أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حلمى شعراوي - ذكريات -إيريك رولو-.. -فى كواليس الشرق الأوسط















المزيد.....

ذكريات -إيريك رولو-.. -فى كواليس الشرق الأوسط


حلمى شعراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ظننت أنى سأنعم بقراءة كتاب عن ذكريات صحفى بارز " مثل إيريك رولو" ، يعرف العالم العربى فى رؤاه الخارجية ، حتى تشمل علاقاته الأفريقية ، أو فى صراعاته التى لا تتوقف ، خاصة وأن الذكريات المشار إليها فى مطلع كتاب " فى كواليس الشرق الأوسط (2015) تبدأ من 1952وحتى عام 2012 ...ولكني وجدت عالما خاصا يحيط بمصر وفلسطين ويحيطان به فى ظروف نعانى فيها ندرة النصوص المحترمة عن هذه الفترة فى العالم الشمالى خاصة .
" وإيريك رولو" ( 1926- 2015 ) لم يكن بالشخص البسيط ، فى صلته بما يعلم ، فهو الصحفى والكاتب الديمقرطى الذى ظل العالم يتابع كتاباته بعناية على مدى أكثر من نصف قرن عبر صحيفة " لوموند " الفرنسية . وهو اليهودى المصرى ( إيلى رافول ) الذى أبعد عن مصر منذ 1951 " كيهودى يسارى " ، لكنه يعود إلى القاهرة 1963بدعوة خاصة من " جمال عبد الناصر" تتم لأول مرة مع صحفى أوربى ليحمله رسالة إلى " الغرب " عامة ، وإلى " فرنسا ديجول " بوجه خاص ، بأن مصر التى تبنى نفسها بعلاقات متنوعة مع العالم الخارجى ، تعتبر العلاقات مع "الغرب " ليست مضادة بالضرورة لعلاقاتها مع "الشرق" فى ظل المشروع القائم عن عدم الانحياز...."
كان عبد الناصر يجيد إقامة هذه العلاقات مع شخصيات صحفية وكتاب وأساتذة تذهب بأى منها إلى أهدافها البعيدة ، مثل علاقته مع " ديفيد هيرست" من "الجارديان " التى خصه خلالها بأهم الأخبار والمواقف ، ومثلها مع مفكرين مثل " شارل بتلهايم " و"رودونسون" ..الخ ممن كانوا يشكلون أحد مصادره فى التفكير ، ومعرفة العالم، وخاصة فى الغرب .
كنا نحن الباحثين الشبان ، فى مواقع العمل السياسى الرسمى نفهم الكثير من خلال هذه المقابلات عند نشر "المسموح" منها ، لذلك لم أدهش لقول السفير الجزائرى المعروف ، " الأخضر الابراهيمى " فى تقديمه للترجمة العربية لكتاب "إيريك رولو" : بأنه يشكل للجيل العربى الناشئ مرجعا ثمينا ...
ومن اقترب من "إيريك رولو" ولو اقترابا طفيفا مثلى ، يعرف قدر الرجل ، كما يقدر روحه العالية فى تفهم الواقع المأسوى العربى أيضا، وكنت قد التقيته فى باريس مبكرا، فقادنى بلطف إلى أكبر محررى الشئون الأفريقية فى "لوموند" وهو "فيليب ديكران" ، ثم التقيته بمودة خاصة فى القاهرة عام 2007 مدعوا من قبل مركزنا " للبحوث العربية والأفريقية " وعدد من المنظمات الأوربية منها " روزا لوكسمبورج" ، و"لوموند" نفسها التى جاء مدير تحريرها مع "إيريك رولو" ، وعدد من شخصيات اليسار الأوربى فى حوار مع شخوص اليسار العربى مما شكل لقاء كبير الفائدة ، وشهد حوارا فكريا عالميا حول مشاكل العالمين ، وإن لم يشأ الرأى العام العربى أن يستفيد منه كثيرا حين صدرت نصوصه فى كتاب : " حوارات ساخنة (2008)
فى هذه اللقاءات يستطيع المرء أن يتفهم كيف يكون الأوربى موضوعيا ، والكاتب المخلص لمهنته مفيدا ، لو خلصت نيته ، وقد بدا لى "إيريك رولو" من هذا القبيل ، خاصة عندما يتأمل المرء تعبيره الصريح وليس مجرد أسرار "الكواليس" فى عالمنا العربى ومناوراته من جهة ، ويرى كل صباح ما يجرى للشعب الفلسطينى الذى طحنته الآلة الصهيونية ، فى أرضه وشبابه ومستقبل مشروعه الوطنى ...من جهة أخرى ، تحت نظر كل القوى العربية المتصارعة ...وللحق كانت رؤى "إيريك رولو" تنبئ بذلك مبكرا
لقد رأى "إيريك رولو" منذ حضوره لمصر عام 2007 وحتى الآن أن الحديث بشأن فلسطين " لا يجرى إلا عن عملية الاستيطان ، وليس عملية السلام ..".لأن اسرائيل لم تٌرجع طوال عمرها أى متر واحد من المساحات التى احتلتها عسكريا فى فلسطين ..ولذا لا يجب أن يرتاح العرب لحديث الاشتراكيين الأوربيين أنفسهم عن عملية السلام "...
وفى حديثه عن تغلغل الأمريكيين والاسرائيليين فى العالم العربى ، إنما يرجعه فى أكثر من نص إلى انعدام تأثير العالم العربى وأوربا على الساحة الدولية " ، وتمتع الولايات المتحدة بآلاف القواعد العسكرية فى العالم وخاصة فى العالم العربى ، والغريب أنه فى ملاحظات أحدث يتكلم عن ضعف أوربا ..حيث لا تتمتع القضية الفلسطينية مثلا بأى تأثير لها ، بينما يدفع الأوربيون مليار يورو سنويا للفلسطينيين ! وهو يرى أن تاريخ التعاون العربى الاسرائيلى نفسه ليس حديثا ، لأن ثمة مساعدة متعددة الصور قدمتها الدولة العبرية للقبائل الملكية فى اليمن منذ عام 1962 فى خدمة مصالحها ومصالح الولايات المتحدة والسعودية ..."وينبه "إيريك رولو" إلى الخطورة المشتركة لقوة التيار الدينى والاسلام السياسى فى العالم العربى من جهة ، ونفس التيار الدينى المتطرف بين المستوطنين الاسرائيليين ذوى النفوذ فى اسرائيل من جهة أخرى ، مع شرح ذكى وعميق للفرق مع الإسلام أو الوجود الموضوعى للإسلاميين فى المجتمعات العربية والأوربية ...
"إيريك رولو" عبْر أكثر من 350 صفحة ، يشبع القارئ بكثير من مفاجآته المعلوماتية التى لا يسمح المجال هنا لذكرها ، عن عبد الناصر ومن حوله ، وعن رعونة السادات وتهوره وشبقه بالعلاقة مع الولايات المتحدة واسرائيل ..! وهو لا يتحفظ عن ذكر مقابلة السادات "السرية " لممثلى الولايات المتحدة ، فى جنازة عبد الناصر فيطلبهم لمقابلته طلبا لدعم الامريكيين له ، بينما الجثمان والضيوف فى انتظاره .
وهو دائم التنبيه إلى ضعف المفاوض العربى حتى اتفاقية أوسلو التى اعتبرها عرفات – وفق نصه " نهاية فصل من الآلام والعذاب " ، بينما بدت "لرولو" بعد ست شهور أنها كانت "محض رؤية ذهنية " ...وان شيئا لم يتغير على الأرض إن لم يكن ازداد سوءا!
ورغم ذلك يذكر "رولو" أن عرفات مات بموافقة تليفونية من بوش لشارون ، " بسم لا يترك أثرا " ، "وفق تقرير طبيبه .
وبعد أن يشرح حدود "السلام الاقتصادى" الذى تنشده السياسات الاسرائيلية لا أكثر وفق نظرة استيطانية تسيطر عليها ، يقول فى النهاية أنه لم تتحقق النبوءات العربية أو الاسرائيلية : فلم يبتلع العالم العربى اسرائيل ، ولم تشهد الدولة العبرية كوارث متصلة ...
وحيث كنت أتصور أننى سأجد أيضا مفاجآت عن علاقة العرب بالعالم المتنوع وجدت فقط معارف كثيفة عن مصر واسرائيل والحركة الفلسطينية ، وقد روى "الرفيق حواتمة " جزءا من هذه العلاقات فى مداخلته للندوة التى لم يحضرها فى الجامعة الأمريكية مؤخرا احتفاءا بالكتاب .
ورغم أن "رولو" أفصح أيضا عن معارفه حول مقتل " لومومبا وزيارته للجنوب الأفريقى ، فإنى بدوت أليفا بذلك بمالايدعو لعرضه هنا . ولكنى تأكدت فقط من موقف لرجل ديمقراطى أوربى عن أكثر المشاهد مأسوية على أرض القارة ، وإن كان "الوطن العربى " أصبح أكثر مشاهدة لمثل هذه الآلام .



#حلمى_شعراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى تكريم سمير أمين
- محاججة حركات الإسلام السياسى في علاقاتها الدولية


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حلمى شعراوي - ذكريات -إيريك رولو-.. -فى كواليس الشرق الأوسط