أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)














المزيد.....

لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
جعفر المظفر
عاتبني بعض الأخوة لأنني وضعت الإمام علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية في عنوان واحد وإخترته لمقالتي السابقة. بالنسبة لهم لا إعتراض على مضمون تلك المقالة, بل لعلهم وجدوها مميزة في تأشير بعض الأفكار التي علينا إستلهامها, لأن التجارب الإنسانية على مستوى تحقيق العدالة وإشتراط نزاهة الحكام والإقترابات الإنسانية المختلفة قد تجد نفسها في بعضها البعض رغم إختلاف الزمان والمكان, لا بل إن تقديرأحكام الزمان والمكان على طريقة ومستويات تجديد مضامين وأليات التطبيق هي واحدة من إشتراطات النجاح.
لقد جاء التحفظ على العنوان متوقعا, لا بل إنني إعتمدت على وجود ذلك التحفظ نفسه لإعادة التذكير ببعض جوانب قصور ثقافتنا في النظر إلى تلك المجتمعات وحتى بالإستهانة بمستويات تحضرها وما وصلته من رقي على صعيد علاقاتها الإجتماعية الإنسانية. ولقد جاء الفلم الذي يحمل عنوان (التجربة الدنماركية) للمثل المصري الشهير عادل إمام في سياق ما تحمله الذاكرة العربية العامة عن المجتمعات الإسكندافية كالسويد والدنمارك والنرويج كونها مجتمعات متفسخة جنسيا ولا شيء يشغلها في هذا العالم سوى الجنس حتى صارت هذه المفردة الأخيرة وتلك المجتمعات قرائن لبعضها البعض, وكأني بالتالي ما إخترت العنوان للجمع بين شخصية الإمام التي تحمل طابع القداسة لدى أغلبية المسلمين وإسم ذلك الفلم الإيحائي إلا لغرض المساهمة بإنتشال العقل العربي من سطحية وعقم معرفته ونظرته لتلك المجتمعات الإنسانية المتقدمة, حتى كأني شئت أن أستعمل تلك "القداسة" كمطرقة لتفليش تلك الثقافة المتدنية المجحفة.
زرت الدنمارك عام 1977 لإلقاء بحث في طب الأسنان في المؤتمر العالمي الذي إنعقد في عاصمتها كوبنهاغن يوم كنا نذهب إلى هذه العواصم علماء وشعراء ومفكرين تُفرش لهم السجادة الحمراء, وليس لاجئين يصل بعضنا بينما يغرق الآخرون مع قوارب موتهم المطاطية.
لا تملك الدنمارك مثلنا النفط بل أبقار جعلوها تبيض ذهبا, وصارت (جبنتهم) دليلا على أنه ليس بالنفط وحده يحيا الإنسان. عدد أبقارهم لايزيد على المليون وقد جعلوا من حليبها عمادا لإقتصاد هائل, في حين يتجاوز عدد أبقار الهند أكثر من مائة وثمانين مليون والفرق يعتمد على ترتيب المقدسات, ومَنْ من أجل مَنْ, أما نحن فهنيئا لنا (البول كولا).
حينما كان يجري ذكر هذه الدولة وغيرها من الدول الإسكندنافيه كالسويد يُخيل لنا مباشرة أن هذه الدول ليست سوى ماخورا للجنس المباح لأننا في الحقيقة لا نفكر سوى بعقول عاهرة.
المصلح الإسلامي الشيخ محمد عبدة كتب يقول بعد زيارته لسويسرا أو فرنسا أنه (رأى إسلاما ولم يرى مسلمين) لأنه إنبهر بالمستويات الأخلاقية التي بلغتها تلك المجتمعات ولم يقترب إليها من خلال العقل الجنسي المباح.
رغم ذلك كتبت أنتقد رأيه ذاك مؤكدا على أن تلك الدول تعيش نتاج تجاربها الأخلاقية العلمانية الديمقراطية ومناهج العدالة والمساواة وحقوق الإنسان التي أنجبتها ثوراتهم المجتمعية والفكرية, فهي مجتمعات لها إقتراباتها العظيمة من قضية الإنسان ولم تنتظر لكي تتعلم من الإسلام كيف تكون على هذا المستوى الراقي من القيم الإنسانية الأخلاقية.
ثم جاء فلم عادل إمام (التجربة الدنماركية) لكي يوحي بشكل سياقي بهذا الإقتراب الهابط من هذه المجتمعات المشعة.
وحينما كتبت مقالتي الأخيرة كان عنوانها في البداية (نعم الفقر رجلا وبالإمكان قتله) لكنني إرتايت تبديلها إلى (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية) لكي أحقق إقترابا من هذه المجتمعات هو بالعكس من إقتراب (إمام) وجميع من يعتقدون بالجنس على طريقة البداوة ويعيشون أوهام (الفهلوة) العربية.
أحد اصدقائي الأعزاء, وقد كان أحد طلبتي في كلية طب الأسنان من جامعة بغداد كتب لي يقول (موضوع جميل لكن العنوان والإسم ليس بمحله ارجو من استاذنا مراجعة ذلك لتكون الفائده اعظم وان الامام علي اكبر واعظم من ان يقرن باسم ارتبط بفلم مصري معروف تحياتي والله من وراء القصد)
وأنا كتب ردي عليه (العنوان مقصود تماما .. معنى ما تقوله أنك صدقت ما قاله عادل إمام عن الدنمارك .. بالنسبة لي أنا لم اصدق ذلك, وهذا بعض ردي عليه .. إذن أرجوك إقترب من الدنمارك على طريقتي وليس على طريقة عادل إمام..



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)