أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثن بن محمد شطورو - لحظة الانبعاث العربي














المزيد.....

لحظة الانبعاث العربي


هيثن بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 15:01
المحور: المجتمع المدني
    


إن الحاضر العـربي هو التـوتـر و الخوف من المستـقـبل و الإحساس بالضياع تجاه الذات و العالم. تـترجم هذه المشاعـر عبر مختلف الخطابات الآن. إنها تعبير جلي عن الألم الناتج عن فـقـدان الطمأنينة. إنها لحظة الخروج من الكهف حـسب التوصيف الأفلاطوني تحـديدا، و الخوف من ضوء الشمس الذي يجعل المرء يرى الحقـائـق كما هي و ليس ضلالها و بالتالي الخروج من عالم المجاز و إلحاق الضلال بمختـلف الرغبات الفردية، إلى عالم الأشياء كما هي و بالتالي انـقـطاع المسافات التي تـخـلـقها الذات لنفـسها بينها و بين الأشياء عبر ضلالها و انعكاساتها المضللة في الذهن. انه ألـم الخروج من الذات ـ الكهف ـ بكل ما تمثـله من احتجاب عن العالم إلى الـذات الشمس بكل ما تمثـله من تعري أمام العالم. إنها رحلة الذات نحو رؤية نـفـسها كما هي. إنها لحظة اليقـظـة و الخروج من حالة الأحلام. إنها اللحظة المترددة. إنها إذن أزمة الانـتـقـال من السبات إلى النوم، و إنها أزمة المشي على الـقـدمين بدل المشي على الرأس حـسب التعبـير الماركسي.
إن اللحظة الحاضرة تـتـطـلب شجاعة الأحرار و ليس جبن العبيد. إنها لحظة الانكـشاف للجهل المروع و الأباطيل و الكـذب على النـفس و العالم. لم يعـد العالم أنا المسكين الضحية الذي يتآمر العالم علي و إنما أنا الخائر المازوشي الذي يستعـذب كسله و جهله و انـفعالياته العاطفية الهوجاء.
إنها لحظة انكـشاف الهزال السياسي و الافـتـقـار إلى الفكر و الحيـوية الـفكرية التي تحين نـفـسها حسبما فرضته اللحظة التاريخية. فعلى مدى العالم العربي بطوله و عرضه و بما فيها تونس التي تعتبر إلى حد الآن قد نجحت نسبيا في تحقـيق مسار انتـقـال ديمقراطي، لا يوجد فكر سياسي ينـفـذ إلى تحديد المفاهيم الضرورية و الممكنة لبناء عالم جديد. و حين نتحدث عن الفكر فان المهمة مناطة بالمفكر و ليس بالسياسي، و لكن خيلاء السياسيـين و نرجـسيـتهم المقيتة تصور لهم أنهم أصحاب الحلول و لكن ما أن يحكموا أو يشاركوا في الحكم أو يشاركوا في المعارضة حتى يتبـين مدى الهزال و التخلف الفكري في التكتيكات و آليات العمل. إن النظرة السياسية لازالت تـنحصر في الحـزب الطائـفة أو العـصبـية القبلية(و ان كان باشكال ماركسية) و لا يمكن استـثـناء أي لون سياسي من هذا العـقم المخجل.
أما من الناحية الاجتماعية فلازالت اللحـظة متـوقـفـة في التردد و الانـدهاش و عـدم الـقدرة على الإيمان بالذات كفاعل برغـم وجود استـثـناءات بالنسبة للمجتمع المدني الذي تحرك ضد الاسلامويات الظلامية الرجعية. لكن هذا المجـتمع لا يتحرك الآن من اجل رفع راية الكتاب و الثـقـافة و الفكر، و لا يتحرك من اجل المشاكل البيئية ( إلا لبنان نظرا لتـفاقـم النـفايات المنزلية و لكن دون فاعلية إلى الآن)، و لا يتحرك من اجل فـرض الإصلاحات الضرورية. أي إن المجتمعات العربية مازالت تـفكر عن طريق السلطة أو الحكومة، فهي تحملها جميع المسؤوليات و في الوقت نفسه لا تحمل نـفـسها شيئا، و كل عمل تـقوم به بشكل مناسباتي و ظرفي غير مدرج في هيكلية و تـنـظيم تعتبره انجازا عـظيما. إنها مجتمعات لازالت تحافظ على منطق خضوعها برغم اهتـزاز هذه النـظرة و التـوتـر بـين رفـضها و العمل بمنطقها.
في لحظة الانـدهاش المتوقـف يكون من الطبـيعي ان تـنعق في الأجواء جميع الصرخات الكريهة التي تصور الثورة مجرد مؤامرة خارجية، و كان الشعب لم يخرج الى الشوارع منتـفضا ضد دولة البوليس المافيوية التي أذلـته و أهـانـته. ذاك أن منطق إقصاء الـذات عن الـفعل بكل تجلياته هو في عصر ما قبل الثورة اليقـظة. لكن أجراس اليقـظـة قـد دقـت غـصبا عن الجميع. انه النـفـخ في الصور. إنها لحظة الانبعاث الكبرى.



#هيثن_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثن بن محمد شطورو - لحظة الانبعاث العربي