أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - البيات الحضارى














المزيد.....

البيات الحضارى


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى كل يوم انفجر غيظا من رصد مفردات واقعنا الحضارى، كثير من أساتذة جامعاتنا ومثقفونا المنوط بهم أفكار التطور يبتلعون وقائع التخلف الفكرى ويمارسون البيات الحضارى، ومع أول هزة للتطور يتقاعسون عن الإمساك بموضوعية الفكر ويعانون من هشاشة إرادة التغيير، ولأن طبيعة البناء الثقافى للناس يحدد مدى قابليتهم للانقياد وخضوعهم للحكام، ولأن الحكومات المتعاقبة فى مصر منذ بداية الخمسينات فى القرن الماضى، وحتى الآن، تسعى لأن يدوم لها أمر القياد وتسليم العباد، فإنها تكالبت على تسخير إمكانيات المجتمع لتخدم رغبتها فى ممارسة الحكم غير الديمقراطى، وأنتجت مواد ثقافية مهينة على مستويين :
المستوى الأول ينتج ثقافة فردية متخصصة تصل لصاحبها بالتخصيص، تصنعها مدارس الحكومة وجامعاتها، على هذا المستوى كسرت حكوماتنا المتعاقبة حاجز استقلال الجامعات وجعلتها كتاتيب لتحفيظ الأدعية المستجابة عند السلطة، والمستوى الثانى ينتج ثقافة شعبية عامة تصل للناس دون تخصيص مباشر، تصنعها أجهزة الدعاية والإعلام الحكومية، وعلى هذا المستوى حاصرت حكوماتنا المتعاقبة معظم منابر الفكر، وحالت دون نشوء أحزاب حقيقية أو جمعيات أهلية مستقلة، وانفردت أجهزتها الإدارية بتأميم العقل المصرى فى اطر من مسلمات ترى أن حكامنا فوق الحساب وبعيدون عن المسائلة، وأصبحت ثقافتنا المعاصرة نتاجا حكوميا متخلفا يعانى من اهتزاز القيم وانهيار النسق العام للشخصية المصرية.
هكذا نعيش أزمة ثقافية تتمثل فى فقد المعايير الموضوعية والحضارية للحكم على القيم، وغلبة شريعة القبيلة على حرية الأفراد، واختلاط الفكر الموضوعى مع الرؤى الشخصية، وتفسير الوجود الحقيقى للأشياء بوجود مواز لأشياء أسطورية، وانحشار عقولنا فى دوائر من ضيق الأفق الفكرى وتراجع قلوبنا عن إرادة التغيير.
أزمتنا الثقافية يمكن حل بعض مشكلاتها المادية بأساليب منخفضة التكلفة، فجامعاتنا ومقار الأحزاب والمقاهى ودور العبادة والمصانع، تستخدم موسميا لإلقاء المواعظ والسمر والحملات الانتخابية، وبهذه المقار يوجد أكثر من مكان يصلح لأنشطة المسارح ودور العرض السينمائى وقاعات المحاضرات، فلماذا لا تستخدم هذه الأماكن ليتم تفعيل ديمقراطية النشاط الثقافى بين جموع الناس؟ بدلا من غلق دور العبادة والعلم ومقار الأحزاب، واقتصار دورها على تلقين الناس، أدعية الصبر وشكر أصحاب النعم.
فى بلادنا كثير من القادرين مادياً على التبرع، من باب الإيمان وتكفير الذنوب أو من باب التجارة والدعاية وتكفير الذنوب أو من البابين معا، لدينا ثراة قادرين على تبنى أنشطة ثقافية مختلفة، لكن جهودهم تجهض من ضبابية الفهم الحكومى لمعايير التطور الحضارى، وتجهض ومن سلبية المشاركة لكثير من المثقفين فى ساحة العمل الثقافى، باعتبارهم أكثر الناس اقترابا من الفكر الإبداعى، ومن التخاذل الفكرى لكثير من أساتذة الجامعات باعتبارهم أكثر الناس اقترابا من الفكر الموضوعى.
ومع أزمتنا الثقافية، يبقى كثير من أهل مصر على طريق التحول الحضارى، يتجرعون شظف العيش تحت سطوة الخوف، يخشون حرية البوح وفعلة الحب المكين.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!صناعة دماغ.. ثقيلة
- !!.. للشهامة ضوء أحمر
- موت إبن الملك
- موت ابن الملك
- !!صاحب الهوى.. الديمقراطى
- !!دراساتنا العليا.. بلا وكسة
- !! .. موائد اللئام
- !!التلوث .. بالصمت والأمونيا
- !! فسادنا .. ثقافة فقر
- !!.. عملية إختيار مدير عام
- !! التسعة جنيهات.. ياخرابى
- !! .. حرب المعيز
- !! .. شحّاتين الّطرب
- مطرب .. بالصدفة!!
- !!.. ورم تلفزبونى خفبف
- الموت .. فى عبوات مزركشه
- حظك00 يا برج الحمار


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - البيات الحضارى