عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 23:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليبيا ترفض الوصاية الدولية..
بقلم/عبد السلام الزغيبي
في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كان هناك مشروع لفرض الوصاية على ليبيا؛ يتلخص في التالي:
الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية، وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في يوم 13 مايو 1949 وقُدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للإقتراع عليه.
ولكن المشروع باء بالفشل ولم يحصل على الأصوات الضرورية لاعتماده ، نتيجة للمفاوضات المضنية التي قام بها وفد من أحرار ومناضلي ليبيا من أجل حشد الدعم لإستقلال ليبيا ووحدتها .
وهكذا أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21 نوفمبر1949الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952، وكُوِنت لجنة تعمل على تنفيذ القرار وبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
ما فشلت فيه الامم المتحدة في عام 1949، حاولت عبر مبعوثها الاممي (ليون) تنفيذه في جلسات الحوار التي عقدت في جينف والصخيرات بالمغرب.
فشل الحوار ومعه فشلت مهمة المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا نتيجة لرفض الليبيين لبقاء ليون في منصبه، بعد أن فشل في حل الازمة الليبية والتوصل إلى اتفاقية ترضي الطرفين وتخبطه الواضح الذي وصل ذروته بخرقه للاتفاق السياسي ولوثيقة الاعلان الدستوري الليبي التي تنص على أن اختيار رئيسي مجلس الأمن القومي والمجلس الاستشاري السياسي الأعلى، يكون من خلال مجلس النواب،. بالاضافة إلى سعيه إلى فرض إختيار وزراء في الحكومة الانتقالية، في حين أن اختيار أعضاء الحكومة، يكون من اختصاص رئيس مجلس الوزراء ونائبيه.
وهكذا كتبت النهاية لمهة ليون بالرغم من منحه عدة اسابيع اضافية بعد انتهاء المهمة حاول فيها ايجاد حلول تلفيقية يحقق بها ما فشل فيه طوال عام كامل..
من اسباب فشل ليون، محاولته فرض وصاية دولية ( امريكية اوروبية)، أطرافها غير جادة في إيجاد حل حقيقي ودائم للأزمة الليبية ،فكل مايسعون اليه، هو تنصيب حاكم يوقف موجات الهجرة الى أوروبا، ويضمن لهم مصالحهم واستثمارتهم وتدفق النفط إلى أسواقهم .
الحل في رأيي في يد الليبيين وحدهم، و باعتماد الأساليب التي حلوا بها مشاكلهم ونزاعاتهم الاجتماعية على الدوام ، بالصبر والحكمة والمثابرة والاصرار على ايجاد حل يضمن المصالحة والتوافق، واذا لزم الامر لتدخل طرف وسيط، فأمامهم تجربة رجال ليبيا ماقبل الاستقلال الذين استطاعوا رفض الوصاية والظفر بالاستقلال..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟