أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - بَواسير














المزيد.....

بَواسير


احمد حسن العطية

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 19:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أقذر الأمراض التي عرفتها البشرية هو مرض البواسير والآلام التي تصاحب المرض لا تستطيع أن تصفها الكلمات حيث إن الألم يتعدى الجسد ليصل إلى الروح فيصيبها بما يشبه الشلل ويجعلها تخرج من عالمها لتقف على حد فاصل بين الموت والحياة الموت فيه اقرب إليها من الحياة , وتتحول كل معاني حياة الإنسان إلى كيفية تخفيف الألم عند الذهاب إلى الحمام والأدهى من كل هذا هو الوضع الاجتماعي والثقافة السائدة في مجتمعنا ( ثقافة العيب ) فمريض البواسير لا يستطيع التصريح بمرضه وفي اغلب الأحيان يرفض الذهاب لعلاجه حياء من كشف عورته أمام الآخرين حتى إن الشاعر الشعبي العراقي قال ساخرا من مريض البواسير :
( كل الأمراض تهون إلا البواسير هم ( ط ي ز ك ) يشكوا وهم مضحكة تصير )
وهنا أسجل تعاطفي مع النائب خالد العطية في التخلص من بواسيره بمبالغ خيالية وأقول إن كل نفط الشعب فدوه لبواسير النواب الكرام . الذي أريد أن أسوقه هنا هو مقارنة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق مع مرض البواسير سيء الصيت باعتبار إن الذي حدث ويحدث في العراق لا يمكن إصلاحه إلا بعملية جراحية لاستئصال ساسة وقادة هم في أحسن الأحوال ليسوا سوى بواسير في جسد العراق .
البواسير بالعربية أو الباسور وبالانكليزية ( hemorrhoid) والكلمة دخلت اللغة الانكليزية عام 1398 م وكانت مستمدة من اللغة الفرنسية القديمة ( emorroides ) والكلمة حسب المختصين مأخوذة من الإغريقية وتعني ( القدرة على تصريف الدم ) أو( التدفق ) , والتعريف الطبي لها : عبارة عن أوعية دموية منتفخة في القناة الشرجية , وهذا المرض قديم قِدم البشرية فقد وردت أول إشارة إلى المرض في سنة 1700 قبل الميلاد في بردية مصرية تشرح بالتفصيل طريقة العلاج للمرض , كما ذكرها أبو قراط في عام 460 قبل الميلاد وشرح طريقة العلاج والتي تماثل الآن طريقة الشريط المطاطي المستعملة حديثا , كما ذكر طريقة التداخل الجراحي جالينوس لاستئصال البواسير التي يعتمدها الأطباء حاليا كآخر علاج لهذا المرض الذي تشير الإحصائيات الأخيرة إن نصف سكان كوكب الأرض أصيبوا به في مرحلة من مراحل حياتهم , ولأهمية المرض وتأثيره على حياة المجتمع الإنساني فقد تم ذكره في الكتاب المقدس بلفظ قديم ( emerods ).
البواسير أنواع ثلاثة على غرار ساستنا في العراق نوع داخلي عادة ما يصاحبه نزيف دموي وتكون مؤلمة جدا عندما تكون مخثورة أو نخرية ولك سيدي القارئ أن تقارن الباسور الداخلي مع ساسة الفتنة وشيوخها من الداخل العراقي الذين نخروا الوحدة الاجتماعية في العراق وكان نتيجة أعمالهم بحور من الدم تجري بين أبناء المجتمع الواحد وقسموا المجتمع إلى روافض ونواصب وكان ذروة أنتاجهم داعش الشر الذي استباح الأرض والعرض , والنوع الثاني من البواسير خارجية وهذا النوع يكون اشد إيلاما من البواسير الداخلية ويسبب التهابات شديدة في منطقة الشرج وهذا النوع يتماثل مع ساستنا الأفاضل الذين يتلقون تعليماتهم من خارج الحدود ويشتغلون بأجندات إقليمية فهذا باسور أمريكي وذاك إيراني والآخر تركي وأخيه سعودي قطري وهلم جرا وما أكثر الآلام التي سببوها للعراق شعبا وأرضا ووجود . أما النوع الثالث وهو الأخطر فهو النوع المختلط أي أن المريض مصاب بالنوعين الداخلي والخارجي معا ولك سيدي أن تتصور حجم الألم المصاحب لهذا النوع من المرض ولك أن تتخيل حجم الكوارث التي سببها ساسة الاحتلال ولصوص المنطقة الغبراء وكمية الخراب الذي أحدثه هؤلاء السفهاء في جسد العراق حيث أنهم لا يعدوا أن يكونوا باسور من نوع مختلط ( داخلي وخارجي ) يلعبون على كل الحبال التي من شأنها أن تشنق الشعب العراقي وتغتال المجتمع وتستبيح الأرض الطاهرة لكي يرضى من هم في خارج العراق .
يشرح الأطباء إن أسباب الإصابة بمرض البواسير تتلخص بعدم انتظام حركة الأمعاء ( الإمساك والإسهال ) وهذا يتماثل مع الوضع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي فحالة التخبط التي عاشها المجتمع العراقي والشعارات الدينية التي رُفعت والظاهرة الديمقراطية الجديدة على المجتمع العراقي وكمية الأحزاب التي ظهرت على الساحة العراقية وغياب الرؤية الموضوعية للأحداث وجهل الشارع العراقي سببت حالة الإمساك والإسهال في الوضع العراقي وأنتج ساسة ليسوا أكثر من بواسير في جسد العراق , والسبب الآخر الذي يسبب البواسير حسب الأطباء هو عدم ممارسة الرياضة , وسوء التغذية أو الجلوس لساعات طويلة وهذا الذي حدث في العراق فالشعب العراقي بالأعم الأغلب لا يمتلك وعي سياسي ولا يعرف الضار من النافع وبإمكان أي شخصية دينية أن تلعب بأفكاره وتحرفها عن الطريق الصحيح بمجرد أن تضع العمامة أمام الناس باعتبارها أٌقدس المقدسات فهي لا تنطق عن الهوى , كما أن معظم الشعب العراقي مصاب بسوء التغذية الفكرية فهو لا يعرف ما يأكل ( غذاءه الفكري يأتيه جاهزا معلبا في مصانع رجال الدين وشيوخ الفتوى ) بحيث إن رجال الدين ابتدعوا قانونا هو الأول من نوعه في العالم ويتلخص ب ( لا تقل قولا , لا تفعل فعلا بدون الرجوع إلى رجل الدين ) فتحول الشعب البسيط إلى قطيع يسوقه رجل الدين إلى حيث يشاء وكان نتاج ذلك البواسير الكارثية في الجسد العراقي والمتمثلة بساسة الأحزاب الإسلامية ولصوص المنطقة الغبراء .
لا يوجد لحد اللحظة دواء شافي للبواسير وكل الأدوية المتوفرة في العالم لا تعدو أن تكون مسكنات للمرض فهي تُسكن الألم ولا تقضي على المرض وهكذا الحال في إصلاحات العبادي فهي لا تعدو أن تكون مسكنات للمرض العراقي والمرض باقي في الجسد العراقي وينتشر بكل هدوء وغدر .
يقول الأطباء إن الحل الأمثل للبواسير هو التداخل الجراحي والاستئصال بشكل نهائي , لذلك نتمنى أن يعي كل الشرفاء في العراق أن الحل يتمثل باستئصال بواسير الجسد العراقي لأنها إذا لم تستأصل ستتحول إلى سرطانات تقتل العراق بأكمله .



#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيدر العبادي , إذا سقط منكم لهفوري فكلكم لهفوري
- ما تصفى ودهيمش بيها
- قدح بيرة كبير بصحة وزير خارجيتنا
- الدكتور العبادي وتفكيك شبكة الدعارة
- من حاربَنا حارَ بِنا
- الإخوة المتظاهرون , أبن ربيدة ما يصيد غزال
- بين شيخ الجبال وأبو بكر البغدادي
- بين التصوف والماسونية جذور النشأة والتطبيق
- سخان وزير الكهرباء
- حكومة الزبالة وزبالة الحكومة في العراق
- نغولة وحواجيز ماكو
- من السيد بالك بالك , من المومَن أحفظ عيالك
- أغنية جيناك بِهايَه وحكومة السرسرية
- دعوة للثورة ،مطرهم وصل لحزيران وأنت شباط ما ترعد
- الجعفري وشعلان إنا قشمرناهم اجمعين
- اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ، مَن يهُن يسُهُلُ الهوانُ ع ...
- طريد المرجعية وهذيان الحمقى واستثمار العار
- طريد المرجعية هذيان الحمقى واستثمار العار
- السيدة ملايين وعار اللجنة العليا الخاصة بالنازحين
- البشير شو ( اِش جاب المصَخَر عالموَزَم )


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - بَواسير