أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - ما بعد الانتخابات البرلمانية في مصر















المزيد.....

ما بعد الانتخابات البرلمانية في مصر


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بعد الانتخابات البرلمانية في مصر
اخيرا اكتملت اجراءات الدولة المصرية بعد ثورتيها، دستور ورئيس ومجلس نواب. وان لي ان اكتب مقالا جديدا ختاما لسلسلة المقالات التي كتبتها سابقا حول الموضوع. بعد ايام من الثورة الاولى ضد الرئيس حسني مبارك كتبت اول مقال اعلنت فيه ان هذه الثورة لا تحقق الاهداف التي يتامل الشعب المصري تحقيقها بحيث ان كتاب مصريين غضبوا علي ظنا باني استهين بقدرات الشعب المصري.
انا لست مصريا ولكني احب الشعب المصري واحب الشعب التونسي والشعب السوري والليبي واليمني لاني احب جميع شعوب العالم واعتقد ان اي نجاح يحرزه اي شعب في العالم تحرزه شعوب العالم اجمع واي فشل يصيب اي شعب يصيب شعوب العالم كلها.
انا لم اكن متشائما حين توصلت الى ان الثورة لا تحقق اهدافها ولم اكن متفائلا لان التفاؤل والتشاؤم ليس لهما دور في تطور المجتمعات البشرية. ان تطور المجتمعات البشرية يجري وفق قوانين مستقلة عن ارادة المجتمع، مستقلة عن ارادة الانسان. واستنادا الى هذه القوانين توصلت الى ان الثورة ضد حسني مبارك ونجاحها في ازاحته لا تحقق الاهداف التي يتامل الشعب الثائر تحقيقها بعد الثورة.
ادت السياسة التي اتبعت بعد ازاحة الرئيس حسني مبارك الى مجيء السلطة الدينية المتمثلة بحزب الاخوان المسلمين والى انتخاب محمد مرسي رئيسا. وكتبت في حينه "فالسلطة الدينية تعود بالضرورة بالشعب المصري قرونا الى الوراء لان سياستها هي العودة الى حياة عاشتها الشعوب قبل هذه القرون"
وكتبت "العدو الاساسي للثورة وللشعب المصري هو طبقة وليس رئيس او مجلس وزراء او مجلس نواب او غير ذلك. الطبقة تمتلك الدولة بكل مؤسساتها الاقتصادية والسياسية والقمعية والاعلامية وهي لن تتخلى عن سلطتها بالسهولة التي تخلت بها عن اداتها الطيعة، حسني مبارك".
الثورة الحقيقية هي الثورة التي تهدف الى ازاحة الطبقة الراسمالية، عدو الشعب الحقيقي، عن سيطرتها المطلقة على الشعب المصري والدولة المصرية.
في فترة حكم الاخوان ومحمد مرسي شعر الشعب المصري بالمصير الذي تضمره له السلطة الدينية وخرجت عشرات ملايين الشعب المصري لاسقاط حكم الاخوان والرئيس مرسي. ولسوء حظ سلطة الاخوان انها لم تستطع توجيه الجيش المصري الى مهاجمة الشعب المصري كما عجزت حكومة حسني مبارك ايضا في الثورة الاولى. وقف الجيش المصري في الثورة الاولى وفي الثورة الثانية الى جانب الشعب الثائر مما ادى الى ازاحة سلطة الاخوان التي كانت على استعداد ان تستعمل قوة وحشية ضد الشعب المصري للمحافظة على سلطاتها وكما تعمل بوحشية لاستعادة سلطتها.
خلق موقف الجيش المصري العظيم لجانب الشعب شعبية عالية لقائد الجيش عبد الفتاح السيسي لم يحصل عليها قائد مصري قبله. قارنت في مقال لي بين شعبية الرئيس جمال عبد التاصر وشعبية السيسي.
في الثورة ضد النظام الملكي الاستعماري لم تكن لدى الشعب المصري اية شعبية لجمال عبد الناصر لانه كان فيها عبارة عن ضابط في الجيش المصري ربما لم يسمع الشعب المصري باسمه قبل الانقلاب العسكري. تولى الرئيس جمال عبد الناصر الرئاسة فقط لانه كان قائد الضباط الاحرار الذين قاموا بالانقلاب. حصل الرئيس جمال عبد الناصر على شعبيته الكبيرة اثناء سنوات حكمه.
يختلف الامر كل الاختلاف بالنسبة للسيسي. حصل السيسي على شعبيته العظيمة جراء موقفه مع عشرات ملايين الشعب المصري في ثورته ضد حكم الاخوان. وبعد الثورة طلب الشعب المصري كله من السيسي ترشيح نفسه للرئاسة فكان ترشيحه في الحقيقة تلبية لمطلب الشعب المصري كله. وقد كتبت على هذا الاساس ان انتخاب السيسي حتمي بصرف النظر عن منافسيه وان من المؤكد انتخابه حتى بدون جولة ثانية.
الا ان مقارنتي بين ثورة جمال عبد الناصر وثورة الشعب المصري ضد الاخوان المسلمين كانت مختلفة عن المقارنة بين شعبية جمال عبد الناصر وشعبية السيسي. الثورة المصرية حققت انتصارا عظيما رغم كونها انقلابا عسكريا. الثورة قضت على الحكم الاقطاعي المتمثل بالملكية والاحتلال البريطاني الذي كان يسيطر على الشعب المصري وعلى النظام الملكي في الوقت ذاته. الثورة المصرية رفعت الشعب المصري من النظام الاقطاعي الى النظام الراسمالي. وهو النظام الذي ما زال سائدا في مصر سواء تحت قيادة السادات او حسني مبارك او قيادة محمد مرسي. ولم يتغير الوضع بعد الثورة الاخيرة، ثورة ٣-;-٠-;- يونيو. النظام الراسمالي مازال قائما حتى تحت قيادة السيسي وحتى بعد انتخاب البرلمان الجديد.
اما ما يسمى ثورة ضد حكم الاخوان فهو ليس ثورة بالمفهوم العلمي للثورة اذ انه لم يزح السلطة الراسمالية وكل نجاح هذه الثورة هو كونها ازاحت حكم الاخوان والرئيس مرسي.
كتبت في حينه ان انتخاب السيسي رئيسا لن يغير الوضع. فالسيسي كغيره من الرؤساء رئيس مسير وليس رئيسا مخيرا. انه سيكون حتميا رئيسا لسلطة راسمالية رغم ارادته ومهما عظمت نياته ولذلك لا يستطيع تحقيق الاهداف التي يريد الشعب منه تحقيقها. وكتبت في حينه ان البرلمان القادم حتى لو ان كل اعضائه ينتخبون من حركة تمرد لن يكون سوى برلمان راسمالي. فلا يمكن وجود برلمان غير راسمالي في نظام راسمالي.
اظهرت انتخابات البرلمان التي جرت في الاسبوع الماضي ان الشعب الذي خرج بعشرات الملايين خصوصا من الشباب والنساء في ثورته من اجل اسقاط حكم الاخوان وانتخب الرئيس عبد الفتاح السيسي باغلبية ساحقة عزف خصوصا بشبابه ونسائه عن انتخابات البرلمان بصورة غير متوقعة. وقد كانت تفسيرات هذا العزوف من قبل كافة الكتاب كل حسب طريقة تحليله للاوضاع القائمة في المجتمع المصري. وهدف هذا المقال تحليل للوضع كمراقب من بعيد.
عزف الشعب المصري الذي انتخب عبد الفتاح السيسي بمنتهى الحماس بملايينه لانه تامل حدوث تغييرات جذرية سريعة استنادا الى موقفه البطولي الى جانب الشعب المصري في ثورته. كان الشعب يتوقع حركة جدية حقيقية في اتجاه معالجة المصاعب التي يعاني الشعب المصري منها كمكافحة البطالة وازالة الفقر وتحسين مستوى معيشة الشعب المصري الذي يعاني الامرين من ظروف المعيشة في ظل النظام الراسمالي. العمل على تثبيت اسعار مواد المعيشة وتحسين التعليم والمعالجة الطبية وتوفير الكهرباء يوميا بدون انقطاع وتوفير مياه الشرب النقية وغير ذلك من المصاعب التي يعاني منها الشعب المصري.
اذا تتبعنا نشاطات السيسي خلال سنتين من حكمه نرى انها كانت كلها اقتصادية وسياسية لمصلحة الطبقة الحاكمة الراسمالية المصرية. فالجولات العديدة التي شملت عددا كبيرا من دول العالم واجراء الاتفاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية خلالها رغم كونها مفيدة لتثبيت استقلال وسيادة الحكم المصري الا انها مع ذلك لم تقدم للشعب المصري شيئا من الامال التي وضعها وحلم بها نتيجة لانتخاب الرئيس السيسي.
حتى الانجاز العظيم الذي حققته الحكومة بتمويل وادارة وتصميم وهندسة الشعب المصري بدون الحاجة الى الاقتراض او الاعتماد على تدخل دول اخرى، مشروع القنال العظيم، تقتصر فوائده على المشاريع الاقتصادية الراسمالية. وما يعود للشعب المصري نتيجة لهذا المشروع هو ما يتحقق عن طريق المشاريع الاقتصادية وليس بصورة مباشرة.
كتبت في حينه ان الرئيس السيسي لن يكون سوى رئيس لنظام حكم راسمالي بصرف النظر عن رغباته الحقيقية لخدمة الشعب. فهو رئيس مسير وليس مخيرا. وهذا ما يجري في العالم الراسمالي كله. فلا فرق مثلا بين من يكون رئيسا للولايات المتحدة في الانتخابات لن تكون سياسته سوى استمرار للسياسة المقررة للولايات المتحدة. ان السيسي لا يستطيع مثلا ان يقضي على البطالة الا بمقدار ما يحققه توسع الشركات الراسمالي. ويقف التقدم التكنولوجي ضده اذ يؤدي تطوره حتما الى زيادة البطالة. ولا يستطيع السيسي ازالة الفقر لان الفقر هو اداة الراسمالية الضرورية في زيادة غناها وبدون فقر الطبقة العاملة وسائر جماهير الشعب المصري لا تستطيع حتى البقاء على قيد الحياة. وما جرى خلال سنتين من حكم الرئيس السيسي هو تصاعد اسعار مواد المعيشة الضرورية لمعيشة الشعب وزيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة.
اعتقد ان عزوف الشعب المصري عن الانتخابات كان نتيجة للسياسات التي جرت بعد انتخاب الرئيس ورسالة الى الرئيس عبد الفتاح السيسي تعبر عن خيبة امل الشعب المصري وخصوصا الشباب والنساء في تحقيق ما تاملوا تحقيقه من انتخابه.
ان شعار اسقاط النظام الذي كان شعار الثورتين لا يتحقق باسقاط رئيس او تغيير حكومة او برلمان وانما يجب ان يكون اسقاط النظام الراسمالي. ولا يبدو وجود قوة في مصر حاليا تستطيع تحقيق هذا الهدف. ان تحقيق هدف اسقاط النظام الراسمالي يتطلب اولا قيادة تهدف بجدية الى تحقيق هذا الهدف وتستطيع اقناع الشعب بالثورة على النظام الراسمالي وليس الاكتفاء بازاحة رئيس او تغيير حكومة او انتخاب برلمان جديد. وهذه المشكلة هي مشكلة عالمية وليست مشكلة مقصورة على الشعب المصري او الشعب التونسي او على اي شعب اخر. الانسانية كلها تواجه حاليا خيارا بين ان تقضي على النظام الراسمالي او ان تعرض الحياة البشرية على الكرة الارضية الى الفناء.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قانون فناء الضدين
- الامانة والخطأ والصواب في سرد المذكرات
- قصة مؤلمة لا مفر لي منها
- جواب الى الاخ عامر سليم
- مساهمة في حوار متمدن حول ساعات العمل الضروري
- الركن الثاني للماركسية، ركن الاقتصاد السياسي
- قوانين النظام الاشتراكي (حتمية وعدم حتمية الحرب العالمية)
- ملحق مقال الدولة
- قوانين الانتاج الاشتراكي (الدولة)
- جواب على بعض تعليقات المقال الاخير
- قوانين النظام الاشتراكي (الانتاج السلعي)
- قوانين النظام الاشتراكي (نظام الاجور)
- المنافسة في النظام الاشتراكي
- قوانين الانتاج الاشتراكي. اولا (قانون القيمة)
- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
- جواب على سؤال جديد
- اما الراسمالية واما كوكب الارض
- حرب المادية ضد المثالية٢-;-
- حرب المادية ضد المثالية١-;-
- مرة اخرى حول علمية الديالكتيك


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - ما بعد الانتخابات البرلمانية في مصر