أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - كربلاء .. المأتم الذي لا ينتهي














المزيد.....

كربلاء .. المأتم الذي لا ينتهي


راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 14:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الان وبعد ان شارفت مراسيم عاشوراء على الانقضاء ، لابد ان نتحدث بصراحة رغم اني عاهدت نفسي ان لا اتعرض لهذه المناسبة لاني اكتشفت انها تمثل خطاً احمر بالنسبة للكثيرين بما فيهم نسبة كبيرة من الملحدين .. فالتعرض للاله وحتى للنبي محمد يمكن ان يغتفر ، لكن الحديث عن عاشوراء وكل ما يمت بصلة لهذه المناسبة يعتبر جريمة شنعاء .. على ان هذه القضية يتم تناولها بمبالغة شديدة لا تقارن بأي مناسبة دينية اخرى بما فيها الحج وبقية الشعائر الاسلامية الاخرى . فأصبحت قضية الحسين هي القضية المحورية بالنسبة للمسلمين الشيعة . فلا صوت يعلو فوق صوت عاشوراء ولا قضية تقارن بهذه الفاجعة فكل التراث والتاريخ الاسلامي بكفة وهذه القضية في الكفة الاخرى .. وتكاد الطقوس الاسلامية الاخرى تبدو ثانوية امام شعائر وطقوس عاشوراء .. وهذا ما نلاحظه على ارض الواقع فالمسلم الشيعي يحيي ويتفاعل مع هذه الطقوس ، وهولا يصلي ولا يصوم ولا يؤدي اي فريضة من فرائض الدين الاسلامي .. لا اقول كل هؤلاءالمتحمسين لشعائر عاشوراء لا يصلون او يصومون لكن نسبة كبيرة جداً لا يعرفون من الاسلام الا عاشوراء والحسين .. وهذا ليس ذنبهم ، بل ان السبب يرجع الى تركيبة المذهب الجعفري التي قامت على مبدأ المعارضة للحكومات المتعاقبة وعلى رفع شعار المظلومية ولهذا تم التركيز على قضية الحسين على انها مناسبة لكسب قلوب الموالين لاهل البيت ورجال الدين الذين تبنوا منهج اهل البيت والتي اصبحت لكثير منهم طريقاً للتكسب والربح خاصة بعد ان اصبح مبدأ جمع الخمس طريقاً الى الثراء وحياة الرفاهية بالنسبة للكثير منهم .. يضاف الى ذلك ان قضية الحسين والتشييع عموماًيمكن استخدامها كقضية سياسية بأمتياز خاصة .. وهذا ما حصل فعلا عندما اصبح الصراع بين الدول مكشوفاً فقد استغلت الدولة الصفوية المذهب الجعفري لتقابل به نفوذ الدولة العثمانية ذات التوجه السني واصبح العراق ساحة لذلك الصراع المرير الذي ما زالت اثاره ممتدة الى هذه الساعة . فقد استطاعت الدولة الصفوية نشر المذهب الشيعي في عموم ايران خلال القرن السادس عشر الميلادي بعد ان كانت في غالبيتها تتبع مذهب اهل السنة .. ولعبت الدولة الصفوية دوراً حاسماً في ترسيخ المذهب الجعفري والمبالغة في اظهار شعائر وطقوس عاشوراء ويكفي ان نذكر ان التراث الديني الشيعي بكل مبالغاته وسقطاته خلال هذه الفترة من خلال كتاب ( بحار الانوار ) للشيخ محمد باقر المجلسي الذي يضم مئة وعشرين مجلداً يحتوي على الكثير من القصص والروايات التي لا تخلو من الخرافات والمبالغات التي عادة يستعين بها خطباء المنابر الحسينية في اثارة مشاعر الشيعة .. والمعروف ان المجلسي الف هذا الكتاب الضخم باللغة العربية بتكليف من اسماعيل الصفوي شخصياً .. ومنذ العهد الصفوي تحول المذهب الجعفري الى التشدد والتعصب حتى اصبح للتشييع الصفوي صورة راديكادلية متشددة تختلف عن ما كان يعرف عن التشييع الذي يسمى عادة التشييع العلوي . ويبدو ان هذا الامر كان ضرووياً لتوازن القوى بين الفرس والعثمانيين .. وتحولت بذلك طقوس عاشوراء الى ما يشبه المهرجانات الاحتفالية لابراز قوة وحضور الشيعة امام العثمانيين ( السنّة ) . وكما قلنا كان العراق هو المكان الامثل لاستعراض هذه القوة .. مستفيدة من وجود مراقد الائمة وخاصة كربلاء فيها اضافة الى حصر المرجعيات الدينية الشيعية بالعنصر الفارسي والذي كانت وما تزال الدول الفارسية المتعاقبة على ان تبقى حصرية برعاياها .. فمنذ تأسيس الدولة الصفوية لم يستطع مرجع عربي ان يتصدى لزعامة الحوزة الدينية الشيعية . فتحولت قضية الحسين وثورته الى مجرد شعارات سياسية ومهرجانات استعراضية ،لم يكن الهدف منها الا استقطاب الاتباع واثبات الوجود . واستمر الحال بعدسقوط نظام صدام الذي منع هذه الطقوس خوفاً من استغلالها سياسياً ..وبعد صعود الاحزاب الاسلامية الشيعية ازادادت الممارسات والطقوس لتأخذ منحى اكثر تنوعاً وانتشارا. بعد ان تحول الصراع بين الفرقاء السياسيين من السنة والشيعة الى مدى متقدم .. فاصبحت الحكومات تدعم هذه الطقوس بالاموال وبالمساعدات اللوجستية بما فيها تسخير كافة إمكانات الدولة لغرض تشجيعها واستمرارها . وتحولت احياناً هذه الممارسات الى جرعة تخديرية للشعب الذي ظل محروما منها لسنوات طويلة ، فيما كانت تمتد ايدي السراق واللصوص لسرقة المزيد من اموال الشعب وإفراغ خزينته .. ولم يقتصر الامر عند ذلك الحد مع تطور الصراع الاقليمي بين ايران من جهة وامريكا وحلفاؤها من جهة اخرى ومع ازدياد التوتر الطائفي الذي نشأ بسبب طموحات ايران القومية واستغلالها المذهب في بسط نفوذها على دول الحوار في العراق ولبنان والبحرين واليمن وما نتج عنها من صراع علني بين السعودية وما تمثله من ثقل طائفي سني وايران الشيعية وما تمثله للشيعة في عموم العالم ..
باختصار لم تكن ثورة الحسين مثلما تصورها الادبيات الشيعية على انها ثورة ضد الظلم بل هو صراع سياسي وقبلي قديم بين فرعي قبيلة قريش الامويين والهاشميين .. تحول من صراع على زعامة قريش صراع عقائدي طويل ومرير اكل الاخضر واليابس وتحول الى صراع قومي وإقليمي شديد الخطورة .. لذلك كان استغلال قصة مقتل الحسين وتحويلها الى قصة أسطورية تتجسد في طقوس عاشوراء السنوية طريقاً الى تحقيق الكثير من المكاسب المادية والسياسية والقومية .. والمصيبة الكبرى ان يبقى العراق هو مركز ومكان هذا الصراع القديم الجديد الذي سندفع ثمنه غالياً من وحدة ومستقبل العراق .. وسيبقى العراق مأتماً دائما لا يسمع فيه الا اصوات الموت والنواح وستبقى كل ايام العراق عاشوراء وكل ارضه كربلاء .. ولتبقى مدن دول الجوار التي تراعى هذه الطقوس تنعم بالرفاهية والبناء .. وسنبقى ننزف دماً ونذرف دموعاً ما دمنا نرفع شعارات الثأر والانتقام والفرقة والتشرذم ، بينما تبقى الشعوب الاخرى تنعم بالامن والطمأنينة .



#راضي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش التاريخ


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - كربلاء .. المأتم الذي لا ينتهي