أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - معارك تحرير النساء اللا نهائية














المزيد.....

معارك تحرير النساء اللا نهائية


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 23:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إنه السبت 24 أكتوبر 2015 الساعة الرابعة مساء، وأنا أسير تحت المطر فى شارع ادجوير فى لندن، فى طريقى لألقى كلمتى فى مؤتمر نظمته الحركة النسائية الإنجليزية الشبابية الجديدة، لاستعادة حركة الأمهات الثوريات، التى ازدهرت فى ستينات ادجوير، الذى أصبح شارع العرب والمسلمين، يكتظ بالمطاعم والمقاهى العربية والإيرانية والتركية والباكستانية وغيرها، تتصاعد روائح الشيش كباب مع أغنيات أم كلثوم وفيروز، تلتقط أذناى اللهجات الفارسية والتركية والإندونيسية والنيجيرية.
وبالطبع اللهجات العربية، من مصر والسودان واليمن الى سوريا ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، أصبحت أمة العرب جماعات مشتتة من المهاجرين فى جميع بقاع العالم، طبقا لفكرة "فرق تسد" للاستعمار البريطانى القديم "الأب الشرعي" للاستعمار الأمريكى الجديد ودولة اسرائيل والسوق الرأسمالية الحرة فى نهب الأموال.
أكاد أنسى أننى فى لندن لولا ملامح وملابس رجال البوليس الانجليزى الذين ظهروا فجأة فى الشارع الذى امتلأ بآلاف الآلاف لمظاهرة ضخمة للشيعة بملابسهم المميزة وأعلامهم الحمراء تحمل اسم الحسين بن علي، يسيرون فى صفوف لا نهائية، رافعين اللافتات، نقش عليها بحروف عربية وفارسية ولاتينية، النداء لإحياء ذكرى الحسين بن علي، العاشر من شهر محرم (يوافق 24 أكتوبر) ولافتات تحمل "تسقط داعش" والهتافات ودقات الطبول تتصاعد للسماء بأصوات الرجال والنساء والأطفال داخل عرباتهم الصغيرة تجرها الأمهات، وآلاف النساء بملابسهن السوداء من الرأس للقدمين، لكن الوجه مكشوف، لا يغطيه النقاب كما يفعل السلفيون بنسائهم.
أقبل نحوى شباب وشابات يتكلمون العربية، هاجروا بسبب الحروب المشتعلة فى بلادهم، يدرسون بالجامعات الإنجليزية أو يشتغلون بمختلف المهن، من أساتذة بالجامعات الى ماسحى الأحذية، تتألق عيونهم بالأمل رغم كل الصعاب، قرأوا كتبى بالعربية أو الإنجليزية، أخذوا يلتقطون الصور معي، لكل منهم محمول بحجم كف اليد، يقوم بالاتصالات والتواصل العالمى والمحلي، والتصوير والتويتر والايميل والفيسبوك وغيرها. سألت أحدهم عن اسمه، قال أنا "علاء الخطيب" من قرائك يا دكتورة الذين يتابعون كتبك ومقالاتك، أعمل هنا فى لندن فى مجال الصحافة والإعلام. وما هذه المظاهرة يا علاء؟
إنها مظاهرة لإعلان التضامن مع الإمام الحسين بن على ابن عم الرسول محمد، وقد تبنى هذه الأهداف: نعم للثورة من أجل الحرية والعدل، لا للاستبداد، لا للعبودية، لا للظلم، لا للفساد، لا لحكم بنى أمية، لا للتوريث. هذه الكلمات نطق بها الحسين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ونحن نرفع أيضا شعار "تسقط داعش" التى تقطع الرؤوس، تقليدا لبنى أمية الذين بدأوا قطع الرؤوس فى تاريخ الاسلام، فقطعوا رأس الإمام الحسين، بعد أن رفض بيعة يزيد بن معاوية الذى أخذ الخلافة بالوراثة.
فى هذا اليوم ذاته كانت مظاهرة أخرى فى لندن، تنظمها حركة الحدود المفتوحة، مجموعة من الشباب الراديكالى الرافضين للحدود المغلقة أمام المهاجرين من البلاد الأخرى، رافعين شعار: لا للقهر بسبب الجنسية أو الهوية. وفى هذا اليوم ذاته أغلقت شوارع نيويورك مظاهرة ضخمة لمدة ثلاثة أيام، رافعة شعار: انهض فى أكتوبر، ضد العنصرية وإرهاب البوليس الأمريكى الذى يقتل السود وذوى البشرة البنية الداكنة، يقود المظاهرة مجموعة من الثوريين الأمريكيين، منهم نوم تشومسكى وكورنيل ويست وكارل ديكس وجينا بلا فونت وايف انسلر، وجمال جوزيف وارتورو اوفاريل وستيفن فيلبس وغيرهم ممن شاركوا فى مظاهرات نيويورك ضد الرأسمالية الشرسة، فى حركة "احتلوا وول ستريت" عام 2011، وشعارهم 99% لا يملكون شيئا بينما 1% يملكون كل شيء.
أطباء نيويورك بقيادة الطبيب "برنارد لون" يشاركون فى انتفاضة أكتوبر 2015، أعلنوا أن الاطباء فى مواجهة سرطان العنصرية، يرددون كلمات "لوثر كينج" الذى اغتاله البوليس الأمريكى فى ستينات القرن الماضي: الصمت خيانة وجريمة، منذ نشوء بلدنا وهذا السرطان الخبيث يأكل حريتنا وديمقراطيتنا الزائفة، العنصرية منطق العبودية الباقي، والثقافة الرأسمالية بنظامها الاجتماعى السياسى الاقتصادي، تملك القلة كل شيء وتحرم الأغلبية الساحقة من ضرورات الحياة، أيها الأمريكى انهض وحدد مع أى جانب تقف؟.
هذه الانتفاضات ضد القهر العنصرى والطبقى فى كل العالم، أصبحت ظاهرة إيجابية، فشلت الرأسمالية فى تحقيق العدل والحرية للشعوب نساء ورجالا، وسرت فى طريقى ينعشنى المطر الى مؤتمر النساء فى لندن، كانت القاعة مكتظة بآلاف النساء والرجال أغلبهم شباب وشابات، تكلمت عن عودة الحركات النسائية بوعى جديد، يربط بين القهر العنصرى والطبقى والأبوى والدينى والجنسي، لا ينفصل فى التاريخ قهر النساء عن قهر العبيد والأجراء، قضية المرأة مثل قضية العنصرية والاستعمار والرأسمالية الشرسة، تقهرنا جميعا فى الشرق والغرب، النساء والرجال والشباب والأطفال، وقد بدأت الأجيال الجديدة تبحث عن جذور مشكلة النساء، وتربطها بالمشكلات الأخرى فى الدولة والأسرة، وفى العالم أجمع، وبالأمس تظاهرت النساء الإنجليزيات أمام البرلمان للمطالبة بالمساواة فى الأجر مع الرجال، معركة بدأت منذ قرن ولم يتم الفوز بها بعد.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب ورجم الشيطان
- وتسعد المرأة بعقلها المبدع؟
- مؤتمر النساء فى إسبانيا
- الاستغناء والانعتاق من العبودية
- مفاهيم متطورة للأبوة والرجولة
- العبء الذى قتل أمى وأبى
- بذور الإبداع والثورة لا تموت
- وكان للأطفال كرامة العظماء
- يملك الشرف الرجال وتدفع ثمنه النساء
- أسئلة الأطفال المحرمة وتجديد الفكر الدينى
- تقتل الموت وتنتصر الكتابة
- المسكوت عنه فى السلوك؟
- وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء
- الوجه الآخر لنيلسون مانديلا
- منذ اكتشف الرجل -الإسبرماتوزوم-
- إنه الدم -2-
- بشائر صوت الكروان
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - معارك تحرير النساء اللا نهائية