاشك أن تأسيس الأحزاب الدينية فى العراق قد تأثر بحركة الأحزاب الدينية فى الوطن العربى بل بعضها امتداد لأصلها فى تلك الدول مثلا حركة الإخوان المسلمين فى مصر عام 1928 بزعامة حسن البنا لذلك أسس أول فرع لها فى العراق هو فرعها فى الموصل عام 1948 بقيادة عبد الله نعمة، كذلك حزب التحرير الذى أسسه فى القدس تقى الدين النبهانى عام 1953 وهو انشقاق حقيقى عن الإخوان مطالبا بإرجاع الخلافة الإسلامية وضرورة إقامتها فى الدول الإسلامية وبقى النبهانى أميرا لها حتى وفاته عام 1977.
في العام 1959، وبعد إسقاط النظام الملكي بأشهر قليلة، كان التيار اليساري يجتاح الشارع العراقي، وبات العراق يشهد إنقساما سياسيا وشعبيا حادا، وكانت أخطاء اليسار المتطرفة والقاتلة تغذي مخاوف عميقة في المجتمع على الصعيد السياسي داخليا وإقليميا.
في تلك الأثناء كان نفوذ المرجعية الشيعية المتمثلة بالسيد محسن الحكيم يتصاعد، وقد كان الحدث السياسي الراهن يومئذ مناسبة ذهبية لتعزيز الدور السياسي المتميز لتلك المرجعية، وكانت مواجهة هذا المد المتصاعد هي تلك الفرصة، فبادرت المرجعية إلى تأسيس جماعة العلماء برئاسة العلامة الشيخ مرتضى آل ياسين،وضمت الجماعة وجوها بارزة في حوزة النجف، فضلا عن وكلاء المرجعية في مختلف أنحاء العراق.
والحال أن جماعة العلماء كانت إطار المرجعية ووكلائها المنتشرين في مختلف مناطق العراق لتنسيق التحرك وإدارة الصراع في مواجهة المد اليساري العاتي، وإن كانت قد بدأت نشطة كاسحة، فقد عادت بعد قليل إلى خمولها السياسي وإنشغالاتها الدراسية.
مع أن الجماعة أعادة نشاطها مرة أخرى بعد خمس سنوات، لكن فى إطار أضيق هى جماعة العلماء في بغداد لتسجيل حضور سياسي شيعي ضاغط في العاصمة يسعى إلى إستخلاص الحقوق السياسية للشيعة. ولم تكن جماعة العلماء في آلية عملها أو طريقة نشاطها أو منتسبيها لتمثل حزبا أو تسعى إلى إنشاء حزب، وعلى أية حال لن يخفى على من يعير الإنتباه المناسب سبب تحريك تاريخ تأسيس الحزب المفترض من العام 59 إلى عامين قبل هو أن الحزب قد انطلق عند من يزعم إنطلاقه فى هذا الوقت، ليس كرد فعل على حدث سياسي معين، وإنما لحاجة المجتمع العراقي إلى حركة إسلامية تقوده نحو تطبيق الإسلام، مع أن الإسلام كخيار سياسي لم يكن مطروحا أصلا يومها في ظل نفوذ واسع للحركة الشيوعية والقومية.
لكن هناك من حاول أن يسطوا على تلك الجماعة من خلال السيد محمد باقر الصدر ذو الحضور المتميز في هذا الصدد، حيث أن العلاقة الملتبسة والغامضة بينه وحزب الدعوة الإسلامية لاحقا هي بوابة الإستحواذ على تاريخ جماعة العلماء، على أنه تاريخ الحزب.
وفي تلك الأثناء، وبعد أن خمدت جذوة المد اليساري في العراق ودب الخلاف بين الحزب الشيوعي العراقي وعبد الكريم قاسم إلى حد تحميل الأول مسؤولية أحداث الموصل وكركوك الدموية 1959 وإعتقال بعض قادته وكوادره والحكم على قسم منهم بعقوبات وصلت الحكم بالإعدام، تقدمت مجموعة من نشطاء حركة الإخوان المسلمين بطلب إجازة حزب باسم (الحزب الإسلامي)، وقد رفض الطلب بادئ الأمر ثم أجيز تحت اسم (الحزب الإسلامي الجمهوري).
كانت اطروحات وكتابات قادة ومفكري الإخوان المسلمين الأم تشكل دليل عمل ومنهاجا للإسلاميين في العالم العربي، ولم يكن العراق بمعزل عن محيطه في هذا الصدد. فقد كانت كتابات سيد قطب ومحمد الغزالي ومحمد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم تلقى رواجا في أوساط المتدينين، وحيث لم تكن الخلافات المذهبية قد إستفحلت حينها، فكان الحزب المذكور سيستقطب المتدينين الشيعة الذين يجدون في أفكار أولئك الإسلاميين منهجا لتحكيم الشريعة.
الشاهد أن فكرة الدولة الإسلامية لم تكن مطروحة عند الشيعة، وكان باب الحزب – الإسلامى الجمهورى- موصدة في وجههم، ذلك أن الحزب كان جزءا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والإخوان يشترطون بالمنتمي لحركتهم أن يكون مسلما سنيا قريب من منهج ابن تيمة، ومع ذلك بقي الناشطون الإسلاميون الشيعة يلتفون حول الحزب وحركته حتى دون إنتماء.
ومما سبق فقد كان الأمر يمثل دافعا إلى تأسيس حزب إسلامي شيعي مقابل، وكانت إجازته من الدولة لن تلقى أي صعوبات تذكر أسوة بالحزب الإسلامي الجمهوري، ومن الشائع أن الشهيد الصدر قد دارت في ذهنه فكرة تأسيس حزب إسلامي، مثلما شاع بأن تصوره كان يقوم على مراحل للعمل الحزبي يبدأ بالدعوة والإعداد، فمرحلة الإنتشار بين الأمة ثم قيادتها وأخيرا تطبيق أحكام الإسلام، وإن صحت مثل هذه الفكرة، فإنها لا تعني برنامج حزب وإنما فكرة عامة حتى لو طرحت في سياق البحث عن أداة تنظيمية سياسية شيعية على ضوء إجازة فرع الإخوان المسلمين في العراق وتعذر الإنخراط فيه، ولكن هذه االفكرة ستتخذ لاحقا دليلا على تأسيس حزب الدعوة الإسلامية على يد السيد الشهيد الصدر، مع أن الثابت حتى في أوساط الكثيرين ممن عرفوا الرجل عن قرب أنه عرض فكرته على المرجعية الممثلة يومذاك بالسيد محسن الحكيم الذي نهاه عن هذه الفكرة، وبذلك طويت فكرة تأسيس حزب إسلامي شيعي فانصرف إلى الكتابة والتأليف في الفكر الإسلامي وخيرا فعل ..... وللحديث بقية مع سؤال من صنع الأساطير المؤسسة للحزب ... والسلام .



رابط الحلقة السابقة : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=490534



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ... ...
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ... ...
- مسجد الإمام الحسين اغلق فأين أنتم ؟!!
- اباطيل وزارة الاوقاف المصرية واجرامها
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ((( ...
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى (( ...
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى ... ...
- يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى الي ...
- (ملاحظات على قضية التدويل الإسلامى للأماكن المقدسة)
- اسئلة حائرة ..... ملامح الخروج من الأزمة .... الحلقة الثانية
- سياسة الفوضى ............. اسئلة حائرة ........... وأجوبة غي ...
- الشيعة العرب ........... تفجيرات مساجد الشيعة وحارة اليهود 4 ...
- الشيعة العرب ومناط الخلل السياسى و الاجتماعى 3/3
- الشيعة العراق ................. 2/2
- الشيعة العرب ............. (( فى مواجهة الأزمة )) 1/1
- الملعب الامريكى (( اليمن والنووى )) بين العرب وايران
- غياب العقول وشبح الطائفية فى حرب اليمن
- (( الميليشيات الوقحة)) سامى كليب لا يتجمل ولكنه يكذب
- استقطابات عارمة ............... شيخ الازهر فى الفخ الايرانى ...
- استقطابات عارمة ............... لعبة شد الحبل بين السنة والش ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... (( اليوم السابع ))