أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال















المزيد.....

الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكوفية الفلسطينية والتي تعرف بالحطة ذات اللونين الأبيض والأسود الكل يعرفها ، فتاريخها ورمزيتها راسخة في الأذهان ، تلك التي اعتاد الفلاح الفلسطيني أن يضعها على رأسه وهو يعمل بأرضه لتقيه حر الشمس وبرد الشتاء، ارتبط أسمها ورسمها بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وتألقت في أحداث عام 1936م ، حين تلثم فيها المناضلون بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء نضالهم ضد الاحتلال البريطاني ، والعصابات الصهيونية .
وعلى هذه الارضية شكلت الكوفية نموذجا في العمل الفدائي خلال فترة الستينات والسبعينيات والثمانيات وما بعدها من السنين ، حتى اقترنت الكوفية عند شعوب العالم أجمع باسم فلسطين ونضاله ضد العدو الصهيوني ، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة ، بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال ، ودحض أساطيره ، والوقوف مع أصحاب الأرض والمقدسات ، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في كافة المناسبات والأنشطة على جميع مستوياتها ، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين وحقوق شعبها .
ومن هنا نحذر من محاولة الصهاينة سرقة التراث الفلسطيني ، وخاصة الكوفية التي بدأوا بتحرفيها باعتبارها تشكل خارطة فلسطين وما سرقة الكوفية من قبل الصهاينة والعمل على تطريز كوفية اخرى أنتجوها وأغرقوا بها الأسواق، بهدف الغاء الكوفية الفلسطينية التي عبرت عن القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ، وشكلت خيوطها نسيج الذاكرة ، تتطلب اليقظة من هذه المحاولة التي تهدف الى طمس التراث الفلسطيني ، فهذه الكوفية الفلسطينية تمثل رمز نضالنا وعنوان فلسطين لم يتغير اسمها ورسمها مع كل الأحداث ، حيث ستبقى صامدة أمام كل زيف الدعاية الصهيونية ومحاولة السلب والتزييف .
ونحن على يقين بأن السطو على التراث الفلسطيني هو جزء من السطو على أرض فلسطين ، تاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة ، حجراً حجراً ، إنهم يسرقون ذاكرة الأمة يستلون روحها لتحويلها إلى أمة بلا تاريخ ، لكونهم بلا تاريخ ، يريدون أن يصنعوا تاريخاً وراء الزجاج في متاحفهم ، تأكيداً لسطوتهم ، ولا غرابة فهذه عادة اللصوص فلا خيار أمامهم إلا الاستمرار في السرقة ، ولكن الحقيقة التي طالما عملوا على تغيرها ستبقى فلسطين ... ارض بها شعب حقيقة أكدتها الأيام ، ووثقتها الأحداث ، فهو شعب له تراثه وتاريخه ومقدساته وله لباسه وثقافته وعاداته وتقاليده ولهجته وطبائعه ، وارتباطه بأرضه الأرض من خلال هبة الشعبية العارمة شاهدة على وجوده مهما كانت التضحيات.
ان الشعب الفلسطيني العظيم مثله مثل باقي شعوب الأرض يحب الكفاح والنضال والفرح والشعر والفن رغم انه عانى ومازال يعاني القهر والظلم والاجحاف نتيجة هذا الاحتلال البغيض لهذه الأرض الفلسطينية ، وهو شعب حي ومبدع وفلسطين هي مصنع الرجال، ومن رحمها كان الشهداء القادة العظام الرئيس الرمز ياسر عرفات والحكيم جورج حبش وابو العباس وطلعت يعقوب وابو علي مصطفى وابو جهاد الوزير وابو اياد وابو عدنان قيس وابو احمد حلب وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وفتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين والكثير من القادة الميامين ، من رحمها خرج الشاعر الغائب الحاضر دائماً محمود درويش ،وسميح القاسم ،وتوفيق زياد، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان ،وعبد الرحيم، محمود وغسان كنفاني ،ومعين بسيسو ،وناجي العلي ، وأبو عرب ،ومحمود سعيد والكثير من القادة والشعراء والعلماء والأدباء والفنانين والمحامين والأطباء ، فهذه الكوفية رمز الصمود والتحدي والصمود و العزة والكرامة والشموخ والكبرياء ورمز النضال والكفاح الفلسطيني ورمز الحق الفلسطيني ، فهي لها علاقة بالتاريخ وعلاقة بالمقاومة والبندقية، وعلاقة بالزعيم الخالد ياسر عرفات الذي اعتمر الكوفية ورفعها واشتهر بها بارتدائه الكوفية، ولم يظهر في أية مناسبة وطنية أوسياسية وبدونها، كما يرتديها أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناسبات الوطنية، فهذه الكوفية التي تشكل بخطوطها السوداء والبيضاء تحمل الكثير من العشق الفلسطيني والنضال الفلسطيني ، فهي تجمع أبناء الشعب الفلسطيني، صحيح انه هناك أكثر من لون للكوفية ، الا ان هذه الكوفية البيضاء والسوداء هي اللون السائد والوجدان الجمعي الذي يجمع الفكر الفلسطيني فهي مظلة للإنسان الفلسطيني بشكل عام.
وامام كل ذلك نرى ان شباب وشابات واطفال فلسطين بهبتهم الشعبية يغطون وجوههم بالكوفية وهم يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة، تجاه الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ومنهم من يلفها على كتفيه ورأسه، أو يلوح بها، حيث تتصدر المشهد اليومي، في التظاهرات والمواجهات، رمزا للنضال الفلسطيني، كما ان الكوفية اصبحت لدى شعوب العالم واحزابها التقدمية واليسارية تشكل رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يقوم متضامنون في شتى دول العالم بارتدائها في المسيرات التضامنية الرافضة للعدوان الصهيوني .
وفي هذه اللحظات نرى ان بعض القوى الفلسطينية ادخلت على الكوفية اللون الأبيض والخطوط السوداء، ألوانا أخرى مختلفة منها الأخضر، والأحمر، وكوفية بألوان علم فلسطين، لتواكب العصر الحديث.
ختاما: نؤكد ان شباب وشابات واطفال فلسطين يتمسكون بكوفيتهم ، ويشاركوا جميعا في رسم ملامح الهبة الشعبية ، حيث يواجهون بصدورهم العارية رصاص الاحتلال وصمت العالم ، فاعطوا للانتفاضة بعدها الشعبي ،لانها ثورة سلاحها الأيادي والسكاكين والحجارة والارادة القوية لاستعادة الحق المسلوب وتحرير الارض ، فهذه الهبة الشعبية العارمة تعم الاراضي الفلسطينية وتشارك فيها المراة الفلسطينية ملثمة بالكوفية، فالمرأة الفلسطينية لم تغادر ميدان المواجهة مع الاحتلال ، وهي حاضرة في أكثر من صورة ، من خلال النزول إلى ساحات الاشتباك ، وإلقاء الحجارة ، على الرغم من المخاطر الكبيرة ، وما ميز هذه الانتفاضة ايضا ان هؤلاء الشباب والشابات هم طلبة جامعات فمنهم من له انتماءاته السياسية ، ونحن على يقين بأن الشعوب العربية واحزابها وقواها واحرار العالم سيواصلون دعم انتفاضة شعبنا ، وان دماء الشهداء التي سالت لن تضيع هدرا فهذا هو الطريق نحو تحرير الارض والانسان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة لابناء شعبنا اللاجئ في المنافي والشتات الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجر منها عام 1948.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين وعاشوراء
- جيل يرسم حلم الشعب الفلسطيني بلون ورائحة الوطن
- الهبة الشعبية خطوة مهمة على طريق تحرير الارض والانسان
- فلسطين تكتب بدماء شهدائها تاريخا جديدا في مسيرة النضال
- انتفاضة الاقصى وذكرى الرئيس عبد الناصر.. فلا قيمة للحياة بلا ...
- عيد الأضحى وفلسطين الجرح العميق
- صبرا وشاتيلا ليست مجرد مكان..
- واقعنا على فنجان قهوة ونحن ننتظر
- المجلس الوطني الفلسطيني امام مهمة شاقة
- الحس الوطني يتطلب ضرورة تحصين واقع المخيمات
- في ذكرى القائد الشهيد ابو علي مصطفى الواقع الفلسطيني اليوم ي ...
- الهبة الشعبيه والانتفاضة الثالثة
- المقاومة حق مشروع لشعبنا امام جريمة حرق الطفل علي دوابشة
- واقع فلسطيني مر بحاجة الى عمل
- مصطفى سعد سيرة مليئة بالمؤثرات منها التاريخي
- تفاقم المشهد الفلسطيني الراهن
- تحية وفاء للقائد الشهيد حفظي قاسم - ابو بكر -
- اين نحن في ظل المرحلة الراهنة
- ازمات حكومية .. فهل نرى حكومة وحدة وطنية فلسطينية
- تكريم المناضلين والمناضلات هو وفاء وعرفان وتقدير لتضحياتهم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال