أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - علمانية البرادعي














المزيد.....

علمانية البرادعي


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غالبا ما ينشّأ الفرد في عالمنا وأينما ولد على أن عرقه هو الأفضل وديانته هي الأصح ومذهبه هو الفائز وبلده صاحبة الأمجاد والتي ميزها الخالق دونا عن سائر الأمم والبلدان .. ويظل وعيه ولا وعيه يتشرب هذه الأمور مع اشراقة كل شمس ومغيبها .. وهذه الأمور تجعل من مخالطته بالأغيار مغامرة غير محسوبة العواقب .. وطالما أنه الصنف السائد الحائز على كل المزايا سيكون راضياً عن أوضاعه متناسقاً مع قناعاته .. أما اذا وضعه القدر موضع الأقلية في وسط أكثرية مغايرة يبدأ في التقوقع على ذاته ويلتصق بأشباهه صانعاً معهم كياناً مستقلاً عن الأكثرية المحيطة بهم .فإذا ما تعارضت المصالح واختلفت الأهداف يبدأ كل كيان في صناعة الأساطير والأكاذيب عن الكيان الأخر ويبدأ في التركيز على ما تشربه طوال حياته من مزاياه المزعومة وشيطنة الأخر وسلبه أي ميزة من أي نوع فعرقه هو الأدني وديانته غير صحيحة ومذهبه فاسد وجنسيته تحمل تاريخا حافلا من الانحطاط والابتذال .. وهنا تنطمر الأسباب الحقيقية للصراع تحت ركام من المذهبية والعرقية وتتخذ العداوة طابع أخر يجعل كل شخص على الجانبين حريص على إلحاق أشد درجات الأذى بالأخر ولا يمانع في حرقه ونسفه والقضاء على ذكره بين الأمم.
وبعد أن كانت هذه الوسيلة – شيطنة الأخر – تمارس على نطاق عرقي أو ديني انتشرت كالوباء لتشمل المختلفين معك سياسيا أو حتى بشكل شخصي .. فلمجرد انتماءك لجماعة سياسية أو حزب سياسي يجعل البعض لا يمانع في حرقك حيا أو شنقك بدون جريرة اللهم إلا انتماءك لهذا الحزب أو هذه الجماعة.
ومجرد خلاف شخصي مع أحد النافذين قد يدمر سمعتك وحياتك ويحيل حياتك جحيما ولن تجد لك ناصرا أو معينا فالناس تعشق الشائعات وتضخمها وتصدقها ولا يعنيها مدى صحة ما يصل اليها طالما أن الأمر مسليا ولن يضرهم شخصيا في شيء.
هذا الأمر موجود على الساحة السياسية بوضوح شديد في كثير من القضايا والتي تؤثر بشكل كبير في الأحداث على الساحة العربية كقضية الصراع المفتعل بين السنة والشيعة والتي تجعل من أي حوار بين الطرفين مآساة يتبادل فيها الطرفان أبشع انواع الاتهامات والمسبات مع أمنيات حارة بزوال الأخر من الوجود وتأييد أعمى للقوات والزعماء الذين يحرقون المدنيين أحياء ويهدمون البيوت ويقضون على البنى التحتية في أكثر من دولة عربية .. وتركيز على الغريب والشاذ في الكتب الخاصة بكل مذهب والتي قد لا يعرفها أصحاب المذهب انفسهم .. ويتم زرع الكراهية والبغضاء في كلا الطرفين بشكل مستمر ودائم من قبل الزعماء ليكون هؤلاء الأفراد وقود لحرب المصالح الدائرة على الساحة.
كنت ولوقت قريب اعمل في احد الدول التي يتجلى فيها هذا الصراع بوضوح وكان عملي مع الجانب النافذ منهم .. حقيقة كنت أذهل من قدرة هؤلاء البشر على استحلال حقوق الأخرين والمطالبة بإبادتهم دون أن يهتز لهم جفن .. كنت أصرخ: أليسوا ببشر مثلكم يحملون جنسيتكم فهل اختلاف المذهب يبيح لكم سلبهم حقوقهم وحريتهم وحتى أرواحهم! حتى عندما كنت أتحدث مع المسئولين عن ادخال تقنية حديثة لفحص نوع من الأمراض رفضوا ذلك بحجة أن هذا المرض منتشر عند الأخرين وان ادخال هذه التقنية سيخدمهم!! الى هذه الدرجة فقدوا كل معاني الإنسانية!
ويحضرني الأن ما فعلته الألة الإعلامية المباركية بشخص البرادعي عندما ظهر لأول مرة على الساحة السياسية فقد حملوه مسئولية غزو العراق بالرغم من تصريحه في مجلس الأمن بكذب ادعاء وجود أسلحة دمار شامل في العراق وبالرغم من فشل أمريكا في استصدار قرار من مجلس الأمن يؤيد دخولهم بسبب هذا التقرير وبالرغم من أن نظام مبارك قدم تسهيلات لعبور السفن الحربية في قناة السويس وعدم ممانعة الدول العربية الكبرى لهذا الغزو .. ولكن ظلت الجملة تتردد في اوساط عامة الشعب "البرادعي خرب العراق" .. أما إخواننا السلفيين فكلما ذكر البرادعي رددوا وبقوة "البرادعي علماني كافر" وكنت اتسائل: اذا كان الرجل يصلي امامكم ولم تصدر منه أي أفعال أو أقوال تبيح لكم تكفيره فكيف تكفرونه؟ فكان ردهم "أنه لن يحكم بالشريعة الإسلامية اذا تولى الحكم" وهل كان مبارك او من قبله يحكمون بالشريعة؟
وما أكثر الاتهامات الكاذبة التي تعرض لها هذا الشخص وصدقها العامة.
لقد أصبح من السهل جدا وبقليل من الجهد تدمير سمعة انسان وتبرير كل الانتهاكات التي ترتكب في حقه وسلبه حتى حقه في الحياة دون أن يجد من يبكي عليه.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر في بئر
- الثورة المنسية
- الحبوب السحرية
- تعذيب
- عيد الحب
- الضحك
- فقط في مصر
- ارهاب 2
- إرهاب
- المساواة
- شعوب يتيمة
- تسونامي الأكاذيب
- قشور التحضر
- -الفيس- وسنينه
- الموتى لا يكذبون
- ألوان من البشر
- نواقيس الفشل
- أحلام الصمت
- مشعلوا الحرائق
- عصر الفرسان


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - علمانية البرادعي