أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - احمد عبد الله الحسو - في الذكرى الاربعين لرحيل فقيد الثقافة والتعليم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط















المزيد.....

في الذكرى الاربعين لرحيل فقيد الثقافة والتعليم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط


احمد عبد الله الحسو

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 18:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الذكرى الاربعين لرحيل فقيد الثقافة والتعليم
الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط
بقلم : أ.د. احمد عبد الله الحسو*
نعت وسائل الاعلام في التاسع عشر من الشهرالماضي الدكتور محمد صادق المشاط الذي توفاه الله في مهجره في مدينة فانكوفا في كندا ، إثر مرض عضال لم يمهله طويلا .
الدكتور المشاط شخصية عراقية مرموقة كان لها دورها البارز في اكثر من مجال فقد شغل الرجل - رحمه الله - مناصب دبلوماسية عديدة ؛سفيرا للعراق في فرنسا والنمسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ، ثم آثر الاستقالة من منصبه سنة 1991م واستقر مع اسرته في كندا حتى وافاه الاجل مساء يوم 19- 09- 2015 م. وقد دون المرحوم المشاط جانبا من آرائه السياسية في كتاب بعنوان : (كنت سفيرا للعراق في واشنطن...) ، وهو كتاب اثار جدلا كبيرا في الاوساط السياسية ؛ و تناوله بالتعقيب كتاب ومحللون عديدون .
وحيث ان تجربة الدكتور المشاط في المجال الدبلوماسي كانت موضع اهتمام عديدين ومنهم الدكتور عبد الخالق حسين فيما نشره في (الحوار المتمدن -العدد :4936 من سنة 2015 ) فسوف اخصص مقالي هذا لإعطاء لمحة عن دوره في التعليم الجامعي متمثلا بحقبة رئاسته لجامعة الموصل التي تولاها اكثر من سبع سنوات (1970-1977 م) كان لي شرف العمل معه طوالها، بحكم عملي الوظيفي نائبا له .
كان المرحوم المشاط رجل إدارة من الطراز الاول يمتلك سعة افق وتصورا علميا لما يجب ان تكون عليه الجامعات قياسا على الجامعات العالمية لذا فانه لم ينظر الى الادارة الجامعية على انها مجموعة تعليمات وقواعد يصدرها من يقف على رأس الهرم الجامعي ويطبقها من يرتبط به ضمن قوالب وتعليمات ، بل نظر اليها على انها كيان حي ،وعملية ادارية تعليمية متطورة لا تنفصل عن محيطها الحيوي ، بل تشكل موضع القلب منه. ويبدو هذا واضحا في نهجه الاداري والتعليمي الذي تبناه في إدارته لجامعة الموصل ، إذ لم يتبع نهجا تقليديا في اختيار من يعمل معه ، بل كان يبحث بنفسه عن الكفاءات والشابة منها بشكل خاص .ولقد نجح في استقطاب شخصيات علمية كبيرة في امكاناتها ممتلئه بحيويتها ممن تشكل منهم فريق عمل كفء من عمداء ونواب رئيس ورؤساء اقسام ومسؤولين كانوا يعملون بشكل منقطع النظير.
وقد كانت هذه الروح بارزة في الصورة التي كان عليها مجلس جامعة الموصل في عهده، فقد كان بمثابة خلية نحل في نشاطاته وكان المرحوم المشاط قادرا ان يرسخ روحية الفريق الواحد فيه ،حتى في الحالات التي كانت تبرز فيها وجهات نظر مختلفة . ولكي اعطي صورة عن اسلوبه في اختيار من يعمل معه ساذكر نموذجا مما حصل معي عقب تعييني مدرسا في قسم التاريخ بكلية الآداب سنة 1973م ، فقد طلبني لمقابلته ،ولم اكن قد تعرفت عليه بعد ، فاذ هو يقول لي : ( علمت انك تربيت في بيت يُقَدِّرُ الثقافة وانك تعيش في كَنَفِ مكتبة عامرة وانك ممن يعشق الكتاب، وانا ابحث عن انسان يمتلك هذا الحب ،وارجو ان توافق على تولي مسؤولية مؤسسة جديدة ننوي ان تأخذ مكانتها في جامعتنا، وهي : الامانة العامة لمكتبات الجامعة . وهنا ادركت ان أحدا ما اوصل اليه ما قلته لاحد اصدقائي وكان قد سألني : ماذا تتمنى بعد حصولك على الدكتوراه، فقلت :( ان حلمي الاكبر ان اكون امينا لمكتبة وان اظل كذلك طوال عمري ). لم اتردد كثيرا بقبول هذه المهمة وشكرت الرجل على ثقته...وعندها سحب - رحمه الله - ورقة بيضاء ثم وقع عليها واعطاها لي دون ان يكتب عليها شيئا ،وقال : (هذه صلاحياتك الادارية والمالية .. اكتب ما تشاء ولكني اريد منك عهدا ان تعمل كل جهدك من اجل ان تكون المكتبة المركزية ومكتبات الجامعة على غرار المكتبات التي تعاملت معها ابان دراستك في انكلترة ).
ضمن هذه الروح ، قامت المؤسسة الجديدة؛ الامانة العامة لمكتبات الجامعة التي توليت ادارتها سبع سنوات، وتمكن كادر مكتبي من الشباب والشابات (انا اكبرهم سنا) من ان نجعل المكتبة مركزية الاحدث بين مكتبات الشرق الاوسط والتي وفر لها المرحوم المشاط ميزانية سنوية لدورياتها العلمية اربعمائة الف دولار،و لغير ذلك مليوني دولار ويزيد من المنهاج الاستثماري سنويا، وميزانية مفتوحة لاستيراد ما يستجد من الكتب والمصادر العلمية .
هذه لمحة عن جانب من دور الدكتور المشاط في سياسته الادارية لجامعة الموصل ، اما دوره فيما اشرت اليه بخصوص نظرته الى المدينة باعتبارها المجال الحيوي للجامعة وباعتبار ان الجامعة هي قلبها النابض ؛ فقد كان كبيرا ويستحق ان يدرس في غير هذه العجالة في مقالي المقتضب هذا . لقد تفاعلت الجامعة مع المدينة واستمدت حيويتها من تاريخها ومن طاقات شيوخها وشبابها -;- يتكاملان ويتبادلان التأثر والتأثير ...حتى غدت جامعة الموصل في عهده كما لو انها ربيع ثالث يضاف الى ربيعي ام الربيعين ، وهو امر انعكس في مجالات عديدة وفي مقدمتها ذلك التواصل مع علماء ومثقفي المدينة فقد فتحت الجامعة مؤسساتها لهم وقامت بطبع كتبهم ودعتهم للمساهمة في تنوير ثقافي وعلمي من خلال نشاطات عديدة خصص لها مركزا متميزا انشأه وهو ( المركز الثقافي الاجتماعي ) وكان من ابرز من ساهم في هذه المجالات الدكتور محمد صديق الجليلي ومؤرخ الموصل المعروف سعيد الديو جي والشاعر الازهري الشيخ محمد علي العدواني والخطاط الشهير يوسف ذنون وغيرهم كثيرون. ولعل من ابرز ما انجزه المشاط رحمه الله انشاؤه لمؤسسة دار الكتب التي اضطلعت بطبع مؤلفات اساتذة الجامعة وكل ما يصدر عنها من مجلات علمية او ثقافية كما فتح ابواب المؤسسة لنشر المصادر التراثية ومنها كتاب ( عقود الجمان في شعراء هذا الزمان) لابن الشعار الموصلي الذي صدر في عشر مجلدات. كما انفتحت الجامعة على فناني المدينة وفي مقدمتهم الفنان نجيب يونس وراكان دبدوب وضرار القدو وعبد الحميد الحيالي ،وقد كان من مظاهر ثمرة هذا التعاون انشاء مؤسسة بيت الفن التي تولاها الفنان نجيب يونس والتي كان لها دورها في خلق حركة فنية واسعة في الجامعة والمدينة على حد سواء ، كما أقامت الجامعة جسورا نشطة مع الحركة الثقافية في المدينة فاهتمت بتوثيق علاقتها بالادباء والفنانين الشباب واهتمت بنشر اعمالهم الادبية والفنية والمسرحية وفتحت لهم قاعاتها وكل امكاناتها ومن ابرز من شملهم هذا الحراك المبدع من شباب تلك المرحلة ومنهم ( مع حفظ الالقاب ) نجمان ياسين ومعد الجبوري وعبد الوهاب اسماعيل وانور عبد العزيز وامجد محمد سعيد وعاصم اسماعيل وغيرهم من المبدعين، وكانت مجلة الجامعة التي تصدرشهريا تستقطب نشاطاتهم بل كان لهم الدور الاكبر في تحريرها ، وقد ربط المشاط رحمه الله هذا النشاط الثقافي بحركة اوسع شملت العراق فاقام موسما ثقافيا استقطب فيه كبار المثقفين والمفكرين والشعراء ..
وبعد ،
فانه لمحزن ان اكتب في وداع عالم كبير واداري قدير،وصديق عزيز ، وان يتزامن مع رحيله حزن آخر : هذا الذي آلت اليه أم الربيعين ( الموصل ) ؛ المدينة التي احبها وأعطاها قلبه وعقله
وانه لمحزن ان يتزامن مع رحيله ما اصاب جامعتها التي كان هو ورفاقه،من اكسبها صفة جامعة العراق الاولى.
رحم الله الدكتور محمد صادق المشاط



#احمد_عبد_الله_الحسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - احمد عبد الله الحسو - في الذكرى الاربعين لرحيل فقيد الثقافة والتعليم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط