أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كامي بزيع - تماهي الطفل مع شخصية البطل في الالعاب الالكترونية














المزيد.....

تماهي الطفل مع شخصية البطل في الالعاب الالكترونية


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 12:58
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


"قضيت عليه"، "ضربته"، "ضربني"، "قتلني"، "قتلته" وغيرها الكثير من المفردات التي يرددها الاولاد وهم يلعبون الالعاب في الآيباد او tablet... يجعلهم يتماهون مع ابطال العابهم لدرجة يعتقدون معها انهم تحلوا بصفات "البطل الخارق" الجبار.
والامر لا يتم فقط على المستوى اللغوي انما هو يتعداه الى المستوى النفسي والعقلي، فهذا التماهي بين شخصية الطفل وبطل اللعبة الذي يصارع في الغالب كل من يجده في طريقه، تجعل من الصعب على الطفل دون السابعة من عمره، ان يفرق بين الحقيقة والخيال، فالبطل لا يتالم، ويمكنه ان يخلع يده او رجله او حتى رأسه، وعندما يموت يمكنه ان يعود ثانية، بحسب نوع اللعبة، والطفل لن يصدق ان ذلك ليس حقيقيا انما يعود الى مجرد رسوم وخدع تكنولوجية.
هذه هي الخطورة الحقيقة التي تعكسها الالعاب الالكترونية لدى الاطفال في اعمار معينة، بالنسبة لهم ليس من مسافة بين الخيال والواقع وان هذه الالعاب يمكن ممارستها بالفعل في الواقع، فعند حدوث مشكلة مع طفل اخر في البيت او المدرسة او الحديقة العامة او حتى في الشارع، فانه يعمل على حلها كما لو كان الامر لعبة من العاب "البطل الخارق" الذي لا يقهر.
هذا تحديدا مايسمى "العنف الافتراضي" الذي يتم فقط عبر لمس شاشة الايباد او التابليت، لكنه عندما يتحول الى واقع فان الطفل يستعمل يديه ورجليه وجسده كله وكانه في لعبة افتراضية، مع ان النتيجة قد تكون كارثية!.
من هنا فان النظر الى هذه الالعاب على انها وسيلة تسلية، تكون نظرة مجتزاة وغير كاملة، فبطريقة او باخرى تعمل هذه الالعاب على تعزيز السلوك العدواني لدى الاطفال، ويؤكد الخبراء انه اثناء ممارسة هذه الالعاب، تزيد معدلات ضربات القلب لدى الاطفال، وايضا ارتفاع ضغط الدم، والتشنجات العصبية واضطراب معدل التنفس، ويمكن بنظرة سريعة التاكد من تاثيرها مراقبة معدل التبول عند الاطفال اثناء ممارستهم لالعابهم.
على المستوى النفسي، تتخزن صور العنف التي مرت امامه عبر ابطاله في عقله الباطني، ويخلط في الحقيقة مابين تواجد هؤلاء الابطال في الخيال او في الواقع، ومن خلال هذا الخلط يتعاطى مع الاخرين، ولان هذه الالعاب صممت للتحدي والربح والفوز فلا قيمة للتسامح ولا دور للحياد اما ان تفوز ان تخسر، اما ان تكون البطل او المهزوم، اما الناجح او الفاشل، اما ان تضرب او تُضرب، اما ان تحصد النقود والجوائز واما الهزيمة...
ان مصممي هذه الالعاب ربما يحاكون ناحية غريزية لدى الانسان بالفوز والقوة والعظمة، ولكن عندما يتلقاها الاطفال تكون في غاية الخطورة، ومن هنا ليس علينا ان نستغرب تفشي ظاهرة العنف لدى الاطفال، وعدوانيتهم الزائدة، والتي قد لا نستطيع ايجاد مبرراتها بعيدا عما يقومون به في العابهم الالكترونية!.
تبقى رقابة الاهل اساسية في هذا المضمار، يجب على الاهل معرفة نوعية الالعاب التي يلعبها اطفالهم، قد تبدو للوهلة الاولى انها بريئة وليس من داعي للقلق، ولكن هذه النظرة المستعجلة للامر يمكن ان تؤدي الى عواقب وخيمة.
ان زرع قيم الحب الحق والخير والجمال لدى اطفالهم تبقى الحصن الرئيسي الذي يحميهم من كل ماتقدمه لهم التكنولوجيا من مساوئ، فلا العمل اهم من تربية الاولاد، والا الانشغال باي امر اخر في الحياة يستحق التغاضي عن امور ابناءنا والاشراف عليهم، علينا كسب ثقتنا بهم لنكون اقرب اليهم وملجأهم الحقيقي عندما يحتاجوننا... ولا يمكن ان يغيب عن اذهاننا ان طفل اليوم هو رجل الغد!.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هي -المطرة- في نبي جبران خليل جبران؟
- طارت الفكرة وحطت 15
- طارت الفكرة وحطت 14
- طارت الفكرة وحطت 13
- طارت الفكرة وحطت 12
- طارت الفكرة وحطت 11
- طارت الفكرة وحطت10
- طارت الفكرة وحطت9
- طارت الفكرة وحطت8
- طارت الفكرة وحطت7
- طارت الفكرة وحطت 6
- طارت الفكرة وحطت 5
- طارت الفكرة وحطت 4
- طارت الفكرة وحطت 3
- طارت الفكرة وحطت 2
- طارت الفكرة وحطت 1
- اين التسامح في ثقافتنا؟
- كل عيد وكل عمال العالم بالف خير
- هل تسمع؟
- الورقة رقم 20


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كامي بزيع - تماهي الطفل مع شخصية البطل في الالعاب الالكترونية