أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح2














المزيد.....

السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ح2
في الشق العراقي من القضية الأمريكية هناك رؤية إستراتيجية تقوم على محورين الأول تقوية الأصوات والاتجاهات التي تعادي إيران من جهة وتطلب ود أمريكا القوة العسكرية التي تتحكم بتفاصيل التبدلات والتحولات السياسية والعسكرية في المنطقة ,وبالتالي كي تتخذ ذريعة لموقف سياسي بالضد من حكومة المركز المترنحة تحت ضربات داعش من جهة والتنازع السياسي الداخلي بين الشركاء ,لتكون هذه القوى والأصوات البديل المناسب لمرحلة ما بعد داعش ولتستخدمها لاستنزاف كل القوى الشيعية عموما والموالية لإيران خصوصا وتضعف من سلطة الدولة لتصل بها إلى مرحلة الإملاءات التي تفرضها أمريكا في الوقت المناسب والمرتبطة بسقوط دمشق وضرب حزب الله في ضربة مزدوجة تسخر لها تركيا وإسرائيل والأردن ومع تجمع كل القوى التي توصف اليوم بالمعارضة المسلحة المعتدلة , عندها لم يكن أمام حكومة بغداد خيار إلا التسليم للأمر الواقع بإنسلاخ جزء مهم من جزيرة الموصل وكل الأنبار لصالح دولة الأردن الكبرى وبموجب قرار أممي تعده دول الخليج وبدعم من الجامعة العربية وبرعاية امريكية بريطانية فرنسية ,وبمقابل أيضا منح موطئ قدم لتركيا ومحاصرة في شمال سوريا والعراق وتأمين خط التجارة مع الخليج العربي وتعويضها بجزء من البترول السوري والعراقي ,كما يستهدف المخطط أيضا الحلم الكردي في دولة كبرى من جنوب روسيا وصولا للمتوسط .
هذا المخطط مقدمته كما شرحنا في قلب الشرق الأوسط ولكن تردداته وصدى يجب أن تضرب كلا من جدران موسكو وخاصرتها الضعيفة القوقاز والقرم وأوكرانيا , والصين لها نصيب من خلال الأقلية المسلمة التي أشترك الكثير من أفرادها كمقاتلين متدربين ذوي خبرة متراكمة قد يشكلون خنجرا مسموما في الجسد الصيني , قليلون هم من يدركون أن هدف ‘قلاق أوربا وإزعاجها ليس بعيدا عن صلب الإستراتيجية الأمريكية من تبني داعش ومنحها مدى زمني يقدر بثلاثين عاما لأجل بناء ما هو أكبر وأهم من منطقة الشرق الأوسط , إن تبني اليمين المحافظ الجديد لهذه الرؤية وترسيخها وأعتبار أن الرؤية الأمريكية للعالم يجب أن تنطلق من العين الأمريكية وحدها يمثل كامل المنهج التلمودي الصهيوني الذي تتبناه المنظومة اليمينية المتجددة أصوليا في الطبقة السياسية الأمريكية المعاصرة .
من هنا يمكننا أن نتحسس ردة فعل السيد بوتين وهو يقود روسيا العظمى برؤية مقابلة تعتمد الفرصة التي تسميها الأجهزة المخابراتية الدولية لحظة التخلخل لتضرب بقوة لتزيد من أحتمالات السقوط المدوي للمشروع المقابل , الرأي السياسي الطبيعي يحمل على روسيا بتوين أنها تأخرت كثيرا في مساعدة دمشق عسكريا واستراتيجيا قبل أن يضعف الجيش السوري والدولة السورية لهذا الحد , وكان لديها الكثير من المبررات القانونية ,الحقيقة أن روسيا التي تعتبر سوريا خطها الدفاعي الأساسي بوجه ما يسمى بالإسلام المتطرف المتحالف مع أمريكا كانت تنتظر لحظة التخلخل المناسبة بعد أن أستنزفت هذه التنظيمات والمشروع الأمريكي كثيرا من قبل الحشد الشعبي والجيش العراقي في العراق ومن قبل المقاومة اللبنانية (حزب الله ) والجيش السوري والمقاتلين الأكراد في سوريا وأصبح الموضوع مكشوفا للكل ولا يمكن أن يسخر ضد روسيا عالميا , هنا تحققت اللحظة ونزل الدب الروسي بكل قوة ليحطم جدران التحصن التي تختفي خلفها داعش .
لم يكن أحدا يتوقع هذا التبدل الدراماتيكي في الوضع العسكري في سوريا بدخول الجيش الروسي بهذا الكم والكثافة وبما يمتلك من قدرة لوجستية وتوجيه اليكتروني وميداني فاعل و وسيطرة وتخطيط دقيق وفاعلية نارية كثيفة ,وهم كانوا يتأملون بعدم تعثر المشروع الأمريكي وخاصة الرباعي اسرائيل تركيا والسعودية وإيران ,لكن المتتبع للشأن السياسي الذكي كان يحرص أن يتابع التطورات خاصة ويتوقعها بعد أنجاز الاتفاق النووي الإيراني الذي حرر من جهة إرادة إيران من الوقوع بالخطأ القاتل ,والإرادة الروسية التي لو تدخلت في وقت مبكر ستواجه بعاصفة من الأنتقاد والتدخل المقابل بحجة أنها تمثل تهديد للسلم العالمي وأحداث أوكرانيا والقرم ما زالت حاضرة في المشهد السياسي الدولي ,لم يكن التدخل وصورته غائبا تماما عن التفكير الأمريكي بل متوقع وأكيد ولكن ليس بهذه الصورة وبهذا التحدي العلني .
لقد لعبت إيران دورا مهما ومحوريا وشجاعا في جر روسيا إلى الساحة السورية برغم أن حاجة روسيا لهذا الدور لتعيد للعالم هيبة ومكانة الجيش والقوة والصناعة العسكرية الروسية , ولتظهر للخصوم والأصدقاء معا أن مقولة أمريكا سيدة الساحة السياسية العالمية وبإمكانها أن تفرض شروطها ورؤيتها وحتى المساس بالأمن القومي الروسي من خلال أوكرانيا وشرق أوربا سوف لا يواجه بردة فعل مناسبة , لقد أثبتت إيران بتحديها العلني وبإعتمادها على سياسة تحريك القوى الصغيرة التي بإمكانها أن تنفجر بقوة لتشكل مركز ثقل وإحراج للمشروع الأمريكي وتخلخل في قواعده, دافعا مضافا للتحدي الروسي في مواجهة شرسة وعلنية مع أطراف تتشارك مع روسيا في قضايا كثيرة وتتقاطع معها في قضايا أخرى ,لكن يبقى الأمن القومي الروسي هو الخط الأحمر الذي يجب أن لا يمس بأسوأ الأحوال ومن يتعمد التقرب منه أن يتوقع تدخلا روسيا قويا في أي مكان يقلق أعداء روسيا ويضرب في عمق المصالح المتبادلة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق
- مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد
- المدنيون ومستقبل الحراك الجماهيري
- الكاتب الحداثوي ومهمات أكتشاف المعيارية الإبداعية
- المسرح هو الإنسان وليس المكان , مقدمة رواية ( ملك لا يبلى )
- الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود
- رؤية عراقية في الإصلاح
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3
- مقدمة في الإلحاد ح2


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقاء ح2