أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رزاق عبود - العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد!














المزيد.....

العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 23:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد
سمعنا سابقا عن ان مئات العراقيين الفيلية يعانون من عدم البث في قضايا لجوئهم بسبب عدم حيازتهم لوثائق شخصية، بعد ان هجرهم نظام صدام الفاشي في ليل اسود مقتلعا اياهم من بين اهلهم، وذويهم، واصحابهم، وجيرانهم، واعمالهم، ومساكنهم. صودرت ممتلكاتهم، وسحبت منهم وثائقهم الشخصية، واستولى الاوباش على معظم ثرواتهم. لكن اقسى ما عانوا منه هو التنكر لوطنيتهم، ومواطنتهم. اقتلعوا من ارضهم، التي عاشوا فيها، وناضلوا، وقاتلوا من اجلها، وساهموا بجهودهم، ودمائهم، واموالهم، وتضحياتهم في بناء تاريخها، وحضارتها، وتقدمها. القوا على الحدود مع ايران، وسلبهم الجحوش الزيباريون، ما استطاعوا اخفائه من قليل مال، او صيغة بسيطة. "عراق صدام" تنكر لهم، واعتبرهم من اصول ايرانية، وطابور خامس، و"ايران الاسلامية"، تركتهم في العراء، واعتبرتهم جواسيس للعراق.
اضطر الالاف منهم، وبشتى الطرق الوصول الى سوريا، او اوربا لانهم عراقيون اصلاء، ولا يشعرون بأي انتماء لايران، التي مسخت تاريخهم، وتنكرت لهم رغم اعتناقهم لنفس المذهب، الذي تدين به سلطة الملالي في طهران. في اوربا عانى الكثير منهم الامرين لاثبات، عراقيتهم، ومظلوميتهم، ومن اجل حق اللجوء. في السويد استقر الكثير منهم، وانسجموا مع اهلها، ومع بقية العرقيين بشكل خاص. وكما كانوا في العراق صاروا هنا في المقدمة في الابداع، والفن، والموسيقى، والتجارة، والعمل، والسياسة، والعلم، وكل المجالات، التي توفرها الديمقراطية السويدية، وهم يحملون في عروقهم تاريخ عريق لوادي الرافدين، وقدرة عجيبة على التكييف، والابداع.
عندما قامت ثورة 14 تموز 1958هبت جماهير العراق، خاصة جماهير بغداد لحماية الثورة، ودعمها. وكان عگد الاكراد، الذي يسكنه الفيلية سباقا، فانطلقوا في مقدمة الجموع للدفاع عن الثورة، عندما قامت عصابات 8 شباط 1963 للقضاء على الثورة. سكان عگد الاكراد الفيلية اول من وصل الى "وزارة الدفاع" للدفاع عن الثورة، وزعيمها المحاصر، الذي صرعه الفاشيون في مبنى الاذاعة العراقية مع بقية رفاقه. عگد الاكراد، والفيلية اخر معقل للمقاومة سقط في بغداد بعد ان قاتل الناس بكل ما وصلت اليه اياديهم. لكن كيف يمكن لحي شعبي اعزل ان يقف بوجه الدبابات، والمدافع، ووحوش الحرس القومي الفاشي.
مثل اجداده، واعمامه، واقاربه، واهله، وعشيرته، مثل فيلية عگد الاكراد في بغداد انطلق الشاب الوديع (لافين) ليدافع عن طلابه الصغار بوجه الهمجي العنصري، الذي يحمل سيفا ليذبح كل من يصادفه، من اللاجئين، وابنائهم. جاء يذبح الاطفال العزل في مدرسة امنة، لكن الشاب الفيلي "لافين" كان له في المرصاد، ومثل اهله في بغداد عام 1963 لم يفكر بنفسه، ولا حياته، بل اعتبر مهمته هي حماية الاطفال الذين كانوا بعهدته. غيره كان سيهرب بنفسه، لكن "لافين" لم يفعل ذلك. انه ليس مثل الاخرين، تلقى طعنات العنصري الحاقد، وحمى بجسده الربيعي الشاب اجساد الاطفال الغضة. تصارع مع الموت، ادى واجبه بشرف، ونال مفخرة الشهادة. صار اسمه على لسان كل سويدي، وكل اوربي، وربما في مناطق عديدة من العالم. كل الاذاعات، ومحطات التلفاز تتغنى باسمه، وتشيد ببطولته، وتمتدح ايثاره، وعزمه. ترك ورائه ارثا خالدا في مدينته الهادئة "ترولهيتان" وفي بلده السويد حيث ولد، وتعلم، وعمل، وحلم، ان يكون في الاعالي، في المقدمة، بجده، وجهده، وعلمه، وتربيته، واخلاقه، وتفوقه، وتضحيته، فسمى مع الملائكة تاركا عائلة مفجوعة، وام ثكلى، واب مكلوم، ومصاب اليم، وخبر يصعب تصديقه. صدمة لم يفق منها الكثيرون بعد. ترك ورائه لوعة، وألما، وحيرة، وحسرة، وقهرا، وحزنا لا يسعه القلب، ولا يتحمله العقل، وجرحا لاتشفيه كل عبارات المواساة، ولادموع الفجيعة. رحل الطير الوديع "لافين" مسجلا مأثرة اخرى للفيلية، وكأنه يدون مأساة جديدة لقوم لازال حقهم مغبونا، وابنائهم مشردة، ليذكرنا بالجرح النازف بعد اختطاف نظام المجرم صدام الاف الشباب الفيلية من احضان اهلهم، وغيبهم في المقابر الجماعية. وهاهي العنصرية الحاقدة تغيب الشاب الفيلي اليافع "لافين" وتنتزعه من احضان اهله، من صدر امه، من عناق ابيه، من حنان اخوته، ولا تترك لهم سوى صوره الجميلة، ومأثرته الخالدة، وحزن اسود، وقهر يشبه قهر اهله في عاشوراء الحزين. ستبقى خالدا، وستبقى، صورك تزين شوارع المدن السويدية، والعراقية. ستبقى خالدا، ابيا، عصيا على الفناء متل حي الاكراد في بغداد. مثل عراقيتهم الابية، وتضحياهم الزكية. نم قرير العين، ولابويك، واهلك، واقاربك، واصدقائك، ومحبيك، وطلابك، ومعلميك، صبرا على فراق العزيز الوديع، ومفخرة مجيدة لعريس مقاومة الارهاب، والتعصب. سنزفك كل يوم، وكل عام لمجدك التليد.
"لافين" لن نقول وداعا فانت في قلوبنا ابدا!
رزاق عبود
25/10/2015



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الاندماجية الفورية بين سوريا والعراق (23)
- الوحدة الاندماجية الفورية: الحل الامثل للقضاء على داعش وحل ا ...
- طغاة السعودية، وامارات الخليج اسفل ....!
- الشعب يريد حكومة تكنوقراط مهنية، لا حكومة فساد طائفية!
- نداء الى ثوار التحرير وكل العراق الاحبة!
- من -الربيع العربي- الى الصيف العراقي، لنسقط حكومات الفساد وا ...
- لماذا يحتفل العراقيون في -العيد-؟!
- وداعا صباح المرعي، عذرا ايها الفقيد الغالي!
- ولا زال المسيح يجر في الموصل صليبه
- هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين
- مقاتلة أيزيدية
- غزوة الموصل
- عندما يدفن الاباء فلذات اكبادهم
- سمر يزبك نجمة سورية تنير فضاء الادب السويدي في خريف ضبابي
- السبي الايزيدي
- العالم كله يريد القضاء على داعش واردوغان يريد القضاء على الا ...
- حجاج الحجر وملائكة كوباني
- الهمجية الاسلامية، داعش نموذجا!
- مرثية البصرة
- حيدر العبادي ومصير بلادي!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رزاق عبود - العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد!