أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - عزيز علي ----- في ساحة التحرير















المزيد.....

عزيز علي ----- في ساحة التحرير


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


عزيزعلي ---- في ساحة التحرير
عبد الجبار نوري / السويد – ستوكهولم
الفنان المونولوجست العراقي " عزيز علي " 1911 – 1997 ، أشتهر بغناء المونولوجست حينها لم يكن هذا اللون معروفاً ، أو مألوفاً في أوساط الغناء العراقي قبلهُ ، وأنّهُ ظاهرة غير عادية مرّتْ بتأريخ الفن ، أذ كانت كلماتهُ العامية البسيطة تعبّرْ بصدق عن ظروف ومعاناة المواطن العراقي في النصف الأول من القرن الماضي ، كما أنّ عبقرية الفنان في موهبته العظيمة في الجمع بين التأليف والتلحين والغناء والموسيقى والثاني / تطابق أحاسيسهُ ومشاعرهُ الوطنية مع الواقع المأساوي الذي يمرُ بهِ العراق ، متماشيا مع واقع الزمن ومختزلا المساحة الجغرافية ، أي أنّ ظاهرة الشخصنة المونولوجستية لهذا الفنان العبقري تأبى الركود في مكان واحد بل أنّهُ يسير متلازماً محنة العراق بأمكانية أبداعية وعبقرية لا نظير لها في تشخيص الأمراض السياسية وما أكثرها منذ تأسيسه لحد الان .
أضاءات تحليلية في أسلوبه المنولوجستي
1-عزيز علي في مونولوجاته أنُهُ فنان ملتزم واقعي سار على خط " الفن للشعب وليس الفن للفن " . 2- أنهُ لم يكن يغني فحسب بل كان يشعر ويتهدج وهذا ما سموه النقاد بالغناء التعبيري ، وهو منشد وليس بمغني . 3- نقد الأوضاع السياسية والدولية والأقليمية والعربية . 4- أيمانهُ بحقوق الأنسان ، رافضاً التمييز العنصري ، وأمن بحرية الفكر . 5- معارضتهُ الأحلاف العسكرية ، وأنتهاج سياسة الحياد الأيجابي ، منتقداً الجامعة العربية ، وفاضحاً أزدواجية الأمم المتحدة . 6- مشاركتهِ الشعرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والجزائرية . 7- أمتازت أعماله بالجرأة ، وصدق الكلمة والنقد اللاذع . 8- تؤكد على ثقافة المواطنة وثقافة التغيير ، لم يساوم ، ولم يمدح الحكام ولا متكسباً مرتزقاً .9- أعماله الشعرية بمثابتة " منشور سياسي " وكان منشوره أسرع من مناشير الأحزاب الوطنية لوصوله مباشرة إلى قلوب المستمعين ، وذلك لقراءته من خلال جهاز الراديو. 10- مونولوجاته ذات مغزى تحاكي أوضاع العراق في كل زمان .
مقاربات صورية بونارامية للحاضر الغائب في أنتفاضة شعبنا في " ساحة التحرير "
نتاجات عزيز علي تدل على نضج فكري ووعي سياسي وألتزام مبدأي ، وأعتبر من أبرز المبدعين الذين أنجبتهم بلاد الرافدين ، قدم مجموعة من أروع المونولوجات التي ما زال معظمها تنطبق كلماتها على أوضاع العراق اليوم ، وأستنساخ تأريخي عجيب في المطابقة والتشابه في مطاليب المتظاهرين لساحة التحرير في بغداد والمحافظات العراقية بشعارات طلب الأصلاح وفضح الفساد الأداري والمالي والكشف عن الحرامية والمطالب الجذرية الثورية لتغيير الأوضاع في العراق ، فهذه بعض الصور :
** منولوج البستان / 1954 الذي يقصد به العراق والوطن العربي ، وأدانة المستعمر ، وعمالة حكامها ، وأشارة واضحة لنشر ثقافة المواطنة .
{ يا جماعه والنبي أحنا عدنا بستان جنّه من هذا الجنان// بيها ما تشتهي الأنفس والفواكه ألوان . يا جماعه والنبي هذي والله بستان ما ملكها أنسان // وحنا يا وسفه أهلها تاركيها من زمان // دشر كلمن جا دخلها صايره خانجخان // بابها مفلش مهدم والحراميه تحوف // وطوفه معرعر مهدم ومثلّمْ واكعيلك بيها حوف . والنواطير النشامى ذوله حلوين الجهامه //صلوات على النبي نايمين شلون نومه مستريحه بمذهبي . يا جماعه والنبي من حقوق الأنسان بالعرف والأديان // يعيش حر الفكر حر الرأي حر اللسان // يعيش آمن مطمئن البال كائن من كان . لكن الظالم تجبر سلب حقوق العباد عاث بالدنيا فساد // والظلم لو دام دمّرْ يحرك اليابس والأخضر واللي ما يصدك غبي // يا عرب الله أكبر أمة العرب سبي ------
** { وفي منولوج أهل الأفكار/ يدعو إلى محاسبة السياسيين المفسدين الذين أستلموا قيادة سفينة المجتمع ، فخانوا الأمانة وأضاعوها وجعلوها تتيه بين موجات طوفان الفساد وخراب الذمم ورشى وتصريحات كاذبة { أليست هي نفس شعارات ساحة التحرير ؟ } .
يا أهل الأفكار حالتنا عدم في عدم//ناحرنا تيار سايكنا سوك الغنم // ذوله الملاليح لازم ما نحاسبهم // تركوها للريح جنها مو سفينتهم// بس بالتصاريح أقبض من " دبش" عنهم .
** {مونولوج الدكتور/ عندما زار المندوب السامي البريطاني بغداد ، شبههُ بالدكتور الذي يعالج مريضه المقصود العراق والأوضاع السيئة الني كان يمرُ بها العراق --- وينطبق تماماً على ما يعاني الشعب العراقي من حكامه وأصحاب قراراته ، وهذه بعض أبياتها : -
يا ناس مصيبه مصيبتنا نحجي تفضحنا قضيتنا //نسكت تكتلنا علّتنا بس وين أنولي وجهتنه ---- دلينا يا دكتور!!! // آني يا دكتور وعيالي مرتي ولدي وأطفالي //ما اتمرضنا بكل داء وأبداً ما أخذنا دواء ولا راجعنا أطباء //بس من مدة لهل جم سنه تمرضنا وكعنه بعضنه //بأمراض صارت مزمنه نستنه الراحة والهنا // دكتور --- دكتور دخل الله أو دخلك ما تداوينا // داء أللي بينا منا أو بينا دتجينا الحمى من رجلينا // دسكينا العلكم بس شافينا . دكتور الجسم معافى // ما بي فد مرض أنخافه. العله علة الروح// مجروحه بسبع جروح لو تكدر تداوي الروح . حقق يا دكتور الأمل// ييزي مو طال الأجل . مو بالخطب مو بالزجل // أحنا نطلب منك عمل . أعزل أعضاء أللي تنعزل// بس خلينا نمشي عدل .**
** { منلوج منه --- منه – كلها منه : وهي أشارة إلى رأس الحكومة الظالمة وهي نفس شعارات تظاهرات الجمعة في ساحة التحرير وباقي المحافظات، وهم يشيرون إلى ال سي آي أي و أصحاب القرار الذين ضيّعوا البلد بما فيه من زرعٍ وتلد ، ويدعوا إلى الحل الجذري بالثورة والتغيير ، لعدم أستجابة الحكومة الأتحادية لمطاليب الشارع : منه --- منه --- منه كلها منه // مصايبنا وطلايبنا كله منه . مصيبتنه ندري كلنا أساس الفتنة كلها من صاحبنا // سكتوا لحد يسمعنا الرجل فرّقْ جلمتنا وأحنا فرطنا أبسمعتنه . بحيله أو دس وسبق أصرار // فرقوا جلمتنا الأشرار . الثار --- الثار لأهل الثار // يا ناس النار ولا العار . صرنه للعالم سخريه // ولا بعد نسوه شاهيه صمنه وفطرنه بجريه .
** { منولوج "اللي يحجي الصدك طاكيته منكوبه "// شيفيد الحجي ويه الأذنه مكطوبه . الغشاش راهي ويده بجيوبه // واليوم الحر الكريم محاسنه ذنوبه. هاي شلون كتبه مكتوبه // واليوم الخيانه بضاعه مرغوبه . والجاسوس صوره أبوسط جرجوبه // والجاهل أكثر نال مطلوبه والفقره اليوم حقوقها منهوبه. والأجنبي مكرّمْ كله من صوبه// وأبن البلد ديلعبون بي طوبه . لو يدري العبد يا ناس يشك ثوبه // الأعوج اليوم مبلطه دروبه . واليسكت عن الحق يترس جيوبه // أو هاي شلون كتبه شلون مكتوبه ---
وتحية أجلال للراحل المرحوم الأستاذ الفنان صاحب سلاح المونولوجست " عزيز علي "
في /24 أكتوبر / 2015



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن ---- مستنقع للجيوش المعتدية
- ثورة الأمام - الحسين - مدرسة لتعليم ثقافة التغيير!!!
- جورج برناردشو /رائد الأدب الأنكليزي الساخر
- الفريد نوبل ---- تاجر الموت ميّتْ !!!
- روسيا ------ وطوق النجاة
- جلال الشحماني ---- راية نضالية ووطنية
- دردشة فارغة / مع وزارة الداخلية العراقية
- عبد الرزاق الحسني/مؤرخ العراق المعاصر-أضاءات وخواطر
- المفكر عبد الخالق محجوب / القائد الشيوعي السوداني
- البرلمان العراقي / والعد التنازلي لأعلان وفاته !!!
- ديلما روسيف / الرئيسة البرازيلية الحديدية
- قانون الحرس الوطني / والذهاب إلى المجهول!!!
- ميركل -----الحس الأ نساني المرهف
- وداعا ً ----- وداعاً العزيز الراحل - وهاب -
- دستور مفخخ / أحذر !!! / أي دستورٍ نريد ؟
- أقرار قانون الأحزاب / قراءة تحليلية في تجلياته الأيجابية وال ...
- لوركا / شاعر الزهر، والقمر ، والموت
- بروسترويكا ----- بطعم التخدير !!!
- فوبيا - العمامه - و - الزيتوني- !!!
- ثرثرة في ساحة التحرير


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - عزيز علي ----- في ساحة التحرير